♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
١- فِي مِحْرَابِ اَلْأَلَمِ . . .
وَفِي حَضْرَةِ الْحُزْنِ الرَّاقِي . . . لَا تَلُومُوا الرُّوحَ وَلَا تَنْبُشُوا دَاخِلَ قُبُورِ الْأَحْزَانِ . . .
دَعُوَا الرُّوحُ بِعَالَمِهَا . . فَإِنَّهَا حِينَ تَغْرَقُ فِي أَحْزَانِهَا تَبْتَعِدُ وَتُهَاجِرُ بَعِيدًا . . تُحَاوِلُ انْ تَسْتَعِيدَ مَا تَبَقَّى مِنْ انْفَاسِهَا
تُحَاوِلُ مُجَاهَدَةُ الْأَلَمِ . . . مَرَّاتٍ وَ مَرَّاتٍ . . .
تَأْبَى انْ تَهْزِمَهَا الْأَحْزَانُ . . . تَابى الْعَوْدَةِ لِقُضْبَانِ الذِّكْرَى . . .
تُصْبِحُ الرُّوحُ يَتْبَمَةُ تَحْتَاجُ لِمَنْ يُدَاوِيهَا وَيُرَمِّمُهَا . . حَتَّى يَاخِذَهَا لِعَالَمِ الْفَرَحِ وَالنِّسْيَانِ لِكُلِّ مَا الَمَّ بِهَا . . .
مَنْ مِنَّا لَمْ يُبْتَلَى . . ! !
مَنْ مِنَّا لَمْ يَتَمَلَّكْهُ الْحُزْنُ وَيُسَيْطِرْ عَلَيْهِ . . ! !
كُلُّنَا جَرْحَى فَلْنُدَاوِي وَ نَتَدَاوَى بِالرَّحْمَةِ الِانْسَانِيَّةِ
حَتَّى يَغْمُرُنَا الْفَرَحُ وَتَاتِينَا السَّعَادَةُ الَّتِي تَرَكَتْنَا
وَ تَبْحَثُ عَنَّا وَ تَسْكُنُ قُلُوبَنَا وَتَمْكُثُ دِيَارَنَا
فَوَاللَّهِ إِنَّهَا لَغَالِيَةٌ .
عبير عيد
________________
٢- أَحْزَانُ قَلْبِي . . .
نَثَرْتُ الرَّمَادَ لِأَحْزَانِ قَلْبِي وَ دَفَنَتُ بَقَايَا الذِّكْرَيَاتِ
فَخَاضَتْ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ حَتَّى غَرِقَ فِيهِ الرَّفَاتُ
وَ بُتِرَتْ وِصَالُ الْوِدَادِ حَتَّى لَا يَعُودَ قَلْبِي لِلنَّبَضَاتِ
لِئْلًا يُوقِظُ الذِّكْرَى لِحَنِينٍ قَدْ دُفِنَ وَ أَرْدَاهُ الشَّتَاتُ
رَأَيْتُكَ مُتَعَجِّبًا كُونِي إِمْرَأَةً قَوِيَّةً تَمْلِكُ الصَّبْرَ وَ الثَّبَاتَ
نَعَمْ !! أَنَا الِانْثَى الَّتِي تَرَاهَا رَقِيقَةَ الْحِسِّ رَاقِيَةَ الذَّاتِ
وَلَكِنْ ! حَذَارِي أَنْ تَظُنَّ أَنِّي أَنْحَنِي إِلَّا لِخَالِقِ السَّمَاوَاتِ
فَمَنْ دَخَلَ فِي مِحْرَابِ قَلْبِي فَلْيَرْتَقِيَ بِحُرْمَةِ الدَّقَّاتِ
وَ مَنْ لَا بَعْيَ مَكَانَتِي بِحَيَاتِهِ فَلْيَبْتَعِدْ إِلَى أَبْعَدِ الْمَسَافَاتِ
فَلَا لِلْوَهْمِ وَ لَا لِزَيْفِ الْأَخْلَاقِ وَ لَا تُغْرِيَنِي أَيُّ مَقَامَاتٍ
وَلَا شَيْءَ يُخِيفُنِي بَعْدَ مَا عَانَيْتُ وَ تَجَرَّعْتُ مُرَّ الْآهَاتِ
أُرَاقِبُ رَبِّي فِي سِرِّي وَ جَهْرِي إِلَى أَنْ أَلْقَاهُ بَعْدَ الْمَمَاتِ
فَلَا . تَغْتَرُّ بِهُدُوئِي فَأَنَا كَبُرْكَانٍ مُتَأَجِّجٍ يَرْقُدُ فِي سُبَاتٍ
وَ لَا تَقْتَرِبْ مِنْ رُوحِي الْغَارِقَةِ بِأَشْجَانٍ أَصَابَتْهَا بِالْوَيَلَاتِ
تَعَلَّمْتُ مِنْ الْمَاضِي دُرُوسَ الْحَيَاةِ وَ مَا يَكْفِينِي لِمَا هُوَ آتٍ
أَكْتَفَيْتُ بِذَاتِي وَ احْتَوَيْتُ بَقَايَا رُوحِي وَطَوَيْتُ كُلَّ مَا فَاتَ
عبير عيد
______________
٣-اِشْتِدَّ ظَلَامُكِ يَا غَزَّةُ . .
اشْتِدَّ ظَلَامُكِ يَا غَزَّةُ و أُسُودُ الْحَرْبِ مَاتَتْ فِي الصَّحْرَاءِ
لَمْ يَعْدَحِيْلَتَنَا إِلَّا الْعَوِيلُ وَالنَّحِيلُ حَتَّى بَكَتْ عَلَيْنَا السَّمَاءُ
أَخْشَى بَكَاكَ يَا سَمَاءَ الْعِزَّةِ أَنْ يَسْقُطَ جَمْرٌ فَيَقْطَعَنَا أَشْلَاءً
أَوْ لَعْنَةٌ تُصِيبُ أَرَاضِيَنَا وَ تَثْأَرُ لِشُهَدَاءِ غَزَّةَ وَ أَرْضِ الْأَنْبِيَاءِ
أَيْنَ الْعُرُوبَةُ يَا عَرَبُ أَيْنَ التَّحَالُفُ ضِدَّ الصُّهْيُونِ وَ الْأَعْدَاءِ
هَلْ أَصَابَتْ قُلُوبَكُمْ تُخْمَةٌ أَمْ أَنَّ عُقُولَكُمْ أُصِيبَتْ بِالْإِعْيَاءِ
تَفَكَّكَتْ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ وَ اسْتُبْبِحَتْ الْأَعْرَاضُ وَ أُرِيقَتْ الدِّمَاءُ
هَلْ نَبْكِي عَلَى دِمَاءِنَا أَمْ أَعْرَاضِنَا ؛ لَمْ يَعُدْ لَدَيْنَا دَمْعٌ لِلْبُكَاءِ
عَجْزٌ وَ وَهَنٌ أَصَابَنَا وَ نَحْنُ لَا نَمْلِكُ إِلَّا شَكْوَى حَمْلِ الْأَعْبَاءِ
تَرَكْنَا الْجِهَادَ وَ اكْتَفَيْنَا بِالْحَدِيثِ بِذْلَةُ الْهَوَانِ وَ خَيْبَةِ الرِّثَاءِ
لَحِقَتْ الْخَيْبَةُ بِلَادِي وَ سَكَنَ الْخُزْيُ دَارِي وَ عَاهَدَنَا السُّفَهَاءَ
عبير
_________________
٤- فَلْتَعِي قُولِي . . .
