
قصيدة (لسعات حب المصلحة )
لسعات حب المصلحة
الذكي يظهر غبي
والخبيث ماسك زمام ضحاياه
يستعرض الضعف يشتكي
يذرف دموع يخترع خباياه
يبوح باسراره ليستمل ضحاياه
ثعلب ماكر على صورة أرنب
يقفز ناره مخفية تحت رماد
لديه التربة وضحايا السماد
يريد غلة ذات وفرة
مفتاحه وسر الشيفرة مصالح
يعطي انطباع أنه أخذ العبرة
من فشله مترافقة بنبرة متحشرجة
يظهر عليه أنه اتقهر
كان قلبه حديد وانصهر
يبين توبة نصوحة وبالحق انبهر
افعاله الخبيثة يغطيها بضعف
وانه يستعد يحتاج دعم
زرع الالغام يرشد لبعضها
بدوافع حسن نية
والبقية مخفية لا يعلن عن أماكنها السرية
يمثل عدم الاطلاع على البقية
ينحث الثقة شوية شوية
يسير أموره والخونة لديه محمية
زرع الفوضى والعمالة أصبحت تامرات كيدية
أصبحت تأخذ شكلها كالحرباء في كل قضية
فلسطين ياقفى فنزويلا
أنشطة تضرب ضربات تخلط
مثالية مبهرة تخلي العقول تتلف
النكران يمشي واهل الباطل خلاطوه
كلمات من الحق ومن الباطل صناع كعكة
تصريحات وأحاسيس تظهر قوتها أمام الكاميرا
نازيين ودموعهم منهمرة مع تصريحات مؤثرة
يشرحون أوضاع أهدافهم التي هي أوضاعهم
قبل توسع الحرب الكبرى المحررة
عند غياب التصوير تبرز انيابهم واظافرهم تصبح طويلة كمخالب النسر
أصواتهم عالية غليظة كالريح العاتية شعارها الانتصار على الحق
عقليتهم واوامرهم اقتلوا بلا تمييز
لا قيمة للاطفال سوى النظارة للبشرة
والاعضاء البشرية لزيادة أعمار النازيين فترة تلو فترة
طرد المهاجرين احسن فكرة اتخذها النازيين
لكنهم لا يطردون الجميع لديهم ود لمهاجرين
طموحهم استخدامهم لمنح انفسهم مشروعية
دخول أراضي بتمويل على اعتياش يتذكر فترة
أصبحوا استنفاعيين وأداة للابتزاز فقرة فقرة
خطط النازيين كونوا ثغرة وسط تغرة
لاخضاع أنظمة ضعيفة لخدمتهم من دون ذبح بقرة
يلاعبون الثيران بأسلوب انتحاريين لهم ذكاء يفوق ذكاء البقرة
في المكر والخداع الترهيب إنجازات أسطورية ليس لها سابق
سرعة النازين في رد الفعل قبل الضرب جعلوا الإعلام الحربي في كل لقطة خضوع
النازيون لديهم إلمام وهوس برد الفعل والحلول من كل الجوانب والتفاصيل ولو كانت تافهة
النازيون لديهم إلمام وهوس برد الفعل والحلول من كل الجوانب والتفاصيل ولو كانت تافهة
شعار النازيين تجميد أي حركة دفاعية
التدين والاخوة والقرب بالنسبة للنازيين اعلانات اشهارية
التدين والاخوة والقرب بالنسبة للنازيين اعلانات اشهارية
الدين والاخوة والقرب لدى النازيين صورة إعلامية
يتركون الخيار بأيديهم اقصد أي جهة باستحضار النية التي يرونها مناسبة
لديهم أساليب الممكن مئة بالمئة والمستحيل مئة بالمئة
ممكن الخائن والعميل في لحظة يصبح في صورة بطل
النازيين يصفقون بحرارة ويتقصون رد فعل الجهاد
ممكن يركنوا على جنب وممكن يغضبوا على حسب رؤيتهم للخسائر لي تهدد أمنهم
يحذرون لكن إصرارهم إخضاع الجهاد لهيمنتهم
النازيين يعرفون حدود العقيدة التى اعتدوا عليها
والنازيين يعرفون انه اذا لم تتوسع الحرب الكبرى فإن العقيدة تكون قد دمرت
النازيين إصرارهم على استعباد كل الناس بكل طريقة وبكل اسلوب
واصرارهم على الامر لا نظير له
وهم اعدوا العدة الامر والدليل أربعة عشر عاما وهم يتقافزون
ويهاجمون
اربعة عشر عاما ليل نهار النازيين لديهم إصرار على تحقيق محو العقيدة
القبح يوفرون لهم حياة رغدة
والمؤمنون يحاربونهم بكل انواع الأزمات
يرى النازيين الجفاء و ينتهزون ولو لحظة يمنحونها الحياة من أجل الانتقام
يحبون استعراض بعض التمرد يحبون استعراض سطوة التازيم
يحبون الابتزاز والشكر والفرح آخذين أي صفة
لا يكترثون حقدهم واقع ومبادراتهم متعجرفة
يبطشون و تطلعاتهم انها متاسفة
تأخذ جميع المواقع بردود سباقات تعاون ناسفة
تحب تشارك الشعور وتبادله بالكيد ناصفة
جبهات للاذية قد تشبعت بالانتقام وختام أفعالها اسفة
لا تأخذ جرائمها على محمل الجد وترى في نفسها ذات جمال ملائكي محبوب ذو تأثير وعاطفة
نيران النازية المتطورة ترى في نفسها شرا له أحقية في الوجود ولا ترى لنفسها عدالة معاقبة
ترى نفسها انها سر من أسرار الوجود وفي هذا جعلت نظرتها ثاقبة
لا تؤمن بالدين ولا سر الوجود الفت لمشروعها أنه يحق لها ان يتم لها السجود
لتجعل الناس لامرها على قدم واحد واقفة
النازية واضحة في طرحها سر الخلق في انسان كان قردا
وما شابهها من النظريات النازية كانت تؤسس وتطرح لغزا
فكه انها تريد غزوا للعقيدة وجعلها تفاهة
وجعل الذكاء الخضوع لاوهية النازية عمدا
نازية متطورة وجهودها الجبارة أرادت الألوهية لكن الجهاد لا يعترف بالحقارة
مهما بلغت النازية من التطور لكنها لم تؤسس لحضارة
عقلية النازيين أساسها تدمير أي حضارة
مجموعة من النازيين أرادوا مراكز ألوهية
يصطنعون فيها تماثيل تمثل أولياء الله
وهم في هذا آلهة أرادوا أن يتبرك بيهم في كل حضارة قادمة
ليصنعوا لانفسهم الخلود والرفعة لجعلها في كل نفس لديها دارا ليكونوا هم العقيدة
صراع النازيين استحقار واستجبان البشر لأنهم لديهم أسلحة ممكن تسبب دمارا
ونظرتهم لجبهات للجهاد القوية في روسيا والصين انها حريصة وخائفة على نفسها ومصالحها من أن يلحق بها دمار
النازيين مستميتون على الاستجبان وكل مرة لديهم طعون يمنحونها نقاط مستوى جبارة
أربعة عشر عاما تم تدمير ألاعيب النازيين عن استحقاق وجدارة
هبت نسيم تنتهي النازية وغبارها
بقلم الأديب الكاتب بلال شابو
قصيدة(فلسطين البلسم و الدواء )
فلسطين البلسم والدواء
رفعك النازيون فوق
تركوك معلقة في الهواء
رجل تحت رجل فوق
ركبوا لك جناحات تمنح الظلم القوى
يهود اتبثوا وجودهم بأعلى مستوى
خضوعهم صار جميل يمثل شراكة في المستوى
حمير يحملوا أثقال وشراكتها نوايا جميلة تغني على الهوى
كوخ وسط الجليد وبطاطين دفئ يجمع الحبيبة بالحبيب
والشاي على النار بسرعة استوى
يا محلى اللحظات الجميلة مشاعر دفينة
تعبر تدافع تحب تشوف الجمال في شعوبها
ترفع راية تغطي الخبايا والخفايا
تقوم بعملية تجميل دقيقة للغاية
تخلي ضحاياها غطاء لخطاياها
الدماء تجري لكبح رزاياها تخليها مسخرة مطواعة لخلاياها
طوعا او كرها تصنع ذكاء تطلب استغلاله بأي شكل وبسرعة
في اوج تصعيدها تظهر صورة يا محلى جمالها
حرب إعلامية تظهر فيها منافسة
منذ عقود وهي في التشويه منغمسة
نازية تحب تظهر الجديد رغم تكراره متحمسة
تشتري الدماء بابخس الأثمان خبرة وممارسة
تنتقل بين جبهات الجهاد مثل نحلة تمتص رحيق تنتج عسل
تحب تظبط وتحبط وتستعرض انها تفسخ وتربط
تمنح ضحاياها سلام يحبط وغدرها موجود ومتبث
النازية تقول امنها تصنع صراع دفاعي وهي تهاجم
أعلنت وزارة الحرب وهي تهاجم
تتعامل بكل الأساليب الناعمة والغليظة وهيمنتها تتعالى وتتغالظ
تحب الخداع والاحتقار تلعب على الأنفس تستدرج ضحاياها وتأخذ ما تريد
تجعل شعورهم يستحوذ عليه حب الظهور
تأخذ منهم وتلعن وتسخط عليهم وتلعن
تحترق بشدة وتقول ظهور مقزز ارعن
يا كرامة قد لقيتي من الفخاخ لقاء رفض الدهن
استغلها استغلال النازيين وطموحهم خلق دهن
يستعرضون القبول والرفض نازيون يستغلون الصلاح لتدمير الكبرياء
يريدون جعله مسحوقا تحت الرياء
يريدون صناعة العبودية ليصنعوا الشعور بالاستياء
النازيون يقفزون بالاعيبهم بالعبودية المصحوبة بالنغاق والرياء
اقول لاغنياء النازيين لستم المستهدفون من الأزمة الاقتصادية
المستهدفون الأنظمة النازية
غير مطلوب منكم العطاء بسخاء او بالشح
الجهاد يعرف ظروفكم القاسية
مهما بلغ قبحكم فانتم لا تشكلون قوة
أعين الجهاد غضت الطرف عنكم
تعرفون كيف تكونون كريمين وتعرفون ان الكرم يضاعف ثرواتكم درجات خيالية
لكن تشكل الأنظمة النازية جعل الشح والقبح يحكم
لا صوت ولا رؤيا صرتم روبوتات خاضعة ولسخطكم وخوفكم اثرتم التكتم
ومشعوذوا النازيين يتربصون بتحركاتهم الباطنية
صارت حالتكم تدعوا للاسى والمشعوذين يمثلون التحكم
التعذيب والشعوذة ونزع املاككم بسهولة وتهكم
حالتكم تدعوا للأسف وانتم في انعزال
بسبب حماقات الأنظمة النازية التي تباعد بين الفقراء وبينكم
لتظهر النازية بمظهر جميل وتجعل صورة الطوعية القبيحة انها تحكم
النازية تحب الاستفراد بقمة الجمال وكافة أطياف شعبها تريد لها الشتات والنبذ والتنابذ والانعزال
فرق تسد لدى النازيين زر التحكم
اليهود جمال خضوعهم باستعراض نوايا حسنة
وفلسطين رفعت رأيتها من طرف النازيين واحرقتها مرفوعة مثالية صناعة دواء يتفاعل كيميائي
وجعلت الذكاء غلاظة تلميع صورة بتكثيف طلعاتها تستغل صور الجهاد
الذي يعبئ لإنهاء عصر النازية التي بالوقاحة صنعت صورة بالحب المصلحي مغمورة
سنتان من التعبئة للاعلام الحربي فلسطين
يا إسرائيل هل ستشنين حربا على المغرب او الجزائر
حرب العودة ام ستستعرضين الوجود في الشرق الأوسط
إسرائيل تحركي اتركي فلسطين والشرق الأوسط وانطلقي
لاستعادة ارضك حلقي ببنت شفة لا تنطقي
حرب استعادة الديار لا تنخدعي بالضيافة
قومي بالخطوة وزودي للجهاد مليار عيار
ستستعيدين وطنك الذي سلبه الاستعمار في زمن الانهيار
ستجدين من هم من عرقك في الانتظار
إسرائيل هبي كالريح واقتحمي الديار
قد وقع عليكي الاختيارلا تتوجسي
يا يهود عودوا للديار
إسرائيل ستبقى قوية لو احسنتم الاختيار
كرامة اليهود تعايش مع كل الأديان والنازية الآن في انهيار
تستعرض حلولا فيها الترهيب وهي لا تعرف إلا اسلوب المقامرة
تحب إظهار الصالح طالح
تعمم الاعيبها لتجعلها انها عصبية تنافس
تضرب عرض الحائط العقيدة لتخلق تلابس
ألاعيب النازية صارت واضحة استعراضية
نشيطة نشاط طلعات إعلامية من أجل ظبط أنظمتها النازية بالمكر والاحتيال
تطمح للعب على عقول الاطفال لترمي بهم لجبهات القتال عندما يشتد عودهم قليلا
السفاحون النازيين سعيهم الحثيث لطمس صورتهم في فلسطين
لكن شعوبهم تعرفهم فلذات اكباد امهات تنزف وهم يبحثون عن التفلسف
انا واضح وصريح في كتاباتي
ما اعرفه اكتبه بلا فلسفة
احب المواجهة ابيض ابيض اسود اسود
لا أحب الاعوجاج بطل اتحدى النازيين باجتهاد
لا استجدي عطفهم او رحمتهم
ان بقيت حيا فلن اتوقف وان قتلت فجنة الخلود
من اجل الخالق ابذل قصارى جهودي
ان كتبت لي دنيا هنية فبفضل الله وجوده
وان استمرت احوالي في التازم فحمدي وشكري للخالق على نعمة خلودي
بقلم الكاتب الأديب بلال شابو

قصيدة( ساقاتل )
ساقاتل ولن استسلم
اما الانتصار او الموت
ساقاتل واقاتل واقاتل
لن ا تراجع خطوة
ساقاتل لا تزعزع الاهانات شعرة
ساقاتل بضراوة ونخوة
ساقاتل وهدفي إخضاع الطاغوت
ساقاتل والطاعات أمامي لا يتحمل غلوة
ساقاتل ولو بالسيف ولو ضربت بملايير الصواريخ
سأظل كشبح الموت يؤرق مضاجع الطاغوت
عينتي ليست للخضوع
مقاتل يأبى الرجوع
لا استسلم إلا للحق
والطاغوت انا البلاء المسلط عليه رغم الفقر والجوع
ساقاتل لن توقفني قنابل ذرية او هيدروجينية
سارد بالمثل كالمطر
يا دنيا عليك السلام اذا الطاغوت فجر
ساقاتل حتى وان تم فنائك لن استسلم ولن ا تراجع خطوة
يا أطفال لكم الله خالق الحياة
الموت أصبح مكتوبا في نظر الجهاد لا تهم بالقسوة
او بجنون القوة كلمة الله دماء طاهرة
رسالة للشعوب السجينة لدى الدول النازية
ارفعوا اكفكم عند توسع الحرب الكبرى
ان متم تعتبرون مجاهدين ابقوا حامدين شاكرين
رغم تصريحات ممكن تكون شبيهة بشعب فلسطين
الطرف مغضوض عنكم يا شعوب النازيين
والموت أصبح مكتوب على الإنسانية
ساكبح جماح طاغوت الناز بين المتطورين
بأي أسلحة استخدموها
اذا استخدموا السلاح الذري ستكون حربا ذرية
الجهاد الحمد والشكر للخالق لا وجود لاستخدام السلاح الذري إلا عندما يستخدم النازيون الغربيين السلاح الذري
سيحاول النازيون إظهار ان الجهاد من بدأ بالضرب بالسلاح الذري
رسالتي للنازيين الغربيين حذاري من استخدام السلاح الذري
اذا استخدمتموه فستفتحون بابا لبركان ثائر لا يدري ان يجري
لن استسلم ولن ا تراجع خطوة
ساقاتل بكل ما أوتيت من قوة
هدفي الانتصار حتى إخضاع النازيين الطغاة
ساقاتل ولن ا تراجع خطوة
ساقاتل ساحقق العدالة باللين او القوة
ساقاتل بعزم وإصرار و قوة
هدفي الانتصار وغير الانتصار لا ركون
ساقاتل معي كلمة الله الأقوى
اقول لشعوب النازيين عند توسع الحرب الكبرى
كونوا للخالق حامدين شاكرين وان قتلتم تنالون الشهادة بالجهاد أسوة
امتحان الموت في سبيل الله جنة الخلود اقوى
ساقاتل سادمر الشوارع و المنازل لكن المحاصيل والمياه لن استهدفها
ساقاتل ولن اتنازل عن الحق ويدي ممدودة لمن يستسلم وسط القتال
ومن يقومون بأعمال بطولية في تعطيل الأسلحة الذرية للنازيين الغربيين
ساقاتل ساجعل الدماء كالانهار تلون كل الأراضي التي يتواجد فيها نازيين فجار
كلمة الله اقوى
لن استسلم ساقاتل ولن اتوقف حتى انتصر
ساقاتل بالحكمة وان رأيت الفجور بالذري
اقول للدنيا عليك السلام
ساجعل الارض تهتز
صواريخ تضرب كل من ابتز
ساجعل الموت بجهادي يعتز
لم اخلق لاكون عبدا لغير الله
يا عواصف يا زلازل ياكوارث يا صواعق قد حق الحق وعرش الرحمان اهتز
بقلم الأديب الكاتب بلال شابو


