تابع صفحة اصدارات الشاعر. ابو شيماء كركوك
♕♕♕♕
..................صفاء........
أبو شيماء كركوك.
كثيرا تهرب خطواتي إلى الشاطىء محاولا نسيان ذكريات شربتها بكؤوس مزعجة ، أحدث المياه لكن صدى يأتيني
أفسره أجوبة مرتبة حسبما تشتهي نفسي ، مناغاة العصافير أفهمها تربت على كتفي تقاسمني الهموم
مكان مقدس أجلس عنده كانت حبيبتي لمياء تقاسمني الهمسات والقبل اغوص في نهرها أهيم نوما سعيدا لم اذق بعده
صورتها ابتعدت إلى الأفق البعيد رغم العهد القديم التي اختلط دمي بدمها
في الليل اهرب إلى قاعة الأثقال اتصارع مع الحديد لعلي أغلبه لكن انهيار الوقوف إلى الأرض كان صديقي
في عودتي افتش في مرآة بيتها حائط جيرانها لعلي أجد حرفا تساقط من فمها أو لمسة يد مست شحرة أو وردة
في الطريق ، تراني أقبل أزهار الشوارع لأنها تحبها ، تغني دائما
الورد جميل جميل الورد
شوف الورود واتعلم
تنفجر ضاحكة لأنها تخطىء في كلمات الأغنية تقدم وتؤخر بها ، تمسك يدي بقوة حتى أظن انها تسقط
ربما كانت مريضة متألمة لكنها تخفي صفحة التي تحمل الخدوش ، تريني بسماتها التي تشبه لون السماء
سهاد حط على غرفتي اصبح قطعة أثاث قابع في سقف الغرفة يبث حمم قطراته عندما أحط جسدي
احيانا أعد رمشة عيني في ساعات الليل ، أغني
حزينة للمطرب ياس خضر
انادي لمياء كأني ارى صورتها تصعد الى السماء
دموعي تنهار مع دموع أمي التي جاءت من غرفتها تحضنني
تضربني بكفها الحنون على وجهي تحاول أن توقظني من حلمي لكن دوامة الحلم تسير بطريق متعرج
تداعب شعري تمسكني من انفي ، اقول لمياء اتركيني انام قليلا ، اجد صوت بكاء امي بجانبي
أحاول انتزاع عذر
لكن حروفي غاصت وباتت قبلاتي على رأسها ويديها لا تغفر لي خطيئي
في الدائرة كانت زميلتي هيام تشبها ، عملت واسطة عند المدير انتقلت الى غرفتها
كنت اغوص في خيالها ، تبتسم كثيرا تقؤصني من انفي حتى اعود الى العمل
قبل انتهاء الدوام همست في أذني سوف اتصل بك لتناول الغذاء في بيتي
وصايا أمي نسيتها ، يبدو إني احببت المغامرة التي اشاهدها في الأفلام الأجنبية
عند الصعود الى الشقة مسكت يدها وقبلتها من خدها
جلسنا في غرفة الضيوف والمكان بدى موحشا الصمت يتوزع على جوانبه
دخل شاب ذو عضلات مفتولة لكن وجهه ودود قدمته لي
هذا سرمد اخو زوجي
ضاعت شهية اكل التفاح الذي كنت اتخيلهلت طوال الطريق
سحبتني من يدي وأخذت رخصة من سمير ، لدينا مشكلة في هذه المعاملة سنحلها في المكتب ثم نعود
خيم الخوف على جوارحي التي ربتني أمي على نظافتها لكن هيام بدأت تخلع أثوابها تدغدغ لسانها بشفتيها
تضفي جوا شاعريا على ساعة الأنس لكني انقضت الساعة معها وأنا متكدر من سرمد
رغم رقصها على جسدي
نظرات أمي تخترقني تشم آثار الخيانة لكنها تدفع الأمور إلى الهدوء خوفا علي ، تريد زواجي من ابنة خالي
لمياء تعجلتي في الرحيل ، بت لا أرى نهار من ليل ، أطرب غناء الحزن والعويل
أبو شيماء كركوك
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
.........خلف الحائط.........