لَا تَدَعْ لَوْمَ الْخِزْيِ عَلَى مَا مَضَى وَفَاتُكَ يَسْكُنُ رُوحَكَ
وَلَا تَسْتَسْلِمْ لِحُزْنٍ عِشْتَهُ وَ غَزَا حَيَاتَكَ وَ تَدَعْهُ يَهْزِمُكَ
إِرْفَعْ وَجْهَكَ فِي السَّمَاءِ عَالِيًا لِإِنَّكَ قَوِيٌّ بِاللَّهِ وَحْدَهُ
مَهْمَا تَزَاحَمَتْ عَلَيْكَ الْهُمُومُ ، ، وَ تَرَاكَمَتْ عَلَيْكَ الْٱحَزَانُ
اغْلَقَ أَبْوَابُ دَارِكَ فِي وُجُوهِ الْكَآبَةِ ، ، ،
حَتَّى لَا يَتَسَلَّلُ الشَّيْطَانُ إِلَيْكَ عَبْرَ نِقَاطِ ضَعْفِكَ . .
كُنْ بِاللَّهِ قَوِيًّا مُتَسَلِّحًا بِحُسْنِ الظَّنِّ وَالْإِيمَانِ
و قُلْ رَبِّ إِنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ لِيَنْصُرَكَ عَلَى مَنْ ظَلَمَكَ
فَمَنْ نَجَّى سَفِينَةَ نُوحٍ رَغْمَ ضَعْفِهَا ، ،
وَ أَخْرَجَ يُونُسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ الثَّلَاثِ ، ،
وَ قَسَّمَ الْبَحْرَ نِصْفَيْنِ لِيَعْبُرَ مُوسَى وَقَوْمُهُ ، ،
وَنَصَرَ مُحَمَّدًا وَ آوَاهُ ، ، لِتَعْلُوَ كَلِمَةُ الْحَقِّ ، ،
قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَدْفَعَ عَنْكَ بَلَاءَكَ مَهْمَا عَظُمَ فَإِنَّهُ هَيِّنٌ أَمَامَ قُدْرَةِ الْخَالِقِ وَرَحْمَتِهِ . . . إِنَّهُ رَبُّ الْمُعْجِزَاتِ . . .
نَحْنُ لَسْنَا بِأَنْبِيَاءَ وَلَكِنَّا بِاللَّهِ أَقْوِيَاءُ
عبير عيد
--------------
٥- مَنْ أَرَادَكِ . .
مَنْ أَرَادَكَ بِحَقٍّ اخْتَارَكَ أَنْتَ دُونَ غَيْرِكَ . . تَمَسَّكْ بِكَ وَحْدَكَ . .
بِكُلُّ مَا فِيكَ . . بِصِحَّتِكَ وَ مَرَضِكَ . . ، حُزْنِكَ وَ فَرَحِكَ ، جِرَاحِكَ
وَ نُدُوبُ رُوحِكَ . . .
بَقِيَ بِجِوَارِكَ لَا يُعِينُهُ الْأَجْمَلُ وَ لَا يَلْتَفِتُ إِلَّا لَكَ . . . لِأَنَّهُ يَكْتَفِي بِكَ أَنْتَ . . . رَغْمَ كُلِّ مَا فِيكَ تَجِدُهُ مَعَكَ يَأْتِيكَ لِيُرَمِّمَ حَنَايَا قَلْبِكَ . . لِيُمْحِيَ أَحْزَانَكَ وَيَرَى الْبَسْمَةَ عَلَى شِفَاهِكَ .
لَا يَتْرُكُكَ عِنْدَ ضَعْفِكَ وَلَا يَخْذُلِكَ وَقْتَ مِحْنَتِكَ
وَ لَا يَتَضَجَّرْ مِنْكَ فِي مَرَضِكَ ، ،
بِأَفْعَالِهِ يُخْبِرُكَ بِأَنَّهُ هُوَ لَكَ الْعِوَضُ الْجَمِيلُ وَ الْكَتِفُ الَّذِي لَا يَمِيلُ
وَالْوَطَنُ حِينَ يَضِيقُ بِكَ الْعَالَمُ وَتَرَاهُ مُسْتَحِيلٌ
تَجِدُهُ يَقُولُ لَكَ ؛
أَنَا وَطَنُكَ ، ، نِصْفُكَ الْآخَرُ . . ، شَقَّ رُوحَكَ وَ نَبْضَ قَلْبِكَ
وَ أَنْفَاسِكَ فِيمَا تَبَقَّى مِنْ عُمْرِكَ . .
انْتَقُوا يَا سَادَةُ لِقُلُوبِكُمْ فَالْعُمْرُ نَحْيَاهُ مَرَّةً وَاحِدَةً وَالْقَلْبُ أَغْلَى مَاتَمْلِكَ فَلَا تَسْكُنُوا بِهِ إِلَّا مَنْ يَسْتَحِقُّ نَبْضَهُ وَاحْتِوَاءَ هَ
. عَبِيرُ .
_____________________
يقول ابنُ القيّم :
ﻟﻮ ﻋﻠِﻢ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻛﻴﻒ ﻳُﺪﺑّﺮ الله ﻟﻪ ﺃُﻣﻮﺭﻩ ؟
ﻟـ علم ﻳﻘﻴﻨﺎً ﺃﻥَّ الله ﺃﺭﺣﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺃُمِّه ﻭﺃﺑﻴﻪ ،، ﻭﻟﺬﺍﺏ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﺤﺒﺔً لله ..
رحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ
×××××××××
رُبَّمَا نَتَضَجَّرُ مِنْ قَضَاءِ اللَّهِ وَقَدَرِهِ وَنَبْكِي وَنَجْزَعُ وَلَا نَعْرِفُ الْحِكْمَةَ مِنْ الْمَنْعِ وَالْعَطَاءِ . . . وَالنِّعْمَةِ وَالِابْتِلَاءِ . . .
وَ لَكِنْ وَجَبَ عَلَيْنَا أَنْ نُتَيَقَّنَ أَنَّ اَلْخَيْرَ ، ، كُلَّ اَلْخَيْرِ فِي تَدَابِيرِ اللَّهِ فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ مُدَبِّرُ الْأَمْرِ وَفْقَ عِلْمِهِ وَ إِرَادَتِهِ . . .
نَحْنُ نَحْزَنُ وَ نَبْكِي لِمِحْنَةٍ مَرَّتْ بِنَا ثُمَّ بَعْدَمَا تَنْتَهِي وَ نَكْتَشِفُ أَنَّهَا دَرْسًا وَعَطَاءًا لِخَيْرٍ كَثِيرٍ يَعْقُبُهَا كَانَ بِهَا كُلُّ الْخَيْرِالَّذِي لَمْ نُدْرِكْهُ إِلَّا بَعْدَهَا . . .
