( ذكريات قديمة )
نفسي أرجع تاني أعيش
بين حيطان بيتنا القديمة
يا هل ترى
صبحت خلاص متكسرة
ولا هلقاها سليمة.
وأناجي حبة براويز
سكناها صورة كام عزيز
وأقول لهم حبة كلام...
وابعت لهم مني السلام
وأقول واحكي وأعترف
الدنيا من غيركم قرف
فاضيه مالهاش أي قيمة.
نفسي أسمع صوت حبيبتي
إللي هي تبقى أمي
إللي ساكنه جوه دمي
إللي شايله تملي همي
حتي لو تصرخ تزعق
لما نلعب أو نبعزق
أو نِكَسَّر أو نغرق
عمرها ما كانت بتزهق
بردو كات ساكتة وحليمة...
حتى في عقابها رحيمة.
ولا جودها في المناسبة...
حتى لو من غير مناسبة...
الطبق رايح وجاي...
دار ولف في كل حي...
للي رايح واللي جاي...
مش بخيله زي ريمه...
حتي في الأخلاق كريمة.
جهدها دايما كبير...
لو حكيت سرك في بير...
فيها عزم وطاقة غير...
قد ١٠٠ مليون عزيمة...
أمي أعظم من عظيمة.
وافتكر في خيالي أبويا...
إللي كان صاحبي واخويا...
إللي ياما مني قرب...
لو زعلت القاه يرطب...
لو حزنت يقوم يطبطب...
ويراضيني بكل طيبة.
ولا لما يصحى بدري...
لأجل أكل العيش ويجري...
كل يوم على قوتنا مكفي...
وشه كان م الشمس مطفي...
كل همه إنه يرجع...
وفي إيديه مصاريف تكفي...
لأجل ما نبصش لبره...
لأجل روحنا تبقى حرة...
أصله عارف الكَسْرَة مُره...
لو هيبقى في نار وغبرة...
يرمي نفسه ١٠٠٠ مَره...
بس ما يشوفش في عيونا...
أي ضعف أو هزيمة.
ولا لما حد فينا كان يغيب...
عنه كان...
دايما بيسأل...
فين فلان؟؟
ولا لما حد فينا كان بيزعل...
يتقلب بركان حنان...
عمره عنا ما كان بيغفل...
أو لتفاصلنا بيهمل...
كان بيعذر ماهما نعمل...
قربه لينا كان أمان...
في المجالس بردو قيمة.
الحاجات ماتت خلاص...
بعد ما الغاليين ما ماتوا...
عمر عَدَّى بعد مُدَّة...
كام آهات لقلوبنا فاتوا...
حتي طواحين الأمل...
صبحت ملل...
والهموم صبحت جبل...
والأماني بقت علل...
حتى السعادة في النفوس...
صبحت يتيمة.
بقلم
عصام السعدني...