وجه أخيه يداعب دمه السرور ،وكأن كتل الفرح قد حطت مراكبها على رأسه ،وتمطر عليه من كل جانب حتى أغرقت مراكبه .
يوم زفافه من شابة لم تشم رائحة السبعة عشر ربيعا ،أخي يمتلك عضلات وجسدا قويا ،تربى تحت المكائن الثقيلة ،يعرف كيف يعاند الحديد ويجعله طوع يديه.
والفتاة الصغيرة مازالت دفاترها وأقلامها الملونة وعطرها الذي كان تشتريه لها أختها الأكبر ،وتخفي دفترا مرسوما عليه قلب حبيبها ،تهمس فيه ما تكنه له من أشواق.
وجاءت الليلة التي كانت بحرا زاخرا من السرور الذي بدل حركاته الى طفل يداعب كرته ،
وهي نشيج بكائها أسكت تغريد البلابل ،والعصافير اصطفت على الأشجار التي كانت تسقيهم الماء وتنثر لهم الحبوب ، يتحدث العصافير همسا :كيف تتزوج أخاه؟!
أهيم بوجهي يمنة ويسرة كأن قطعة من السماء هوت على رأسي ،أتخبط في خطواتي أسقط في بيتي مرات ،وأمي تنادي الله ،ودموعها تختلط مع خديها، تعرف ما أخفيه ولكن الأمر وقع وصارت الفتاة في حضن أخيه.
حائط يفصل بيني وبين رؤياها ،ولاتجد خطواتي الشجاعة على مسح دموعها ،ووضع حجرا على قلبها كي لايخرج عطري الذي اودعته .
علت الهلاهل والطبل ملأ زقاق محلتنا ،ودموعنا تنزل تترى ،تتناغم مع تصاعد الدفوف،
دخل على العروسة التي لاتحملها أقدامها ،مسك ملابسها وارتفع صوتها لاأريدك ،مزق أثوابها وظهرت القبة البيضاء والجسد الذي يشبه الصبح في طلعته ،
هجم بجسد يشبه طائرا كاسرا على حمامة بيضاء ،اختلط بياضها بدمها وأنينها يحطم مابنيناه في خيالنا الصادق وكلمات لاتنسى مدى الايام.
أخاطب قبرها :هل تذكرين العهد الذي بيننا ،عندما جرحنا أيدينا ونحن صغار ،وجعلنا دماؤنا تختلط ،والماء الذي قرأتي عليه سورة الفاتحة ليكون رباطا ربانيا.
لماذا طلبتي الرحيل باكرا من أول ليلة؟ أكنت خجلى كي لاأراك في حضن غيري ،أم أردتي رؤياي والحزن صار زادي وترحالي ،والسواد أعشقه في قماشي وغرفتي.
وبت أعشق الليل عندما يغيب القمر ،وحتى البلابل والحمام يغني حزنا وكأنه يقرأ ما في قلبي.
أبدا تحن اليكم الأرواح....
ابوشيماء كركوك.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
......... حديقة سوداء
أبو شيماء كركوك.