طفولةٌ من غبار الى ضوءٍ
قصة قصيرة
بقلم بلعربي خالد (هديل الهضاب)
كان المساء يهبط على الحيّ ببطء، وصوت الأذان يمتزج بضحكاتنا التي تملأ الأزقة الترابية.
كنا نركض حفاةً، نلعب "الغُمّيضة" و"السبع حجار"، ونبني عوالمنا من أغطية القوارير وكراتٍ صنعناها من الجوارب القديمة.
لم نكن نعرف الملل، كانت الحياة تجري في عروقنا كما تجري الشمس في السماء.
وبعد اللعب، كنا نجتمع في بيت أحد الجيران حول تلفازٍ صغير بصوتٍ مبحوح وصورةٍ مشوشة، ننتظر بشغفٍ لا يوصف موعد الرسوم المتحركة.
كانت البداية مع "غريندايزر" البطل الحديدي الذي علمنا معنى الشجاعة،
ثم ننتقل إلى "ساسوكي"忍 الصغير الذي يقاتل بشرف،
ونضحك مع "زينة ونحول"، ونحزن مع "سندباد" في رحلاته عبر البحار.
وفي المساء، كنا نتابع "سوسن الزهرة الجميلة" و"هايدي" و**"عدنان ولينا"**، نعيش معهم وكأننا جزءٌ من قصصهم.
كانت تلك اللحظات كافية لتجعل قلوبنا ترفرف فرحًا، دون كهرباءٍ مستمرة، ولا أنترنت، ولا حتى تكييف.
ثم جاءت التسعينات، ومعها أولى لمسات التكنولوجيا الساحرة.
بدأنا نلعب في مقاهي الحيّ على أجهزة "سيغا" و**"أتاري"، ثم جاءت معجزة اسمها "بلايستيشن".
قضينا الليالي نحاول الفوز في Tekken وCrash Bandicoot** وWinning Eleven وMetal Slug،
كنا نصرخ فرحًا حين نسجل هدفًا، ونغضب حين نخسر، لكننا كنا معًا، وجوهنا تضحك، وقلوبنا قريبة.
أما اليوم…
أعود إلى الحي نفسه، فلا أسمع إلا صمتًا بارداً.
لا ضحكات، لا صراخ، لا أطفال يركضون خلف كرةٍ أو دُمية.
كل واحدٍ منهم يجلس في زاوية، رأسه منحنٍ نحو شاشة الهاتف، يحرّك أصابعه بلا وعي، وعيناه غارقتان في ضوءٍ أزرق يخطف البصر والعقل معًا.
أسأل نفسي كل مرة:
من المسؤول؟
هل نحن الذين استبدلنا دفء الطفولة ببرد التكنولوجيا؟
هل الجاني هو "الزمن الرقمي" الذي منحنا الراحة وسرق منا الحياة؟
أم الضحية هم هؤلاء الصغار الذين لم يعرفوا طعم التراب، ولا لذة انتظار الحلقة القادمة من "الكابتن ماجد"؟
كنا نحلم ونحن نضحك، وهم يضيعون وهم يحدقون في الشاشات.
كنا نرفع أبصارنا إلى السماء بحثًا عن نجمٍ أو غيمةٍ تشبه غريندايزر،
أما هم… فعيونهم لا ترى سوى شحن البطارية، وعدد المتابعين.
ويشهد الله والعلم، أن البصر اليوم لم يضعف من التعب، بل من فرط النظر في اللاشيء.
والعقول التي كانت تصنع أحلامًا من ترابٍ وألوانٍ،
صارت اليوم أسيرة إشعاراتٍ لا تنتهي…
لكنّي ما زلت أؤمن، أن في مكانٍ ما، طفلًا صغيرًا سيطفئ هاتفه،
ويركض نحو الشارع، يضحك، ويبدأ من جديد
رحلة طفولةٍ تشبهنا… حين كان العالم بسيطًا.
نهاية
رسالة:
في زمن لم تعرف فيه الطفولة غير ضحكةٍ في الحي، وكرةٍ من قماشٍ مهترئ، وشاشةٍ صغيرة تُضيء مساءات البساطة،
يعود الراوي بذاكرته إلى عالمٍ كان أنقى من الضوء وأجمل من الحلم.
لكن اليوم، انطفأت الساحات مرح ، وابتلعت الهواتف ضحكات الأطفال،
وهل يمكن للضوء الأزرق أن يُعيد لنا غبار البراءة الأولى؟
حين أحببتُ ظلّكِ
المونودراما
بقلم بلعربي خالد(هديل الهضاب)
رجلٌ فقير النسب، غنيّ القلب، يقف وسط صحراء رمزية، حوله صخور، يحمل في يده وردة ذابلة، ينظر نحو فرغٍ .
المشهد الأول
بين التراب والذهب
(صوت خافت، كأنّه يهمس لنفسه)
أنتِ هناك. ..
في قصرٍ لا يُفتح إلا لمن يملك اسمه،
في جناحٍ لا يُطرق إلا بأمرٍ من الخدم،
وأنا هنا. ..
أحمل وردةً ذابلة، واسمًا لا يُذكر في مجالسكم.
(يتقدم خطوة، يرفع الوردة الذابلة)
هذه الوردة.. .
سرقتها من حديقةٍ لا تعرفني،
ذبلتْ بين يديّ، كما ذبلتِ في قلبي،
حين صار حبّنا وصمةً،
وصار قلبي فقيرًا لأنّه أحبّكِ أكثر من نفسه.
(ينظر إلى السماء، ثم يضحك بسخرية)
يا سيدي قيصر.. ..
هل الحبّ يُقاس بالذهب؟
هل يُمنع الفقير من الحلم؟
هل يُعاقب العاشق لأنه لا يملك مفتاحًا من فضة؟
هل أعاقب من سرقة النظر؟
هل أشنق من كلمة حب خرجت من قلبًا منتحر؟
المشهد الثاني
صوتٌ لا يُسمع
(ينحني، يلمس الأرض)
هنا، في هذا التراب، كتبتُ رسائلي،
كلّها تبدأ بـ"أحبّكِ"،
ولا تنتهي، لأن الخدم لا يحملون كلمات الفقراء.
كلّ ليلةٍ، كنتُ أكتبُ لكِ:
"أحبّكِ رغمهم، رغم المال، رغم اسمكِ ابنت القيصر."
(ينهض، يصرخ)
أحبّكِ!
أحبّكِ كما يحبّ العبدُ الحرية،
كما يحبّ المنفيُّ وطنًا لا يعرفه أحد!
أحبّكِ لأنكِ كنتِ ظلًّا،
ولأنني كنتُ الضوء الذي لا يُسمح له أن يلمسكِ.
(صمت، ثم بصوت متهدّج)
لكنني. .. لستُ أميرًا،
ولا ابن وزير،
ولا أملكُ سوى هذه الوردة،
وهذا القلب الذي لا يُشترى.
(يرمي الوردة، يخرج من الضوء، تاركًا المسرح في ظلام)
المشهد الثالث
صوتٌ من خلف الجدار
ضوء خافت على الرجل، بينما يزداد هدير الريح. من خلف الستار، يظهر ضوءٌ باهت، وصوتٌ أنثويّ، ناعمٌ ومكسور، كأنّه يأتي من حلمٍ بعيد.
(الرجل واقف، ينظر إلى الوردة التي رماها، ثم يهمس)
ظننتُ أنني انتهيت. ..
أنني قلتُ كلّ شيء،
لكنّ الصمتَ لا ينتهي،
والحبّ لا يُغلق بابه،
حتى لو أغلقوه علينا.
(صوت الحبيبة، من خلف الستار، لا تُرى)
كنتُ أسمعك.. .
كلّ ليلةٍ، من نافذتي،
كنتَ تكتبُ لي على الريح،
وأنا أقرأك من بين أوراق الشجر.
(الرجل يرتجف، يتقدّم نحو الصوت)
أهذا صوتكِ؟
أم أنّني أتوهمكِ كما توهمتُ العدالة؟
هل جئتِ لتقولي لي: "أحبّك"،
أم لتودّعيني كما يودّع القصرُ خادمه؟
(صوت الحبيبة، أكثر وضوحًا)
أحببتك. ..
لكنّهم قالوا لي:
"الحبّ لا يُمنح لمن لا يملك لقبًا."
"القلبُ لا يُعطى لمن لا يملك بيتًا."
فخفتُ.. .
خفتُ أن أُطرد من اسمي،
أن يُسحب مني نسبٌ لا أؤمن به.
(الرجل يصرخ، ثم يهدأ فجأة)
كنتُ أطلبكِ، لا نسبكِ.
أردتُ قلبكِ، لا قصرَكِ.
أردتُ أن نمشي على الرمل، لا على الرخام.
لكنّهم.. .
هم من جعلوا الحبّ جريمةً،
والعاشقَ متّهمًا،
والوردةَ دليلًا على الخيانة.
(صوت الحبيبة، يختفي تدريجيًا)
لو كنتُ شجاعةً. ..
لكنتُ خرجتُ إليك،
لكنتُ مزّقتُ عباءتي،
ووقفتُ بجانبك، في الريح، في التراب، في النهر الميت.
لكنني.. لستُ شجاعة.
(الرجل ينظر إلى السماء، ثم يهمس)
وأنا.. . لستُ عنترا.
لكنني أحببتكِ كما يحبّ عنتر عبلة ،
وكما يحبّ الغريبُ وطنًا لا يُسمّى
(صمتٌ طويل، ثم يخرج من الضوء، تاركًا المسرح في ظلام، بينما ، وصوت الحبيبة يختفي تمامًا)
الغول
قصة من التراث الشعبي
بقلم بلعربي خالد (هديل الهضاب)
في دوار بني منسي، كان الغول يجوب الأرجاء، يزرع الخوف في قلوب الكبير و الصغير. كانت الشمس تغرب كل يوم، وكان الجميع يخافون من نزول الغول من الجبل القريب. كان يكفيه أن يدخل إلى أي دار ليلتهم ما فيها من طعام وشراب، ثم يعود إلى جحوره في الجبل قبل أن تدلهم الظلمات.
اجتمع أهل الدوار، وكان كبيرهم قد أجمع على ضرورة إيجاد حل. قال: "يا أهل الدوار، لقد طال علينا هذا الأمر، يجب أن نجد حلاً لهذا الغول الذي أرعبنا كل يوم."
رد كبير التجار بقلق واضح: "مللنا من هذه الحياة، أتعبتني هذه العيشة، لا أستطيع الاستمرار."
فكّر حكيم الدوار وابتسم، وقال: "ماذا لو كلفنا أحدنا بالتحدث مع الغول ليطلب منه أن لا ينزل إلى هنا؟ سنؤمن له الطعام .ونحمله له الى الجبل دون الحاجة لمعاناة."
سأل الجميع: "لكن من سيجرؤ على الاقتراب منه؟"
رد الحكيم: "أنا صاحب الفكر، لكن التنفيذ عليكم."
استقر الرأي على تنظيم قرعة لاختيار من يتحدث مع الغول. اجتمع الجميع في الساحة، فيما ارتفعت أصواتهم بالهمهمات خوفًا ورعبًا. ولكن، لم يكن هناك من يتقبل فكرة الذهاب إلى الجبل لملاقاة الغول.
عرض أحدهم نفسه، لكنه تراجع بسبب خوفه. وفي النهاية، قرر الجميع اختيار ثلاثة منهم للذهاب: نافع وفارس وماهر. رحلوا في الصباح الباكر نحو الجبل، وقلوبهم ترتجف من الخوف.
عندما وصلوا إلى المغارة، وجدوا الغول في حالة جوع شديد. دارت بينهم حوارات متوترة، وأحسوا بقوة نظره الحمراء تغمرهم بالرعب. ومع ذلك، انطلق أحدهم ليخبرهم بشروط الغول.
عاد الثلاثة إلى الدوار ليبلغوا أهلهم أخبار الغول. "يا أهل الدوار، الغول وافق ولكن بشروط."
سأل أهل الدوار بفضول، "ما هي الشروط؟"
أجاب أحدهم: "الغول حاب يزوج من بنت من الدوار."
ظهر الذعر على وجوه الجميع، وتساءلوا عن مدى استعداد أي فتاة للتضحية بنفسها من أجل إنقاذ القرية.
وفي خضم الفوضى، ذكر أحدهم "الضاوية بنت شعبان، إنها جميلة وذكية." لكن الحكيم عارضهم على هذا القرار، خاصة أن الضاوية مخطوبة الى شاب يدعى ناجي.
لكن من أجل الدوار، كان الجميع عازمين على حماية موطنهم. قررت الضاوية تضحية بنفسها رغم خطوبتها، بينما كان ناجي في حالة من الذعر والغضب لأنه كان يحبها.
تجمعت القرية لإجراء المناقشات، وناجي بدا مصمماً على فعل شيء لإنقاذ الضاوية. قرر أن يواجه الغول حتى لو كان الثمن حياته.
وفي ظل التوتر، غادر ناجي إلى الجبل، والجميع خائفون من المجهول. تناقلت الأخبار بأن ناجي قد قتل الغول، واحتفلت القرية بذلك، وسط تداخل الأفراح.
وكان اليوم يوم الزفاف بين الضاوية وناجي، حيث انتشرت البهجة في كل مكان بعد انتهاء من الغول. وأصبحت حكاية تروى للأجيال القادمة معلقين آمالهم على التضحية في سبيل ا ن تشرق الشمس الضاوية.
نهاية
بلعربي خ
الرسالة:
بهذه النهاية ، تعلم الجميع أن التضحية والشجاعة هما الطريق نحو الأمان، وأن كل فرد يمتلك القدرة على تغيير مجرى الأمور، مهما بدت التحديات كبيرة.
تضحية بنفسها رغم خطوبتها، بينما كان ناجي في حالة من الذعر والغضب لأنه كان يحبها.
تجمعت القرية لإجراء المناقشات، وناجي بدا مصمماً على فعل شيء لإنقاذ الضاوية. قرر أن يواجه الغول حتى لو كان الثمن حياته.
وفي ظل التوتر، غادر ناجي إلى الجبل، والجميع خائفون من المجهول. تناقلت الأخبار بأن ناجي قد قتل الغول، واحتفلت القرية بذلك، وسط تداخل الأفراح.
وكان اليوم يوم الزفاف بين الضاوية وناجي، حيث انتشرت البهجة في كل مكان بعد انتهاء من الغول. وأصبحت حكاية تروى للأجيال القادمة معلقين آمالهم على التضحية في سبيل ا ن تشرق الشمس الضاوية.
بهذه النهاية ، تعلم الجميع أن التضحية والشجاعة هما الطريق نحو الأمان، وأن كل فرد يمتلك القدرة على تغيير مجرى الأمور، مهما بدت التحديات كبيرة
رسالة سجين رقم 694
المونودراما
بقلم الكاتب بلعربي خالد (هديل الهيضاب)
المشهد
الزنزانة مظلمة، ضوء خافت يتسلل من فتحة صغيرة في السقف. سفيان يجلس على الأرض، يرتدي زيًا برتقاليًا، يحدّق في جدار رسم عليه بأظافره سنونو يطير قد دخل من فتحة صغيرة في السقف.
سفيان : (بصوت متهدج)
"منذ ثلاث وعشرين سنة وأنا هنا..
لا تهمة، لا محاكمة، لا وجه للعدالة.
قالوا إنني خطر،رغم أنني لم أحمل سلاحًا قط.
كنت أبحث عن عمل، عن حلم، عن حياة.
فوجدت نفسي في زنزانة لا تعرف الزمن."
( ينهض ببطء، يتجه نحو الجدار، يلمس الرسم)
"كنت أرسم بفتات الفحم ماتبقى من عيدان الكبريت متناثر هناك في ساحة، باظافري وبدم أصابعي أحيانًا.
كل لوحة كانت نافذة، كل خط كان صرخة. رسمت وجه أمي، ودمعة أبي، وطفولتي في حيّنا الشعبي.
رسمت السنابل التي كانت تنمو على شرفة بيتنا، والغربان التي كانت تطير فوق رأس الوطن."
(يتوقف، يخرج ورقة مهترئة من جيبه، يقرأ)
الرسالة الأخيرة
أخي عزيز مالك،
لا أعرف إن كنت ما زلت تذكرملامحي ام لا،
لكنني أتذكرك كل يوم، حين أغمض عيني.
أذكر صوتك، وضحكتك، ورائحة خبز أمي.
هنا، في غوانتانامو، كل شيء رمادي.
حتى الأمل صار رماديًا.
أكتب لك بريشة صنعتها من عظم دجاجة،
وبحبر خلطة من الصابون والصدأ.
وعلى ورق مهترئ، خبأته في حذائي.
ألون به جدران زنزانتي،
لأقنع نفسي أنني ما زلت إنسانًا.
أكتب لك من زنزانة لا تعرف الضوء
منذ أن وطئت قدمي هذا المعتقل،
أتعلم كيف أتنفس بصمت، كيف أعيش بلا حياة،
وكيف أقاوم الموت الذي يتسلل إليّ كل يوم
لا من رصاصة، بل من الجدران.
زنزانتي ضيقة، جدرانها رمادية، رطبة، تنزّ عفنًا.
لا نافذة فيها، سوى فتحة صغيرة في السقف....
لا يدخلها إلا حين شعاع الشمس.
ومرة في الشهر
يسمحون لي بالخروج إلى ساحة المعتقل.
القفص الكبير....
فيه سماء بعيدة، لا تُلمس.
أخرج مكبل اليدين والقدمين، أرفع رأسي لأرى الغيوم،
فأبكي بصمت.
ممنوع أتحدث إلى أي سجين. ممنوع أن أبتسم، ممنوع أن أصرخ،
أن أتنفس بصوت منخفض.
نعم الحراس يراقبوننا ، يصرخون، يركلون، ويضحكون.
الطقس هنا لا يرحم في الشتاء، تتجمد أطرافي.
وفي الصيف، يتحول الهواء إلى نار، والماء لا يكفي نزلاء .
الطعام؟ قطع من اللحم لا تُعرف هويتها، أرز بلا طعم،
وخبز يابس كالحجارة.
أحيانًا أجد فيه حشرات، فأضحك، هذا ليس غريب.
لا يُسمح لي بالاستحمام إلا مرة كل أسبوعين.
وأحيانًا أقل.
جسدي يصرخ، جلدي يتقشر، ورائحتي تسبقني.
ملابسي؟ زي برتقالي، متسخ، لا يُغسل إلا حين يتعفن.
الليل؟ هنا لا ينام.
يظل يهمس لي بأصوات الغربان،
وبأسماء كانوا معي و رحلوا.
أكتب لأنني لا أريد أن أموت صامتًا.
أكتب لأنني ما زلت أؤمن أن هناك من سيقرأ رسالتي،
من سيشعر بي ، وربما سيبكي.
أكتب لأنني أحب الحياة،
رغم أنهم سرقوها مني.
أخبر أمي أنني لم أمت،
لكنني لم أعد حيًا كما كانت تعرفني.
أخبرها أنني سأغادر قريبًا،
ليس إلى الوطن، بل إلى الربيع.
وداعًا ياخي عزيزمالك،
إن عاد جسدي، فاقرأ عليه هذه الرسالة،
وإن لم يعد، فازرعها في التراب،
لعلّها تنبت حرية."
ابنكم،
سفيان سجين رقم 694
معتقل غوانتانامو
نهاية
يسقط سفيان على الأرض، يغمض عينيه، بينما صوت السنونو يرتفع في الخلفية، يغني حريةً لا تُعتقل.
بلعربي خ
"صالح... ينام على ظلّ البلاد"
نامَ صالحُ،
ولم تنمِ الأرضُ بعد.
تُحاذي خطاهُ الرمالُ،
وتسألُهُ:
هل انتهى الطريقُ؟
فيبتسمُ،
ويقولُ: الوطنُ لم يبدأ بعد...
يُغنّي بصوتٍ من ترابٍ وورد،
ويحملُ في صدرِه نخلتين:
واحدةٌ لأمٍّ تبكي،
وأخرى للوطن الذي لا يبكي.
يا صالح،
يا ابنَ الجرحِ النديّ،
كيف استطعتَ أن تُقنعَ الموتَ
أنَّكَ أكبرُ منه؟
كنتَ تمشي،
لا على الأرض،
بل على ضوءِ الذينَ لم يولدوا بعد،
تزرعُ في خطوكَ أغنيةً
عن خبزِ الفقراء،
وعن شمسٍ لا تغيبُ عن العيون.
نامَ صالحُ،
لكنَّنا صحونا على اسمِه،
فامتلأتِ الطرقاتُ بالعطر،
وامتلأ الليلُ بالحنين.
يا ابنَ الجفري،
يا وجهَ الجنوبِ الحالمِ بالماء،
يا نخلَةً تعانقُ الريحَ ولا تنحني،
نمْ قريرَ القلب،
ففي دمِك خرائطُنا،
وفي صمتِك نشيدُنا الجديد.
رنا عبد الله


قصيدة :" إلى معلّمي... تاجُ العقولِ والقلوبِ "
____
✍️ شعر: الدكتور عيد كامل حافظ النوقي.
محاضر _شاعر وكاتب وأديب _خبير تربوي وتعليمي_خبير استشارات نفسية وأسرية.
سفير سلام دولي.
______/
قُم واهتفِ اليومَ للحُرِّ النجيبِ بأنَّ المعلِّمَ رمزُ المجدِ والثِّقابِ.
هو النُّورُ إنْ أظلمتْ دربُ الحياةِ هو المصباحُ في ليلِ الغِيابِ.
يُعلِّمُ الجيلَ معنى الحقِّ دومًا ويروي العقلَ من نبعِ الصَّوابِ
يسيرُ في صمتٍ على دربِ العُلى ويزرعُ الحلمَ في صدرِ الشَّبابِ.
يهبُ العمرَ كي يَسمو وطنُهُ ويحيا الحرفُ في ثغرِ الكُتابِ.
لهُ في القلبِ منزلةٌ سميَّةٌ كأنَّ اللهَ خصَّهُ بالاقترابِ.
إذا ما ذُكرتْ أجيالُنا شكرًا لهُ سطعَ الضِّياءُ ككوكبٍ في السَّحابِ.
هو الأبُ الثاني إذا ما غابَ والدٌ وهو الرِّفاقُ وإنْ شحَّ الصِّحابِ
بهِ قامتْ الحضاراتُ اعتلاءً وبالعلماءِ تُبنى كلُّ بابِ.
فطوبى لِمَنْ علَّمَ النَّشءَ هِمَّةً وخطَّ المجدَ في سفرِ الكِتابِ
فيا معلِّمَنا الجليلَ تحيَّةً تفيضُ ودًّا كعِطرٍ في الرِّحابِ.
فأنتَ تاجُ الرُّسلِ من بعدِ الهدى وريثُ النورِ من خيرِ الصِّحابِ
ستبقى خالدَ الذكرِ الرفيعَ ويسمو اسمُكَ في وجهِ الصِّعابِ.
سلامًا يا منارَ الفكرِ دومًا وعزًّا لا يُقاسُ بالذَّهَابِ.
ودمتَ رمزَ الوفاءِ لكلِّ دارٍ وكنزَ العلمِ في صدرِ الشَّبابِ.
_____
بالعلم ترتقي الأمة.
المقال التاسع عشر من سلسلة "نهضة الأمة"،
بعنوان :
"من ثقافة الشكوى إلى ثقافة المبادرة: طريق الأمة من الضعف إلى الفعل"
_________________________________
مقدمة:
تمرّ أمتنا الإسلامية اليوم بمرحلة تاريخية دقيقة، لا ينقصها الوعي بالمشكلات، بل ينقصها الفعل، والمبادرة. لقد أصبحت الشكوى سلوكًا عامًا، وصار كثير من الناس يكتفون بتوصيف الواقع بدل تغييره، وكأنهم متفرجون في مسرح الأحداث. وهنا تتجلى الحاجة إلى التحول من ثقافة الشكوى إلى ثقافة المبادرة، فنهضة الأمم لا تُبنى بالكلام بل بالعمل، ولا تُصنع بالعواطف بل بالوعي والإرادة.
_______________________________
أولًا: ثقافة الشكوى سجن نفسي، وفكري:
ثقافة الشكوى تُطفئ الحماس، وتزرع العجز في النفوس.
من اعتاد التذمر فقد عطل طاقته، وألغى مسؤوليته، وترك مكانه للآخرين.
وقد حذرنا القرآن من هذا السلوك السلبي حين قال تعالى:
> ﴿ذَٰلِكُم بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ﴾ [غافر: 75]
فالفرح السلبي والشكوى الدائمة من غير عمل هما وجهان للعجز الحضاري.
_____________________________
ثانيًا: ثقافة المبادرة منهج الأنبياء ،وصانعي النهضة:
المبادر لا ينتظر الظروف، بل يصنعها.
كان سيدنا إبراهيم عليه السلام أمة وحده لأنه بادر إلى الدعوة في وسط مجتمع غارق في الشرك.
وكان سيدنا محمد ﷺ أعظم مثال للمبادرين حين بدأ التغيير بفرد واحد ثم صنع أمة من العدم.
إن المبادرة ليست جرأة عشوائية، بل وعيٌ بالمسؤولية، وشعورٌ بأن التغيير يبدأ من النفس:
> ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾ [الرعد: 11].
_____________________________
ثالثًا: من الفرد إلى الأمة – دورة المبادرة في البناء الحضاري:
نهضة الأمة تبدأ من الفرد الذي يقرر أن يكون فاعلًا لا متفرجًا.
المصلح الذي يُعلم الناس خيرٌ من ألف ناقد يشتكي.
والمربي الذي يغرس الأمل أعظم أثرًا من المحبط الذي يندب الواقع.
والمؤسسات التي تزرع ثقافة المبادرة تُخرج أجيالًا قيادية قادرة على حمل الأمانة.
فكل مبادرة صادقة — مهما صغرت — هي لبنة في صرح النهضة، وسهم في معركة الوعي.
______________________________
رابعًا: معالم التحول من الشكوى إلى الفعل:
1. التربية على المسؤولية: بتنشئة الجيل على أن التغيير يبدأ به لا بغيره.
2. تحويل الألم إلى أمل: فالمبادرة تولد من رحم المعاناة لا من رفاهية الكلام.
3. العمل الجماعي: لا ينهض فرد وحده، بل أمة تتعاون على البر والإصلاح.
4. ترسيخ مبدأ الإنجاز لا الأعذار: فكل عذر هو باب لتأجيل النهضة.
5. القدوة الملهمة: الأمة لا تتحرك بالخطاب فقط، بل بمن ترى فيهم الصدق ،والعمل.
____________________________
خاتمة:
الأمم التي تصحو من سبات الشكوى لتنهض بالفعل تصنع التاريخ من جديد.
فلنكن من صنّاع المبادرة لا من رواة الألم، ومن بناة الأمل لا من نقّاده.
قال الشاعر:
> إذا غامرتَ في شرفٍ مرومِ ** فلا تقنعْ بما دونَ النجومِ
فلنغادر مقاعد الانتظار إلى ساحات العمل، ولنجعل من كل كلمة مشروعًا، ومن كل فكرة إنجازًا، ومن كل ألم بداية فجرٍ جديدٍ لأمتنا.
فالأمة التي تبادر... لا تُهزم أبدًا.
اللهم أتم فرحة أهلنا في غزة بخير وسلام.
اللهم امين يارب العالمين.
____________________________
دعوة _تربية _نهضة أمة.
الدكتور عيد كامل حافظ النوقي.
___


وشاية الضوء الأخيرة
أصابع الاتهام تحوم فوق رأسي كغربان سود، تتهادى بلا رحمة، كل واحدة تصرخ صمتا في أذني: "أنت المذنبة… أنت المسؤولة… أنت! "
أحاول أن أتنفس، أن أجد ملاذا في الظلام، لكن الهواء ثقيل، محمل بالهمسات التي تسحبني إلى قاع لا يظهر له ضوء.
كل وجه يمر يراقبني بعينين نافذتين، كل خطوة أخطوها تصبح إثباتا على جريمة لم أقترفها، وكل كلمة تقولها شفتي تُحوّل إلى سيف يُطعن به قلبي.
رغم كل هذا، أستجمع آخر بقايا صمودي. أطأطئ رأسي في خشوع، أسمع صوتي الداخلي يقول لي: "لن يستمروا، لن يستطيعوا أن يطفئوا نورك يا نور . أنت أكثر من أصابعهم، أكثر من الظلال التي يرمونها عليك"
في اللحظة التي يكاد فيها الظلام يبتلعني، أبتسم. أصابع الاتهام تهرول، تتبدد، وتبقى الحقيقة، ضوئي الذي لا ينطفئ، وحده شاهدي، وحده حصني.
بقلمي: فتيحــة نـور عفــراء




سيناء... حين تنطق الأرض بالحياة
بقلم الأديبة المصرية: هدى أحمد شوكت
---
كان البحر صامتًا تلك الليلة، لكن صمته لم يكن هدوءًا، بل كتمانًا لعاصفة.
النجوم وحدها تجرأت أن تضيء طريق القوارب الصغيرة، كأنها شموع تُنير جنازة الخوف.
جلس رفعت بيه في مؤخرة القارب، متخفيًا في زيّ صيادٍ بسيط، بينما كانت عيناه تحملان نظرة رجلٍ يعرف أن الوطن لا يُصان بالرتب، بل بالفعل.
كان البحر ساكنًا من فوق، لكنه في أعماقه يضجّ بأسرار الحرب، كقلب أمٍّ تخفي ألمها عن أولادها.
على الشاطئ، كان عم نصر يرقب الموج، كمن يقرأ رسائل القدر من تموّجاته.
قال لصبيانه وهو يوزع الشباك:
"ارموا الشباك كأنكم تبحثون عن رزق، لكن الليلة... رزقنا كرامة."
كان يعلم أن البحر هذه المرة لن يُعيد سمكًا، بل سيُعيد للوطن ما فقده.
تحركت القوارب كالأشباح، تنساب في الظلام بخفة الصبر.
وفي عمق الليل، على مقربةٍ من الضفة الشرقية، نفّذ الرجال مهمتهم الصامتة:
زرعوا أجهزة التنصت، ورسموا خرائط المواقع، وعادوا بخطى لا يسمعها حتى الموج.
كان رفعت بيه يهمس:
"كل موجة تحرسنا، وكل نجم شاهد علينا."
وعندما أطلّ الفجر، كانت الشمس كأنها تفتّش في البحر عن أسرارها.
القوارب تقترب من البرّ، والقلوب تسبقها بالدعاء:
"اللهم سلّم... وردّنا سالمين."
وعلى المرسى، كان عم نصر ينتظر بلا حراك، مسبحته تدور في يده، وحباتها تُعدّ أنفاس البحر.
وفجأة صاح بأعلى صوته:
"رجعوا... البحر رجّعهم!"
نزل رفعت بيه من القارب، مبلّلًا بعرق البحر لا مائه، وقال للشيخ:
"مصر تُسلّم عليك يا عم نصر."
أطرق الرجل رأسه، كمن تلقى وسامًا من السماء، لكنّ لحظة الفخر لم تدم طويلاً، إذ وصلت دورية عسكرية تستجوب الصيادين عن غيابهم.
تقدّم رفعت بيه ونزع غطاء رأسه، فبانت ملامح الجندي، وقال بهدوءٍ يشبه الصاعقة:
"هم لم يغيبوا... هم أنقذوا الوطن."
تغيّرت ملامح الضابط، وتلقّى أمرًا في جهازه اللاسلكي، ثم أشار بتحية عسكرية وهو يقول:
"تمّت المهمة بنجاح... فُتح الطريق للمرحلة القادمة."
عاد الرجال إلى شباكهم كأن شيئًا لم يحدث، لكن في الحقيقة... كل شيء تغيّر.
وفي المساء، حين جلست سيناء إلى مائدة الطعام تُعدّ السمك لأبيها، كانت تهمس لوالدتها:
"هل عاد النصر فعلًا؟"
فجاء صوت عمها من خلف الباب:
"النصر لم يعد فقط يا بنتي... بل سكن فينا."
وفي تلك الليلة، اجتمعوا جميعًا في بيت شيخ الصيادين.
كان رفعت بيه حاضرًا، يشاركهم الطعام في صمتٍ مهيب، كأنه يأكل من قلب الوطن.
كلما وقعت عيناه على سيناء، شعر أنه يرى وجه مصر: جميلة، صبورة، وفيّة.
وقبل أن يغادر قال:
"الليلة أنقذنا أرضًا، وغدًا نحمي قلبًا. إن كانت سيناء ابنة الوطن، فكل شبرٍ منها يستحق أن نُولد من أجله مرتين."
---
مرّت الأيام، وجاءت الحرب الكبرى.
سافر طاهر نصر، ابن عمّ سيناء، يحمل بندقيته كمن يحمل وصية البحر.
كان وجهه صافيًا، وفي عينيه ظلٌّ من نور رفعت بيه، كأن الشجاعة تورّث مثل الاسم.
خاض المعارك بجرأةٍ نادرة، حتى أصابته شظية جعلت الأرض ترتجف تحت قدميه، لكنها لم تنل من كبريائه.
عاد بعد الحرب يمشي على عكازٍ خشبيّ، يطرق به الأرض كأنها طبل انتصار.
خرج الأطفال يركضون خلفه يهتفون:
"رجع البطل... رجع طاهر!"
وفي مقدمة الجمع، وقف عم نصر، يحتضن ابن أخيه والدموع تملأ عينيه، وقال بصوتٍ متهدّج:
"كنت أعرف يا ولد، إن البحر ما يبلعش رجاله."
أما سيناء، فكانت تقف على عتبة البيت بثوبٍ أبيض بسيط، يرفرف مع نسيم البحر.
ابتسم طاهر وقال:
"ما زال البحر يناديني يا سيناء، لكنه اليوم ناداني باسمك."
لم تُجب، لكن ابتسامتها كانت أبلغ من كل الكلام.
وفي اليوم التالي، جاء وفد من الجيش ومعهم أمر التكريم.
وقف الضباط صفًا في ساحة القرية، وكان رفعت بيه بينهم يحمل وسام الشجاعة.
قال بصوتٍ جهوريّ يخترق القلوب:
"باسم مصر، نكرّم الجندي طاهر نصر، الذي لم يدافع عن الأرض فقط، بل صان كرامتها بدمه."
صفّق الأهالي بحرارة، وتعانقت الزغاريد مع دقات القلوب.
تقدّمت سيناء بخطواتٍ خجولة تحمل باقة من زهور النيل، وقدّمتها لطاهر أمام الجميع.
حينها ابتسم رفعت بيه وقال:
"اليوم نفرح بالنصر مرتين... في الميدان وفي القلب."
---
في المساء، أقيمت الاحتفالات الكبرى في ساحة القرية.
الزينة تملأ المكان، والأعلام ترفرف، والأغاني الوطنية تمتزج بضحكات النساء.
لكن رفعت بيه ظلّ صامتًا عند حافة البحر، ينظر إلى الأفق كمن ينتظر رسالةً من الغيب.
اقترب منه عم نصر وقال:
"البلد فرحت يا بيه، ليه ساكت؟"
فأجابه:
"لأن الفرح الحقيقي يا عم نصر... لما نحافظ على اللي رجّعناه، مش بس نحتفل بيه."
في تلك الليلة، جلس طاهر إلى جوار سيناء، وقال لها وهو يلمس يدها برفق:
"كنت أحارب لأعود إليك، لا لأعود فقط."
فأجابته بصوتٍ واثقٍ دافئ:
"والآن، كل خطوة تمشيها هي طريق نحو وطنٍ جديد... لا جراح فيه إلا من الحب."
---
نامت القرية على أنغام الفرح، والبحر ما زال يهمس بحكايته المعتادة:
أن البطولة لا تُكتب بالرصاص وحده، بل تُختم بالحب،
وأن الوطن ليس الأرض التي نسكنها، بل القلب الذي يسكننا.
في مكانٍ ما، بين الموج والرمل، كانت سيناء تمشي بخطاها الواثقة، تشبه وطنًا يتعافى من جراحه،
وحين رفعت رأسها إلى السماء، شعّت في عينيها لمعة تشبه وعدًا أبديًا...
أن لا ينكسر فينا النور ما دامت الأرض تنطق بالحياة.
---
وتبقى سيناء... نداء الأرض الذي لا يخبو، وصوت الإنسان حين يتوحّد مع وطنه.
© جميع الحقوق الأدبية والفكرية محفوظة للكاتبة الصحفية والأديبة المصرية هدى أحمد شوكت