وَ رُبَّمَا نَفْرَحُ كَثِيرًآ وَنَتَرَاقَصُ فَرَحًا وَ بَهْجَةً وَ تَدْمَعُ أَعْيُنُنَا لِتَحْقِيقِ شَيْئًا كُنَّا نَتَمَنَّاهُ وَ نَدْعُوا بِهِ اللَّهَ أَنْ يَكُنْ وَاقِعًا ثُمَّ نَكْتَشِفُ أَنَّ مَا دَعَوْنَا بِهِ لِيَتَحَقَّقَ كَانَ فِيهِ كُلُّ الشَّرِّ و بِبَاطِنِهِ وَ نَحْنُ لَا نَعْرِفُ
فَهُنَا تَكُنْ الْحِكْمَةُ فِي الْمَنْعِ وَالْعَطَاءِ . . .
فَسِبْحَانَ اللَّهِ . . .
اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ بِأَنِّي قَدْ رَضِيتُ بِكُلِّ مَا قَضَيْتُهُ لِي وَ أَنَّ الْخَيْرَ كُلَّهُ فِيمَا اخْتَارَهُ اللَّهُ . . .
فَرْبُ الْخَيْرِ لَا يَأْتِي إِلَّا بِالْخَيْرِ
عبير عيد
_______________
٧-عَلَيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ . .
لَوْ أَظْهَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى النَّوَايَا وَمَا تَحْمِلُهُ النُّفُوسُ لَمَا بَقِيَ عَلَى ظَهْرِهَا أَحَدًا . .
أَخْفَى اللَّهُ مَا تَحْمِلُهُ الْقُلُوبُ لِغَيْرِهَا لِحِكْمَةٍ لَا بِعِلْمِهَا إِلَّا هُوَ فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ . .
قَالَ تَعَالَى ( وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوْ أَجْهِرُوا بِهِ إنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ . .
أَلَّا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )
فَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى نَقَاءِ السَّرِيرَةِ وَ إِنَارَةِ الْبَصِيرَةِ فَمَنْ أَحَبَّهُ اللَّهُ أَلْهَمَهُ وَ أَنَارَ بَصِيرَتَهُ بِمَنْ حَوْلَهُ . .
فَكَمْ مِنْ وُجُوهِ خُدْعَتِنَا وَكَمْ مِنْ نُفُوسٍ تَحْمِلُ لَنَا ضَغَائِنَ دُونَ أَنْ نَدْرِيَ بِهَا وَنَحْنُ لَا نَعْرِفُهُمْ بَلْ بِالْعَكْسِ نَظُنُّ أَنَّهُمْ أَحْبَابُنَا وَنَتَعَامَلُ مَعَهُمْ بِالْفِطْرَةِ السَّلِيمَةِ . . . وَنَقَاءِ الْقَلْبِ وَ بَرَاءَةِ الرُّوحِ . .
ثُمَّ تَأْتِي الرِّيَاحُ . . رِيَاحُ الْمِحَنِ وَالشِّدَّةِ لِتَكْشِفَ لَنَا مَا تُكِنُّهُ نُفُوسُهُمْ لَنَا فَنَرَى حَقِيقَةَ الْوَجْوَةِ وَنُدْرِكُ كَمْ مِنْ لُطْفٍ خَفِيٍّ حَمَانَا بِهِ اللَّهُ لِيُخْبِرَنَا اللَّهُ وَحْدَهُ أَنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ وَأَنَّهُ وَحْدَهُ عَلِيمٌ بِخَلْقِهِ وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ
فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي طَهَّرَ قُلُوبَنَا مِنْ النِّفَاقِ وَأَعْمَالَهَا مِنْ الرِّيَاءِ وَأَلْسِنَتَنَا مِنْ الْكَذِبِ نَسْأَلُهُ سُبْحَانَهُ أَنْ يَتَوَفَّنَا وَهُوَ رَاضٍ عَنَّا غَيْرَ ضَارِينَ وَلَا مُضِرِّينَ
فَلِتَحَمِلُ كُلُّ نَفْسٍ وِزْرَهَا وَ تَتَحَمَّلُ كُلُّ ذَاتِ مَاتَحْوِيهِ وَمَا تُكِنُّهُ لِغَيْرِهَا فَعِنْدَ اللَّهِ تَلْتَقِي الْخُصُومُ وَ تُرَدُّ الْمَظَالِمُ إِلَى أَهْلِهَا
نَسْأَلُ اللَّهُ الْعَفْوَ وَالعافية
عبير عيد
-------------------
الْخَبِيئَةُ الصَّالِحَةُ . .
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَنْ اسْتَطَاعَ أَنْ يَجْعَلَ لَهُ خُبْءً مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ فَلْيَفْعَلْ )
الْخَبِيئَةُ هَى الْعَمَلُ الصَّالِحُ الْخَفِيُّ مِنْ عِبَادَاتٍ وَ مُعَامَلَاتٍ
الْخَبِيئَةُ الصَّالِحَةُ عَمَلٌ تَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللَّهِ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا هُوَ
سُبْحَانُهُ و تَعَالَى فَلْنَحْرِصْ عَلَيْهِ . .
صَلَاةُ رَكْعَتَيْنِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ
اوْ صَدَقَةٌ خَفِيَّةٌ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللَّهُ
زِيَارَةُ مَرِيضٍ تُدْخِلُ عَلَى قَلْبِهِ السُّرُورَ
مُسَاعَدَةُ فَقِيرٍ أَوْ مُحْتَاجٍ
إِغَاثَةٌ مَلْهُوفٌ
وَمَا أَجْمَلُ خَبِيئَتِكَ اذَا كَانَتْ فِي الْبِرِّ بِالْوَالِدَيْنِ
الْإِحْسَانُ إِلَى الْيَتَامَى وَالْأَرَامِلِ . .
كَمْ مِنْ نَفْسٍ عَفِيفَةٍ تَعَفَّفَتْ عَنْ السُّؤَالِ وَبَاتَتْ جَوْعَى
كَمْ مِنْ مَرِيضٍ يَئِنُّ وَيَتَأَلَّمُ وَ لَا يَجِدُ ثَمَنَ دَوَاءِهِ
كَمْ مِنْ فَقِيرٍ بَاتَ يَبْكِي حَسْرَةً وَتَأَلُّمًا لِأَنَّهُ لَايَمْلِكُ قُوتَ أَبْنَاءِهِ
وَغَيْرُهُمْ
مَا أَجْمَلَ الصَّدَقَةَ الْخَفِيَّةِ وَ مَا أَجْمَلَ الْإِبْتِسَامَةَ فِي وَجْهِ الْغَيْرِ
نَحْنُ بِحَاجَةٍ لَهُمْ وَ لَيْسَ هُمْ
نَحْنُ مَنْ يَحْتَاجُ دُعَائَهُمْ وَمُسَاعَدَتَهُمْ
( الصَّدَقَةُ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ )
كُنْ مِنْ الْقُلُوبِ الرَّحِيمَةِ الَّتِي تَشْعُرُ بِغَيْرِهَا وَلَوْ بِدَعْوَةٍ لِمَرِيضٍ . . بِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ . . بِأَقَلِّ الْقَلِيلِ فَنَحْنُ فِي شَهْرِ الرَّحِمَاتِ
دُمْتُمْ بِحِفْظِ اللَّهِ وَرِعَايَتِهِ
وَكُلُّ عَامٍ وَانْتُمْ بِخَيْرٍ
بِقَلم عبير عيد
______________
٩- اَلصَّمْتُ :
يَخْتَلِفُ الصَّمْتُ مِنْ حِينٍ لِآخَرَ وَمِنْ شَخْصٍ لِآخَرَ
فَقَدْ يَنْتِجُ الصَّمْتُ عَنْ الْخِذْلَانِ خَاصَّةً إِذَا كَانَ مِنْ شَخْصٍ وَثِقْتَ بِهِ أَكْثَرَ مِنْ اللَّازِمِ وَ أَعْطَيْتَهُ مَكَانَةً فِي حَيَاتِكَ لَا يَسْتَحِقُّهَا
فَالصَمَّتْ الْوَسِيلَةُ الْوَحِيدَةَ الَّتِي تُعَبِّرُ عَنْ خَيْبَةِ الْأَمَلِ فِيهِ ، ،
يَأْتِي الصَّمْتُ عِنْدَ الرَّحِيلِ عِنْدَمَا نَكُونُ قَدَّمْنَا تَنَازُلَاتٍ عِدَّةً ، ،
مَرَّةً تِلْوَ الْأُخْرَى مِنْ أَجْلِ اسْتِمْرَارِيَّةِ الْحَيَاةِ ثُمَّ فَجْأَةً
وَ بِدُونِ إِنْذَارٍ نُقَرِّرُ الرَّحِيلَ فَيَخِيمُ عَلَيْنَا الصَّمْتُ . .