عيناي أصابها الرمد أم سواد الليل دخل على الصبح
كانت هنا حكاياتنا في أولها عندما كنا في سفرة مع أهلينا
بدأنا نلعب كرة الطائرة وكانت لمياء في فريق الخصم
لعب سجال طفولي لايحده القانون ،كثيرا نتحايل لنكسب نقطة من الخصم
أصحابي يلومونني ياعلي ماذا دهاك كلما تضرب الكرة هذه الفتاة تقع من يدك
كنت أتعمد عدم صد كرتها لأجعلها تفرح ،تنظر باستغراب لماذا لايصد الكرة او يضربها بناحيتها رغم عضلاته القوية ،
أتذكرين الرسائل كتبنا
ممزوجة بحروف فرحنا
عطرها تعرفه أنفاسنا
زورقك رحل بعيدا عنا
جئتي متأخرة يا لمياء بعدما احترق الرأس شيبا والصغار كبرو ،وباتت العيون تتلمس الصور
حتى الأذان كأن صخرة صارت حاجزا
لو رجعتي لخيال رسمناه ومارسنا الحب بشم العطور كانت غرفتي
مرتعا لمسرحية زوج وزوجة مع المحافظة على الصرح أن ينصدع
يالمياء اخترتي السفر إلى أوربا ،رفلتي معه سنين خضراء
تجولت قدماك في العواصم وعندما ارتوى من كأسك رماه من النافذة
شجرة كانت تحدثنا فرحة بإسم لمياء وعلي
أصبحت سوداء ،
لاأدري احترق قلبها أم أرادت الرحيل حتى لاترى
خيانة العهد
أتذكرين لمياء صديق أبي الذي أكل من زادنا ،وضع السم في قدح
أبي ونحن ننظر متعحبين
كاد أبي يشد الرحال من المنطقة لكنه تماسك وحلف
بعدها لايصادق أبدا
دعيني بذكرى الطفولة أعيش ،حتى لاتنكسر صورة براءة معلقة
عند النجوم تخالطها هواء القمر...
أبو شيماء كركوك.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
..........أسود..أبيض..........
جميلة خطواتها تراها راكضة ،تشق الهواء تخفي وراء حواجز قلبها شيئا لا تود أن يراه الناظرون.
تحب الهروب الى مكان لاتعرفها عيون الهامسين، الذين يؤلفون كلمات توجع القلب وترمي الفكر في دوامة بحر الألم الذي يغطي ساعات اليوم ،ويجعل الليل كئيبا.
هكذا شكلي سمراء أضيع في كتل الليل ،وأختبىء في جنباته ،ولاأهوى الخروج من باحته ،لأنه مأوى للقادمين ، ويأنس بالعشاق الذين يختبئون في جنباته.
تتنفس شيئا من عطر الورود في طرقات الكلية التي ترتادها ،زميلات يملأن الجو أفلاما ملونة ،ويتحدثن مع الشباب الذين بقاسمونهن رغيف الدراسة.
يضرب وجهها الخيال بهواء عذب ،ويبدو قدح ماء من يد حنونة تود وصولنا الى جادة الأمان ،
هواء ممزوج بعطر جديد لم تألفه نفسي المتعبة من موضوع :جميلة وغير جميلة ،سوداء وبيضاء،
طالب اسمه أسمر يقف صوب الشمس ليرسم ظلا على وجهي وكأنه يعرف هوسي الهروب من السماء البيضاء الى سماء في الجانب الاخر ،وشق الصمت
صباح الخير جميلة،قالها وقد ملأ كيانه بسمة لاأعرف سرها ومغزاها ،لاأعرفه وخانتني عيوني التي تفتش في اوراق عينيه عن حروف معلومة.
ماذا يريد الأشقر ذو العينين الزرقاويين، قوامه جميل وكأنه استاذ كلية ،
- صباح النور اخي
جلس بلا استئذان كأنه يعرفني من زمن بعيد
تملأ أسماعي من فتياتنا عن مغامرات الطلاب الذين يتصيدون في المياه عن أسماك تائهة ،أو لونها لاترغبه أفواه السائرين ،ليأكلوا من لحمها ثم ترمى هناك...
ونقطة نور في غرفتي بدأت تتلألأ ،بدأت تسليني بعد غياب ابتسامتي التي أصبحت ملابسي في نومي وترحالي ،
ولكن انشقاق الصبح بدى قريبا.
بين خطوة تقدمها وأخرى تتعثر في قرارها ،بدأ مشوار الكلمات تعلوه قطرات الخجل من جبينها ،واختناق الحروف في مرورها عند الحنجرة ،تراها تغص في وجهه ،ويده تناولها كؤوس الماء يسقي بذور الكلمات عساها تورق ازهارها.