يوم حصاد الفول السوداني
© بقلمي: هدى أحمد شوكت – جميع الحقوق محفوظة
---
من أجل أن تشهد اللحظة التي طالما حلمت بها مع زوجها، وقفت "منى" بين السنابل، تضحك بعينين دامعتين، وقد غمرها شعور الفخر والدهشة. كانت الصحراء أمامها تزهو بلونها الأخضر الجديد، كأنها استعادت الحياة بعد طول غياب.
التفتت نحو "عمر" فرأته يرفع أولى ثمار الفول السوداني عاليًا، كما لو أنه يرفع راية نصرٍ استحقّه بالعرق والصبر.
قال "محمود" وهو يمسح العرق عن جبينه بكمّ قميصه:
– والله يا جماعة، ما كنت أظن أن الرمل ده يقدر يطلع خير كده!
ضحك "هاشم" وقال بثقة:
– مش الرمل يا صاحبي، دي الإرادة… الأرض ما تدي إلا للي يحبها.
في تلك اللحظة، اقترب "العمدة نعمان" بخُطاه الوقورة، وعلى وجهه مزيجٌ من الدهشة والفخر. ربت على كتف "عمر" وقال بصوتٍ عميقٍ فيه دفء الحكمة:
– كنت دايمًا أقول يا ولدي… اللي يزرع أمل، يحصد حياة.
ثم التفت إلى الحضور بصوتٍ جهوريٍّ:
– اليوم مش يوم حصاد فول… ده يوم حصاد جهد وشرف وإيمان بالبلد دي.
تعالت الزغاريد في الأرجاء، وارتفعت أصوات الشباب بالأغاني الريفية القديمة، بينما كانت الشمس تميل نحو الغروب، تلوّن السماء بلون الذهب الممزوج برائحة الفول السوداني الطازج.
مدّ "عمر" يده نحو "منى" مبتسمًا وقال:
– شايفة يا منى؟ حلمنا بقى حقيقة.
فأجابته وهي تمسح دموعها بين ضحكةٍ وبكاء:
– حلمنا… وبكرة حلم بلدٍ كاملة يا عمر.
وهكذا، تحوّل ذلك اليوم من مجرّد موسم حصاد إلى بداية عهدٍ جديد، عنوانه:
"حين آمن شباب الزراعة أن الصحراء ليست جافة… بل تنتظر من يرويها بالأمل."
© جميع الحقوق محفوظة للأديبة المصرية هدى أحمد شوكت


"لوحة بلا عنوان"
بيتٌ بلا سقفٍ ولا جدران
خيمة ممزّقة من كتّان
لا تحتاج لدخولها
قرع جرس ولا طرق بيبان
حصيرة من قشٍّ وخيطان
عليها تجلس فتاتان
الذعر في عينيهما
وينتابهما هلع وهزيان
أين والديكما ؟
وإبنتيهما كيف يتركان؟
عندما قُصفت دارنا
كنا نختبئ عند الجيران
ولا نعرف أي خبر عنهما
منذ زمن حتى الآن!
يا له من سؤال غبي
هل إعتقدت أنهما يتنزّهان
حتماً كان علي أن أتوقع
أنّ في الجنّة لهما مكان
بكيت وإنعقد اللسان
أمام لوحة لم يرسمها فنّان
في معرض همجي
لا يحمل توقيع إنسان
فاطمة البلطجي
لبنان/ صيدا
القلم ،، يكتب حرية ،، ويدون أسطورة ،، في صفحات المجد،،، ويعلن الحقيقة في زمن الزيف ،، ما أجمل أن تمتلك قلماً صادقاً لا تغيره الحوادث و لا ألأيام ،،لا يرتهن للمادة ،، ولا تخيفه القوة ،، قلم يكتب وعيا ، ويحرر إنسانا ،، ويزيل غموضا ،،
قلم صوته أقوى من الرصاص ،، ومداده كالدواء ، كلماته تجبر القلوب ، وترفع الهمم ، وتشحذ العزم
قلم يقاوم الصمت
قلم يقاوم الظلم
قلم يعشق الحرية ويكتب من أجلها دوما .
دمتم في خير وعافية .
علي صالح العواد



"أنا وزياد و حاجز الخوف"
كان المساء ساكنًا ، إلا من همس الريح وهي تمرّ على وجه النهر ، كأنها أصابع خجلى تلمس صفحة الماء لتوقظه.
كنت أنا وزياد نسير على الطريق الترابي الممتد بين الحقول ، الطريق ذاته الذي كنا نلعب فيه صغارًا ونخاف من ظلاله ليلًا.
قال زياد بصوت خافت :
أتذكر يا طارق حين كنّا نركض من هذا المنحدر ،
لأننا كنا نظن أن وراءه وحشًا؟
قلت مبتسمًا : نعم ، كنا نظن أن الظلال تتكاثر بالليل ،
لتأكل قلوب الصغار.
توقف زياد فجأة ، نظر إلى البعيد وقال : أتعرف؟
الخوف لم يكن في الظلال ، بل فينا.
نحن من ربّيناه حتى صار له صوت ورائحة.
قلت : وربما صار له اسم أيضًا ، اسمه العادة.
نظر إليّ بدهشة ، فتابعت : الخوف لا يعيش إلا في أرضٍ اعتادت الصمت ، ونحن سكتنا كثيرًا.
جلسنا على صخرةٍ صغيرة ، أمامنا السكون وخلفنا العمر.
قال زياد : ما حاجز الخوف يا طارق؟
أهو جدار من الوهم أم من التجارب؟
قلت وأنا أحدّق في الأفق : هو جدار من الأسئلة يا صديقي ، كل سؤال فيه طوبة ،
وكل إجابة خاطئة تزيده سُمكًا.
ضحك زياد : إذًا كيف نهدمه؟
قلت : بأن نسأل من جديد ، لا لنُطمئن أنفسنا ،
بل لنجرّحها بالصدق.
سكت قليلًا ، ثم نهض وقال : أريد أن أراه.
قلت : من؟
قال : حاجز الخوف. أريد أن أراه بعيني.
أمسكت بيده وسرنا نحو الظلام الذي كنا نخشاه قديمًا.
كل خطوة كانت كأنها درس في الفلسفة ،
وكل ظلٍّ يتحول إلى مرآةٍ تعكس شيئًا من وجوهنا.
وحين وصلنا إلى نهاية الطريق ،
كان هناك شيء يشبه الضباب ، كثيفًا وغريبًا.
قال زياد : أهو هو؟
قلت : لا أعرف ، لكن اقترب.
اقترب زياد ، مدّ يده في الضباب ، ثم عبره.
نظرت إليه من الجهة الأخرى ، كان يبتسم ،
وجهه مضيء كأنّه تحرّر من زمنٍ طويل.
قال : إنه لا شيء يا طارق ، لا شيء!
ابتسمتُ وقلت : بل هو كل شيء ، لأنه كان فينا ، لا أمامنا.
ثم عبرت أنا أيضًا ، وشعرت كأنني ولدت من جديد.
خلفنا ظلٌّ انكسر ، وأمامنا ضوءٌ لم نره من قبل.
قال زياد : الآن فقط فهمت
قلت : ماذا؟
قال: أن الخوف لا يُهزم بالشجاعة ، بل بالصدق مع النفس.
ومضينا في الصمت ، كأننا نترك وراءنا قرونًا من الوهم ، ونمضي إلى حياةٍ تبدأ من قلب الحقيقة.
وبينما كنا نسير في الضوء الجديد ،
سأل زياد بصوتٍ متهدّج : هل ينتهي الخوف تمامًا يا طارق؟
أجبته : لا ، لكنه يتبدّل شكلاً .
يصبح حكمةً تحرس القلب بدل أن تقيده.
تأمل السماء طويلًا وقال : كنت أظنه عدوًا ، فإذا به معلّم.
قلت : المعلم القاسي هو الذي لا يرحل حتى تفهم درسه.
جلسنا على حافة الضوء ، لا ظلّ لنا هذه المرة.
كنت أراه يبتسم لنورٍ لم يره أحد من قبل.
قال زياد: كلنا نحمل حواجزنا ، بعضها من خوف ،
وبعضها من حبٍّ لم نكتمل فيه.
قلت : وربما الخوف هو ظلّ الحبّ حين يضعف.
أطرق رأسه وقال :
إذن علينا أن نحب أكثر ، لا أن نتشجع أكثر.
قلت : بالضبط يا صديقي ،
فالشجاعة ليست ضدّ الخوف ، بل ضده الجمود.
ثم سكتنا.
كان الليل قد بدأ يبتسم لنا من بعيد ،
كأنه يعترف بهزيمته أمامنا.
ولأول مرة ، شعرت أن العتمة يمكن أن تكون رفيقًا لا خصمًا.
قال زياد وهو يمدّ يده إلى الظلام من جديد :
لم أعد أريد أن أراه كعدوّ ، بل كسترٍ مؤقت قبل الفجر.
ابتسمت : هذا هو الدرس الأخير يا زياد ،
أن من يواجه الخوف لا يبحث عن الضوء ، بل يصنعه.
"أنا وزياد وما بعد الحاجز"
بعد أن عبرنا الضباب ، لم نجد أرضًا جديدة كما تخيلنا ، بل وجدنا أنفسنا في الداخل.
كأن الحاجز لم يكن يفصل بيننا وبين العالم ،
بل بيننا وبين ذواتنا.
كانت الأرض هادئة ، لا زمان فيها ولا اتجاه ،
فقط صمت نقيّ كأنه مادة الوجود الأولى.
قال زياد بصوت مدهوش :
أهذا ما بعد الخوف؟
قلت : ربما ، أو لعله ما قبل الخوف.
كأننا عدنا إلى أصلنا الأول قبل أن نتعلم الارتجاف.
تقدّم بضع خطوات وقال :
أشعر بخفة غريبة ، كأن شيئًا في صدري أُزيل.
قلت مبتسمًا :
تلك هي القيود التي كنا نحملها ونظنها أجنحة.
جلس زياد على حجر صغير يشبه مرآةً صخرية ،
نظر في انعكاسه وقال :
أترى؟ لم أعد أرى وجهي كما كان. كأنني شخص آخر.
قلت : لأنك رأيت نفسك دون خوف ،
والمرآة لا تكذب إلا حين نكذب نحن.
سكت لحظة ، ثم قال : كنت أظن أننا سنصل إلى نورٍ يغمرنا ، إلى فجرٍ مهيب ، لكن كل ما هنا بسيط ، ساكن ، بلا صخب.
قلت : النور الحقيقي لا يأتي ضجيجًا يا زياد ،
بل يأتي هدوءًا يُصلح الداخل.
إذن ، هل انتهى الطريق؟
لا ، بل بدأ. فالعبور لم يكن نهاية ،
بل ولادة تغيّر المشهد من حولنا.
الضباب تحوّل إلى صورٍ من حياتنا القديمة :
" طفل يبكي ، أمّ تصلي ، رجل يهرب من ظله ،
وعاشق يمدّ يده نحو من لا يراه."
قال زياد وهو يشير إلى الصور : هذه حيواتنا!
قلت : لا ، هذه وجوه الخوف فينا،
كل واحدٍ منها صورة ناقصة منّا.
اقترب من صورة الطفل ، نظر إليها طويلًا وقال :
كم بكينا ونحن لا ندري لماذا.
قلت : لأننا وُلدنا بقلوبٍ مفتوحة ،
ولم نجد من يحتضنها بالطمأنينة ،
فتعلمنا الخوف بدل الحنان.
ثم أشار إلى صورة الرجل الهارب وقال : وهذا؟
قلت : هذا نحن حين صدقنا أن الخلاص في الهرب.
ابتسم زياد بأسى ، ثم قال :
يبدو أن كل جدار في حياتنا ، بنيناه بأيدينا.
قلت : نعم ، ونحن من يجب أن نهدمه بالحقيقة ، لا بالحجارة.
وبينما كنا نتحدث ، بدأ النور يتغيّر لونه شيئًا فشيئًا ،
صار ذهبيًا دافئًا ، كأنه يتنفس معنا.
قال زياد : أشعر أني أستطيع أن أرى الماضي دون ألم.
قلت : هذا هو التحرر ، أن ترى دون أن ترتجف ،
وأن تتذكر دون أن تُعاقب نفسك.
اقترب مني ووضع يده على كتفي وقال :
طارق ، حين نعود ، هل سيتغير العالم؟
قلت : لا ، لكنه سيبدو مختلفًا لأننا تغيّرنا.
العالم لا يتبدل ، الذي يتبدل هو العين التي تراه.
ضحك زياد وقال : إذًا الحاجز لم يكن في العالم ،
بل في نظرتنا إليه.
قلت : تمامًا ، الخوف لم يكن عدواً ، بل باباً إلى الفهم.
في تلك اللحظة سمعنا صوتًا يشبه نداء بعيد ،
كأنه يأتي من أعماقنا :
"ارجعا ، فالضوء الذي وجدتماه يجب أن يُشعل في الآخرين."
نظرنا إلى بعضنا ، ثم إلى الطريق الذي عدنا منه ،
لم يعد هناك ضباب ، فقط سماء منفتحة كأنها وعد.
قال زياد : هل نعود؟
قلت : نعم ، لنعلّم من بقوا خلف الحاجز ،
أن الضوء لم يكن يومًا في الخارج.
أمسك بيدي كما فعل أول مرة ، وعدنا نسير ،
لكن هذه المرة ، لم يكن فينا خوف ولا ظلّ ،
كنا نضحك ، والريح من حولنا تهمس كأنها تصفق لنا.
وهكذا انتهى الحاجز ، لم يسقط بصوت ،
بل تلاشى في قلوبٍ عرفت أن الشجاعة لا تُكتسب ،
بل تُستعاد.
"أنا وزياد والذين بقوا خلف الحاجز"
عدنا.
كانت الطريق ذاتها، لكن لم تعد كما كانت.
الأشجار نفسها ، إلا أنها بدت أكثر صمتًا ،
كأنها تعرف أننا عبرنا شيئًا لا يُرى.
الهواء كان مختلفًا ،
يحمل في داخله رائحة أسئلة لم تُطرح بعد.
قال زياد وهو يحدق في البعيد :
هل تظن أنهم ما زالوا هناك؟
قلت :
الخوف لا يرحل عن الناس ، بل يغيّر ملامحه ،
يلبس وجوههم ويجلس بينهم.
سِرنا بخطواتٍ هادئة نحو القرية.
كانت الأنوار خافتة ، والبيوت مغلقة الأبواب ،
كأن الليل فيها قانون.
وعندما لمحونا ، لم يصدق أحد أننا عدنا.
اقترب شيخٌ عجوز وسأل بخوفٍ غامض : من أنتما؟
قلت : نحن من كنّا وراء الحاجز.
تراجع خطوة وقال : لا أحد يعود من هناك!
ابتسم زياد وقال :
بل كل من لم يذهب هو العالق هناك يا عمّي.
سرت همهمة في الجمع ، بين الخوف والفضول ،
بين التصديق والرفض.
امرأة صاحت: ماذا وجدتما؟ أهو الموت؟
قلت بهدوء: بل الحياة ، ولكن بلا خوف.
نظروا إلينا كما يُنظر إلى مجانينٍ تحدّوا المجهول.
قال رجل ضخم الصوت :
الحياة بلا خوف فوضى ، فالخوف هو ما يحكم الناس!
أجابه زياد :
بل الخوف هو ما يُخضعهم ، لا ما يُنظمهم.
النظام الذي يولد من الرعب هشّ ،
يسقط حين يبتسم طفل في وجهه.
دخلنا الساحة الكبرى ، وقف الناس من حولنا.
كنت أراهم وأتأمل وجوههم التي تشبه وجهي القديم ،
أعين قلقة ، شِفاهٌ لا تعرف إلا الهمس ،
وقلوب تظن النجاة في الطاعة.
قلت بصوتٍ مسموع : الخوف لم يُخلق ليحكمنا ، بل ليحذرنا.
هو إشارة ، لا قيد.
هو نار صغيرة تنبّهنا من السقوط ، لكننا جعلناها محرقة للروح.
رفع أحد الشبان يده وقال :
وكيف نعيش بلا خوف؟ من يحمي الضعفاء؟
قلت : الوعي.
حين يفهم الإنسان ذاته ، لا يعود بحاجة إلى خوفٍ يحرسه ، بل إلى ضوءٍ يرشد خطاه.
قال زياد : الضعيف لا يحتاج من يخيفه ،
بل من يُذكّره بقوته المنسية.
وفي تلك اللحظة ، هبّت ريح قوية ، وانطفأت بعض المصابيح.
ارتبك الناس ، وصرخ أحدهم : الحاجز يعود!
ابتسمت وقلت :
لا، إنه لا يعود ، أنتم من تستدعونه حين تهربون من أنفسكم.
اقترب طفل صغير ، لم يتجاوز العاشرة ،
نظر إليّ بعينين لامعتين وسأل :
هل يمكنني أن أرى ما رأيتم؟
انحنيت نحوه وقلت:
حين تصدق نفسك ، ستراه ، وحين لا تخاف من السؤال ، ستعبره دون أن تدري.
ضحك زياد وقال :
هذا هو الجيل الذي لن يبني حواجز جديدة.
تفرّق الناس بصمتٍ متأمل ، كأنهم سمعوا شيئًا لم يُقال بعد.
بقيتُ أنا وزياد وحدنا وسط الساحة.
قلت : هل تراهم فهموا؟
قال : ليس بعد ، لكنهم بدأوا يفكرون.
وهذا أول صدعٍ في الجدار.
رفعت رأسي إلى السماء، فرأيت القمر يخرج من الغيوم كأنه يبتسم لنا.
قلت: الخوف يا زياد ،
حين يتكلم الإنسان عنه ، يبدأ في الموت.
قال : وحين يصمت الناس عنه ، يعود ليحكمهم.
ثم سار كلٌ منا في اتجاهٍ مختلف قليلاً ، لا فراقًا بل اتساعًا.
صوت الريح صار يشبه نشيدًا جديدًا ،
نشيد من طمأنينةٍ خرجت من رحم العاصفة.
وفي آخر المشهد ،
جلس طفل على حافة النهر حيث بدأ كل شيء ،
رسم على التراب دائرة صغيرة وقال :
هذا حاجزي ، سأعبره غدًا.
وانتهى الضوء إلى الداخل ، حيث لا خوف ، ولا حاجز ، بل إنسان بدأ يفهم.
"أنا وزياد وصوت الذين لم يولدوا بعد"
الليل كان صافيًا على غير عادته.
النجوم تتدلّى كأنها تهمس بشيء لا تقدر اللغة على قوله.
جلسنا أنا وزياد عند حافة الزمن ، لا مكان ولا ساعة ،
فقط إحساس بأننا صرنا جزءًا من حكاية لا تنتهي.
قال زياد وهو يحدق في البعيد : هل تسمعهم؟
قلت : من؟
قال : الذين لم يولدوا بعد ، أصواتهم تأتي من الغد ،
خافتة كالمطر قبل أن يلامس الأرض.
أصغيت ، وفعلاً ، كان هناك همسٌ يشبه النبض ،
كأن المستقبل يتنفس في صدر الحاضر.
قال صوت صغير لا أعرف مصدره :
هل تركتم لنا طريقًا بلا خوف؟
نظرت إلى زياد ، ثم إلى الظلمة التي لا تخيف ،
وقلت : تركنا لكم سؤالًا مفتوحًا ،
فالحياة التي تخلو من الأسئلة تموت قبل أن تبدأ.
سكت الصوت لحظة ثم قال :
لكننا نُولد خائفين من أول صرخة ، من أول فراق ،
من أول امتحان للروح.
أجابه زياد:
الخوف لا يولد معنا يا صغيري ، بل يُلقَّن لنا مع أول كلمة :
" احذر "
إنهم يربّوننا على الحذر قبل أن يعلّمونا الحرية.
سأل صوت آخر ، أكثر نضجًا:
وهل الحرية بلا خوف ممكنة؟
قلت : ليست الحرية غياب الخوف ،
بل أن تعرفه ولا تنحني له.
أن تمشي في طريقٍ تعلم أنه مؤلم ،
لأنك تؤظظمن أن الألم هو معلم الحقيقة.
سادت لحظة صمت ،
ثم سمعنا أصواتًا كثيرة ، تتداخل كأنها جوقة أرواحٍ لم تُخلق بعد ، تقول :
نحن قادمون ، لكننا نريد عالمًا لا يُخيف الحلم.
نريد أن نُولد في أرضٍ لا يُعاقَب فيها السؤال.
نريد أن نعرف ، هل أنقذتم العالم أم أنفسكم؟
قال زياد بابتسامةٍ حزينة :
أنقذنا القدرة على السؤال ، وهي أُمّ كل إنقاذ.
قلت : العالم لا يُنقذ مرة واحدة ،
بل يُستعاد في كل جيلٍ يولد من رحم الوعي.
وأنتم ، يا من لم تولدوا بعد ،
أنتم الامتداد ، لا البدء ،
وأنتم الفجر الذي يكتمل حين نفنى نحن في صدقنا.
ظهر أمامنا ضوء ،
لكن لم يكن مثل أي ضوءٍ رأيناه من قبل.
كان يشبه أصوات الأطفال حين يضحكون للمرة الأولى ، يشبه وعدًا قديماً كتبه الله في قلوب البشر :
أن النور لا يموت.
قال زياد : هل تظن أنهم سيسمعوننا؟
قلت : لا يحتاجون إلى سماعنا ،
يكفي أن يواصلوا ما بدأناه ،
أن يولدوا وهم لا يخافون من النظر إلى أنفسهم.
اقترب منا أحد الأصوات وقال في هدوءٍ سماوي :
هل الخوف يعود؟
قلت : نعم ، لكنه يعود ليذكّرنا أننا أحياء.
كل من لا يخاف فقد جزءًا من إنسانيته،
لكن من يترك الخوف يحكمه ، فقدها كلها.
ثم ساد سكون مطلق ، كأن الوجود كلّه استراح لحظة.
مدّ زياد يده إلى الأفق وقال :
اسمع يا طارق ، إنهم لا يطلبون منا بطولات ، بل صدقًا.
قلت : والصدق أعظم من البطولة ، لأنه لا يُصفّق له أحد.
ومع أول خيط من الفجر ،
لم يبقَ أحد سوى صدى الكلمات ،
يتردد في الفضاء كأنّه عهدٌ مكتوب على الهواء :
"لكل جيلٍ حاجزه ، ولكل حاجزٍ ضوء ،
ومن يعبر ، يورّث العبور لمن بعده."
ثم قام زياد ، نظر إليّ وقال :
انتهت الرحلة يا طارق؟
قلت :
لا يا صديقي ، نحن بدأناها نيابةً عن الذين سيكملون.
فالحكاية لا تُكتب لتُقرأ ، بل لتُورّث.
ومضينا في الصمت ،
لا إلى نهايةٍ ، بل إلى استمرارٍ جديد ،
حيث يولد الإنسان من نفسه ، كلّما تذكّر أنه لم يُخلق ليخاف ، بل ليعرف.
"زياد وحده بعد طارق"
زياد :
استيقظت على صمتٍ أثقل من الكلام.
كان الفجر يحاول أن يولد ، لكن شيئًا في الأفق بدا ناقصًا ، كأن الضوء نفسه فقد صديقه.
نظرت إلى جانبي ، فلم أجد طارق.
ترك مكانه خاليًا إلا من ظله ،
ظلٍّ يشبه الذكرى أكثر مما يشبه الغياب.
مشيت في الطريق الذي عبرناه معًا.
الحقول كما هي ، والعصافير كما كانت ،
لكنّ شيئًا في قلبي تغيّر
كنت أسمع صدى خطانا القديمة
وكأنها تعزف لي لحن الفقد.
قلت في نفسي :
ها أنا وحدي بعد طارق
لكن من أنا الآن؟
أهو زياد الذي كان يرتجف عند الحاجز؟
أم ذاك الذي تحدّث مع أصواتٍ لم تولد بعد؟
في البعيد ، سمعت صوت طارق.
لم يكن نداءً ، بل سكونًا يتكلّم.
طارق لم يمت ، لقد تماهى فيّ.
صار جزءًا من صوتي حين أصدق ،
جزءًا من هدوئي حين أخاف ،
وجزءًا من ضميري حين أتردد.
قال طارق في داخلي :
لا تبحث عني في الخارج ، لقد أصبحت أنت.
قلت له بصوتٍ مرتجف :
وكيف أعيش دونك؟
قال :
عش كما كنت تحيا معي ، بالصدق ، لا بالاعتماد.
جلست على ضفة النهر التي بدأنا منها كل شيء.
كانت المياه أكثر صفاءً ، كأنها تحمل ذاكرة الرحلة.
رأيت انعكاسي ، فرأيت وجهين : وجهي ووجه طارق
امتزجا حتى لم أعد أعرف من منا يتحدث.
قلت :
الخوف مضى يا طارق ، لكن الفقد ثقيل.
قال الصوت :
الفقد هو الدرس الأخير ، هو أن تحب بلا امتلاك ،
وأن تواصل الطريق حتى وإن رحل الرفيق.
غابت الشمس بعد قليل ،
لكن الغروب هذه المرة لم يكن حزنًا ، بل وعدًا بالاستمرار.
فكل غيابٍ صادق يترك خلفه أثرًا يضيء أكثر من الحضور.
قمت من مكاني وسرت نحو الأفق ،
كل خطوة كانت كأنها وصية،
وكل نفسٍ كان كأنه تذكير بأن الحياة لا تتوقف عند أحد ، حتى الذين أحببناهم حتى العظم.
قال طارق في داخلي :
هل تتذكر ما قلناه للذين لم يولدوا بعد؟
قلت : نعم ، أن لكل جيلٍ حاجزه ، ولكل حاجزٍ ضوء.
قال : الآن أضف أنت وصيّتك ، يا من بقيت بعدي.
فكتبت على الرمل قبل أن يأخذها النهر :
"لا تبحثوا عن الضوء في السماء "،
بل في قلوبٍ جرّبت الظلمة وعادت منها إنسانًا.
هدأ كل شيء.
الريح مرّت بي كأنها تودّعني بحنوّ.
رفعت رأسي إلى النجوم التي شهدت حكايتنا ،
وقلت همسًا :
وداعًا يا طارق ، لا كفقد ، بل كاكتمال.
فمن يعرف نفسه ، لا يكون وحيدًا أبدًا.
ثم مضيت في الطريق،
بلا خوف ، بلا ظلّ ، بلا سؤالٍ لم يُسأل.
كنت أنا وحدي بعد طارق
لكنّي كنت كاملًا للمرة الأولى.
تمت
طارق غريب