لِنَرْحَلْ بِمَا تَبَقَّى مِنَّا تَارِكِينَ وَرَاءَنَا كُلَّ شَيْءٍ
لَا نُرِيدُ الَّا بَقَايَانَا الْخَائِرَةَ . .
نَصَمْتُ عِنْدَ الْيَأْسِ وَ الْحُزْنِ الشَّدِيدِ وَ لَكِنَّ هَذَا الصَّمْتَ سُرْعَانَ مَا تَعْقُبُهُ صَرَخَاتٌ عَالِيَةٌ حِينَ تَأْبَى نُفُوسُنَا الْإِسْتِسْلَامَ وَالْخُضُوعَ رَغْمًا عَنْهَا . .
نَصِمَتُ عِنْدَ الذِّكْرَى وَ تُغْمِضُ أَعْيُنَنَا وَ إِمَّا بَسْمَةٌ تَلِيهَا أَوْ دَمْعَةٌ نُخْفِيهَا
فَهَكَذَا نَحْنُ لَا نُظْهِرُ مَا يُؤْلِمُنَا لِمَنْ حَوْلَنَا وَ لَا نَبُوحُ بِمَا يُعَكِّرُ صَفْوَنَا وَ لَكِنَّا نَصْمُتُ وَ نَبْتَعِدُ شَيْئًا فَشَيْئَأً إِلَى انْ يَأْتِيَ التَّخَلِّي التَّامُّ
وَ اَلرَّحِيلُ بِلَا رُجُوعٍ
فَالصَّمْتُ بُرْكَانٌ دَاخِلَ النَّفْسِ قَدْ يُمِيتُ صَاحِبَهُ بِلَا صَوْتٍ وَ بِدُونِ انْ يَشْعُرُ بِهِ أَحَدًا .
د عبير عيد
____________________
١٠- عِشْقُ الرُّوحِ . .
يَا حَبِيبِي لَا تَقُلْ أَيْنَ أَنْتَ إِنَّ رِحْلَتِي بِدُونِكَ شَقَاءٌ
تَهْتَ عَنِّي وَ أَنْتَ مِنِّي بِيَدَيْكَ كُنْتَ تَسْقِينِي الدَّوَاءَ
طَالَتْ الْغِيبَةُ عَنِّي وَ اغْتَرَبْنَا مَا بَيْنَ صَيْفٍ وَ شِتَاءٍ
وَتَمْضِي بِدُونِ طَيْفِي ؛ ثُمَّ تَعُودُ لِتَنْعِيَ حَالَكِ بِالرِّثَاءِ
أَنْتَ لَا زِلْتُ تَسْرِي فِي وَرِيدِي بِالْعُرُوقِ مَعَ الدِّمَاءِ
ثُمَّ تَأْتِي لِتُخْبِرَنِي أَنَّكَ تَتَنَفَّسُ عَبِيرِي بِرَائِحَةِ الْهَوَاءِ
وَتَرَانِي قَمَرٌ مُضِيءٌ فِي السَّمَاءِ وَ عِطْرُكَ فِي الْمَسَاءِ
وَأَنِّي نُورُ أَيَّامِكِ بَلْ كُلُّ أَحْلَامِكَ شَمْسُكِ وَ الضِّيَاءُ ! !
فَكُنْ غَرِيقًا فِي بَحْرِ عَيْنِي وَ لَا تَخَفْ إِنَّهُ بَحْرُ الْعَطَاءِ
يَا حُلْمًا بِجَفْنِهَا جَعَلَتْكَ كُحْلًا بِهَا وَ رَمَشَهَا لَكَ الْغِطَاءَ
كُنْ أَسِيرًا لِنَبْضِ قَلْبِي يُعَانِقُ نَبْضَكِ بِحُبٍّ وَ احْتِوَاءٍ
كُنْ وَطَنًا آوِي إِلَيْهِ فِي وَحْشَةِ الظَّلَامِ مِنْ بَرْدِ الشِّتَاءِ
إِنْ مَضَتْ أَيَّامِي فَلَنْ أَنْسَاكِ أَبْدَأُ وَانْ حَالَ بَيْنَنَا اللِّقَاءُ
تَمُرُّ سِنِينُ الْعُمْرِ لَحَظَاتٌ وَعِشْقُ الرُّوحِ يَظَلُّ بِلَا انْتِهَاءٍ
إِنْ ارْتَوَتْ رُوحِي مِنْ رُوحِكِ فَيَذْهَبُ ظَمَأُهَا الْإِرْتِوَاءُ
وَ إِنْ احْتَوَيْتَ قَلْبَكَ بِدِفْءِ قَلْبِي فَإِنَّ هَذَا كُلَّ الرَّجَاءِ
يَا حَبِيبِي لَا تَهَابُ الْبُعْدَ إِنَّ عِشْقَنَا قَدْ بَلَغَ عَنَانَ السَّمَاءِ
إِنْ دَنَوْتُ مِنْكَ أَوْ ابْتَعَدْتُ حُبِّي لَكَ لَمْ يُكْتَبْ لَهُ الْفَنَاءُ
د.عبيرعيد
١١- سَيَنْبُتُ الزَّهْرُ مِنْ جَوْفِ الصَّخْرِ . .
لَقَدْ اعْتَادَتْ رُوحِي عَلَى الْمُقَاوَمَةِ بِكُلِّ مَا أُوتِيتُ مِنْ قُوَّةٍ
وَلَوْ كَانَتْ حَتَّى بَقَايَا خَائِرَةً مِنْ طَاقَتِي الْوَهِنَةِ . .
اعْتَادَ قَلْبِي عَلَى التَّحَمُّلِ وَالصَّبْرِ وَجَلْدِ الذَّاتِ . . .