- ماذا تريد مني يا أسمر
الفرق واضح بيننا يراه الناظرون ، يبدو لي لا أناسب شكلك
- لو تأخذين عيني لوجدت أن اختياري اجمل
وانقضت ساعات قطار الدراسة ،وعدت الى اختناقي بعدما ودعت حيطان الجامعة ،وظلت على خدودي قبلات اللاتي تقاسمت معهن ماعون الذكريات، وعيوني ودعته وكأن نعش راحل حبيب قد واراه التراب.
بدأت روحي أرسلها بالليل تفتش عن خطواته ،وتقفز الى ذاكرتي عذب صوته الذي يجد بابا مفتوحا في قلبي ،وفي النهار أجد الاعذار لكي أفتح الباب ،
أخاطب نفسي :لون صورتك السوداء ،وكلامك العفوي الذي لايجد شبيها له في سطور الكتب ،وهو الذي تقسمت على هيأته الألوان التي تسعد البلابل،
حتى وان كان قلبه دق بأنغام أحبها ،ولكن أهله وأصحابه سيقفون رياحا ترابية تجعل عيونه تغمض من رؤيا واضحة ، وتفكيره حائرا لايعرف مكان زر المصباح .
دب اليأس في مواعين الطعام التي أقطع منها لقيمات ، وباتت ملعقتي كثيرة السقوط ،وعيون والدتي تقرأ أنفاسي لكنها لاتضع لونا يؤذي رموشي.
وطرق الشارع سيارة تحمل أناسا ،لايحملون القبول في الولوج الى بيتنا ،ولكن موجه العالي جرف كل زوارقهم ، وجعلت كلماته التي ألقاها أمام أبي وامي أهلا له بالقبول والتبريكات والهلاهل.
حضنتني أمه أحسست بحب أنفاس أمي وأخواته بمسكن بيدي للجلوس بجانبهن
أحمل ورود الشكر لأختي الصغيرة التي عرفت أن تضع الألوان على قطع الليل التي تسامر قسمات وجهي، ولكنه بدى طائرا يصفق بجناحيه بجانبي ،ويغيب عن ساحتي ما هذا الفرح الذي يعتريه من أجل سمراء ...
نظرات عينيه يمدها نحو مسامع قلبي ،أكره البيض والشقر انتي تشبهين أمي ، جميلة في قلبها ذقت مر الطعام وكأس الماء المملوء من أدمعي،ولم أجرؤ البوح لأبي ...
ابوشيماء كركوك
♕♕♕♕♕♕♕♕
......عروسة البيت
ابو شيماء كركوك.
ثلاثة أولاد توأم ،بعدما امتلأت عيناه منهم والفرحة تتطاير من كلماته وبات يقول صرنا أربعة ياأحلام
حفظكم الرحمن ياأحمد
حلم راودني كثيرا وكنت أجلس حزينة والدموع على مخدتي بفقدان زوجي،
أضغاث احلام هكذا أدفع الحلم لعله من الشيطان ، جاءت مكالمة الى أخيه الأكبر محمد تحذرهم بالهروب،
غارق في أجواء بكاء وكركرات الأطفال وأدار ظهره لأخيه الذي يتوسل به خوفا من وقوع الهاوية وكان يقول أنا لست جبانا،
في كل يوم نفقد اسما من أحبتنا الذين تقاسمنا معهم الطعام ورغيف الخبز
على أصوات الرصاص والصواريخ أرضعت أطفالي ودموعي اختلطت بطعام أهلي وجيراني ،
كنا صغارا نركب على ظهر أبي الذي يأتي متعبا ولكن يديه محملة بالفواكه والحلوى
نهجم عليه يتلقانا صدره قبل يديه ،ثم يلاعبنا حتى تتدخل أمي وتأخذه الى الحمام ويتأخران
كثيرا وتأخذه الى غرفته ويغيب في نومه،
بت في غرفتي مع الصغار الثلاثة والشوق يحرق حناني ،اتذكر زوجي يعاملني ك طفلة يطبع قبلاته في كل الثنايا
حتى أسبح عند الغيوم،