٦ أكتوبر:~
أتعلمين ياغزة....... مذاجرى؟
سلبنا الدجى فجركِ الأغيدا
وكان الجوع...... على شفتيك
يستغيثُ .... الترب والجلمُدا
وعدنا بصبحٍ ينيرُ الدروب
ويزيحُ من علأ هامتيكِ الردى
ضحاه ستّه أكتوبرنا المجيد
نجوم مواكبه رضّعنا الشوهدا
ودوى الهتا ف إرحلو ياسباع
ويا نازية الغرب كوني سدى
زحفناعليهم زححف اللهيب
وعربدَ طوفانُ أكتوبرعربدَ
نسفنا سياج الغلاف المنيع
وغني الكون لنا كلّه وانشدا
توحدت صرخاتنا صرخة ٌ
وردّد صدا ها مدى المدى
صبرنا فقا حت جراحتنا
جهنّم على الظلمِ لن يخمدا
وضجّ الكلاب من الفاتحين
ومنه الذي أستعجل الموعدا
ومنه الذي أثار علينا القطاع
ومنذا أرشدهُ وكيفَ أهتدى
أهي غزة ثار علينا بركانها؟
وأمطرنا بوابل حممه وارعدا
ومادت بناحيفة مع عسقلان
فتشظى هناك وهناأستأسدا
وللقصيدة بقية.....
الشاعر أحمد محد المحمدي
الموافق السبت ١١توبر٢٠٢٥


بكاء أم وطفلها
الكاتب: أبو الهاشم خان
البلد: بنغلاديش 🇧🇩
صرخة طفلة عاجزة صامتة، وقطرات الماء تتساقط على خدها، أخبروني يا شعوب العالم، ماذا علّمنا هذا المشهد؟ ماذا تعلمنا من كل هذا وكم اكتسبنا من عار؟ هذا ليس مجرد سؤال اليوم، بل سؤال إنساني عمره ألف عام، سؤال أرواح الأطفال الصغار الضعيفة. إنه بالتأكيد سؤال دموع طفل تمزق نبض أمه، يبدو اليوم أن إحدى عيني البشرية العالمية عمياء، وأذني ضميرها، ربما مدللتان. تُصنع الرصاصات والقاذفات والصواريخ من قلوب خرساء وعنيفة. اليوم هناك منافسة، من يستطيع إصابة هدفه على بعد كم كيلومترًا؟ لماذا لم تفكروا ولو لمرة واحدة أن الأمهات والأطفال يعيشون أيضًا على الأرض؟ لمن تُعنى "السلامة أولًا"؟ من صاغ هذه الكلمة، وأين طلب تطبيقها؟ لماذا لا يُكتب "السلامة أولاً" على نعش جثمان الجندي بعد العملية؟
إذا استغرق صراخ الأطفال ١٢ عامًا ليصل إلى آذان العالم، فعلينا أن نسأل عن آذانهم المريضة. ألا يتعلم ضمير العالم درسًا؟ ألم نكن أطفالًا في يوم من الأيام؟ كنا أيضًا لا نستطيع النوم بدون أمهاتنا، وكنا أيضًا نمد أيدينا لنرتمي في أحضان آبائنا بفرح غامر. كانت الأمهات تمشي خلفنا لتطعمنا. لكن اليوم، ينزف الأطفال الذين فقدوا آباءهم في مختلف بلدان العالم، وخاصة في فلسطين، من جروح الرصاص من أجل قليل من الطعام؟ أليسوا بشرًا؟ ترسم الأم، وهي تحمل طفلًا ميتًا بين ذراعيها، صورة لحياتها وموتها. جميع نوافذ أحلام الأم مغلقة، وقنوات صوتها مسدودة. قل لي، من لم يولد من رحم أمه؟ ما الفرق بين أمي وأمك؟ لم تولدي عالمة، ولم أولد رئيسة وزراء أو رئيسة. ولكن لماذا لا يحظى جميع الأطفال والأمهات في العالم بالاحترام والأمان المتساويين في الحياة؟
جميع الحقوق محفوظة
١٢١٠٢٠٢٥
Mother and Child's Cry
Author, Abul Hasem Khan
Country, Bangladesh 🇧🇩
The silent cry of a helpless child, the drops of water rolling down her cheek, tell me, O people of the world, what has this scene taught us? What have we learned from seeing all this and how much shame have we gained? This is not just today's question, but a thousand-year-old human question, a question of the weak souls of small children. This is certainly the question of the tears of a child whose mother's pulse has been torn, today it seems that one eye of world humanity is blind, two ears of conscience, perhaps spoiled. Bullets, bombers and missiles are being made from dumb and violent hearts. Today there is a competition, whose missiles are capable of hitting how many kilometers away. Why didn't you think for once that mothers and children also live on earth. Who is Safety First for? Who coined this word, and where did he ask to apply it? Why is Safety First not written on the coffin of a soldier's body after an operation?
If it takes 12 years for the cries of children to reach the ears of the world, then we must ask for their sick ears. Will the world's conscience not learn a lesson? Weren't we children at one time? We too could not sleep without our mothers, we too would extend our hands to go to our father's lap with extreme joy. Mothers used to walk behind us to feed us. But today, children who have lost their fathers in different countries of the world, especially in Palestine, are bleeding from bullet wounds for a little food? Aren't they human beings? Holding a dead child in her arms, a mother paints a picture of her life and death. All the windows of a mother's dreams are closed, her voice ducts are blocked. Tell me, who was not born from her mother's womb? What is the difference between my mother and your mother? You were not born as a scientist, I was not born as a prime minister or president. Yet why don't all children and mothers in the world get equal respect and equal security of life?
Copyright reserved
13102025

{{يا ساقيَ الحُبِّ}}
يا ساقيَ الحُبِّ مهلاً لا تُعذِّبني
فما لي صبرٌ، وخافَ الوجدُ من بَاسي
يا ساقي العشقِ، ما للعمرِ من فرحٍ
إن لم تَملْ لي بكأسِ الحُبِّ أنفاسي
يا ساقي كفّ عن صبّ الكأس، فالعشقُ
أرهقَ قلبي، وما لي من إيناسِ
قد صُبَّ حبُّك في قلبي فأورقَ لي
عمرٌ جديدٌ على أشواقِ إحساسي
سَكَبَ الهوى في مقلتيكَ سلافةً
فتمايلت روحي على معصمِك القاسي
يا سائقي نحوي الهوى متأنِّقًا
هل كنتَ تدري بأني آخرُ الكاسِي؟
إني شربتُ هواكَ من قبلِ الرُؤى
وسَكِرتُ حتّى بانَ لي أنسي وناسي
يا ساقيَ الحُبِّ، صُبَّ العشقَ في كأسي
فإنّي قد غَرِمتُ بِكِ من قدَمي إلى رأسي
يا ساقيَ العشقِ، ما للعمرِ من فرحٍ
إن لم تَملْ لي بكأسِ الحُبِّ أنفاسي
يا عاشقي مهلاً، فقلبي خافَ من اللهبِ
قد كنتَ ناراً، وأنا لا أهوى سوى الماسِ
دعني أروِ من عينيكِ أغنيتي
فالحُسنُ فيك سبيلُ الحُلمِ والحاسِ
إني خشيتُ الهوى لو دام يُحرِقُني
لكن سُكرَك أحيا فيَّ إحساسي
بقلمي ليلى النصر
{{كأس الهوى}}
(يا ساقيَ الحُبِّ، صُبَّ العِشقَ في كأسي
فإنّي قد غرِمتُ بكَ من قَدَمي إلى رأسي) لقائله
يا ساقيَ الحُبِّ، مهلاً لا تُعذِّبني
قد ذابَ صبري، وخافَ الوجدُ بَأسِي
يا ساقيَ العِشقِ، ما للعُمرِ من فرَحٍ
إنْ لم تَمِلْ لي بكأسِ الحُبِّ أنفاسي
زدني، فإنّ صبابةَ الهوى نَهري
وذكركَ الطهرُ يجري في أوراسي
يا مَن تُعيدُ الربيعَ الحُلوَ في دَمي
وتبعثُ الحُلمَ في أيّامِ إِفلاسي
يا قبلةَ الروحِ، يا لحنَ الهوى سَكَنِي
يا نجمةً أشرقتْ في ليلِ وسواسي
ما كنتُ أدرِيَ أنَّ الحُبَّ يُسكنُني
حتّى سكنتَ فؤادي دونَ إيناسِ
يا بهجةَ القلبِ، خُذْ عمري فإنَّ بهِ
كفًّا تُصافِحُ مجدَ الحُبِّ بالكاسِ
بقلمي ليلى النصر
نبذة
✨ عن الشاعرة: ليلى النصر ✨
ليلى النصر شاعرة فلسطينية عربية معاصرة، تمزج في نصوصها بين الوفاء للتقاليد الكلاسيكية للشعر العربي وروح العصر المعاصر، فتصنع قصائد تحمل موسيقى اللغة وصدق المشاعر.
تشتهر بقدرتها على إيقاع الأبيات على البحور الكلاسيكية، خصوصًا بحر الكامل، مع تصويرٍ شاعري متقن يلامس القلب، ويجعل القارئ يعيش اللحظة مع كل كلمة ونفس.
تركز قصائدها على الحب، الشوق، والوجد الإنساني، مع اهتمام بالغ بـ جمال الصورة الشعرية و صفاء التعبير العاطفي.
وقد حصدت نصوصها إعجاب القراء لما فيها من عذوبةٍ موسيقيةٍ ورقةٍ وجدانية، دون أن تفقد أصالة الكلمة أو عمق المعنى.
✨ مقدّمة نقديّة لقصيدة «كأس الهوى» ✨
في قصيدة «كأس الهوى» تمسك الشاعرة ليلى النصر بخيوط العشق الأبديّ، وتنسج منها نسيجًا شعريًا يجمع بين صفاء العاطفة ونقاء البيان. يطلّ النصّ من نافذة القلب، لا من معجم البلاغة، فيفيض رقّةً ودفئًا على قارئه منذ البيت الأول.
على بحر الكامل، وهو من أبهى بحور الشعر العربيّ، تترك الشاعرة موسيقاه تتهادى كأنها أنفاس عاشقةٍ في ليلٍ هادئ، فلا كسر في الوزن، ولا نشاز في الإيقاع، بل انسجام تام بين العَروض والإحساس.
يتجلّى في القصيدة حضور رمز الساقي، الذي يغدو مرآةً للحبيب، وكأسُه رمزًا للعشق الخالص.
لكنّ الساقي هنا ليس مجرّد خادمٍ للهوى، بل هو المانح للحياة، والموقظ للحلم، والمُعيدُ للنور في الروح.
ومع كل نداءٍ من "يا ساقي"، يتصاعد التعلّق، حتى تبلغ الشاعرة ذروة التوحّد العاطفي، حيث لا يبقى بين العاشقة ومعشوقها إلا كأسٌ من النور يتبادلانها أنفاسًا.
تتميّز القصيدة بصفاء صورها، وعذوبة ألفاظها، وصدق وجدها؛ فهي لا تلهث وراء الزخرف، بل تنساب في سلاسةٍ موسيقيّةٍ تحاكي الغناء، وتؤكد أنّ الشاعرة تمتلك حسًّا فنيًّا ناضجًا، وقدرةً على الإمساك بزمام الوزن والمعنى معًا.
«كأس الهوى» ليست مجرّد قصيدة حب، بل هي اعترافٌ ناعم بأنّ العشق قد يصبح دينًا خفيًّا للروح، وكأسًا لا يرتوي منه القلب مهما طال السُّكرُ بالجمال.


جلاد. والسياط فراق
يا من أرديت لحلم التلاقي السبيل ومضيت وحدك دون صاحب أو خليل وعلى درب الرحيل تركتني
أراك وقد أخترت الوداع بوهم نبضات يعلوها الخداع وحب بات خيط من شعاع بعدما بهواك ملكتني
بزيف من نبض المشاعر أظلمت لخافقي نور امال المشاعل
وكنت للآهات فوق القلب فاعل وبالهجر ظلمتني
وهبتني سكرات من زلات الحنين أودعتني رهينٱ على قيد السنين وأشعلت نارٱ بأوصال الوتين وبها أحرقتني
ومضيت تشدو بألحان هجرانك فيطرب وتينك على أنغام
أشجانك وعلى درب محال نسيانك قيدتني
جلدتني بسياط زل الفراق وصببت فوق نبضي نار واحتراق
وحجبت عني الصبر دون الأشتياق فأبكيتني
أنا من طويت للحب الخطى ولم احظى إلا بالعصيان وحملت
قلبٱ فاض بالخذلان وعلى رف من النسيان ألقيتني
أتظن أنك تصبو بالبعاد لما زرعت بالقلب حسره يكسوها السهاد وبوهم نال من ظلمات العناد قهرتني
كلا فهواك وهم رياح من خيال ونبضي ثابت بالوتين يرسو كالجبال وحبك كان قصرٱ فوق الرمال قد اهديتني
أرحل خلف حبك المزعوم كوميض امل تاه خلف فلوات النجوم ستظل سحب هواك تكسوها الغيوم حين هدمتني
عبدالفتاح غريب


**(( النَّهْر ))..
أحاسيس: مصطفى الحاج حسين.
تَرَهَّلَتْ جِهاتُكَ بالدُّرُوبِ
والصُّبْحُ يَقْتَنِصُ سَجاياهُ
تَجاعِيدُ نَمَتْ في نَبْضِكَ
وَخارَتْ بأحْلامِكَ اللَّيالي
أَكانَتْ أَناشِيدُكَ زُلْفى
حينَ تَوَرَّمْتَ بالهَواجِسِ؟
ما كُنْتَ تَعَضُّ النَّجْوَى
حينَ شَبَّ فيكَ الرَّحيلُ؟!
فَكَيْفَ تَشَعَّبْتَ بالمَوانِئِ؟!
وصارَتْ صَوارِيكَ تَمُوءُ؟!
هَلِ اسْتَبْدَلْتَ شَتاتَكَ
وَتُهْتَ بأنْحاءِ الحَنينِ؟!
فَلِمَن أَفْرَدْتَ الجَحافِلَ
وَنَشَرْتَ الرُّعودَ
إِنْ هُزِمْتَ بالوُعودِ؟!
لِلنّارِ ما تَقولُ؟!
نَفَضْتَ عنْ وَهْجِها الرَّمادَ
لَوَّحْتَ بِعَرْفِها لِلْجَليدِ
أَشْعَلْتَ صَمْتَنا بِاليَباسِ
وَصِرْنا نَجُولُ
ماذا تَقولُ؟!
وَقَدْ تَفَتَّقَتْ في عُرُوقِنا الدِّماءُ.
تَجَرَّعْنا انْكِسارَنا
امْتَطَيْنا السُّهولَ
جِئْنا مِنْ جُحورِ المَخاوِفِ
اسْتَلَلْنا آلامَنا...
اسْتَبَقْنا السُّيولَ
ماذا تَقولُ؟!
أَتَهْرُبُ؟!
ونَحْنُ نَسْلُ خُطاكَ
تَوافَدْنا مِنْ رُؤاكَ
حَمَلَتْنا إِلَيْكَ الفُصولُ.
ماذا تَقولُ؟!
مُنْذُ كُنْتَ يافِعًا... شَرَخْتَ الرَّدى
بَتَرْتَ في نُفُوسِنا العَفَنَ
فَهَلْ تُحِيدُ؟!
وأَنْتَ مَسارُ نَبْضِنا؟!
ونَحْنُ مَجْراكَ الوَحيدُ
فَما تَقولُ؟!
إِنْ كُنَّا وإيّاكَ الهُطُولَ!!!
مصطفى الحاج حسين.
** قراءة وجدانية في قصيدة (أخي) لمصطفى الحاج حسين.
بقلم: زهرة زميطة.
يشكّل النصّ الشعري "أخي" نشيدًا وجدانيًا عميقًا في حبّ الأخ، تتدفّق فيه العاطفة الصادقة بلغة شفّافة وصورٍ مفعمة بالحياة والدفء. استخدم الشاعر مصطفى الحاج حسين، البناء التصاعدي للعاطفة، من تمجيد الأخ، إلى الاستغاثة به، فالحنين إليه، ثمّ مناجاته في الغياب، في حوار داخلي يمسّ القارئ في أعمق أعماقه.
في هذه القصيدة، يصوغ الشاعر مرثية وجدانية للأخوّة، تتجاوز البعد البيولوجي إلى الروحي، حيث يتحوّل الأخ إلى وطنٍ، وأمّ، وصديق، ومخلّص من الضياع. يتدفّق النص بلغة شعرية خالية من التكلّف، محمّلة بتراكيب دافئة، تنداح في فضاء الافتقاد، والاعتراف بالفضل، والحنين، والوجع.
يحفر الشاعر ألمه بحنان، مستخدمًا صورًا بليغة مثل: "أنتَ الوطن الذي قذفوني منه"، و"قلْ للموت أن ينتظر عليّ"، ليرسم مأساة البُعد والانفصال، ويحوّلها إلى خطاب إنساني شامل، ينبض بالتأمل والاحتراق الصامت.
تمثّل القصيدة نموذجًا للشعر العاطفي الناضج، حيث تتّحد اللغة بالرؤية، ويتحوّل الأخ من مجرّد فرد في العائلة إلى رمزٍ كليّ للسند والضوء والنقاء الوجودي.*
زهرة زميطة.
** ((أخي))..
أحاسيس: مصطفى الحاج حسين.
سَيِّدُ رُوحي أَنتَ
نَبْضُ دَمي الوارِفِ بِالعُذوبَةِ
شَمسُ قَلبيَ الَّذي
بَدَّدتَ ظُلْمَتَهُ
قَبْلَ أَنْ يَغْزُوَهُ الحُبُّ
فكُنْتَ مَنْ طَهَّرَهُ
بِأَغانيكَ العِذابِ.
أَنْتَ الماءُ الَّذي رَوّى وُرودي
والضَّوْءُ الَّذي تَنَفَّسَتْهُ بِحاري.
مَنْ أَنا لَوْلاكَ يا أَخي؟!
كُنْتُ ضالًّا عَنْ وُجودي.
فأضحيتُ صَنيعةَ صَوْتِكَ
وثَمَرَةَ وِجدانِكَ الأنيقِ.
تَعَلَّمْتُ مِنْكَ العَزفَ
عَلَى أَوْتارِ الحَياةِ
فسَكَبْتُ بِأَصابِعي النُّورَ.
مَنْ كانَ يُحييني حِينَ أَموتُ؟!
ويُنقِذُني مِنْ هَجمَةِ الرِّيحِ؟!
أَنْتَ مَنْ شَيَّدَ لي قامَتي
وفَتَحَ نَوافِذي عَلَى المَدى
عَلَّمَني والِدي بِنَاءَ الحَجَرِ
لَكِنَّكَ عَلَّمْتَني إِنارَةَ الفِكْرِ.
كَلِماتي اغْتَسَلَتْ
بِطُهْرِكَ
وسَمائي اتَّسَعَتْ
بِرَحابَةِ صَدرِكَ
أَنا غُصنٌ
مِنْ أَشْجارِ رُوحِكَ
قَطْرَةُ نَدىً
مِنْ فَجرِ وُجودِكَ.
وَإِنْ كُنْتُ الآنَ أَحتَرِقُ
لأَنَّكَ عَنِّي بَعِيدٌ
فأَنْتَ الوَطَنُ الَّذي
قَذَفوني مِنْهُ
وَإِلَيْكَ أَحِنُّ وَأَصْبو.
يا شَقيقَ ضِحكَتي الَّتي
غادَرَتْني
ويا أَجْنِحَةَ رُوحِيَ المَخْطوفَةِ
ولَثْغَةَ بَوْحي أَمامَ المَجهولِ.
آهِ أَخي
لِي مِنْكَ طَلَبٌ:
قُلْ لِلمَوتِ أَنْ يَنْتَظِرَ عَلَيَّ
ولنْ أَنْسى صَّنيعَهُ
أن يُعطِيَني فُرصَةً...
حَتّى أَلْتَقيكَ
وأُقَبِّلَ يَدَ ضَوْئِكَ
وجَبهة نَبلِكَ
ثُمَّ...
لا بَأْسَ أَنْ أَموتَ
قُرْبَ دَنْدَناتِ عُودِكَ.
يا أَخي...
يا أَكْثَرَ مِن أَبي
ويا أُمّ أَوْجاعي
ويا صَديقَ شَهْقَتي
الأُولى والأخيرة.*
مصطفى الحاج حسين.
إسطنبول
**((هيبة جدّي))..
قصة: مصطفى الحاج حسين.
- سلسلة قصص عن أبي -
أنا لم أعرفْ جدّي، والدَ أبي، فقد مات قبل أن تنجبني أمّي بحدود السنتين، ولكنّني عرفتُ عنه الكثير، من مصادرَ ورُواةٍ عديدين، وخاصة عن مدى قسوته، وبطشه، وظلمه لأبي، وإلى بقية أسرته.. بدايةً من جدّتي، صاحبةِ الكرامة، التي تعتزّ وتفتخر بها، إلى ابنها عمّي (سعيد)، ولدِها البكر، الذي خلّفته من زوجها السّابق، وإلى عمّاتي، بناتهِ الثلاثِ أيضاً، وصولاً إلى عمّي (عمر)، آخرِ العنقود من أبنائه، الذي كان يُعتبر الأكثرَ حظاً من بين إخوته، في نيله المحبّة والدّلال من والديه.
وتحدّث الرّواةُ أيضاً، عن تجهُّم وجهِ جدّي الدّائم، طوالَ الوقت، في الليلِ والنّهار، وعن حبّه، ورغبته الدّائمة في العزلة، وميله الشّديد إلى التأمّل والصّمت، إلى جانب
كَرَهَهُ للأصواتِ الصّادرةِ من حوله، وخاصّةً أصواتِ من يرغبون في محادثته، أو يريدون أن يسألوه، أو من هم طامعون بمحاورته. ولهذا، كانوا يهابونه، ويتجنّبونه، وينفرون من الاحتكاك به، ويحاولون الابتعاد عنه ما استطاعوا، وسَمَحَ لهم بذلك، فهو مرهوبُ الجانبِ من قبلِ معظمِهم.
كان له مهابةٌ ومكانةٌ تُخيفهم، وتَفرض عليهم أن يَحسبوا لوجوده ألفَ حسابٍ وحساب، وصولاً إلى أمّي، اللّطيفةِ الطِّباع، والرّقيقةِ القلب، والرّوح، والجسد، والإحساس، والمشاعر؛ حيث انتقل إليها كلُّ الخوفِ والرّهبةِ والمهابةِ عن طريق المحاكاة، والعدوى، ورُضوخ وتحرّكاتِ جميعِ من كان يَسكن ويعيش معه، في هذه الدّارِ التّرابيّةِ الواسعة.
أمضى جدّي سنواتٍ من حياتِه، وهو يعمل تاجرًا متنقّلًا على ظهرِ حماره بين القُرى، يَبيع الأقمشةَ، وأدواتِ الزّينةِ،والعطوراتِ
، لنساءِ وفتياتِ الرّيفِ في المنطقةِ الشّرقيّة.
يُغادر المدينةَ في السّنة مرّتين أو ثلاثًا، يُقيم هناك أشهرًا، ثمّ يَعود إلى المدينة، وإلى أسرته وبيته، ليمضي كاملَ فصلِ الشّتاءِ بينهم، دون عمل.
يَقضي معظمَ وقتِه في المقهى، مع رفاقِه، يَلعَبون (طاولةَ الزّهر).. وكان حين يعود إلى الدّار، تَتحوّل دارُه إلى مقبرةِ صمت، لجميع من فيها، من جدّتي، إلى أبي، وأمّي، وعمّي.
ومن حسنِ حظِّ عمّاتي أنّهُنّ تَزوّجن، وتحرّرن من قيودِ هذا البيت، إلّا عمّتي (حميدة)، فهي مخطوبة بالإكراه بعد.
لا أحد يتحرّك إلّا للضّرورةِ القُصوى، وبهدوءٍ جمّ، ولا يَتكلّم إلّا بصوتٍ يُشبه الهَمس.
وكان والدي مُجبَرًا ومُضطرًّا أن يُمضي السّهرةَ مع أهله، لكي لا يُشعل(لمبةَ) الكاز وتُسبِّبَ مصروفًا زائِدًا، لا معنًى له.. وخلال السّهرة، كان والدي يشتهي كأسًا من الشّايِ، فهو مُتعبٌ من شغلهِ في مهنةِ العمارة.
فيُؤشِّر لجدّتي، من خلفِ ظهرِ جدّي، أنّه يرغبُ بكأسٍ من الشّاي، حينها تقترب جدّتي من جدّي، وتَدلق على شفتيها ابتسامةً مُصطنعة، وهي تقول، بصوتٍ هامسٍ، ومُؤثّر:
- هل تَشرب شاي، يا (أبو حسين)؟
وكان جدّي، حين يَجلس مع عائلته، يُقعِد ويدير لهم ظهرَه، فهو لا يُريد أن يتطلّع في وجهِ أحد، أو أن يُحادث أحدًا أيضًا.
يَلتفت جدّي نحو جدّتي، ليقول، بصوتٍ آمِر، وخَشِن:
- اعمَلوا شاي، في الإبريق الصّغير، ولا تُكثِروا منه، كأسٌ واحدٌ تَكفي، لِمَن يُريد أن يَشرب.
وهذا الكلام، كان مُوجَّهًا لأبي، فلَولاه، لَكان من المُستحيل أن يَسمح جدّي أن يُقدِموا على غَلْيِ الشّايِ ليلًا، فهذا يُعتَبر مَصروفًا زائِدًا، لا ضَرورة له، فليس مسموحًا لهم أن يَشربوا الشّاي، إلّا عند الصّباح، مع طعام الإفطار،
أو في حالِ أن جاء لَعِندهم أحدٌ ما للسّهر.
وأيضًا، يُفضَّل أن لا يَشرب الشّايَ الصّغار، مثل عمّي (عُمر)،. الذي لم يَتجاوز عمره الحادية عشرة سنةً بعد،
وأمّي، التي لا يَعترف جدّي بوجودها، إلّا من أجل الخدمة، وتلبية الطّلبات، ولقضاء حوائج أبي، فلا ضَرورة أيضًا لأن تَشرب الشّاي، هي مُجبرة فقط أن تُشعِل (الفانوس)،
وتذهب إلى المطبخ، المُرعِب والمُخيف،
لِتُشعِل (بابور) الكاز،
وتَعبّئ إبريق الشّاي من البئر المُلاصق لجدار المطبخ، ثمّ تقوم بغَلْي الشّاي، وتَحمله في صينيّة، مع الكؤوس،
ومن ثمّ تعود للغرفة، لتَصبّ الشّاي، وتُقدّمه للجالسين، بِأدب، وحَشمة، وتَقدير، واحترام.
وكان على أبي، إن أراد التّدخين، أن يخرج، ويُدخِّن في غرفته، أو في باحة الدّار التّرابيّة الواسعة، والتي تتضمّن بعض أشجار الرّمان، و دالية الحصرم العالية والكبيرة، والمُستندة على بعض العَواميد،والحيطان.
لذلك، كانت تبدو باحة الدّار مُخيفة ومُوحِشة في الظّلام... وما كان أبي ليَجِد المتعة في شُرب الشّاي، إلّا برفقة السّيجارة
، وهذا ما كان يتطلّب من أمّي، أن تتبعه بكأس الشّاي، أينما يُقرّر أن يُدخّن.
في تلك اللحظة، حينما يخرج أبي، وتتبعه أمّي،
يَلتفت جدّي إلى جدّتي، ويقول، بصوت مُتهكِّم ونَزِق:
– أَلَم يُعجِبهم إكمال السّهرة معنا؟!
لعنةُ الله على فَهمِهم وذَوقهم، وقِلّة حَيائهم.
فتقول جدّتي، في ضيقٍ، وانزعاج:
– ألا تعرف إنّه خرج ليدخّن سيجارة؟
اسمح له أن يُدخِّن أمامك، لقد أصبح رجلاً، وها هو قد تزوّج، وعمّا قريب، إن شاء الله، سيكون أباً لحفيدك، الذي سيكون اسمه على اسمك، يا جدّو (سامي).
جدّي رجل مُتعالٍ، ومُتكبِّر
، بل ومُتعجرف، يتكلّم مع الآخرين بطريقة فوقيّة، وبلهجة آمرة، قاسية، وخشنة.
فهو ابن (الأغا)، وزعيم العشيرة التابعة لعشيرة كبيرة ومعروفة في سوريّا، المنتشرة في ريف الرّقة، وكان يملك من الأراضي، التي تقع ما بين مدينته "الباب"ونّاحية "تادف"، الكثير منها،
إلى جانب الخانات، والمحال، والدكاكين، ودُور السّكن.
وفي زمن العثمانيّة، كان عنده سجنٌ، يَزُجّ به أبناء عشيرته، وأبناء العشائر الأخرى، من الضّعفاء، والفُقراء، والبُسطاء، وذلك بسبب الجرائم،
والمخالفات، بالتَّوافُق مع الوالي (العُثماني).
وكان إنْ أرادَ الصُّعودَ على ظَهْرِ حصانِه، فقد كان هناكَ مَن ينحني له، ليدوسَ على ظهرِه،
فيصعدَ ويمتطي حصانَه، لأنَّه قصيرُ القامة، يصعُب عليه القفزُ وركوبُ الخيل مباشرةً، دونَ مساعدة.
ولهذا، نشأ جدّي مدلَّلًا، ومُترفًا، ومُتجبِّرًا، لكنّ والدَه (الأغا)، سرعانَ ما ضيّعَ نفسَهُ ومُلكهُ.*
مصطفى الحاج حسين.
إسطنبول
للقصة بقية..
Quertani Salh
سقط القناع
لملمي جراحك بلادي
لا وقت للحزن والبكاء
أطفالنا شهداء
ليست للمرة الأولى
هي مرارا وتكرارا
قالوا ممن تهاونوا
تعاونوا لم يكترثوا
تعللوا بالقوانين البالية
وعديد الشؤون
أقولها وقلتها
هي أزمة قيم
أزمة أمم
ممن لا تحترم الذات البشرية
كأنها الدنيّة
لا يقرأ لها ألف حساب
تعاقب عليها المسؤولون
ما اكترثوا
بالحيطان المتساقطة
والأسوار المتهاوية
خرجت الألوف للشوارع
تنادي بالصيانة
إدارات جبانة
لا بل هي الخيانة
خيانة وطن
يشكو الضعف والوهن
آه عليك يا زمن
زمن الأوفياء
من سقوا هذه الأرض الطيبة
بالعزيمة والدماء
قوافل توالت
شهداء وشهداء
أبعد كل ما رأينا
هل عدنا للضمائر
نحاسب أنفسنا
عما اقترفناه
في حق شبابنا
فلذات أكبادنا
كم من أم حزينة
في ركن بيتها تبكي
كم من فقيد فقدنا
هل عدنا للحساب
حساب ضمائرنا
ما ذنب من راحوا
نتيجة الإهمال
حوادث هنا وهناك
أرواح تزهق كل يوم
هكذا صاح القوم
يكفينا ما نعانيه
كل يوم
حرام هيا نستفيق
نعود للبناء والتشييد
علّنا نسعد بعهد جديد
صلاح الورتاني // تونس
مالي أرى الناس كالأموات ياعجبا
والحب قد هجروا تالله ذا عجبا
ألم يروا شرفات النور مزهرة
أم في العيون عمى ام أصبحوا حطبا
مابالهم يئسوا والنور يغمرهم
فلينظروا جيّداً من فوقهم شهبا
اخبارنا بلغت في العشق من بلغوا
حتى غدونا نجوماً نارت الكتبا
فباطن الحب أن افنى به ولهاً
إن كنتُ أعشقُ حقاً زادني لهبا
من كان ظنه أنّ الحبّ معجزة
فازت جوارحه لا لهواً ولا لعبا
حتى يبات بلا ريب تقلبه
نيران شوقه كيف القلب قد قُلِبَا
هل تحسب الناس أحياء إذا جهلوا
معنى الهوى أبداً ما عاش قد كَذِبَ
من لم يذق خمرة العشاق في شغفٍ
أو شمّ عطر روض الحب محتسبا
بقلمي سمير صقر