كَمَا اعْتَادَتْ نَفْسِي عَلَى الْوَحْدَةِ الرَّاقِيَةِ . . . الْبُعْدِ عَنْ التَّضَجُّرِ وَالْإِعْتِرَاضِ عَلَى الْحَالِ . . وَ الْقِيلِ وَالْقَالِ . . .
اتَّدَرُونَ لِمَا ؟ ؟
لِكَيْ ارْتَضَى وَ أَرْضَى لِأَنَّنَا لَوْ كُلُّ إِنْسَانٍ كَرِهَ حَالَهُ وَنَظَرَ إِلَى حَالِ غَيْرِهِ لَسَخِطَ وَجَزِعَ وَغَضِبَ مِنْ قَضَاءِ اللَّهِ وَقَدَرِهِ . . .
رُبَّمَا لَوْ تَبَدَّلَتْ الْأَمَاكِنُ لَتَمَنَّى رُجُوعَ حَالِهِ كَمَا كَانَ قَبْلَ . . .
مَنَحْتُ الثِّقَةَ الْمُتَنَاهِيَةَ لِنَفْسِي وَ ذَاتِي فَقَطْ
عُذراً..
لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَمْنَحَهَا لِأَيِّ شَخْصٍ بِسُهُولَةٍ ، ،
لِأَنَّ الْخَيْبَاتِ كَانَتْ أَكْبَرَ مِنْ تَوَقُّعَاتِي بِكَثِيرٍ . . .
الْإِعْتِمَادُ عَلَى النَّفْسِ لَيْسَ عَيْبٌ أَوْ نَقْصٌ بِالْعَكْسِ كُلَّمَا اعْتَادَتْ نَفْسِي عَلَى الْإِكْتِفَاءِ بِذَاتِهَا كُلَّمَا ارْتَاحَتْ سَرِيرَتِي وَاطْمَأَنَّ بَالِي
إِنَّ الرَّاحَهَ النَّفْسِيَّهَ كَنْزٌ لَا يُعَوَّضُ وَ لَا يُضَاهِيهِ إِحْسَاسٌ . .
لَمْ أُبْنِي ثِقَتِي أَوْ أُرَاهِنُ أَنَّ مَكَانَتِي كَبِيرَةٌ فِي قَلْبِ أَحَدِهِمْ
لِأَنَّنِي قَدْ أَتَفَاجَأُ عِنْدَ الْمَوَاقِفِ فَتَظْهَرُ الْمَعَادِنُ وَتَنْدَرِجُ الْأَمَاكِنُ لِأُعِيدَ تَرْتِيبَ الْأَشْخَاصِ فِي حَيَاتِي . . .
أَتَعَامَلُ مَعَ الْحَيَاةِ بِصَبْرٍ وَ كَأَنَّنِي أَشْرَبُ كُوبًا مِنْ الشَّايِ الْمُرِّ وَ أَنَا ارْغِمُ نَفْسِي عَلَى الْإِسْتِمْتَاعِ بِمَرَارَتِهِ لِأَنَّنِي عَلَى يَقِينٍ تَامٍّ أَنَّهُ سَوْفَ يَأْتِي يَوْمٌ وَأَقُومُ بِتَحْلِيَتِهِ بِالسُّكَّرِ فِي وَقْتٍ مَعْلُومٍ
سَأَنْتَظِرُ وَ أَنْتَظِرُ . . . أَتَدْرُونَ لِمَا ؟
مَا أُجْمِلُ حُسْنَ الظَّنِّ بِاللَّهِ و انْ أَنْتَظِرَ الْعِوَضَ الْجَمِيلَ وَمَهْمَا تَجَرَّعْتُ مِنْ الْأَلَمِ تَنَهَّدْتُ تَنْهِيدَةَ الرِّضَا وَقُلْتُ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُعَوِّضُنِي اللَّهُ ، ، أَثِقُ فِي رَبِّي وَ أَطْمَعُ فِي كَرَمِهِ . . .
وَ هَذَةِ حَلَاوَةُ الْإِيمَانِ . . .
لَقَدْ خُلِقْنَا فِي كَبِدِ فَلْنَخْلُقْ لِأَنْفُسِنَا السَّعَادَةَ وَ لَوْ رَأَيْنَاهَا وَاهِيَةً مَزْعُومَةً وَ لَكِنَّهَا سَتَمْنَحُنَا بَعْضَ الطَّمَأْنِينَهْ فِي الْقَلْبِ
وَ أَخِيرًا لَمْ يَخْلُقْنَا اللَّهُ لِيُعَذِّبَنَا وَ لَكِنَّهُ يُهَذِّبُنَا .
فَكُلُّ السَّعَادَةِ فِي الرِّضَا . .
وَسَيَأْتِي يَوْمًا وَ . يَنْبُتُ الزَّهْرُ مِنْ جَوْفِ الصَّخْرِ .
د عبير عيد
-------------------
١٢- غُرْبَتُنَا . . .
الْغَرَبَةُ فِينَا احْنَا . . . غُرْبَتُنَا جُوَّا رُوحْنَا . . .
لَاعَارِفِينَ نَحْكِي وَ لَا حَتَّى نَكْتِمَ جُرُوحَنَا . . .
مَشَيْنَا وَ قُلْنَا يُمْكِنُ نُقَابِلُ ضِحْكَةً تُفْرِحُنَا . . . .
اَوْ حَتَّى قَلْبُ حَنَينٍ عَلَى الدُّنْيَا يُصَالِحُنَا . . .
أَوْ اي رُوحٍ يُمْكِنُ نُلَاقِيهَا تُشْبِهُ رُوحَنَا . . .
مَا لَاقَيْنَا غَيْرَ قَسْوَةٍ وَغُرْبَةٍ فِيهَا سِكِّينٌ بِيَدْبَحْنَا . . .
وَ نَاسٌ تَايْهِينْ وَ نَاسٌ كِتِيرْ كَارِهَةٌ مَصَالِحَنَا . . .
سَأَلْتُ رُوحِي خُدَّتْ إِيهْ مْ الْغُرْبَةِ . . ! ! !
خِدْتْ شَنْطَةِ سَفَرٍ . . . ! !
جَمَعْتُ فِيهَا أَحْزَانِي وَ كُلَّ ضِحْكَةِ نِسْيَانِي فِي أَيَّامِي
وَ لِمَّةُ أَصْحَابِي وَ شَقَاوَتِي فِي شَبَابِي وَ ايِهْ تَانِي يَا زَمَانِي . .
يَااااهُ . . . وَ لَقَتْنِي نَسِيتُ مَفَاتِيحَهَا . .
سَأَلْتُ نَفْسِي ؛ لِيهْ يَا دُنْيَا مُعَانْدَانِي ؟
تَعَبْتُ مِنْ قَسْوَتِكَ عَلَيَّا نَفْسِي فِي ايْ فَرْحَةٍ أُفْرِحُهَا
وَرَجِعْنَا تَانِي يُمْكِنُ نُلَاقِي فِي قُلُوبِ النَّاسِ مُطْرَحْنَا . .
ايْ كَلِمَةِ تُرِيحُنَا اوْ أَيُّ حَدٍّ يُرَمِّمُ جِرَاحَنَا
لَكِنْ لَقِينَا الْغُرْبَةَ سَاكِنَةً فِينَا احْنَا
الْغَرْبَةُ جُوَانَا سَاكِنَةٌ رُوحُنَا . . .