أنام عند الفرسان الثلاثة وعينا أخو زوجي بلال المراهق تتابعني في ذهابي الى الحمام ،
رؤيا زوجي لاتفارقني أخلع ملابسه وأحرق شفتيه وادافعه حتى يسقي أرضه بماء الورود،
وعند يقظتي وجدت بلال فوق صدري ويداي تحضنه،
نهض وعيناه لم تشبع من عسل الحنان،وجد الباب مفتوحا فكانت جولته الثانية معه بادلته أشهى القبلات حتى صار خادمي ،
كنت أراقب أمي عند الأربعة عشر ربيعا، كيف تشعل أبي وتجعله ينال منها حتى تتنهد مع كل حركة
وينام عليها وديعا وتكبله يداها ،
كبر الأولاد وبات الزواج لواحد منهم ،اخترت فتاة من احدى صديقاتي
اللاتي درسن معي في الاعدادية ،
بنتاها تتشابهان كأنهن توأمان مها و سما،في المحكمة تغيرت العروسة التي أرادها ولدي سرمد ،حزن قليلا ولكن ما سرعان
ما رحلت الغمامة في اول جلسة معها في بيت اهلها ، ربما جعلته يقبلها
ويحضنها كيفما تهوى يداه
أتذكر عند خطوبة أخي جمال ،يأتي بخطيبته في غرفة أمي يجعلها
تصرخ حتى تتدخل أمي ،
بلال ظل ينهل من نهري المشتعل ويأتي بأي شيء أشتهيه ،
وجاءت عروسة البيت مها في أحضان ولدي سرمد الذي قضى ساعة
ثم خرج الى بيع احجارا ثمينة من محله كما تعود يوميا،
وأطفأ الكهرباء أخوه فرقد ودخل على العروسة وقطع من رغيفها ،
وأتبعه الثالث مرجان الذي جعلها تصرخ ،
أخرجتها من يدي مرجان الى الحمام أغسل لها،
مها العروسة تحدث عمتها عن سرمد كيف تتغير مداعبته ،
تأكدت ان عروستنا لاتفقه شيئا ،
يبدو أن العروسة تكفي لأولادي ،
أحيانا ينتابني نزيف جروح الخيانة مع أخو زوجي ،
ويزداد نزيف الألم عندما أرى العروسة في عيناها الآثام التي تجنيها يوميا وأنا أتفرج ،
في يوم سمعت أنين الشوق من غرفة أمي وكان أبي مسافرا
تلصصت من خرم الباب وجدت عمي يعزف الموسيقى وأمي ترقص،
أدخلت العروسة الى الحمام وهي حامل ،أحاول تسليتها وفي وجهها
شيئا يشبه وجه أمي في رحيلها ،
صراخها ملأ البيت عندما مسكت حنفية الماء التي كانت مرتبطة بالسخان
كنت أظنه حارا أحرق جسدها ولكن الكهرباء غطتها وانقطع الهواء في كل زوايا الحمام...
ابو شيماء كركوك.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
داس الأعداء على قبر صلاح الدين امام الأبصار/ ولانفسنا نلتمس الاعذار/ واليهود من صمتنا يستعار/ والاطفال يرمون بالأحجار/ وينادون اين الاحرار...
أبو شيماء كركوك
♕♕♕♕♕♕♕♕
..........................أفعى تشبه الحرباء
بعد انقطاع أنفاس الأحبة ،ورحيل سنوات الكلية ،وجحيم أيام العسكرية ، أمي حضنتني وقبلتني من خدي وقالت
حان الآن يا لؤي الزواج من ابنة خالتك سعاد
جاءت ليلة العرس التي جاءت بعد حريق أوراق العمر ولكن قربها يجعله ك تنهيدة طفل تناغيه أمه.
وبعد سنتين من أيام العسل التي عبرت من ليالينا ، نغني ونرقص بحركات جنونية تجعلنا نضحك حتى الثمالة ، ويأخذ بعضنا الى الفراش ل نكمل السهرة.