ذكرى ثورة لم تتحقق أهدافها
بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي
خرجت في صباح هذا اليوم كعادتي أود الاستمتاع بجمال الفجر ، واستنشاق شيء من عبيره العليل ، وإذا بجماعات من الشباب ينادون المارة هيا هيا بسرعة اصعدوا المركبات إلى المحافظة الفلانية ؛ لنحتفل اليوم بثورة 14 من أكتوبر المجيدة ، يوم تحررت الأرض من المحتل البريطاني البغيض .
عند ذلك فقط أدركت أننا على وشك حلول الذكرى 62 للثورة ، وأننا في ذكرى ثورة عظيمة ، قدم من أجلها الآباء والأجداد الغالي والنفيس على أمل الحصول على حياة مفعمة بالرفاه ، والرخاء ، والازدهار ، والحرية ، والعزة ، والكرامة ، والديمقراطية ، والمواطنة المتساوية ، غير أن الأمر لم يكن كذلك ، فها نحن في العام الثاني والستين من تاريخ قيام الثورة ، ولم يتحقق شيئا من أهدافها الستة ، التي حلم بها الجميع ، وعمل من أجلها الجميع ، أجل هانحن في جهل ، وفقر ، ومرض ، إذ لم نعد نعرف شيئا عن الكهرباء ، ولم تتسلل إلى منازلنا المياه ، ولم نأمن من خوف ، ولم نطعم من جوع ، انهار التعليم ، وتحولت النخب إلى تسول الأثرياء في الجوار ، وفرطنا في الأرض ؛ إذ أصبحت مباحة ممن لم نكن نتوقع يوما من الأيام أن يستبيحوا أرضنا ، ويعبثوا بمقدراتنا ، وينهبوا ثرواتنا ، ويذلوا شعبنا ، فبماذا نحتفل أيها الأحبة الكرام ؟؟؟
د. عوض العلقمي

في السابع من أكتوبر سيقتل الغراب.....
ا.د.حمدي الجزار
انحني علي صدر الأرض
يشم عبق المسك من التراب
قالت الأرص جئت حبيبي
بعد طول من فراق
هذه زيتونتك قد أثمرت
زرعتها طفلا صغيرا في التراب
وعصفورك مات نحيبا
من طول الانتظار والبكاء
مسك خشاش الأرض
وسأل أماه أين نضرة الخضرة
ورائحة العشب اللدن والثراء
جاءت تموء قطته وتلعق كعب الشراب
وقطوف العنب نسرقها صغار خلف باب الدار
باتت شجيرة دارنا عجوزا بلا رحيق بلا ثمار
كنا نصعد فوقها نفجأ العصافير الصغار
نهز جزعها تساقط توتا زاهيا كالكهرمان
مات كل شبئ في وطني
حتي الأرض ماتت في التراب
ودار عروستي زالت قتلوها بالرصاص
وأصدقائي وإخوتي وجيرة الزمن
لم يبق الا الخراب...
في السابع من أكتوبر خرقت المستحيل
وقتل الأسد أسيره
ورجعت أحضن شجرتي وداري وقطتي
وعروستي فلسطين.......
د.حمدي الجزار


مش فارقالك
...
قالتلي انتي بتفهميني
وتحسي بيا قبل مانطق
وقبل ماجيلك بتناديني
وألقي حضنك ليا يسبق
قولت طبعا انتي حبيبتي
احكي يلا وانا هسمعلك
انا بعتبرك اصلا بنتي
قولي ويمكن اقدر اساعدك
ردت قالت منه تعبت
واصلا فيه كرهني خلاص
وأما عاتبته قالي زهقت
ومفيش بينا كمان احساس
قولت ازاي انا مش فارقالك
عادي تسيبني لوحدي لحالي
حتي مشاعري مش بينالك
ولا بمشاعري اصلا داري
قالي خلاص مليت م نكدك
كل يوم بتعيدي وتزيدي
اصلا مش مستاهله حكايتك
وانك كل شويه تغيري
قولت خليك مره مكاني
وشوف ازاي تقبلها لروحك
إني أكلم وا حد غيرك
وازرع شك يزيد ف جروحك
رد وقالي اللي تحبيه
وأحسن مني كمان يستاهلك
وهاكون ماضي وعادي تنسيه
روحي شوفي حد يقدر قلبك
لسه دموعها سابقه كلامها
وبتتندم علي أيامها
احلي سنين من عمرها راحت
علشان واحد سهل يبيعها
...
بقلم
نورهان كامل


(فى عينيك أنسانى)
أحدق فى عينيك أنسانى وأهواك
وأنا منذ الطفولة مفتون بهواك
هل غبت عنى فى البعد فأنساك
ما زادنى البعد إلا حنينا لرؤياك
وكم كتبت على بساط الريح
رسائل الشوق والسلوى للقياك
وكلما مر النسيم أعاتبه
لم لم تمر على ليلى فتخبرنى
كيف الشوق يضنيها
وهل رأيت الدمع في مآقيها
هل من أنيس فى دجى الليل
يواسيها
وبت أشكو للنسيم عذاب الحب
وما ألقاه من وجد
يؤرقنى ويكوينى
رق النسيم لحالى
وقال مواسيا: هون عليك
فقد اختلست عبيرا من ملابسها
وداعبت ذاك الشعر
ينساب ليلا يغطيها
من قمة الرأس
حتى يلامس الظهر
ثم يمضى فى تثنيه
سبحان من صور الحسن
فى أبهى معانيه
ولامست عمدا خدها
وجئتك أترك ذلك بين يديك
مددت يدى حضنت الهواء
فقلت لقلبى كفاك كفاك
لعل اللقاء يكون قريبا
أو ربما يعز اللقاء
فلا شىء يبقى سوى الذكريات
بقلمى/ د. محمد شهاب

كلنا والله مابش معانا معاش
حراف في حراف وشغالين بلاش
قد احنا شيابه ماعاد نشا بمبقاش
نجلس في امبيوت والا نرعى امكباش
صنفونا جيم في جيم ماجاش
من وراه الخير حتى مرهم وشاش
ندمل به الأجراح ويمحي الغشاش
حتى نلاقي لنا من يستمع للنقاش
القوي في ذا الزمان قد عاش
اما الضعيف يموت فوق الفراش
ومن لسانه حد والمبسم بشاش
يقش كل المحاصيل اقتشاش
هاتوا لي سبع مذارع قماش
اودع الدنيا واللي مايسواش
عسى القى في الأخره إنتعاش
واعيش حياة السعاده بلاش
ما شاش أنا والله ما شاش
دنيا فيها الطمع وامتهباش
اوصيك يابني لا تقرأ ولا تهجاش
للجيم فالجيم عدو من تهماش
اقتلوا الجيم بمدفع ورشاش
واحملوه المقبره فوق إنعاش
قولوا في حروف الهجاء ماجاش
ولا سمعنا به ياهل امتبطاش
@بقلم ابو هيثم العبالي






لفت نظرى؟
اثنار حوار...مع نفسي؟ تامل...
عن فلسفة اكتبھا.... تكون باسمي
لان يقولوا عبر الزمن؟
قال المفكر كمال وھيب ،كذا...فكتبت
🔔اننا اكثر حظا...ممن سبقونا؟🌹
فقد عرفنا،حكمتھم...وقيمة الانسانية والعقل البشري... المبدع...من كتاباتھم وافكارھم....الجميلة
🔔والاھم؟عرفنا وجود اللھ الخالق الواحد...لم يعرفھ عظماء الفلاسفة والمفكرين،ارسطو افلاطون سقراط
🕯واركز على صفاتھ...وسير علاقتھ معنا؟🕯طيف الفكر
الاجابة؟اللھ ؟الحنون المفكر الحكيم ،القادر الديان، الرحمن الرحيم، بكل الناس حتى الخطاة🕯فھو خالقنا
يظھر جلال حبھ بمحبتھ ورحمتھ؟🕯حينما جعلنا ،البشر امة واحدةواخوة،فقال🕯 احبو بعضكم بعضا كما احببتكم تظھر في كلمات السيد المسيح📢🕯 وحدھ؟ احبو ارحمو وسالموجميع الناس ..ورحم الخطاة...قدوة
ومعلم ،سلم ومحبة وسلام ،غلم يقم حد على الزانية......
فكر؟لا تحملو سيف او عصا بل قولو سلاما📢 وصولا للكمال.....يا لھا من فلسفة نورانية ... سماوية🎄
🎄قال لى احد الاصدقاء؟انا بحب السيد المسيح جدا؟فقلت ھو يتحب،وجيھ نبيل خلوق طاھر رحيم محب للبشر؟نادى بمنع الحروب قدم فكر جديد،يتفق مع الانسان ومحبة ورحمة اللھ...بانسجام ...ولا رجوع للوراء
السيد المسيح اعلى من جائزة نوبل...لانھ ملك السلام
و🕯تستحق كلماتھ ان تدرس لانھا اعظم فلسفة؟فلسفة المحبة والسلام والنبل والتضامن والتعايش والاخاء
منارة لاي مجتمع...والتنمية البشريھ كلھا من صفاتھ وكلماتھ؟الذوق والتعامل المثمر...وبناء خلقي اجتماعي
مفكرالنيل الاديب المستشاركمال وهيب زكى المحام مصر

فَلَقَدْ أَضَاءَ الْبَدْرُ
نُورَ الْجَمَالِ
فَمَلَأَ الْأَجْوَاءَ عَلَى قُدُومِهِ الْعَلَا
تُضِيءُ الظَّلَامَ
بِالْمَسَاءِ وَكَأَنَّهَا
نُورُ الْهُدَى وَالْكَوْنُ فِي عِزِّ الْقَضَا
وَلَقَدْ أَتَى مُحَمَّدٌ
بِضِيَاءِ الْهُدَى
فَأَضَاءَ الْكَوْنُ ضِيَاءً فِي الْعَالَمِينَ الْعُلَا
إِذْ رَأَى مُحَمَّدًا
هَالَ نُورُ كَوْنِهِ
وَتَعْلُو الْأَفْرَاحُ
فِي كُلِّ قَلْبٍ وَفَى
فَلِكُلِّ مَنَالٍ
شَفَاعَةٌ لِمُحَمَّدٍ
ذِكْرُ اللَّهِ فِي كُلِّ قَلْبٍ نَدَى
وَإِذَا تَحَلَّى
الْكَوْنُ فَذَاكَ لِأَجْلِهِ
فَلَمْ يَكُنْ إِلَّا إِجْلَالًا لِذَاتِهِ الْكِبْرِيَا
وَأَشْعَلَتْ شُمُوعٌ
قَدْ لَا تَنْطَفِئُ
مَا أَشْعَلَتْ إِلَّا إِكْرَامًا لِوَجْهِهِ الْبَهَا
فَلَسْتُ بِالْعَجَبِ
فَذَاكَ هُوَ أَحْمَدُ
فَصَلَّى عَلَيْهِ اللَّهُ فِي الْعَالَمِينَ الْعَطَا
الشاعر عماد ابو دياب
القصير.. مدينة عريقة في حاجة إلى من يرعى شؤونها
القصير، تلك المدينة الساحلية الجميلة على البحر الأحمر، والتي تتمتع بتاريخ عريق يمتد إلى عهد الأنصار والأولياء الصالحين. لقد وصفها سيدنا عمر بن العاص بدرة الشرق ومنارة الأرض، وكانت استجمامًا للعثمانيين ومعبرًا إلى أرض الحجاز.
القصير، يا مدينة الأجداد، كيف تُهملين هكذا؟ أين النائب الذي يرعى شؤونكِ ويحافظ على حقوقكِ؟
ولكن للأسف، تم تهميش هذه المدينة في العصر الحديث، ولم تنل الاهتمام الذي تستحقه من الدولة أو المسؤولين. فالمدينة تعاني من الفقر والاهمال، ولا يوجد بها أي شيء يذكر من البنية التحتية. أهل القصير، لا تدعوا الظلم يأكل حقوقكم، انتفضوا وطالبوا بحقوقكم.
إننا في حاجة إلى مسئول لا يخشى غير الله، يكون من أهلها ويرعى مصالحها، ولا يتحدث بالكلمات الرنانة للصيت والمصلحة. مسئول يراعي الله في نفسه وأهله، ويحس بمعاناة أهل المدينة.
أما عن تاريخ القصير، فهناك العديد من العائلات التي استقرت فيها، مثل الإشراف والعبادة والجعافرة. والإشراف هم أحفاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والذين استقروا في الوجه القبلي قادمين من الحجاز وليس اليمن. والعبادة هم قبيلة عربية استقرت في القصير قادمة من الحجاز. والجعافرة هم أيضًا من الحجاز، واستقروا في القصير.
إن أهل القصير هم من يراعون الأرض ويحسون باهلها، ويراعون مصالحها. فليس النائب الذي يجلس على كرسي ويخشى المقعد قبل أن يخشى الله وأهل البلدة.
إلى كل فرد في القصير، عليكم التمعن والتروي في اختيار النائب الذي يراعي الله في نفسه وأهله وبلده. فالنائب هو صوتك وصورتك واسم بلدك. القصير، يا مدينة الحضارة والتاريخ، أعيدي مجدكِ من جديد.
أما عن الحادث الأليم الذي حدث في القصير، فهو فعلًا حادث مؤلم، ويجب على الجميع أن يتعاونوا لكي لا تتكرر مثل هذه الحوادث.
ختامًا، نأمل أن يرعى الله أهل القصير، وأن يوفقهم في اختيار من يراعي مصالحهم ويحافظ على حقوقهم. آمين.
بقلم عماد أبو دياب


قصة قصيرة
"رحلة تستحق العناء"
--------------
في أحد المقاهي الهادئة، حيث يمتزج صوت القهوة مع همسات الناس، التقى الشاب الناجح بفتاة جميلة ذات ابتسامة ساحرة. كانت تسأل عن بعض الأصناف وتقارن بينها، فبدأت تتحدث معه. سحرته بذكائها ومرحها، ووجد نفسه منجذبًا إليها بشدة.
استمرت لقاءاتهما، وتعرف عليها. كانت مختلفة عن كل الفتيات اللواتي قابلهن من قبل. كانت ذكية، متعاطفة، ومستمعة جيدة. شعر بتأثيرها الكبير عليه، وبدأ يشعر بمشاعر لم يشعر بها من قبل.
كانت عيناها تلمعان بالدفء عندما ابتسمت، و كانت ابتسامتها تفتح قلبه. لاحظت هي الأخرى إيماءاته الصغيرة، و علمت أنه يحتاج إلى من يدعمه.
كانت خلفية الفتاة مليئة بالتجارب الصعبة التي علمتها الصبر والتفهم. والدها كان يعاني من مرض مزمن، و كانت هي من تعتني به. هذه التجربة علمتها أن الحياة قصيرة، و أن الحب والعلاقات تستحق العناء.
شعر الشاب بالقلق من فكرة الارتباط بها، وبدأ يبتعد عنها. لاحظت تغيره المفاجئ، وتحدثت معه عن مشاعرها. قالت له: "لقد لاحظت أنك بدأت تبتعد عني، وأنا أشعر أن هناك شيئًا ما يزعجك. هل يمكن أن تفتح قلبك لي؟"
بدأ يتحدث معها عن مخاوفه ومشاعره، وقال لها: "أنا أشعر أنني لست جاهزًا للارتباط، وأخاف أن أؤذيك أو أخذلك." قالت: "أنا أفهم مخاوفك، لكنني أريد أن أكون بجانبك، وأريد أن نتعامل مع هذه المخاوفه معًا."
بدأت علاقتهما تتطور، وتعلم أن يفتح قلبه لها. كانت تشعر بأنه الشخص الذي تبحث عنه، لكن مع مرور الوقت، بدأت تظهر عيوبه وأخطاؤه. شعرت بخيبة أمل كبيرة، وبدأت تشعر أنه ليس الشخص الذي كانت تتوقعه.
في أحد الأيام، حاولت تغييره ليناسب توقعاتها، فقال لها: "أشعر أنك تحاولين تغييري، وأشعر بالضغط والتوتر." قالت: "أنا آسفة. أدركت أنني كنت أدمر علاقتنا. أنا أقبلك كما أنت، وليس كما أريدك أن تكون." قال: "أنا ممتن لك وأقبلك كما أنت أيضًا."
بدأ الاثنان في العمل معًا لتحسين علاقتهما، وتعلموا أن يقبلوا بعضهم البعض كما هما. قرر التغلب على حالته ومواجهة مخاوفه، وبدأ في التعافي. وتحسنت علاقتهما بشكل كبير، ووجدوا السعادة في قبولهم لبعضهم البعض.
أدرك أنها كانت الشخص الذي يحتاجه، وأدركت أنه كان الشخص الذي تبحث عنه. بعد رحلة تستحق العناء، وجدا السعادة معًا.
------------
بقلمى/ عادل عطيه سعده
جمهورية مصر العربية
قصة قصيرة
فرصة أخرى للحياة
-‐--------------
بين جدران قرية ساحلية هادئة على ضفاف النهر، حيث النهر يلتقي بالشمس، وينساب بهدوء،
عاش زوجان في منزل صغير،
يملآن حياتهما ويتبادلان حبًا جميلًا دافئ ،
كانت تحبه بجنون،
لكن بينهما اختلافات كثيرة.
كانت تحلم وتحب المغامرة والسفر،
بينما كان يحب الاستقرار والروتين.
كانت تُحب الحفلات والمناسبات الاجتماعية،
بينما كان يُفضل الاستقرار والروتين والبقاء في المنزل. صارا يعيشان في تناقض دائم.
مع مرور الوقت،
بدأت الاختلافات تظهر وتسبب مشاكل في العلاقة. بدأت تشعر بعدم التقدير وعدم الاحترام،
أنه لا يُقدرها، ولا يُحترم آراءها،
وشعر هو أنها لا تُقدر جهوده وتُركز على أخطائه فقط. زادت الخلافات بينهما،
وكل طرف يُحاول أن يُثبت وجهة نظره.
نسيا أن الاحترام هو أساس أي علاقة ناجحة.
في يوم من الأيام،
اختفى، وبدأت تشعر بالقلق والخوف.
حاولت الاتصال به،
لكنه لم يرد على مكالماتها أو رسائلها.
شعرت بالحزن والوحدة، ولم تكن تعرف ما حدث.
حتى قرر أن ينهي العلاقة،
فشعرت بصدمة كبيرة وحزن عميق.
طلبت فرصة أخرى،
وقررا أن يتوقفا عن الشجار
ويجلسا معًا ليتحدثا عن مشاكلهما.
تحدثا عن مشاعرهما وأسباب غضبهما،
وأخذا يبحثان عن حلول معًا.
اكتشفا أن جزءًا كبيرًا من صراعاتهما
كان بسبب عدم الاحترام المتبادل
وسوء الفهم وعدم التواصل.
تعلما كيفية الاستماع لبعضهما البعض،
وكيفية التعبير عن مشاعرهما بطريقة صحية.
ومع مرور الوقت،
بدأت علاقتهما تتحسن.
تعلما أن الاحترام هو أساس أي علاقة ناجحة،
وأن الصراعات هي جزء من أي علاقة،
وأن الحب الحقيقي
يتطلب العمل والجهد من الطرفين.
أصبحا أكثر قربًا وأكثر تفاهمًا لبعضهما البعض.
وعاشا في تناغم جميل سعداء فى الحياة
------------
بقلمى/ عادل عطيه سعده
جمهورية مصر العربية