عبير عيد
-----------------
١٣- أَنَا وَ أَنْتَ . . .
يُخَاطِبُنِي ؛ أَنَا وَ غُرْبَةُ رُوحِي فِي عَالَمٍ مِنْ الْأَسَى
مَا زَالَ النَّبْضُ يُؤْلِمُنِي حِينَ أَسْمَعُ صَوْتَكَ بِالْحُكَى
طَيْفُ الْمَاضِي يُؤَرِّقُنِي وَ ذِكْرَاهُ تَسْكُنُ فِي الرُّؤَى
لَهَيْبِ الصَّمْتُ يَحْرِقُنِي بِجَمْرٍ يُشْعِلُ عُمْقَ الْحَشَى
وَ لَيْلِي بَهِيمٌ طَوِيلٌ أُقَاسِيهِ وَحْدِي بِظَلَامِ الدُّجَى
الْعَقْلُ بُلُومْ يَسْأَلُنِي مَنْ أَنْتِ لِتَسْكُنِينَ فِي الْحُنَى ؟
هَلْ أَنْتَ مَاضٍ مَضَى ؟ أَمْ ظَلَّ يَتْبَعُنِي بِالْخَطَى !
فَأَجَبْتُهُ ؛ أَنَا قَلْبٌ اجْتَمَعَتْ فِيهِ الْآمَالُ بِأَطْيَافِ الْمُنَى
لَكِنَّنِي مُوَؤَّدَةً أَحْلَامِي مُكَبَّلَةٌ وَ أَنَا غَرِيقَةٌ بِبَحْرِ النَّوَى
أَصَارَعَ طُوفَانٌ عَنِيفٌ عَصَفَ بِقَلْبِي فَاخْتَرَقَهُ كَالشَّظَى
فَأَصْبَحَتْ بِدُونِ رُؤَاكَ وَحِيدَةً شَهِيدَةً مَقْتُولَةً بِالْجَوَى
لَمْ يُقَيِّدْكَ الزَّمَانُ وَحْدَكَ لِتَكُنْ مَجْنِيَّ عَلَيْكَ فِي الْهَوَى
أَنَا وَأَنْتِ عَاشِقَانِ أَرْوَاحُنَا الْتَقَتْ وَأَجْسَادُنَا بِعَالَمِ النَّهَى
فَهَلْ نَمْلِكُ مِنْ الْأَمْرِ شَيْءٌ ؟ لَا ؛ فَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الرِّضَى
بِقَلَمِي د عبير عيد
------------------
١٤- وَ مُضِيَّنَا . . .
تَرَى ! هَلْ مَضَتْ الْأَيَّامُ بِنَا أَمْ فِي غُرْبَتِهَا مُضَينَا
أَمْ تَاهَ الْحُبُّ بَيْنَنَا أَمْ أَنَّ الدُّنْيَا الَّتِي جَارَتْ عَلَيْنَا ! !
لَقَدْ حَالَ الدَّهْرُ لِقَائَنَا وَ لَكُنَّا بِعَالَمِ أَرْوَاحِنَا الْتَقَيْنَا
فَإِنْ جَفَّ الْحَنِينُ مِنْ الْحَنَايَا فَلَا تَقُلْ إِنَّنَا قَدْ إِنْتَهَيْنَا
بَلْ قُلْ : آلَ الْعُمْرُ إِلَى الرَّحِيلِ وَ لِمَنْ حَوْلَنَا افْتَدَيْنَا
غَزَلْنَا ثَوْبَ أَحْلَامِنَا الطَّوِيلَ وَالَى الْآنَ لَهُ مَا ارْتَدَيْنَا
رَسَمْنَا عَلَى شِفَاهِنَا بِسَمَاتٍ تَشْفِي الْعَلِيلَ وَمَاتَدَوَايِنَا
تَحْمِلْنَا آلَامَنَا وَ بِعِزَّةِ نَفَسٍ عَنْ الْبَوْحِ وَ الشَّكْوَى أَبَيْنَا
فَيَّا قُلُوبٌ أَجْهَدَهَا فَيْضُ الْحَنِينِ نَحْنُ الْعَاشِقِينَ آتِيْنَا
وَ يَا نُفُوسُ جَنَتْ عَلَيْهَا السِّنِينَ مِنْ الْجِرَاحِ قَدِ اكْتَفَيْنَا
فَهَلْ لَنَا بِحَنَايَا الْقَلْبِ نَبْضٌ لِنَسْتَقِيَ مِنْهُ الْوُدَّ بِرَاحَتَيْنَا
وَنُعْطِي مِنْ جَدِيدٍ الْحُبَّ الَّذِي سَقَيْنَاهُ وَ مَا مِنْهُ ارْتَوَيْنَا
بِقَلَمِي د . عبيرعيد
________________
١٥- نَبَضَاتُ قَلْبٍ . . . .
يَا عَازِفًا عَلَى نَبَضَاتِ قَلْبِي لَقَدْ اشْتَاقَتُ لِعَزْفِكَ شَرَايِينِي
هَلْ أَخْلَفْتَ عَهْدَكَ لِي فِي الْهَوَى أَمْ أَنَّكَ نَسِيتَ عَنَاوِينِي
أَمَّ الزَّمَانُ أَنْسَاكَ لَحْنُ حُبِّي بَعْدَمَا قُلْتُ حَبِيِّيَّتِي أُحِبِّينِي
فَأَسْقَيْتُكَ كُلَّ كَاسَاتِ الْغَرَامِ عِشْقًا وَ قُلْتُ لَعَلَّكَ تُدَاوِينِي
وَ شُيَّدَتْ قُصُورًا مِنْ الْآمَالِ وَلَكِنَّهَا عَلَى الرِّمَالِ وَ الطِّينِ
فَأَغْرَقَتْهَا أَمْوَاجُ الْأَحْزَانِ وَ عَصَفَتْ بِي فَعَادَتْ لِتُنَادِيَنِي
فَهَرَبْتُ مِنْ الْأَشْجَانِ قَبْلَ أَنْ تَشْتَعِلَ نَارُهَا بِقَلْبِي فَتَكْوِينِي
وَ عُدْتُ وَحِيدَةً إِلَى حَيْثُ الْتَقَيْنَا فَنَادَيْتُ الْحَنِينَ لِيَرْوِيَنِي
إِنَّهَا لَمْ تَكُنْ حِكَايَةَ حُبٍّ بَلْ كَانَتْ بِهَا كُلُّ أَحْلَامِي بِسِنِينِي
فَأَخْضَعْتُ قَلْبِي طَوْعًا لِي فَاسْتَغَاثَتْ حَنَايَاهُ ؟ مَنْ يَحْمِينِي
وَمَضَتْ الْأَيَّامُ بِي وَ هَا أَنَا أَحْيَا عَلَى أَطْلَالٍ حُفِرَتْ بِالْوَتِينِ
فَعَادَ النَّبْضَ مُعْتَذِرًا مُتَسَائِلًا أَلَمْ تَكُونِي يَوْمًا مِنْ الْمُحِبِّينَ !