هيهات فرحتنا قطار يمشي على سكة حديد متعرجة ، سائقه قلبه مفعم بالحب لوصول الركاب الى جادة قرب الجنان والانهار الصافية ،ولكن هيهات...
دخلت ساحته بنت جيراننا نارين كائن وجهها أصباغ منيرة ،ظاهرها ايام الربيع وباطنها حرارة الشمس المحرقة التي حرقت أيام الربيع وأهله حتى بات المأتم في قلبي الحبيبين.
باتت الدموع وسادة لهما ،والأغاني الحزينة سلوى لساعات ثقيلة، يعدها عدا وكأن الساعة قد تعطلت أميالها وكساها اللون الأسود وباتت لاترى.
مازالت الأفعى ترمي بشباكها نحو بيته ،والسم بدى حديدا على كل الأيدي والأفواه .
ودخلت الحورية نارين بملابسها البيضاء بعد حرق سفينة سعاد ،وقلب نارين الذي يمطر ندى قاتلا يعرف أن يجد طريقه ،والهلاهل ترش على رؤوس الحاضرين ،والابتسامة لاتجد مكانا في شفتيه.
أفعى بين لهيب النيران امتدت ل تجعلها رمادا ،ولكن القلب الرقيق لايعرف كؤوس العسل اللذيذ من الذي في أعماقه كيد عتيق.
لاتعرف أوراقها العرفان ،تجعل اوراق الورود في يديك ، فالذي قلبه فارغا يبدي فرحه وسعادته بحروفها المزكرشة ، والاخر الذي تقلب في اللظى يعرف تناثر الاوراق.
رسمت لوحات مزيفة من صور الحب ،وخاطت ملابسه بوهم الاهتمام والخوف عليه من الشوارع التي يقطن فيها أهله، فيها حفر وربما قطاع طرق .
حطت عليه كل خيوط العنكبوت ،وبات يائسا الخروج من دائرتها ،وقتلت في قلبه حب كل طيور تذكره ب هواه القديم ،وكل الذين ينادوه .
سمومها تمتد ك جذور تعتاش على أشجار أخرى ،وتجد السعادة في بث عطر يؤلم جروح الناس حتى الذين يقدمون قلوبهم لقضاء حاجتها.
عيناه تعانق عينا سعاد،مازالت أمواج البحر تسأل عنك ،لكن حائطا فيه نار محترقة ،تجعل أنفاسي
لاتشم عطرك .
ابوشيماء كركوك.
♕♕♕♕♕♕♕♕
رفقا اخوتي زاد جرحي
ألما من هجر أعز ناسي
زغب الحواصل تبكي
جوعا يا أعز أنفاسي
صغاركم يرفلون بالماء
طعام يتقمصون الماس
نور القلب ألا يحدث
العقول ام كؤوس الانجاس
غطت الأبصار أم عميت
عيون رأت صباح والغلس
لنا يد الله ترأف بنا
تكشف الغيوم وكل البأس
أبو شيماء كركوك
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
....... الآن
أبو شيماء كركوك.
رحل الربيع القديم ،ونسيت الطيور الموسيقى التي كنت أعزفها
وتخلت الأشجار عن أوراقها وكل أثوابها
وتأتين الآن يا علي نخيط ما مزقه الزمن،
هيام حبي الأول التي رحلت
دقات القلب بدت لاتقوى على المشي كثيرا ،وان حمل الظهر أوراق عنب بدأ القلب كأنه يريد الإنقطاع ،
وبعد رحيل طويل تعال حبيبي نعود،
بيتي رسمته على ما كنا نتفس أنا وأنتي ،كي أراك في كل زواياه
ولكن شجرة غريبة زرعتها وأتت أكلها ،أغصان جميلة احداها ك جمال وجهك
وأسميتها عائدة ،
ماذنب الشجرة التي أظلتني عندما كنت غائبة واوراقها غطتني في بردي وسقتني من حنانها عند ألمي وأنيني
أأحرق البيت وأعود معك
أغصان حلوة ب جمال الكون ب سمائه ونجومه وشمسه وقمره
ترفرف أجنحتها عندما تراني وتحضنني عند الذهاب إلى العمل
وتقبلني قرب أذني..عد بسرعة ،نفسي وأطفالك دقات قلوبنا تنظر إلى وجهك ،
أأجعل قلوب أغصاني تتوقف لأنك عدتي،
سأشتكي عليك عند ربان السفينة واجعله حكما وسنرى من يلقى بالبحر..