حصاد عامين ــ كاملين من الإبادة ــ الإسرائيلية في ــ غزة
---------------------------------------------------
- مساء. يوم. الجمعة و. بعد ساعات من إعلان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، نشر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة بيان حصيلة أولية للإجرام الإسرائيلي طوال عامين من الإبادة في قطاع غزة.
- البيان حاول يحصر حجم الإبادة الجماعية الممنهجة لكل مجالات الحياة في قطاع غزة شملت البشر والشجر والحجر، كل شيء تعرض للإبادة الجماعية لتدمير كل مظاهر الحياة في القطاع.
- طوال عامين من الإبادة ألقى الاحتلال على غزة 200 ألف طن من المتفجرات استهدفت كل شيء من البنايات السكنية دون إنذار السكان إلى المستشفيات والمدارس والجامعات ودور العبادة وحتى الخيام وأماكن النزوح والمجوعين في مناطق انتظار المساعدات وأفراد الدفاع المدني والإسعاف خلال أداء عملهم، حتى المقابر لم تسلم من الإبادة ودمر الاحتلال أكتر من 50 مقبرة وسرق جثامين أكثر من 2450 شهيد.
- طوال سنتين من الإبادة مكنش فيه متر مربع واحد آمن من الإجرام، على سبيل المثال منطقة المواصي في خان يونس اللي زعم الاحتلال إنها "منطقة إنسانية آمنة" هاجمها الاحتلال وقصفها أكتر من 150 مرة، وأجبر 2 مليون من السكان هم غالبية سكان قطاع غزة على النزوح مرات في خيام مهترئة وغير صالحة للاستخدام ولا تحمي من حر أو برد ومطر.
- أجرم الاحتلال بحق 39 ألف أسرة، وأبيدت مئات الأسر ومحيت من السجلات ولم يتبقى منها سوى فرد واحد فقط وكان النساء والأطفال بيمثلوا 55% من ضحايا الإبادة، بل ومن بين 20 ألف طفل قتلهم الاحتلال أكتر من ألف طفل عمرهم أقل من سنة واحدة بينهم 450 رضيعا ولدوا وقتلوا خلال حرب الإبادة.
- فوق كل دا أغلق الاحتلال ولمدة 600 يوم كاملة المعابر أمام كل أشكال المساعدات لأهالي غزة بما فيها المساعدات الأساسية من طعام ومياه وغذاء ودواء وتسبب في انتشار المجاعة اللي حصدت عشرات الأرواح بالإضافة لمئات الأرواح اللي حصدها أمام مراكز توزيع المساعدات.
- كل دا وما زالت الأرقام دي مجرد حصيلة أولية لعامين من الإبادة والتطهير العرقي، ويوم بعد يوم من الإبادة هتتكشف المزيد من خفايا البربرية والإجرام.
***
حاسبوا المجرمين
- الحقيقة لحد الآن لا نعرف مصير اتفاق وقف إطلاق النار، التجارب الإسرائيلية السابقة كلها لا تضمن صدق جيش الإبادة، ومع ذلك يظل احتمال انتهاء الحرب على قطاع غزة، يظل أمام العالم واجب واضح في محاسبة المجرمين.
- مش المفروض يتم التعامل مع إنهاء الحرب على إنها نهاية لمواجهة الإجرام والبربرية ومحاسبة قادة الاحتلال المتطرفين على إجرامهم.
- يظل أمام الدول العربية اللي وقفت صامتة طوال عامين من الإبادة مسؤولية دعم التحركات القانونية ضد حكومة الاحتلال، سواء في محكمة العدل الدولية أو في المحكمة الجنائية الدولية.
- وبجانب دا ما زلنا ننتظر إجراءات عقابية حقيقية في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية، بحيث لا تمر الإبادة بلا أي فعل.
- على الدول العربية التعاون مع دول التضامن مع غزة سواء كانت إسبانيا والنرويج وأيرلندا وغيرها من الدول الداعمة لحقوق الفلسطييين على محاسبة الاحتلال على إجرامه.
- على الحكومة المصرية فتح معبر رفح أمام الصحفيين والباحثين والحقوقيين للمساهمة في نقل الصورة كاملة ورصد كل خسائر الحرب على غزة، بجانب واجبها في إدخال فرق الدفاع المدني المدربة والمعدات الثقيلة اللازمة لرفع آثار هذه الحرب وإعادة تأهيل القطاع للحياة، ، والعمل على إجبار الاحتلال على الانسحاب من كل التراب الفلسطيني تمهيد الأرض لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
- كل دا بجانب العمل على إجبار إسرائيل على تحمل الفاتورة المالية للدمار ودفع التعويضات لآلاف الأسر اللي دمرت بيوتهم وكل مظاهر الحياة في مناطقهم.
***
لنقف ضد غسيل سمعة البرابرة
- فور إعلان اتفاق وقف إطلاق النار، نشط الإعلام الغربي في استكمال الانحياز لآلة الإبادة الإسرائيلية، والاعتماد بشكل كامل على رواياتها وأكاذيبها بداية من أحداث السابع من أكتوبر إلى كل يوم يمر من الإبادة، و. اللي. لم تسلم منها حتى. المنظمات ... الإنسانية.
- بدلا من نشر صور الدمار والخراب والانحياز لآلاف الأطفال من الضحايا أحياء وشهداء، وبدلا من نقل صورة حية لقطاع مدمر تماما بفعل إبادة استمرت عامين كاملين، كانت وسائل الإعلام تركز على صور أهالي الأسرى الإسرائيليين أو المتظاهرين المتضامنين معهم.
- أمام هذا الانحياز لا ضامن لوقف غسيل السمعة الغربية لدولة التطرف والإبادة، سوى الأصوات المستقلة وصوت الشعوب اللي وقفت طوال سنتين ضد الإبادة والقتل.
- ودا دور كل عربي في محاولة مواجهة آلة التدليس الإعلامية بالحقائق والأرقام والصور والفيديوهات لنشر الحقيقة ومواجهة غسل سمعة الاحتلال وداعميه.
- واجبنا جميعا هو بيان حجم الإجرام الإسرائيلي وتذكير العالم به وضمان عدم نسيانه، والأهم هو دعم حملات المقاطعة وتوسيعها لأن دعم إجرام بهذا الحجم لا يجب أن يمر بلا عواقب. ..وترامب بكل بجاحه وافتخار اعترف بدعمه لاسرائيل بالاسلحه. قائلا. لقد احسنتم. استخدام. أسلحتها
فهو متورت في جريمة الاباده
- قلوبنا وعقولنا مع كل طفل فلسطيني يتيم وكل أم ثكلى وكل أب فقد فلذات أكباده، و الرحمة و السلام و العدل للشهداء. ....!!!
اعلامي .سفير السلام الدولي
د. / رمضان سعيد فراج حسان


(وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)
المقتدر
قوله تعالى:
﴿ فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ ﴾( سورة المرسلات )
القادر المقتدر : الفرق بين الاسمين أن المقتدر أبلغ من القادر وكل منهما يدل على القدرة
والقدير والقادر من صفات الله عز وجل ويكونان من القدرة ،
والمقتدر ابلغ ، ولم يعد اسم القدير ضمن الاسماء التسعة وتسعين
ولكنه ورد فى آيات القرآن الكريم أكثر من ثلاثين مرة
والله القادر الذى يقدر على أيجاد المعدوم وإعدام الموجود
أما المقتدر فهو الذى يقدر على إصلاح الخلائق على وجه لا يقدر عليه غيره فضلا منه وإحسانا
وقد ورد الاسم معرفاً مطلقاً على وجه المدح والكمال والتعظيم في
قوله تعالى:
﴿ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ ﴾( سورة الأنعام الآية: 65 )
يعني الصواعق، وحديثاً الصواريخ.
﴿ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ ﴾( سورة الأنعام الآية: 65 )
الزلازل، وحديثاً الألغام.
﴿ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً ﴾( سورة الأنعام الآية: 65 )
الحرب الأهلية.
﴿ وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ﴾( سورة الأنعام الآية: 65 )
على مقاعد الانتظار،
بقلمي
دلال جواد الأسدي
وسط تساقط أوراق الخريف الصفراء،
أرى بعضًا من روحي كالورق،
تشبه هشاشتها وألوانها،
تتأمل ما مضى وترجو الخير فيما أتى.
كم هو معتم الجلوس على مقاعد الانتظار؟
تصبح الروح على مفترق طريق بين الانتظار أو التخلي، ولا تعرف أيهما تختار.
ضبابية في الرؤيا وتردد في الاختيار.
مقاعد تشغل حيزًا من الذكريات والشعور والانصياع،تأبى الخضوع للنسيان بسهولة،تتمسك بخشبة الانتظار،تعتبر معبرًا للروح وجسرًا للأمل المنتظر.ترى تساقط حبات الأمل مع كل وريقة تأخذ بعضًا منه،وتترك الآخر في دوامة الانتظار.يترنح الخاطر في حيرة بين قرب الوصل أو نسج الهجر، ولكن يصعب الاختيار.
هكذا تكون بعض مقاعد الانتظار
قصيدة :دموع بلادي. - الشاعر :يوسف خضراوي. - متنا ولن نحيا بأرض أجدادنا. إلا إذا نحن رفعنا جدارها. صرخت على وجه العدو قبورها. وأوطان وماؤها وترابها. قم أيها العربي هذي بلادك. صبرت عليك فلبي نداءها. تلك المدينة أنت حاميها إذا. كثرت أساطير وعم بكاؤها. وإلى النصر سوف نرفع راية. هدأت كلاب وحان فناؤها. أءفا لعين أبصرت لم ترى. فهي التي رأت غير ظلامها. ولو إستنجدت بنور ليس إلا. نورا بحق الإله سوف يرعاها. لو أن دمعي يطفئ نار شموعنا. لبكيت الدهر أحيي بقاءها. كل الذي سكن الديار رجالها. حتما علينا سمو لواءها. دفنت قلوبهم بعد التلاحم. وغدا سعيد حد ترابها. يامن فعلت وفزت كافحي. فهي العروبة أثمرت أرجاءها. وتقدمي سيرا فموتك واحدة. وكم في الأرض من شهدائها. فهم الطواغيت ونحن الأبرياء. وهل غيرت السماء مكانها. ياليت شعري قنابل بيدي. فأرمي بها لتنال مرادها. هاك الدعاء وصبر الأنبياء. فالحرب ذاك وهؤلاء دواؤها. ولا تنسى في ذاك نصرتها. ولا تجزع من الذي ءةءها

تلاقينا
============
وفي احد الايام كنت مسافر.جلست خلف نافذة القطار انظر في شرود ارقب المارة على رصيف المحطة لمحتُ طيف قادم من بعيد مسرع الخطى لاهث الأنفاس !!يريد أن يلحق بالقطار الذي أوشك على التحرك لم أتبين ملاح القادم من بعيد حتى ظهرت أمام عيني فأخذتني الحيرة والدهشة هل هذا حلم أم حقيقة ماثلة أمامي ؟هل أراد الزمن مصالحتي أم هي سخرية القدر ليزيد همومى من جديد ؛ وسرحت بخيالي إلى أول لقاء وكم رسمت لها صورا فى خيالي ؛ والآن أرها جسد وروح ؛ وعدت بالذاكرة للقائنا الماضى. كان كل ما جمع بيننا النظرات .لكنها تركت في قلبي وعقلي انطباعا لا ينسى .فكرت كيف اجد سبب للحوار لكن الخجل كان سدا منيعا بيننا. لكن هذه المرة لن أضيعها أبدا ؛ وهى تجلس أمامي أجمل وأرق إنسانه رأتها عينيا .مرت لحظات في صمت رهيب كأنها دهر ؛ نتبادل فيها النظرات دون أن نهمس بكلمه . تقول كل ما بداخلنا من حيره وحرمان طول أعوام الفراق فلم ندرى ماذا نقول فلا نعرف عنى بعض شيء .كل الذي كان يربطنا حوار العيون بيننا من أول لقاء منذ أمد ؛ اقتربت منها قطعت الصمت المخيم
قائلا:- هذا اللقاء انتظره من سنين فمنذ لقائنا الأول ابحث عنك لقد أخذتني معك ولم تتركي لي غير الحيرة والظنون. هل تتذكري لقائنا فى كافيه المحطة ؛
قالت :- لقد فراقت جزاء منى منذ لقائنا كنت أريد أكلمك ولكن الخجل منعني وأنت لم تتكلم ؟
فقلت:- أنا مهندس مقيم في القاهرة فردت قائله:- أنا معيدة فى جامعة الإسكندرية
فقلت:- هل كنت في عمل بالقاهرة ام زيارة.
قالت:- الاثنين معا وحضرتك قادم للنزهة ام للعمل.
فقلت:- لمراجعة بعض الاعمل بفرع الشركة هنا.
و أخذنا فى الحديث والضحكات ونسينا من حولنا ولم ندرى بالوقت ولا كيف مر علينا حتى توقف القطار لغايته الأخير ؛ فلم نشعر إلا بأيدينا تتشابك سويا ونسير معا حتى وصلنا علي مقرب من بيتها . وافترقتا على ميعاد اللقاء فى المساء..
تمت فى/15/2/2024
===================
الأديب / حسن عبدالمنعم رفاعي

علاج قسوة القلب .
مما لا شك فيه أن الإنسان منا بين الحين والآخر يشعر بقسوة في القلب ، وجفاء في المعاملة مع الناس ، وفي الغالب أن منشأة هذا الشعور ناتج عن شيء من الغفلة ، غفلة عن الخير والطاعة والعبادة والمعاملة الحسنة ، وقد جاء رجل إلى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يشكو إليه هذا الشعور ، فكان التوجيه والإرشاد النبوي أن عليك بالتقرب من الضعفاء والمساكين وتقديم يد العون لهم بالشيء المادي كالمال ونحوه أو بالشيء المعنوي كالكلمة الطيبة والمسح باليد على الرأس ، روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-: أَنَّ رَجُلاً شَكَا إِلَى رَسُولِ اللهِ –صلى الله عليه وسلم- قَسْوَةَ قَلْبِهِ، فَقَالَ لَهُ: "إِنْ أَرَدْتَ أَنْ يَلِينَ قَلْبُكَ فَأَطْعِمِ الْمِسْكِينَ، وَامْسَحْ رَأْسَ الْيتيم ).
قال أهل العلم : المسح على رأس اليتيم يُذكر الإنسان بالموت ، فهذا اليتيم فقد أباه وسنده وعائله ، فعندما نمسح على رأسه نتذكر نعمة الحياة التي نعيشها وقد حُرم منها غيرنا ، نتذكر نعمة أن ترى زوجك وأولادك أمام عينيك تحوطهم وترعاهم وتأنس بهم ويأنسون بك ، عندئذ يرق القلب القاسي وتذوب المشاعر المتجمدة .
أما العلاج النبوي الثاني فهو إطعام المسكين سواء كان يتيم أو غير يتيم ، فالمسكين يُعاني من قِلة ما في يده من متاع الدنيا ، فعندما تُطعمه وتُسقيه وتَكسوه ، وتقدم له يد العون قدر المُستطاع ، عندئذ تتذكر آثار نعمة الله عليك ، فلولا فضل الله عليك ورحمته بك لكنت مِثله ، فهنا يرق القلب وتزول غِلظته .
الله عزّ وجل لا يظلم أحداً من خلقه فهو سبحانه وتعالى يرحم الرحماء ، ويُنفق على المنفقين ، ويهدي المتدبرين لآيات القرآن والسنة النبوية ، فالجزاء من جنس العمل ، قَدِمَ الخير تجده أمامك ولو بعد حين.
اللهم اجعلنا ممن يقرأ فيفهم ويعمل وينال عفوك ورضاك وحُسن لقاك .
بقلم . د / عزام عبد الحميد أبو زيد فرحات .



اضطراب ثنائي القطب
بقلم/ د. حنان حسن مصطفي
اضطراب نفسي بشري يسبب نوبات من الاكتئاب ونوبات من الابتهاج غير الطبيعي
الاضطراب ثنائي القطب هو اضطراب نفسي يسبّب نوباتٍ من الاكتئاب ونوبات أخرى من الابتهاج غير الطبيعي. تعدّ نوبات الابتهاج المذكورة، والتي تعرف أيضاً باسم الهوس أو الهوس الخفيف، ذات أهمّية في تشخيص الحالة وذلك اعتماداً على شدّتها أو إذا كانت أعراض الذِّهان بادية. تختلف نوبات الابتهاج غير الطبيعي عن الشعور بالابتهاج في الظروف الاعتيادية، ففي الحالة المرضية يشعر المرء بنشاطٍ وسعادةٍ وتهيّجٍ غير طبيعي؛ كما قد تؤدّي بالشخص في بعض الأحيان للقيام بأعمال طائشة وغير مسؤولة أو مدروسة العواقب. تتضاءل الحاجة إلى النوم أثناء نوبات الهوس؛ في حين قد يظهر على الأشخاص المصابين خلال نوبات الاكتئاب أعراض من قبيل نوبات البكاء، والنظرة السوداوية للحياة، بالإضافة إلى تجنّب الالتقاء مع الآخرين. يظلّ خطر الانتحار عند المرضى المصابين بالاضطراب ثنائي القطب مرتفعاً بنسبة تفوق 6%، وفي الوقت نفسه قد تحدث أيضاً حالات من إيذاء النفس عند حوالي 30% إلى 40% من الحالات. يمكن لاضطرابات نفسية أخرى مثل اضطراب القلق أو اضطراب تعاطي المخدرات أن تكون مرتبطة بالاضطراب ثنائي القطب.
الاضطراب ثنائي القطب
يوصف الاضطراب ثنائي القطب بحدوث نوبات اكتئاب وهوس متكررة
تسميات أخرى
الاضطراب ذو الاتجاهين - الاضطراب الوجداني ثنائي القطب
لا تزال مسبّبات هذا الاضطراب غير مفهومة بوضوح؛ إلّا أنّ العوامل البيئية والوراثية يمكن أن يكون لها دور في ذلك. تتضمّن العوامل البيئية الخطرة وجود إساءة في مرحلة الطفولة أو حالات طويلة الأمد من التوتّر النفسي (الكرب)؛ في حين يساهم العديد من التأثيرات الجينية الصغيرة في خطر الإصابة بهذا الاضطراب النفسي؛ وتشير بعض الدراسات أنّ العوامل الوراثية هي الأكثر تأثيراً في الواقع، إذ يُعزى إليها حدوث حوالي 85% من الحالات.
ينقسم الاضطراب ثنائي القطب بصفةٍ عامّة إلى نوعين: النوع الأول يتميّز بحدوث نوبة هوس واحدة على الأقلّ، مع أو بدون نوبات اكتئابية؛ أمّا النوع الثاني فيتميّز بوقوع نوبة واحدة على الأقل من الهوس الخفيف (وليس الهوس) ونوبة اكتئابية رئيسية (كبرى). قد تُشخّص حالات من اضطراب المزاج الدوروي عند الأشخاص الذين يعانون من أعراض أقلّ شدّة وطويلة الأمد من الاضطراب ثنائي القطب. وإذا كانت الأعراض ناتجةً عن عقاقير أو مشاكل طبّية فإنّها تصنّف بشكل منفصل. من بين الحالات الأخرى التي قد تظهر بشكل مشابه، نجد مثلاً اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط واضطرابات الشخصية الأخرى والفصام واضطراب تعاطي المخدرات بالإضافة إلى عددٍ من الحالات الطبّية الأخرى.
ليس من المتَطلّب إجراء اختبارات طبية في هذه الحالة لتشخيص المرض، ومع ذلك فلا بأس من القيام بتحاليل دمّ أو تصوير طبّي من أجل استبعاد المشاكل الأخرى.
يمكن معالجة الاضطراب ثنائي القطب بالأدوية والعقاقير المناسبة مثل مثبّتات المزاج ومضادّات الذهان؛ إلى جانب العلاج النفسي. يمكن لمثبّتات المزاج أن تحسّنه وأن تقلّل من الاضطراب، وهي تشمل العلاج بالليثيوم وأنواعاً معيّنةً من مضادات الاختلاج (مضادات نوبات الصرع) مثل أملاح الفالبروات وعقار كاربامازيبين. قد تتطلّب إدارة الحالة إجراء علاج لاإرادي في مستشفى الأمراض النفسية إذا كان المصابون غير متعاونين مع برنامج العلاج ويشكّلون خطراً على أنفسهم أو على الآخرين. يمكن معالجة المشاكل السلوكية الشديدة مثل التهيّج أو السلوك العدواني باستخدام مضادّات ذِهان قصيرة الأمد أو باستخدام عقاقير بنزوديازيبين. في نوبات الهوس يُنصَح بالتوقّف عن استخدام مضادّات الاكتئاب؛ وإذا استخدمت الأخيرة في نوبات الاكتئاب فينبغي أن تُستخدَم مع مثبّتات المزاج. قد يُلجَأ إلى المعالجة بالتخليج الكهربائي في حال عدم الاستجابة لوسائل العلاج الأخرى رغم عدم وجود دراسات كافية عنه بالشكل الكافي. في حال إيقاف العلاج، فإنّه يُنصَح بالقيام بذلك بشكل بطيء.
يعاني العديد من الأفراد من مشاكل مالية واجتماعية ومهنية جرّاء هذا الاضطراب؛ وتُصادَف تلك المشاكل في حوالي ربع إلى ثلث الأوقات وسطياً. بالإضافة إلى ذلك فإنّ المصابين بهذا الاضطراب قد يواجهون مشاكل متعلّقة بالوصمة الاجتماعية. يرتفع خطر الإصابة بالأمراض الأخرى مثل مرض القلب التاجي بمقدار الضعف عند المصابين بهذا الاضطراب نتيجة التغيّرات في نمط الحياة وبسبب التأثيرات الجانبية للعقاقير.
يصيب هذا الاضطراب حوالي 1% من البشر عالمياً، كما يُقدَّر أنّ حوالي 3% من السكان في الولايات المتحدة عُرضةٌ في مرحلةٍ ما من حياتهم لهذا الاضطراب بشكل متقارب بين الجنسين. يعدّ سن الخامسة والعشرين السنّ الأكثر شيوعاً لظهور أعراض هذا الاضطراب. قُدّرت الخسائر الاقتصادية المتعلّقة بهذا الاضطراب في الولايات المتحدة سنة 1991 بحوالي 45 مليار دولار؛ وذلك بشكل رئيسي بسبب الغياب عن الدوام في العمل، والذي قُدّر بحوالي 50 يوماً في السنة.
اضطراب الشخصية النرجسية
بقلم /د. حنان حسن مصطفي
عبارة عن حالة مرَضية تؤثر على الصحة العقلية للمريض الذي ينتابه حينها شعور مبالغ فيه بأهميته. ويحتاج إلى الاهتمام والإطراء من الآخرين بشكل زائد ويسعى إلى ذلك. قد يفتقر الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب إلى القدرة على فهم مشاعر الآخرين أو الاهتمام بها. لكن وراء هذا القناع من الثقة المفرطة، فهم ليسوا متأكدين من تقديرهم لذاتهم ويمكن أن ينزعجوا بسهولة من أقل انتقاد.
يسبِّب اضطراب الشخصية النرجسية مشكلات في كثيرٍ من نواحي الحياة، مثل العلاقات أو العمل أو المدرسة أو الشؤون المالية. قد يشعر المرضى المصابون باضطراب الشخصية النرجسية بالتعاسة وخيبة الأمل بشكل عام عندما لا يتم منحهم الامتيازات الخاصة أو الإعجاب الذي يعتقدون أنهم يستحقونه. قد يجدون علاقاتهم مضطربة وغير مُرضية، وقد لا يستمتع الآخرون بالتواجد حولهم.
يتمركز علاج اضطراب الشخصية النرجسية حول العلاج بالحوار، المعروف أيضًا بالعلاج النفسي.
يؤثر اضطراب الشخصية النرجسية على الذكور أكثر من الإناث، وغالبًا ما يظهر في سن المراهقة أو في بداية البلوغ. قد تظهر سمات النرجسية على بعض الأطفال، ولكن هذا غالبًا ما يكون عاديًا بالنسبة لأعمارهم ولا يعني أنهم سيصابون باضطراب الشخصية النرجسية عند الكبر.
الأعراض
يمكن أن تختلف أعراض اضطراب الشخصية النرجسية ومدى شدتها من شخص لآخر. يتسم المصابون بهذا الاضطراب بالصفات التالية:
إحساس عالٍ بشكل غير معقول بأهمية الذات والحاجة إلى سماع عبارات الإطراء والإعجاب باستمرار وبشكل مفرط.
الشعور بأنهم يستحقون امتيازات ومعاملة خاصة.
توقُّع الحصول على التقدير والتكريم حتى بدون إنجازات.
تضخيم إنجازاتهم ومواهبهم بشكل أكبر مما هي عليه.
الانشغال بتخيلات عن النجاح أو القوة أو التألق أو الجمال أو الرفيق المثالي.
الإيمان بأنهم متفوقون على الآخرين وأنهم لا يمكنهم قضاء أوقاتهم إلا مع أشخاص مميزين مثلهم ولن يستطيع فهمهم سوى المميزين من أمثالهم.
الانتقاد والتعامل بتعالٍ مع الأشخاص الذين لا يشكّلون أهمية خاصة من وجهة نظرهم.
توقُّع الحصول على خدمات خاصة وتوقُّع أن يفعل الآخرون ما يريدون منهم من دون طلب ذلك.
استغلال الآخرين للحصول على مرادهم.
عدم القدرة أو عدم الرغبة في تمييز احتياجات الآخرين ومشاعرهم.
حسد الآخرين واعتقاد أن الآخرين يحسدونهم.
التصرف بطريقة متعجرفة والتباهي كثيرًا والغرور.
الإصرار على الحصول على الأفضل في كل شيء، كأفضل سيارة أو أفضل مكتب على سبيل المثال.
في الوقت نفسه، يواجه الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية النرجسية صعوبة في التعامل مع أي خطاب يعتبرونه نقدًا. وقد تلاحظ عليهم ما يلي:
نفاد الصبر أو الغضب عندما لا يتلقون تقديرًا أو معاملة خاصة.
مواجهة صعوبات كبيرة في التعامل مع الآخرين والشعور بأنهم مُهمَلون بسهولة.
الغضب من الآخرين وازدراؤهم ومحاولة التقليل من شأن الآخرين لجعل أنفسهم يبدون أعلى شأنًا.
مواجهة صعوبات في التعامل مع عواطفهم وسلوكياتهم.
مواجهة مشكلات كثيرة في التعامل مع الضغوط والتأقلم مع التغيير.
الانسحاب من المواقف التي قد يفشلون فيها أو تجنُّبها.
الشعور بالاكتئاب وتقلّب المزاج لأنهم ليسوا على قدر الكمال الذي كانوا يتخيلونه.
الشعور الخفي بعدم الأمان والخزي والإهانة والخوف من التعرض للفشل.
متى تزور الطبيب
قد لا يرغب الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية النرجسية في الاعتقاد بوجود مشكلة، ولهذا السبب لا يبحثون عن علاج عادةً. وإذا بحثوا عن العلاج، فمن المرجح أن يكون لأعراض الاكتئاب أو تعاطى الكحوليات أو المخدرات أو أي مشكلة أخرى مرتبطة بالصحة العقلية. وقد يؤثر ما يعتبرونه إهانات لتقدير الذات على تقبل فكرة العلاج ومتابعته.
إذا كنت تلاحظ أن شخصيتك لديها بعض الخصائص المتشابهة مع الخصائص المميزة لاضطراب الشخصية النرجسية أو إذا كنت تشعر بأنك مُثقل بسبب الحزن، ففكر في اللجوء إلى طبيب موثوق به أو طبيب متخصص في الصحة العقلية. إذ يمكن أن يساعدك تلقي العلاج الصحيح على أن تصبح حياتك أفضل.
الأسباب
ما زالت أسباب اضطراب الشخصية النرجسية مجهولة. ومن المحتمل أن يكون السبب معقدًا. ربما يرتبط اضطراب الشخصية النرجسية بما يأتي:
البيئة - وهي العلاقات بين الآباء والأبناء التي تتسم إما بفرط التدليل أو فرط النقد بما لا يتناسب مع تجارب الأبناء وإنجازاتهم الفعلية.
الوراثيات - وهي الخصائص الوراثية، مثل سمات شخصية معينة.
البيولوجيا العصبية - وهي الرابط بين الدماغ والسلوك والتفكير.
عوامل الخطر
رغم عدم معرفة سبب اضطراب الشخصية النرجسية، فإن بعض الباحثين يعتقدون أن فرط الحماية أو فرط الإهمال من الآباء يؤثر في الأطفال الذين يولدون مع ميل للإصابة بهذا الاضطراب. وتؤدي الخصائص الوراثية والعوامل الأخرى أيضًا دورًا في تفاقم اضطراب الشخصية النرجسية.
المضاعفات
تشمل مضاعفات اضطراب الشخصية النرجسية والحالات الأخرى التي قد تكون مصاحبة لها:
صعوبات تكوين العلاقات
مشكلات في العمل أو الدراسة
الاكتئاب والقلق
اضطرابات الشخصية الأخرى
اضطراب في الأكل يسمى فقدان الشهية
مشكلات صحية جسدية
إدمان المخدرات أو الكحوليات
الأفكار أو السلوكيات الانتحارية
الوقاية
نظرًا لأن سبب اضطراب الشخصية النرجسية غير معروف، لا تتوفر طريقة معروفة للوقاية من هذه الحالة المرَضية. ولكن قد يكون من المفيد اتباع ما يلي:
الحصول على العلاج في أسرع وقت ممكن عند ظهور مشكلات في الصحة العقلية بمرحلة الطفولة.
المشاركة في العلاج الأسري لتعلم طرق صحية للتواصل أو التأقلم مع الصراعات أو الاضطرابات العاطفية.
حضور فصول في مجال تربية الأبناء وطلب التوجيه من معالج أو أخصائي اجتماعي إذا لزم الأمر.