قُلْتُ نَعَمْ وَ لَكِنِّي أَنْهَيْتُ عَهْدِي بِالْهَوِيِّ قَبْلَ أَنْ يَزِيدَ أَنِينِي
وَ سَأَظَلُّ هَارِبَةً مِنْ كُلِّ حُبٍّ يَمَسُّ قَلْبِي أَوْ يُوقِظُ لَهُ . حَنِينِي
أَنَا لَنْ أَعِيشَ سَجِينَةً مَا بَيْنَ نَبْضَةٍ تُمِيتُنِي وَ أُخْرَى تُحْيِينِي
بِقَلَمِي د عبير عيد
-----------------
١٦-رُوحٌ ثَائِرَةٌ . . .
مَا بَيْنَ الْبَوْحِ وَ الْكِتْمَانِ . . . أَتْعَبَنَا الصَّمْتُ وَ الْكَلَامُ . . . .
أَتَعِبُنَا الْقَقْدَ وَ الْحِرْمَانَ ! !
حَرْمَانُنَا مِنْ الرَّاحَةِ وَنَحْنُ نَبْحَثُ عَنْ الْأَمَانِ . . .
يَقُولُونَ اعْتَزِلْ مَا يُؤْذِيكَ ! !
كَيْفَ نَعْتَزِلُ مَا يُؤْذِينَا وَ هُوَ جُزْءٌ لَا يَتَجَزَّأُ مِنْ حَيَاتِنَا الْيَوْمِيَّةِ ،
اعْتَزَلْنَا كُلَّ مَنْ حَوْلِنَا حِينَ أَجْهَدَنَا التَّبْرِيرُ . . .
الْتَزَمْنَا الصَّمْتَ حَتَّى سَئِمْنَاهُ . . الْبَسَتْنَا الْحَيَاةُ ثَوْبَ الْإِحْبَاطِ وَالْيَأْسِ حَتَّى غَطَّتْ سُحُبُ الْكَآبَةِ أَرْوَاحَنَا ، ، وَ دَبَّ الْمَشِيبُ بِهَا . . فَخَارَتْ قُوَانَا . . .
ثُمَّ جَاءَتْنَا لَحْظَةٌ أَبَيْنَا فِيهَا الْإِسْتِسْلَامَ ، ،
مَزَقْنَا ثَوْبَ الْخِزْيِ وَالْخِذْلَانِ وَ قَاوَمْنَا لِنَرْتَدِيَ ثَوْبَ الْإِرَادَةِ ، ، التَّحَدِّي بِرُوحٍ ثَائِرَةٍ . . تَتَحَدَّى كُلَّ شَيٍّ يَدْفَعُهَا لِلْأَحْزَانِ ، ،
تَرَدَّدْ دَاخِلَهَا لَا لَنْ أَسْمَحَ بِالْهَزِيمَةِ لَنْ يَهْزِمَنِي شَيْءٌ ، ،
ثُمَّ مَاذَا بَعْدُ ! !
تِلْكَ الرُّوحُ الثَّائِرَةُ الْمُتَمَرِّدَةُ فِينَا تَمْضِي قُدُمًا تُحَاوِلُ وَ تُحَاوِلُ رَغْمَ هَشَاشَةِ الْإِرَادَةِ وَوَهْنِ الْقُوَى وَلَكِنَّهَا هَى نَفْسُ الرُّوحِ الْبَرِيئَةِ الَّتِي تَأْبَى الْهَوَانَ ، ،
تَظَلُّ تَتَأَرْجَحُ بَيْنَ الصَّمْتِ وَالْكَلَامِ لَعَلَّهَا تَجِدُ مَنْ يَفْهَمُ طَبِيعَتَهَا
لَعَلَّهَا فِي مُفْتَرَقِ الطَّرِيقِ وَ مَتَاهَاتِ الْحَيَاةِ تَجِدُ الرَّاحَهَ النَّفْسِيَّهَ وَالْأَمَانَ . . . ثُمَّ بَعْدُ ! ! !
تَبْحَثُ عَنْ شَيٍّ وَاحِدٍ رَاحَةُ الْبَالِ وَسَكِينَةُ الْخَاطِرِ
تَشْعُرُ أَنَّهَا لَا تُرِيدُ مِنْ هذَةِ الْحَيَاةِ بِكُلِّ صِرَاعَاتِهَا إِلَّا الرَّاحَةَ
لَعَلَّهَا تَجِدُهَا فَتَسْتَرِيحُ مِنْ عَنَاءِهَاالْمَرِّيرُ
ثُمَّ بَعْدُ ! ! !
تَطْفُؤُ ضَوْءٍ . غُرْفَتُهَا لَعَلَّ أَضْوَاءَ التَّفْكِيرِ تَنْطَفِؤُ قَلِيلًا فَتَسْدِلُ سَتَائِرَهَا وَ تُغْمِضُ عَيْنَاهَا وَتَهْدَأُ أَجْفَانُهَا لِتَغْفُوَ قَلِيلًا قَبْلَ أَنْ يَبْدَأَ يَوْمُهَا الْجَدِيدُ
وَ تَسْتَمِرُّ الْحَيَاةُ .
د.عبيرعيد
-------------
١٧-قِصَّتُنَا . . .
يَا حَبِيبِي أَحْرَقَ الْجَوَى مَا بِبِنَّ أَضْلَعِي مِنْ الْحَنَايَا
وَ مِتُّ شَوْقًا وَ أَنَا فِي الْهَوَى لَا زِلْتُ بِمَهْدِ صَبَايَا
مَازِلْتُ أَحْبُو فِي هَوَاكَ وَأَنْتَ تَعِي عَنِّي كُلَّ الْخَبَايَا
وَ تَرَانِي أُنَاجِيكِ فِي ظُلْمَةِ اللَّيَالِي لِتُضْيَىءَ سَمَايَا
فَلَا تُطِيلُ الْعِتَابَ إِنَّ اللَّوْمَ يُقِيمُ الْعَزَاءَ عَلَى هَوَايَا
وَيَعْبُدُنِي لِذِكْرَى أَنِينٍ مَاضٍ جَعَلَنِي وَ قَلْبِي ضَحَايَا
أَلَا تَدْرِي أَنَّكَ بِقَلْبِي سَكَنِي وَ مَوْطِنِي وَ كُلِّ مَنَايَا
سَأَحْكِيكَ عَلَيَّ الْعَاشِقِينَ فَأَنْتِ فِي قَلْبِي أَجْمَلُ رِوَايَا
وَأَشْدُو لَكَ لَحْنًا يَسْمَعُهُ الْمُحِبِّينَ بِهَمَسَاتِ صَوْتِ غَنَايَا
فَأَنْتُ مَجْنُونِي وَ أَنَا لَيْلَاكَ . نَحْيَا بَعِيدَأً عَنْ كُلِّ الْبَرَايَا
أَنَا الْغَرِيقَةُ فِي بَحْرِ هَوَاكِ وَ أَنْتِ مَعِي فِي كُلِّ خَطَايَا
فَلْنُضِيءَ شُمُوعُ الْحُبِّ الْبَرِيءِ لِيَظَلَّ بَيْنَنَا نَقِيَّ السَّجَايَا
وَ لِنَدْفِنَ أَحْزَانَنَا فِي وَادِيهَا لِنَبْدَأَ قِصَّةَ حُبِّنَا مِنْ الْبَدَايَا
عبير عيد
---------‐--
١٨- غَرْبَتِي . . .