أتعلمين إن كان الحكم لي ،أقول للقاضي ألقني في البحر بدلا منها....
ابو شيماء كركوك.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕
......راسب
ابو شيماء كركوك.
سرمد مع والده وأمه والفرقة الموسيقية التي تنتظر نتائج السادس العلمي
كنت الأول في كل المراحل السابقة ،واليوم الذي أكون صباحا أكحل عيون أمي
أبي حدثني عن وقوفه كالاشجار المثمرة التي تعطي ولا تنتظر كلمة الشكر
وتأتي الرياح تسلب رداءها
وجحيم الشمس يحرق البقية ولكن جذوة
الأمل في جذور الشجرة لم تجد الا إسعاد أهلها،
قصصه كثيرة يسردها حتى نقطف وردة نحملها في دربنا الطويل ،
الموسيقى تعزف ووجوه التلاميذ تحمل في جبينها حزنا وخوفا
يمطر على الصمت الذي يلف أجسادهم ،وحتى الإبتسامة كأن
فرشاة رسمتها ولا تجد فيها جمالا في الصورة،
أحيانا أبي يتلعثم عند دخوله عالم الحب والنساء والمغامرات
ما كنت أحب عطور الحب ولكن ساعة أنس مع إمرأة أصب ما أريد في كأسها وأجعلها تحب العودة ولكني أحب الجديد
الموسيقى بأعلى أمواجها التي تهز جدران البيوت المجاورة للمدرسة
والناس الذين لايعرفون بالنتائج يقولون عرسا في الصباح ، أمستعجل
أم هناك شهيد أتوا به إلى أهله في بداية الصباح ،
حمرة على وجنات أبي عندما يتحدث عن أخطائه الذي يتمنى لنا نتحاشى الحفر التي سقط فيها وكادت رقبته تذهب عن جسده،
ألحان الموسيقى تذهب وتجيء من هنا وهناك بأيدي لاتعرف الميزان بكفتيه ولكنهم يحاولون إرضاء الناس ،
أحيانا يطرق أبي كثيرا يخفي حكاية تجرح حياءه أو يقطع أجزاءا منها،
يريد البوح أنه فشل في امتحاناته مع جمال النساء اللواتي جذبنه ،
علت اصوات الطبل والموسيقى أعلى ما يكون ، أجلست حتى السهارى مع التواصل الاجتماعي ،
والمدير وجهه حزين من قدومه الى طلاب مدرسته،
يذكرني وجه المذيع عند أخبار الحرب ،نرى في سبحات وجهه الحزن العميق برحيل أحبتنا،
ساد الصمت والطلاب على وجل وأنا الوحيد الذي لاتفارق الضحكة شفاهي،
كانت عينا المدير تسعدني وتدفع الأمل ،
واليوم تقطر حزنا على رحيل غيمة ثرية كان ينتظر أن تمطر
على المدرسة وتصعد أشجارها تعانق النجوم،
خرجت من فم المدير مكمل بدرسين
كأن سهمين واحد في القلب والروح
أقدامي تركض وأهلي يبكون ويحاولون اللحاق بي ،
وغادرت نهر الكتب رغم محاولات المدير والمدرسين والأهل،
في داخلي الألم جبل يخنق أنفاسي من ذنب اقترفته عند ذهابي
إلى استلام النتيجة،
في خيالي قلت من الذي يمنع عني الحصول على المرتبة الأولى حتى الله...
ظلت الموسيقى الحزينة ترافقني في كل رحلاتي حتى في الأحلام.
ابو شيماء كركوك.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