المقال الثامن عشر من سلسلة نهضة الأمة"
"من الإحباط إلى الإنهاض: كيف تتجاوز الأمة عقدة الفشل ،وتستعيد الثقة بذاتها"
______________________________
المقدمة :
لم تُهزم أمة الإسلام يومًا بعجز الموارد، ولا بانعدام الإمكانات، بل بهزيمةٍ داخليةٍ أخطر اسمها الإحباط. ذلك الداء الذي يقتل الهمم، ويطفئ روح المبادرة، ويزرع في النفوس شعور العجز أمام التحديات. إن أمتنا اليوم لا تحتاج إلى المزيد من الخطابات، بل إلى شحنة وعي وإيمان تُعيد إليها الثقة بربها أولًا، ثم بذاتها وقدراتها ثانيًا.
إن الإحباط مرض خطير يزرعه الأعداء عمدًا عبر الإعلام، والتعليم، والواقع السياسي، ليجعل المسلم يوقن أنه لا يستطيع، وأن الغرب هو القدَر المتفوّق الذي لا يُقهر. لكنّ المؤمن يعلم أن النصر لا يُقاس بكمٍّ ولا بعدد، بل بوعد الله:
> ﴿كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ [البقرة: 249].
_______________________________
أولا:من أين الانطلاق:
الإنهاض يبدأ من الداخل، من تحرير العقول من عقدة النقص، وبناء ثقة متجددة بأن الحضارة ممكنة حين نعود إلى القرآن مصدر القوة ،والتغيير. لا تنهض الأمم إلا حين تتوقف عن جلد ذاتها، وتبدأ في استثمار ما تملك لا في البكاء على ما فقدت.
ولقد ضرب النبي ﷺ أروع مثالٍ في تحويل الإحباط إلى انطلاقة حضارية؛ يوم الأحزاب حين اشتدت الكروب، وبشّر أصحابه بفتح الشام ،وفارس، واليمن، في وقتٍ كان الجوع ،والبر،د والعدو يحيط بهم من كل جانب، إنها قيادة الأمل، وصناعة الرجاء.
اليوم، تحتاج الأمة إلى خطاب إيماني تربوي يُنعش الإيجابية، ويربط الجهد بالأجر، لا بالنتيجة. فالمؤمن يعمل لأن الله أمره بالعمل، لا لأنه يضمن النتيجة. كما قال سيد قطب رحمه الله: “إن عمل المؤمن لله لا يرتبط بثمرةٍ عاجلة، ولكن بميزانٍ إلهيٍّ أوسع مدىً وأبقى أثراً.”
إذن، نهضتنا تبدأ من تحرير الوعي من ثقافة الإحباط إلى ثقافة الإمكان، ومن منطق “لا نستطيع” إلى شعار “بإذن الله نستطيع”. إنها نهضة تبدأ من القلب المؤمن، والعقل المبدع، والإرادة الحرة.
_________________________________
ثانيا: وصية لكل أبناء الأمة:
ابدأ بنفسك، وكن أنت شعلة الأمل في بيتك ،ومؤسستك، ودعوتك. فالتاريخ لا يصنعه المتشائمون، بل المؤمنون الصابرون الذين يرون في كل أزمةٍ فرصةً للانبعاث.
"الإحباط موتٌ بطيء، والأمل ميلادٌ متجدد، ومن رحم الألم تولد النهضة."
اللهم أتم فرحة أهلنا في غزة بخير وسلام.
_____________________________
دعوة _تربية _نهضة أمة.
الدكتور عيد كامل حافظ النوقي.

إلّا أنتِ... حين ينهزم الصمت
بقلم : حسين عبدالله جمعة
إلّا أنتِ...
وأنا أختبئُ خلفَ هذا الصمتِ القابعِ في جدارِ العَزل،
كأنّي أهربُ من ضجيجِ نفسي،
ومن أسئلةٍ تَتَسلّلُ من بينِ ثقوبِ الذاكرة...
تُثيرُني لعبةُ الهروبِ واللامبالاة،
تُغريني تلك المسافةُ التي تَنسجينها بينَ كلمةٍ وأخرى،
كأنّكِ تَختبرينَ صبري،
وتَكتمينَ عنّي سرَّ اللهفةِ في صدركِ...
إلّا أنتِ...
وأنتِ تمرّينَ بينَ حروفي،
تَجولينَ بينَ الكلماتِ كما النَّسيمُ في بساتينِ الغياب،
تمرّينَ برِقّةِ قَطراتِ المطر،
وتَتركينَ في الورقِ عِطرًا
يَجعلُ القصيدةَ تَرتجفُ حياءً...
لا تَترُكيني كسبقٍ صحفيٍّ يَعشقُ الخَبَر،
فأنا يا سيّدتي...
قد تجاوزتُ مرحلةَ البَشر،
وتجاوزتُ كلَّ العناوينِ العاجلة،
وكلَّ التّقاريرِ والصُّوَر،
وبِتُّ في عينيكِ، ولعينيكِ، حالِمًا
كحُلمِ الأشجارِ بالاستحمام،
وبالهطولِ الذي يَغسلُ الوجعَ عن أغصانِها...
ذاتَ يومٍ، قالت لي:
"أنتَ إنسانٌ نادر"...
وربّما لم تَعلَم،
أنّ سرَّ نُدرَتي
هو ما أُخفيهِ من آلامٍ
وراءَ ابتساماتِ المارّينَ والعابرين،
وأنّ ما تَرينَهُ صَفاءً
هو في الحقيقةِ بُحيرةُ دُموعٍ لم تَبكِ بعد...
حسين عبدالله جمعة
سعدنايل لبنان
أُراسلُ نفسي
أ.شلال الفقيه
أُراسلُ نفسي
وأسألُني
كيف حالُكِ يا ولد ؟
أكتبُ من هاتفٍ غير هذا
مع وردةٍ حمراء..
سلامًا على رجل ٍمن عَبَقْ!
عساكِ بخيرٍ؟
ورُغم التباريحِ والفقدِ
والموجعاتِ
عساكِ -كما كُنتِ في كلِّ حالٍ-
تحيكَ بالصبرِ ثوبَ الألقْ!
عسى الحربُ ما عكّرتْ صفوَ نفسِكِ
ما علّمتكِ الذي قد تحاشيتِ عُمركِ
-أن تكره أحدًا-
فالتمستِ المعاذرَ للظالمينَ
وقلتِ غدًا تُشرقُ الشمسُ
إن ما بلغنا جميعًا
نهاياتِ هذا النفقْ!؟
عساكِ
ابتدعتِ لنا حِيلًا
قد نغشُّ بها القلبَ
هذا البصيرَ النقيَّ النزِقْ!
عساكِ
أزحتِ الضماداتِ
عن جرحِ روحكِ
إنَّ الجراحَ المديدةَ قاتلةٌ
صدِّقني
وربِّ الفلَقْ!
عساكِ
وهذي السنينُ تمرُّ
سراعًا سراعًا
تخلِّيتِ عن فكرةِ الصدقِ
عن فكرةِ الحبِّ
أيقنتِ
أنَّ الصداقاتِ وهمٌ
وأنَّ المحبَّاتِ رِقْ!
أُراسلُ نفسي
ويظهرُ لي أنَّ كلَّ الرسائلِ قد وصلتني
ولكنَّني أتجاهلُني
لا أردُّ عليَّ!
وأحظرُني
إذ بماذا تُراني
أردُّ على رجلٍ ٍمن ورقْ؟
«[1]»غرائب وعجائب الأدباء والشعراء«[1]»
نقد وتحليل : د/علوي القاضي .
... إن العديد من الأدباء والشعراء الناجحين والحائزين على جوائز عالمية بدأوا حياتهم بوظائف يومية غريبة ، وأحيانًا مذلة ومهينة ، وهذه الوظائف ، بدلا من أن تكسر همتهم ، كانت سبب رئيسي في إبداعاتهم الأدبية والشعرية ، وهذا دليل واضح أن الإبداع لا يعرف ظروف محددة ، وأن بمقدور الإنسان أن يبدع حتى في أكثر الأماكن غير المتوقعة ، مثلا ، ★ (كيرت فونيجوت) ، قام بإدارة أول وكالة لشركة سيارات (ساب) ، وهذا يفسر لماذا لم يمنحه السويديون جائزة نوبل للأدب أبدًا ، ★ (جون شتاينبك) ، حصل على العديد من الوظائف الغريبة منها ، رسام متدرب ، وجامع فاكهة ، وحارس عقارات ، وعامل بناء ، ★ (ستيفن كينج) ، عمل بوابًا لمدرسة ، وجر عربات اليد عبر الشوارع ، ★ (هاربر لي ) ، عملت كموظفة لحجز تذاكر خطوط طيران ! ، ★ (ج.د.سالينجر) ، عمل في وظيفة (جالب المتعة) على أحد السفن السويدية ، ★ (ويليام بوروز) ، عمل لفترة كـ (مكافح حشرات وفئران) ! ، ★ (ريتشارد رايت) ، عمل قديمًا كـ (مصنف رسائل وخطابات) في مكتب بريد ، ★ (ويليام فوكنر) ، عمل في مكتب بريد في جامعة ميسيسيبي ، ★ (ت.س.إليوت ) ، عمل موظف بنك ، ★ (خوزيه ساراماجو) عمل ميكانيكي ، ثم كصانع أقفال ، وحاز على جائزة نوبل
... ولطالما إشتهر الأدباء بعاداتهم وطقوسهم الغريبة التي يلجأون إليها لتحفيز الإبداع وإطلاق العنان لأفكارهم ، قد تبدو هذه الطقوس غريبة ، لكنها بالنسبة لهم ضرورية لإيجاد الصفاء الذهني اللازم للكتابة ، مثلا ، أغرب عادات ، ★ (فيكتور هوغو) ، كتب رواية (أحدب نوتردام) وهو عارٍ ، وكان يطلب من خادمه أخذ جميع ملابسه وإخفائها حتى لا يستطيع مغادرة المنزل ، ويضطر للجلوس والكتابة ، ★ (أونوريه دي بلزاك) ، إشتهر باستهلاك كميات هائلة من القهوة ، فكان يستهلك نحو 50 فنجانًا في اليوم ، ★ (إدغار آلان بو) ، كان يحتفظ بقطة على كتفه أثناء الكتابة ، ★ (فرانسوا شاتوبريان) ، كان يعيش في إحدى السفن كي يستطيع الكتابة ، ★ (فريدريك شيلر) ، كان يكتب وهو يشم رائحة التفاح الفاسد ، إعتقادًا منه بأن الرائحة الفاسدة تساعد على التركيز ، ★ (تشارلز ديكنز) ، كان يعتمد على المشي لمسافات طويلة ، ليساعده على إستعادة أفكاره وتنظيمها ، ★ (فلوبير) ، كان يصرخ ويبكي أثناء عملية الكتابة في محاولة لتهذيب أسلوبه ، ★ (أحمد شوقي) ، كان يؤلف الشعر أثناء ممارسته الرياضة ، ★ (الفرزدق) ، كان يمتطي ناقته ليجول بها ويستلهم شعره ، ★ (ذو الرمة) ، كان يفضل إعتزال الناس لكي ينظم الشعر
... ومن العجيب أن بعضهم كان يحدد عدد الكلمات ، ★ فكان (إرنست همنغواي) ، يلتزم بكتابة 500 كلمة يوميًا ، بينما كان ، ★ (ستيفن كينغ) يكتب 2000 كلمة يوميًا
... ومن الغريب أنه كان العديد من الكتاب يستيقظون من نومهم لتدوين فكرة ما ، ثم يعودون للنوم
... تُظهر هذه العادات أن عملية الإبداع لدى الأدباء قد تكون معقدة وغريبة وعجيبة ، لكنها تظل وسيلتهم الخاصة لاستحضار أفكارهم العظيمة وتقديمها للقراء
... حتى بعض أفكار وطريقة الأدباء والشعراء كانت غريبة وعجيبة وغير تقليدية ، مثلا ، أن يكتب (ألبرت كامو) عن اللامبالاة والعبثية ، وأن يمارس (دان براون) الجلوس بالمقلوب ، وأن تكتب (أجاثا كريستي) في الحمام ، بينما يكتب (جيمس جويس) واقفًا ، و (مارك توين) في السرير ، و (فيكتور هوجو) بدون ملابس ، وتعود هذه الغرابة إلى حاجة الأدباء للعزلة وتصفية الذهن والخيال لتأليف أعمالهم
... تحياتي ...
«[2]»غرائب وعجائب الأدباء والشعراء«[2]»
نقد وتحليل : د/علوي القاضي .
... لقب (عدو المرأة) إلتصق بتوفيق الحكيم ، بسبب انتقاده المستمر لبعض الأدوار التقليدية للمرأة ، واتهامه من قبل بعض الرموز النسوية مثل (هدى شعراوي) ، بالإضافة إلى قصص تمسه هو شخصيا ، إلا أن هناك تفسيرات أخرى تشير إلى نظرته المعقدة للمرأة
... فبينما وجد البعض في كتاباته إجحافًا للمرأة ، إلا أن آخرين رأوا فيها تصويرًا معقدًا لها يتخلله الإعجاب والحب أحيانًا
... ومن أسباب إطلاق هذا اللقب أنه ، ★ هاجم أساليب هدى شعراوي في تشكيل وعي المرأة المصرية ، ★ وقصصه الشخصية التي ذكرت علاقة الحب الفاشلة في باريس ، ★ وتصويره السلبي للمرأة في بعض أعماله ، وهو ما اعتبره البعض هجومًا على المرأة ، ★ كما انتقد الحكيم نظرة المرأة إلى دور الزوج والزوجة التقليدي ، ★ نظرته المعقدة للمرأة فكان ينظر إليها بطريقة تعكس صراعاته الفكرية ، ★ ورغم ذلك كان له تصويرا إيجابيا في بعض أعماله أنها ذكية ومؤثرة وتسعى لتغيير المجتمع ، ★ وعبر عن الحب والولع بالمرأة كشريك محترم في الحياة ، ولم يقف في صفوف أعدائها
... ورغم ذلك فإن لقب (عدو المرأة) أصبح وصفًا شائعًا لتوفيق الحكيم بناءً على الإنتقادات التي وجهت إليه من قبل بعض الرموز النسوية ، وصورته السلبية للمرأة في بعض أعماله ، لذلك اشتهر بأنه (عدو المرأة)
... ورغم ذلك كان للحكيم تجارب مع النساء ! ، فحواء في حياة الحكيم مبغوضة بغضًا كبيرًا ، وله موقفا معاديا تجاهها يصل للعداوة
... وتردد عن (توفيق الحكيم) ، أنه كان رافضا الزواج تماما ، وعندما حاول أن يقنع نفسه أن يتزوج من جارته ، وضع 11 شرطا قاسيا ، لتوافق عليها العروس قبل زفافها ، وكان يتمنى أن ترفض شرطا واحدا منها ، ليجد مبررا يقنع به نفسه بالهروب من هذا المأزق العاطفي ، فقام بإلقاء شروطه والعروس تستمع إليه ، قال لها ، ✦ لا ينشر هذا الزواج في الصحف لا تلمحيا ولا تصريحا ، ✦ ولا نستقبل في بيتنا ضيوفا ، ✦ وأن يكون مصروف البيت 20 جنيه لاتزيد مليما واحدا ، ✦ وأن تكون مشاكل كل الأولاد من إختصاصك ، ✦ وأن يكون بيتنا هادئا بلا ضجيج أو أصوات تزعجني لأتفرغ لكتابة ما أريد ، ✦ ألا يعرف أحد أننا تزوجنا لأنني أريد أن يبقى هذا الزواج سرا لا يعرفه إلا أسرتك ، ✦ وأن أسافر وحدي إلى الخارج دون أن يكون لك الحق في السفر معي ، ✦ ولا أصحبك في نزهة أو رحلة ، ✦ وأكون مسؤول عن مشاكل البيت والخدم ، ✦ وأن تعامليني كطفل صغير لأن الفنان صغير يحتاج إلى الرعاية والإهتمام ، ✦ وأن ينام كل منا في حجرة مستقلة ولاتتدخلي في عملي
... وكانت المفأجاة التي لم يتوقعها الكاتب ، أن الجارة الحسناء وافقت على كل شروطه وأظهرت إستسلامها أمام كل طلباته ، وموافقتها على الزواج بتوفيق الحكيم الذي يكبرها بعشرين عاما
... ومع الوقت بذكاءها وحكمتها ألغت بنفسها كل الشروط التي وضعها الحكيم قبل الزواج ، وكان في غاية الرضا ، وهو يتنازل عن شروطه شرطا بعد شرط
... ويكتب توفيق الحكيم بعد شهر من الزواج مقالا في (أخبار اليوم) تضمن العبارة التالية ، (الحب ليس غير الحب هو وحده الذي يستطيع أن يجعل حياتك أفضل)
... تحياتى ...


المكر طبعك
أتصلت بها وقالت
أتصل بي بعد خمس دقائق
مشغولة ألآن
وسوف تجدني
إليك اتسابق
ومضت عشر وعشرين
و كأنني منكِ
من السم ذائق
المحب لا ينشغل
عن حبيبه ثوان أو دقائق
صغيرة في تجاربك
وقلبك من حبي واثق
لما هذا التخوف
و وصفتني
بالحنين
فهل لحنين مثلي
على الخداع حاذق
يا صغيرة القلب
وكبيرة النوايا
وللحب والكره
ليس لديها فارق
بماذا أُ سميكِ
و أي اسم
لمن يغدر لائق
أتيت وكان كلي أمل
بحبكِ
وكلكِ لقلبي سارق
وحين وقعت في حبكِ
نَفرتِ
وكأن بيننا عائق
لِمَ أتيتِ
ولِمَ رَحلتِ
ألمْ أكن لكِ
بالإخلاص أتسابق؟؟
لك مني الوفاء والإخلاص
و المكر لكِ وبكِ مرافق
يحاسبك ربي
ويحاسب كل من كان
في حبه ينافق
وكل من أتى اليك
ذبلت وروده
و إن كانت حدائق
و يرزقني ربي
بمن هي بمثل وفائي
وطبعي بطبعها لائق
بقلمي حسان الامين


💚💚 ايـــن نــحــن. 💚💚
اين نحن هنا ام هناك تائهين نهوم ونسرح في شرود بين السماء والارض لا مكان بات فسيح جميل لنا يحمل ويتسع💚
عالم لونه سواد تجرد من الأخلاق والقيم رقص مجون عربدة قمار ام الخبائث منكرات ضهرت للعلن يستباح كل ممنوع بات مرغوب لهو ولعب💚
انواكب التيار معه ننساب ونزل عن دين فطرة الله لنا اهداها حبانا رزانة العقل لنميز الخير والشر وعميت الابصار صم بك حملتهم الموجات شباب ضيع جمال العمر في طيش سرق منه وقاره وهيبته💚
واسدل الستار لا ستر للحرمات زمان غير الزمان رحلت البركة مع الحياء وفقد ماء الوجه النقي العذب لا نور وضياء ينير ولا بسمة عليه ترتسم💚
ياحسرتي يبكي الماضي القريب خبز رغيف يكفي الكل كفاف عفاف طيب العيش اخوة ارحام تكاتف الاهل يحمل بعضهم بعض💚
ومع نسمة ريح تحمل الطيب والخبيث تجرهم جر لا مفر نأوي اليه لنركن للسكون وكون بات مجنون ظلم طغي وتجبر حكم الكل بات له مملوك ساد وانتشر لا رادع له ردع من قوة وجبروت توج بتاج الملك💚
لا نلوم العالم وولد صفحة بيضاء بلون نقاء الثلج يرتسم وراحت الفتنة ترسم خطوط بسواد شوهتها ماتركت للجمال مكان يلون روعة خلق الله سلت سيف حاربت الكل الا من تمرد عليها ووثب بالطول والعرض فارسا ماهاب الحرب💚
هي الحياة كموج البحر تارة ساكن وتارة يهيج ونحارب موجه العاتي لنصل ولكل حصان كبوة ولكل شريف عفيف منبت فيه زرع وخير الحصاد منه حصد شتانا بين الخير والشر لو جمع فاز الخير يتاج الذهب واسمه منقوش بحروف حرير زخرف بين حنايا القلب💚
سترتفع راية الإسلام للقمم توحد اسم الله في علاه ماخلق الكون بالباطل جبار قوي ديان كيده متين عينه ماتنام واحد احد الفرد الصمد قادر مقتدر عالم الغيب رحمن رحيم المحي المميت عزيز جبار نسجد ونوحد الله عله غفر وستر لا اله الا الله محمد رسول الله 💚
💚الأديبة العصامية 💚 عناني حورية 💚

.......................يد حنون
أبو شيماء كركوك.
عصافير تغني بقدوم ضياء فرح الكون بيوم جديد،أشجار ترقص طربا ،طيور تصفق بأجنحتها فرحة ،
نسمات الهواء تحلق معه حروف الحب التي باتت عند أوراق الشجر ،التي آوى العشاق عنده ،
اثار أقدامنا تفضح سرنا ،تطبع على الأرض أنصافها خوفا تثير صوتا يوقظ مرضى القلوب ،أو ينتبه الحاسدون الشامتون فتحرقنا،
ملأت الدنيا على كل كياني فرحا يتدفق من كل جوارحي ، حتى أغني دونما شعور
ماأجمل الدنيا هدوئها
راحة يديها أعذبها
طمأنينة قلبي عيناها
كل حديقتي ضوؤها
يغطيني عطر أنفاسها
كنت صغيرا أغفوا على فخذ أمي أغطي وجهي بحجابها أحيانا بعباءتها ،يسري عطرها الذي يأخذني أتفرج على النجوم
أقلب الغيوم، أفتح جفوني قليلا قليلا وأنا في فراشي ،يدا أمي جعلت الغطاء على جسدي الصغير بحكمة وروية،
ومشت السنين مهرولة ،التي تذوقت عسلها ،بمعية أبي الذي ينضح عرقا ،وأمي دعاؤها كلماتها تجعلني أجد السير في الدراسة والأمل المتوقد،
وفي الصف الثالث ابتدائي صحوت من غفلة تملكتني ،لكن صفعة المعلمة جعلت قطاري على سكة الحديد الصحيحة ،
. الضرب ممنوع يا ست
. أردت فتح باب مغلق
أتذكر صفعتها وأنا استاذا في الكلية ،فتحت بابا في حلمي كان بعيدا ،تكسر الباب وحلت الانوار لتكون رفيقة دربي نحو الصعود الى كرسي الدكتوراه
يا معلمة يا كريمة
نعم الأم والحبيبة
نائما كنت ياملهمه
يدك صفعة محبة
علمني أفهم المعلومة
مازالت صورة حبيبتي ويدها
التي تضعها على صدري ،أنام أغلي حرارة بعد علمت بفراقها، ترسل لها أمي عندما ينازعني المرض ،عند لمسة يدها ل قلبي تغادر كل قطرة حرارة، أمي تبقى في حيرة وتتسائل
هل حبها طغى على كل الأيام التي جعلتك في قمة الهرم ، أخفيتك في بطني خوفا عليك من الهواء خوفا تؤذيك قطرة من التراب ،أو يخدش جسمك قطرة من حرارة الشمس ،
حتى حليبي جعلته نهرا صيبا هنيئا على شفتيك وجسدك ،عيوني تهاوى نظرها وبت أرى أنصاف الصور وأشباهها
يا بني يا عزوتي
مازلت اراك أملي
أول الطريق تتركني
اسمها نسيت اهاتي
أحدث روحي وأعلم أنها تسمع همسي وداخلي ،أماه بعد الله أعبدك، حبك في كل نسمات روحي وجسدي،
لكن العشق ياأمي ،دخل دقات قلبي حيث تناديه ،فان هجرت النداء لحظه، غادرت أصوات كل رنين القلب ..
أجلس كثيرا من نومي ،بعدما أحس بلمسة باردة على يدي تذكرني الايام الراحلة ،أنهض مسرعا أفتش في غرف البيت ، زوجتي التي اختارتها لي أمي تسأل مذهولة من الموقف ماذا دهاك ؟
أتمتم بحروف غامضة :رأيتها ملأت روحي شوقا وسرورا ، أمي تكحلت نفسها بالفرح لما ترى على قسمات وجهي الفرح ،كأنها تظن أني نسيت صفحات قد حرقها الواشون ،
ردي الي روحي ردي
بت لاأعرف حر من بردي
شمس حرها عندك بردي
قمر جماله بعيونك عندي
تأتي أقدام الليل تدوس على قلبي ،تخرج ذكريات أحاول الهروب منها لكن هيهات ،ويخيل
إلي أنها نائمة في غرفتي ،وتحث الخطى أقدامي وتحطم حواجز الهواء ،
أطلق ل شفتي العنان في تقبيل يدها وأشم عطرا لايشبه عطرها ،لكني أقنع نفسي ساعة أنس أتذوقها وذكرى جميلة ،
ولكن فجأة تدفعه يد زوجته :
_ أفزعتني
انكسرت في الأفق القريب شاشة التلفاز التي تخيلت صورتها مرسومة ،لكن قدمي أخطأت الغرفة
يدها تحمل السحر
ندى عرق جسدهانهر
يغار من مشيها القمر
ابوشيماء كركوك.