احْتَارَتْ الْأَيَّامُ فِي غُرْبَتِي حِينَ اخْتَرْتُ غِيَابِي
وَ أَلْقَتْ مَلَامَهَا عَلَيَّ وَكَأَنَّنِي أَنَا مَنْ ارْدَيْتُ حَالِي
بَاتَتْ وَ اللَّوْمُ يَذْبَحُنِي وَ كَأَنَّهُ حَانَ وَقْتُ حِسَابِي
فَأَمْسَكْتُ بِقَلَمِي لِعَلِّي أَكْتُبُ حِكَايَةً يَرْوِيهَا كِتَابِي
مَنْ أَيْنَ أَبْدَأُ وَ مَاذَا أَرْوِي هَلْ أُدَوِّنُ سِنِينَ عَذَابِي
إِكْتَفَيْتُ مِنْ الْمَاضِي يَا لَيْتَهُ مَا اقْتَرَبَ مِنْ مِحْرَابِي
حِينَ جَعَلْتُ قَلْبِي فِدَاءًا وَ أَفْنَيْتُ عُمْرِي وَ شَبَابِي
دَقَّتْ الِاحْزَانُ دِيَارَ قَلْبِي فُتِحَتْ دُونَ أَنْ ادْرِيَ بَابِي
فَعَصَفَتْ بِحَنَايَا الرُّوحِ الْجِرَاحُ وَطَالَ بِالدُّنْيَا اغْتِرَابِيُّ
وَ أَرْسَلْتُ لِلْفَرَحِ مِرْسَالًا فَلَمْ يَرُدَّ وَ لَمْ يَرَى مِرْسَالِي
فَرَجْوتَهُ أَنْ يُقِيلَ مُسْرِعًا إِلَيَّ فَإِنَّ الرُّوحَ تُرِيدُ عِقَابِي
يَا ضِحْكَةٌ غَابَتْ عَنْ عُيُونِي عُودِي فَأَنْتِ أَغْلَى أَحْبَابِي
يَا لَمْعَةٌ لِفَرْحَةٍ اخْفَتْهَا شُجُونِي ارْجِعِي لِبَرَائَتِي وَنَقَائِي
لَا اذْنَبْتُ وَ لَا أَنَا مَنْ جَنَيْتُ فَاتْرُكُونِي وَحَاسِبُوا الْجَانِيَ
د عبير عيد
--------------
١٩- الِأمَ ....
قَالُوا هَذَا عِيدُ الْأُمِّ فَكَيْفَ لَكِ فِي عِيدِهَا بِكَلِمَاتٍ تَهْدِيهَا ؛
قُلْتُ أُمِّي لَيْسَ لَهَا يَوْمٌ وَ لَا سَنَوَاتُ عُمْرِي لَحَقَهَا تُوُفِّيَهَا
أَمِّي بِالْحَيَاةِ وَ الْعُمْرِ وَالْأَنْفَاسِ وَ لَا كَلِمَاتُ الْعَالَمِ تَكْفِيهَا
امْي هَى جَنَّةُ اللَّهِ وَ كَيْفَ أَصِفُ الْجَنَّةَ وَ أَنَا لَسْتُ فِيهَا
هَلْ يَسْتَطِعُ الْعَقْلُ بِوَصْفٍ يَصِفُهَا أَوْ بِعِبَارَاتٍ قَدْ يَرْوِيهَا !
هَىَ قَلْبٌ يَأْوِي وَ بِنَبْضِ قَلْبِي أَدْعُو لَهَا رَبِّي . أَنْ يَحْمِيَهَا
هَىَ دُمُوعٌ تَحْكِي كَمْ قَاسَتْ لِأَكُونَ أَنَا فَكَيْفَ أُرْضِيهَا
اِمِي وَطَنٍ يَحْمِينِي حِينَ أَشْتَاقُ لِدِفْءٍ أَوْ غُرْبَةٍ أُعَانِيهَا
هَىَ نَهْرٌ يَفِيضُ بِالْعَطَايَا ؛ الْحَنَانُ لِتُرِيحَ وَجْنَتَايَ بِكَفِّيهَا
الْأَهْلِ وَ الْخَلَانِ ؛ بَلْ هَى حِضْنُ الْأَمَانِ مِنْ دُنْيَا اقَاسِيهَا
بَحْيَاتِي هِى الْحُبُّ الْبَاقِي ؛ الدِّرْعُ الْوَاقِي ؛ بِدَعْوَةٍ تَدَّعِيهَا
بِقَلَمِي د . عبيرعيد
-----------------
٢٠- عَاشِقَةُ الْخَيَالِ . . .
أَيُّهَا الْمُسَافِرُ فِي أَحْلَامِ الرُّؤَى وَ لَا وُجُودَ لَكَ الَّا بِالْخَيَالِ
أَنْتِ الْغَائِبَ عَنْ رُؤَى الْعَيْنِ لَكِنِّي ارَاكِ بِقَلْبِي دَومَابِلًا زَوَالْ
لَا زِلْتُ أَنْتَظِرُ لَقْيَاكَ وَ أَطْيَافُ التَّمَنَّى تُحْيِي بِقَلْبِي الْآمَالَ
أَنْتَ السَّاكِنُ بِذَاكِرَةِ الصِّبَا تَمَنَّيْتُكَ حَتَّى وَ إن انْتِظَارِي طَالَ
هَلْ انَاخْيَالِيَّةٌ فِي الْعِشْقِ ؛ انْ قَلْبِي بِشِعْرٍ بِكَ عَلَى كُلِّ حَالٍ
أَنْتَ لِي كَنَسْمَةِ صَيْفٍ أَسْتَنْشِقُهَا وَ أَنَا بِرِحْلَتِي عَبْرَ التَّرْحَالِ
وَ رَسَمْتَ قَلْبِي وَ قَلْبَكَ فِي قَصْرِ الْحُبِّ فَوْقَ حَبَّاتِ الرِّمَالِ
رُوحِي تَبْحَثُ عَنْكَ كَطَيْرٍ تَائِهٍ لَكِنَّ إِرَادَتَهُ فَاقَتْ قِمَمَ الْجِبَالِ
أَنَا كَمَا أَنَا بِدَاخِلِي طِفْلَةٌ بَرِيئَةٌ شَقِيَّةُو لَكِنْ يُحْزِنُنِي سُؤَالٌ ؟
مَتَى سَنَلْتَقِي ! وَ يَحِينُ اللِّقَاءُ ؛ وَ بِرَغْمِ الْمَسَافَاتِ وَ الْأَمْيَالِ
تُحَدِّثُنِي رُوحِي بِأَنَّكَ قَرِيبٌ مِنْ أَنْفَاسِي أَنْتَ حَقِيقَةٌ لَا خَيَالٌ
وَ أَنَّكَ ؛ آتٍ لِتُدَاوِيَ جِرَاحًا قَدْدَامَ نَزْفُهَا وَ كَانَ الْتِئَامُهَا مُحَالَ
فانَا وَانْتَ بَيْنَنَا صِدْقٌ وَ طُهْرٌ وَ نَقَاءٌ لِنَلْتَقِيَ بِالْوُدِّ وَ الْوِصَالِ
عبير عيد