لم الجفاء
بقلمي مهندس/ سامي رأفت شراب
لم الجفاء أنني في هواك
ما ضيعت العهود
وما كان فؤادي قاسيا ولم
يبدي لعشقك صدود
لقد جددت لي حب الحياة
وانهيت زمن الجمود
ساكن أنت بروحي وقدمت
لك الود والجود
واعلم لن يبلي الزمان هواك
بل هو في صمود
لن ينازعه فعلا أو قولا من
نمام أو حسود
سأجعل حاسدينا يلطمن من
القهر الوجوه والخدود
هواك بفؤادي مادامت الدنيا
وكنت فيها موجود
يكفيني ابتسامة من فيك
وسحر عينيك المشهود
سل عني العاشقين يخبروك
بحبي وعشقي المعقود
أنني فارس معارك الهوى أجوب
غمارها لا تمنعني حدود
أنهل من شهد غرامك حتى
الثمالة لا تمنعني سدود
أتنفس من رياح الصبا تحمل
من أنفاسك العطر والعود
لن أجعل للحزن طريقا لك وإن
أحزنتك لن يكون لي وجود
كن معي دائما ولا تخالف فأنا
لا أحتمل منك الصدود
بقلمي مهندس/ سامي رأفت شراب
مدينيات عبد الحي
لما ذهبت إلى المدينة هزني
ماقد بنيت وهدت الأشواق
من كان يرحل في سماء محبتي
من كان يخدع في هوى العشاق
من باع في عقد التواصل عله
كسب الفراق وخسره المشتاق
ونسيت أني للحبيب محمد
سلمت إليه كل خطو تاق
إني اذا جئت المدينة شملني
حب تألق في الحبيب يراق
أشكو اليه كيف كان تعذبي
لما ظننت بأن فقهي فراق
إني وأن بعد الأحبة عن لقى
مازال يحدوني هوى وعناق
صلى عليك الله في عليائه
ما حن طير أو يهب سباق
الاسم أحمد في بلاد محمد
والفعل في زمن اليهود شقاق
كم جئت أشكو غير أني جاهل
إني ألوذ بشافع مشتاق
يارب صلي على محمد كلما
تقت إليه شافعا أشتاق
كل على ليلاه أضناها الهوى
،،،يارب فأجعلك حبه ترياق
أحمد عبدالحي

بَلْسَمُ الحِكْمَةِ
بَصِرْتُ فِي الصَّمْتِ مَا يُخْفِيهِ قَلْبِي
بَدَتِ العِبَرُ فَأَنْعَشَتْ رُوحِي
بَسَطْتُ يَدِي لِلطُّمُوحِ وَالأَمَلِ
بَانَتِ الحِكْمَةُ فِي طُرُقِي وَوَعْيِي
بَانَتِ الأَيَّامُ أَسْرَارًا لَهَا لِي
بَصِرْتُ أَنَّ الصَّبْرَ سِرٌّ لِسُرُورِي
بَذَلْتُ جُهْدِي لِتَفْهِيمِ الدُّنْيَا
بَكَى الفَجْرُ فِي صَمْتِي وَأَغْنَى قَلْبِي
بَسَطَتِ الرُّوحُ أَنْوَارَ التَّأَمُّلِ
بَيَّنَتِ العِبَرُ سَبِيلَ حِكْمَتِي
بَهَتَتِ الأَيَّامُ بِالطُّمَأْنِينَةِ
بَذَلْتُ فِي نَفْسِي جُهْدًا فَسَكَنَ سُرُورِي
بَرَزَتِ الرُّوحُ عَلَى مَسَارِ الحَقِّ
بَصِرْتُ أَنَّ المَعْرِفَةَ تَهْدِي دُرُوبِي
بَذَلْتُ الجُهْدَ فِي صَبْرِي وَتَفَكُّرِي
بَارَكَتِ الحِكْمَةُ أَيَّامِي وَأَمَلِي
بَسَمَتْ عَيْنِي عَلَى نُورِ اللهِ فِي دَرْبِي
بَصَّرَتْنِي آيَاتُهُ وَأَنْعَشَتْ قَلْبِي
بَانَتِ الرُّوحُ عَلَى أَسْرَارِ العِبَرِ
أَشْرَقَ حَسَنٌ فِي سُطُورِي وَحِكْمَتِي
حَسَن أَبُو عَمْشَة
لُبْنَان – ٢٠٢٥/١٠/١٤
تَفَاؤُلُ الرُّوح
تَجَلَّتِ الأَمَالُ فِي فُؤَادِي
تَنَامَتِ الأَمَانِي وَأَنْعَشَتْ رُوحِي
تَسَلَّقَتِ الأَحْلَامُ عَلَى أَغْصَانِي
تَفَتَّحَتِ الطُّمُوحُ فِي دُرُوبِي وَوَعْيِي
تَجَوَّلَتِ الأَيَّامُ فِي مَا فِي قَلْبِي
تَسْكُنُ الطُّمَأْنِينَةُ وَيَهْتِفُ فِي صَدْرِي
تَبَسَّمَتِ الرُّوحُ بِنُورِ اللهِ فِي دَرْبِي
تَحَلَّتِ الْحِكْمَةُ فِي كُلِّ خُطْوَةٍ وَوَعْيِي
تَجَلَّتِ السَّرَّاءُ عَلَى مَسَارِ الْحَقِّ
تَنَامَى فِي نَفْسِي أَمَلِي وَرُوحِي
تَحَدَّتِ الصِّعَابُ فِي صَبْرِي وَجُهْدِي
تَسْمُو قُوَّتِي وَتَهْتِفُ فِي فُؤَادِي
تَأَلَّقَتِ الأَيَّامُ بِالطُّمَأْنِينَةِ
تَجَسَّدَتِ الْحِكْمَةُ فِي كُلِّ حَرْفٍ وَوَعْيِي
تَبَاهَتِ الرُّوحُ بِمَعْنَى الْحُبِّ وَالإِيمَانِ
تُنِيرُ الدُّنْيَا وَتُسْكِنُ فِي صَدْرِي
تَسَابَقَتِ الأَمَالُ فِي فُؤَادِي
تَتَجَلَّى الرَّجَاءُ وَتُغْنِي رُوحِي
تَأَمَّلْتُ النُّجُومَ فِي لَيْلِي
تَسْمُو بِفِكْرِي وَتَهْدِي دُرُوبِي
تَأَلَّمَتِ الرُّوحُ فِي كُلِّ صَمْتٍ وَفِكْرِي
فَهَتَفَ حَسَنٌ أَبُو عَمْشَةَ فِي سُطُورِي وَرُوحِي
✍️ حَسَن أَبُو عَمْشَة
لُبْنَان – ٢٠٢٥/١٠/١٥


المصير.....٢٠٢٥/٤/٢٠
20/4/2025
ذبلت زهور حديقتي
.و امتعضت الاشجار من صرختي
عاصفة هزت اركان بيتي
و ارتعدت
ينابيع قلبي الجريح
نضب ماؤها
سال دمها
ارضي الخضراء، بالرمال
امتلأت
بئرا غزيرة للخير حفرتها
استقينا منها دهرا
خيراتها اشبعتنا
و اثمرت
اعادت عاصفتي ذكرى حرب
سحقت طيبة الناس
احالت فرحتهم
حزنا ،و دمرت
احبتي اين انتم
هل في القبور
و الفقدان امسيتم؟
و اجسادكم ،
هل سحقت؟
الرحال اصبح لي مأربا
تفقدت سفينتي.
قد يؤرقني الهجر فترة
و قد ترسو مراكبي في وطن
يعينني على غربتي
فحسبتها
قد غرقت
انال الامل و السلام عزلتي
احترقت سنيني و شهوري
و حتى ايامي، مضت هاربة
من قدري و مصيري
و حتى احلامي
سرقت..
مالعمل و اناغريق في وسائد غرفتي
اتوسد خيرا من الفكر و اليراع
ليؤنس وحدتي
يعيد لي آمالي التي
سلبت
يوسف نعيم ٢٠٢٥/٤/٢٠ Yousif Naeem
20/4/2025
يوسف نعيم انتحاب النخيل ٢٠٢٥/١٠/٨
8/10/2025. Yousif Naeem
_______
يا نخلتي ،،لا تنحني
هنالك من خذلني
احملي التمر من
جديد
تطلعي الى فأل
زمني
انهار الخير
تناديك
شطنا العربي
يرويك
ارفعي هامتك
انحناؤها
يؤلمني
عرفناك شامخة
عبر العصور
كنت رمزا لشعب
غيور
كنت املا للبعيد
و الدني
سرقوا منا
البحار
امسينا تياه
غرباء
في الديار
ما من نصير لنا
ما من حكيم
أنصفنا
صمدنا و نشدنا
الاتقياء
و الاخيار
من أجل حب البقاء
و جني الثمار
آلت بنا،، قسوة
الأيام
ان نعشق الآثام
فلبسنا ثوب الطاعة
فامسينا
كالآثار
يوسف نعيم..... ..............٢٠٢٥/١٠/٨
8/10/2025..... ....Yousif Naeem
يوسف نعيم ملحمة الوجود.............٢٠٢٥/٩/٣٠
30/9/2025.... Yousif Naeem
_______________
خفقات أجنحة عصفور، أربكتني
أنين فراشة رأيتها ترتجف، آذتني
نسور نهشت حمائم السلام، نفقت
ذئاب تعوي لنيل فرائسها، أرعبتني
دنيانا تدور سريعا كالفلك انزوت
عوالم من الشكوى تتألم، باغتتني
ليس لنا مشيئة ذات هدف شيدت
بل هي ارادة رب السماء داهمتني
قيل ان القدر قد يأتينا بخير فجأة
فاقول انها هي الاقدار التي آلمتني
الفرحة و الغبطة ليست حكرا علينا
انها تمنح لاصحاب الخير و التعني
لا تستصغر الخير الذي انت مانحه
سيعوضك الله عنه أضعافه بالتأني
ستخفق أجنحة الفراشة ثانية بفرح
لتنسحب النسور الى مثواها المتدني
سيغدوا عواء الذئاب لذوي الهزيمة
ليكون عزفا للفرائس لتفرح و تغني
يا ساهر الليل ان ايامك قد نضبت
فقم و خذ لك نهارا سعيدا بالتمني
يوسف نعيم. ..........٢٠٢٥/٩/٣٠
30/9/2025.... .Yousif Naeem
شاطئ النجاة بقلمي ٱبو عمر
…………………………………… ..
كل منا يسبح فى بحر الحياة باحثا عن شاطىء نجاة يرسو عليه يفتش فى كل مكان على وجه البسيطة عله يجد هذا الشاطىء، يحمل معه فى سفره إلى هذا الشاطىءهمومه وأفكاره وطموحاته وأحزانه، يحمل على ظهره سنوات العمر بحلوها ومرها ‘يحمل الماضى والحاضر والتاريخ بانتصاراته وانتكاساته ‘يحمل القيم والسلوكيات والمبادىءوالمشاكل والعقبات‘ وآلام المرضى وآهات المعذبين‘ يحمل آمال البسطاء من الناس‘ وطموحات الأغنياء ‘وهموم ومشاكل الوطن‘ عبق الماضى وعطر الحاضر ورائحة المستقبل ‘يحمل كل ما يدور من حوله من موضوعات فى شتى مناحى الحياة من الحب والوفاءو النوروالظلام ‘ والعمل والكفاح‘
والدموع والضحكات ‘والتواضع والكبرياء‘ بل يحمل كل مفردات الحياة
ومن وجهة نظرى أرى ان هذا الشاطىءفيه راحة للمعذبين‘ حيث يقطن فيه ذوى الخصال الحميدةة والأخلاق الرفيعة ففيه الحب والخير‘ والجمال والطهر‘ والعفاف والغنى‘ فيه يعيش المتمسكين بكل ما هو قيم واصيل، فيه يغتسل المذنبون من ذنوبهم، فيه المتمسكين باهداب الدين فيه عبق الماضى ورائحة الجدود والاباء، فيه المثالية والوفاء ،فيه العطف والود والاخاء ،فيه مداواة لكل جراح الماضى ،
فهيا بنا جميعا نسلك كل سبيل للوصول الى هذا الشاطىء لنكون على قرب من رب العباد ولنفوز بالثواب من الحق عز وجل ويجعله عامر
.... ...... ابوعمر....... . .............


عندما تستغيث أوطاني ...
في صدري وطن يبكي
وتنهيدة تصافح احزاني
كأنه يبكي مثل بكائي
ويصرخ من شدة آلامي
كل شيء مات من حولي
وكل يوم ابعث الآمال
في قلبي واحلامي
فانتظر إما ولادة فجر
وإما ولادة رحيل اقلامي
حاولت أن اقطف فرحا
بضحكة قلب يعاني
أن اقتل الوهم لينبت
امل في بستاني
فأمطر حزني اغنية
قد كان سرا في كياني
هو وطن بليت به
ما حيلة عاشق
بالخطر لا يبالي
تفسد الاحلام إذا تأخرت
ويتراكم عليها يأس احادي
بركان في صدري وفمي
ومستقبل باهت يقف امامي
وجع الحب لا يشفى إلا إذا
رأيت وطني شامخا حامي
عندما تبكي اوطاني احترق
مثل الاغصان حسرة الساجي
وعندما يقتلك التاريخ
فأنا حارسك الفادي
مؤلمة هي الذاكرة لمن
كان يقود العالم بالمعالي
ليجد نفسه يعيش على
الاطلال في عام منافق
ضلالي
يمسح دمعة الجلاد
ويصرخ في وجه الضحية
ويتهمها بالظالم المعادي ...
بقلم : معز ماني . تونس .
نكت للبيع ...
في هذا البلد الضحك يشترى بالفضلات
والحزن يعفى عنه بالعملة المزوّرة
كل نكتة تباع وكل كلمة تعفى من الرحمة
والمبتسمون هنا مجرد مهرّجين محترفين ..
يبيعون لك نكتة عن الجوع
وتجدها أقسى من الجوع نفسه
تضحك ثم تبكي ثم تدفع
وكل دفعة منك تزيدهم قوة
وتجعلك تدفع أكثر لتضحك أقل ..
النكت هنا تصنع من صرخات الناس
يغليها البائعون في أواني سوداء
ويقدّمونها لك ساخنة
لتغلي دموعك وتبقى على نار القهر ..
في شارع الحي هناك طفل يبيع ضحكاته
ويشتريها رجل فقد ضميره منذ زمن
والجدة التي تبيع ذكرياتها الممزقة
تضحك على التاريخ وتصرخ على المستقبل
لكن أحدا لا يسمع إلا صوت العملة ..
الهواء هنا مسمّم بالسخرية
والمطر يسقط كنكات فاسدة
والأمل اختفى من الرفوف
والضحك أصبح تجارة مربحة
والقهر فنّ يعلّمونه في المدارس ..
يا سادة اشتروا نكتة
اضحكوا على موتكم البطيء
ففي بلد يباع فيه كل شيء
حتى الموت يحتاج إلى إذن
والضحك يحتاج إلى فاتورة ...
بقلم : معز ماني .


❤️بلا أي مقدمات ❤️
كنت أعانق قهوتي الصباحية
فجأة أطلت بلا أي مقدمات
راحت ترمقني بنظرات خفية
ظننت أنني قد عدت للسبات
سمعتها تترنم بنغمة صوتية
وكم كانت من أحلى النغمات
كأنني أسمع أصوات ملائكية
تصاحب صاحبة ٠٠ النظرات
لبرهة كنت بأجواء سحرية
تجمدت عندي بعض القدرات
ثارت في ذهني أفكار همجية
رغبة في رشف بعض القطرات
ولكم كانت الرغبة وحشية
تجاوزت حدود كل الرغبات
جهلت ما هي علاقة السببية
بين الحروف وبين الهمزات
هل اقتنص الفرصة الذهبية
واستمر في تجاهل العلامات
❤️بلا أي مقدمات ❤️
🌹 السفير دكتور مجدي محمد أحمد 🌹 الشيخ مجدي 🌹
❤️❤️❤️ الرابع عشر من شهر أكتوبر ❤️ 2025 ❤️❤️❤️
لغة لكل عنوان
===========
تعالي لننسج معاً
حلماً جميلاً
كإبتسامة طفلٍ صغيرٍ
في واحة خضراء
يبدو أنّ القمر
يستقر في عينيك
يتحدث بلغة تسحرني
وألوان تخطف الأنفاس
وتنشر شذاها في أرجاء الأيام..
أيها القمر
هل تريد أن تبوحَ
بأسرار الأمان
الذي يختبئ في مقلتيها ؟!!
هل تسعى لتصوير
جمال الحبِّ
الذي يجري في شرايين أفكارها
كنبعٍ صافٍ يفيض بالأمل ؟ !!!
أو ربما تخبرني
عن حكاية عشقٍ
عاشت في روحٍ
تتراقص كالأمواج
في بحر الشوقِ
أنتِ يا قمري ذاك النبض
الذي يلهب أرجاء الكونِ
ليشعرني بحضورك
في كل زاوية من الحياة
أنتِ لغة تتألق
كالأبجدية التي تكتبُ
بها القصائد
عنوان لكلِّ عنوان
أو ربما أنت البحر
الذي يحتضن أسرار الأزمان
ليحاكي ليالي الشوق
و يتوسد شواطئ الأحلام ..
أنت السحر الذي يسكن الأفكار
ينسج من خيوط الضوء
قصائد تحلق في فضاءات الفرح
كالعصافير التي تغني في السماء
فدعيني أكون نجمك
لأضيء لياليك الحالكة
فأنت قمر يرافقني
في كلِّ درب
في كل سكنى.
الأديب محمد ديبو حبو


فن الابتزاز
__________
قالوا أنه نائبكم
الفريد الطراز
والمُستحوذ بأمواله
على حب الظهور ..
ببرامج التلفاز
وهو ذوباع ..
والعقل المصقول
بسبيكة الفولاذ
وفي استقطاب المحاويج
رئيس القسم ..
وفي فنون المجاز
أستاذ في العزف ..
في بوق الأذى
للاستمتاع بصوت النشاز
يسعى بالنميمة ..
للارتكاز
والإيعاز
على إشعال نار الفتنة
إذا حاولوا خفض مكانته ..
مِنَ الإعزاز
وهو بالباطل ترعرع
وله في ذلك حق الامتياز
استقطع حدود الوسع
واغتال صوت الحقيقة
وهال عليها التراب
فانتشر الغبار ..
وانعدمت الرؤيا
حتى لا تتنفس الأشهاد
صباح النور
ويصعد اللّماز ..
واللُّكع ..
والرُّويبضة
مسارح اللهو
لِيَجْمَعُوا مِنْ كل واد
مقترفي الفساد
لخراب العمار
وإقصاء الضمير الحر
لنهب خيرات البلاد
قد قلنا بإيجاز
حتى لا يُحْكَمُ علينا
بأحكام واجبة النفاذ
للاحتراز مِنَ الوقوع
في هُوّةِ الابتزاز
________
بقلم حسن الغرياني أبو سيد
بقلم .. أبو سيد حسن الغرياني ..
________
مفاهيم مِنْ فن التلميح
ــــــــــــــــ
في جلسة إبداء الرأي
أحضرنا الرمز للتنقيح
وماضينا ..
استحضرناه للتوضيح
وحاضرنا ..
استقبلناه للتشريح
وشوارعنا وما أصبح فيها ..
من كل فنون التقبيح
ومدارسنا في الوضع السالب
الغير مُريح
وفي حصة التعبير ..
بِفَنِّ الرسم
قال الْمُلْهِمُ للتلميذ
ارسم يا ولدي بالتلميح
عروبتنا ..
في مهب الريح
ورائحةُ الْهَرَجِ ..
في كل بلاد الإسلام تفوح
واجعل في بستان اللوحة
سياسات الباب المفتوح
وفي الطُرُقَاتِ
الطفلُ المذبوح
والأب على مقصلة الشبيحِ
والأم تسترجع وتصيحُ
وارسم خصب الأرض
يكسوه اللون الأحمر
وَاسْتَدْعِي راعي الناس
يعتمد شهادات الموتى بالتصريحِ
ويأمر شيخ العرب
أَنْ يجهر بالتسبيحِ
واستحضر يا ولدي مِنْ زمن الغُربة
الأمل في مهب الريح
جعلته الْفُرْقَةِ والخُذلان
مُستلقِي بفراش التسويف
ولا يستطع العودة للتصحيح
____
بقلم .. حسن الغرياني أبوسيد
_____
" التنقيح " ..
يعني تحرير أو تصحيح أو تغيير نص مكتوب.
ويشمل تغيير شيء ما أو تعديله لتحسينه.
الهرج : القتل
التقبيح : فظيع، بشع، غريب، شنيع، فظيع، غير لائق، غير جذاب


مهما كان
قريب وحبيب
اللي بيحبك ف ثانيه
هيقلب عليك
يا وجع القلب ده حالي
واحكيلك اسراري
يمكن ألاقي عندك
جواب لسؤالي
قولي كيف
أعيش الحياة
وعشت معاك
احلي الايام
سنين عمري
وشبابي معاك
كيف حالك
يا نبض فؤادي
وكيف حبيتك
حب فوق الحب
وكيف مرت الايام بينا
وعشان أجمل ليالينا
ومرت السنين والايام
والعمر جري بينا
حتي شاب الشعر
منا تعبنا ونفسنا نرتاح
بعيد عن الألم
وعن الاحزان
وعن الجراح
وعن الاوهام
ضاعت أحلامنا
والحلم ال حلمناه
عاوزني انسي كيف
علمتي احب وكيف
حبيتك وصدقت
وقلت مافيش غيرك
في قلبي وأصبحت أعاني
وبقيت احزاني تواسي أيامي
وكثرت الاهات ولم يبقي
لي شيئا في هذه الحياة
إلا الذكريات تتامل
السنين الماضيه
واذي إن العمر عدي وفات
بقلم /نور الهدي
يوم من الدهر اهدى الكون اغنية
صارت نشيدا خط مجدة القدر
رسم الطريق لقهر الظلم في وطني
وجرعة الويل لذاك المستعمر القذر
تلك البنادق تعزف من حناجرها
حمما تلضت بوجه الظلم تستعر
بسفح ردفان كان النصر منتظرا
يزف للشعب عرسا طالما صبروا
بكل شموخ يتلو البيان محتقرا
جيش الغزاة فلا يبقى لهم اثر
اكتوبر المجد اضحى ثوب عزتنا
وثورة الحر لا تبقي ولا تذر
اكتوبر المجد وساما فوق هامتنا
يوما مجيدا شعاع النصر يفتخر
بقلم / عبدالباري العزاني
12/11/2025