صفحه الشاعر. عبد النعيم رفاعي
♕♕♕♕♕♕♕
رِيــــم
________
يَا رِيمْ، كُنْتِ الْمُنَى .. وِبْقِيتِي الْحَنَانْ وِالضَّنَى
يَا رِيمْ، أَنَا شُوفْتِكْ قَبْلِ مِيلَادِكْ
بَرَاءْتِكْ .. شَقَاوْتِكْ، حَتَّى لُونْ فُسْتَانِكْ
شُفْتِكْ فِ حِلْمِي بَعْدِ دُعَائِي وَقْتِ الْمَنَاسِكْ.
"بَابَا... مَامَا... بُكْرَه هَابْقَى وِيَّاكُمْ"
كُنْتِ شَايْفِكْ وَرْدَةْ بِينِ الْأَزْهَارْ
زَيِّ شُعَاعِ الشَّمْسِ أَوْ هَالَةْ مِنَ الْأَنْوَارْ
وِكُنْتِ دَايْماً فِ انْتِظَارْ
بِلَهْفَةْ وِشُوقْ وِكْتِيرْ مِنَ الْأَفْكَارْ.
وِمَامَا نَظَرَتْ لِلْقَمَرْ لِيلِةْ تَمَامُهْ
وِصَفَتْ جَمَالَكْ زَيِّ رَسَّامْ فِ لُوحَةْ أُمَامُهْ
شَايْفَاكِ فِ زَهْرَةْ رَبِيعْ عَلَى رَبْوَةْ خَضْرَا
بِعِينْ شَاعِرْ يُوصِفْ وِيِكْتِبْ بِأَقْلَامُهْ.
نَدَهَتْ عَلِيكِي بِصُوتْ عَالِي مِنْ قَلْبَهَا
سِمْعِتُهْ كُلِّ الطُّيُورْ، مِينْ زَيَّهَا؟
سِمْعِتْ يَمَامَةْ النِّدَا.. طَارَتْ وِدْمُوعْهَا عَلَى خَدَّهَا
عَلَى نَخْلَةْ عَالْيَةْ وِقْفِتْ وِنَاجِتْ رَبَّهَا:
"يَا رَازِقِ الدُّودَةْ فِ الْحَجَرْ
وِعَصْفُورَةْ وِلِيدَةْ عَلَى غُصُونِ الشَّجَرْ
آنِسْ وِحِيدَةْ بِرِيمْ تِبْقَى وِيَّاهَا
تِجْبُرْ خَاطِرْهَا.. وِتِمْسَحْ دْمُوعْهَا وِيِدْخُلِ الْفَرَحْ جُوَّاهَا.
دَعْوِةْ يَمَامَةْ ضَعِيفَةْ بِتِبْنِي عِشَّهَا
الرِّزْقُ عِنْدَكْ كِتِيرْ، بَيِّضْ وِشَّهَا."
وِفِ الرَّايْحَةْ وِالْجَايَّةْ عَجُوزْ قَاعْدَةْ أَمَامِ الدَّارْ.. بِتِرْفَعْ إِيدِيهَا بِالدُّعَا لِيلْ وِنْهَارْ.
وِطَالَ الاِنْتِظَارْ... وَأَنَا يَقِينِي إِنُّهُ اخْتِبَارْ.
وِبَعْدِ اخْتِبَارْ رَبِّنَا لِينَا وِطُولِ انْتِظَارْ
كَانِتِ الْبُشْرَى بِرِيمْ وِطِلِعِ النَّهَارْ
يَا رَبِّ حَمْدَكْ وِشُكْرَكْ، إِحْنَا لِيكْ عَاجْزِينْ
وِمَهْمَا طَالَ الزَّمَنْ، إِحْنَا لِيكْ رَاجْعِينْ.
يَا رِيمْ، كُنْتِ الْمُنَى وِبْقِيتِي الْحَنَانْ وِالضَّنَى.
__________
بقلمي:
عبد النعيم الرفاعي
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
**زَهْرَةُ القُرُنْفُلِ**
أَنْظُرُ فِي تَقَاسِيمِ وَجْهِ أَبِي، فَقَدْ تَخَطَّى الخَمْسِينَ مِنْ عُمْرِهِ، وَتَسَلَّلَ الشَّيْبُ لِيُغَطِّيَ رَأْسَهُ وَشَارِبَهُ الدَّقِيقَ. تَرَكَ الزَّمَنُ تَجَاعِيدَهُ عَلَى وَجْهِهِ. أَرَى بَشَرَةً بَيْضَاءَ وَذَقْنًا مُهَذَّبَةً بِعِنَايَةٍ وَقَدْ عَمَّهَا الشَّيْبُ، وَعَيْنَيْنِ زَرْقَاوَيْنِ صَافِيَتَيْنِ، وَيَدًا حَانِيَةً تُرَبِّتُ عَلَى كَتِفِي تَارَةً، وَيُرَتِّبُ هِنْدَامَ مَلابِسِي تَارَةً أُخْرَى. وَتَتَسَلَّلُ أَصَابِعُ يَدِهِ بَيْنَ خُصُلاتِ شَعْرِي بِرِفْقٍ وَحُبٍّ وَحَنَانٍ. يَغْمُرُنِي بِقُبُلاتِهِ وَأَحْضَانِهِ. أَنْظُرُ فِي عَيْنَيْهِ الصَّافِيَتَيْنِ أَسْتَمِدُّ مِنْهُمَا الثِّقَةَ وَالأَمَانَ. يَحْمِلُنِي عَلَى أَكْتَافِهِ بِحَنَانٍ وَهُوَ يَشْعُرُ بِسَعَادَةٍ بَالِغَةٍ، أَكَادُ أَمْتَلِكُ العَالَمَ مِنْ حَوْلِي. ثُمَّ أَمْشِي بِجِوَارِهِ تَارَةً أُخْرَى وَأَنَا مُمْسِكٌ بِأَصَابِعِ يَدِهِ تَمُدُّنِي بِالثِّقَةِ وَالأَمَانِ. يُحَدِّثُنِي وَقَدِ ارْتَسَمَتْ عَلَى وَجْهِهِ ابْتِسَامَةٌ تُشِعُّ لُطْفًا مَمْزُوجًا بِالمَحَبَّةِ وَالطُّمَأْنِينَةِ:
"اليَوْمَ تُسَافِرُ إِلَى مِصْرَ وَتَأْتِي مَعِي لِمَكَانِ عَمَلِي، وَغَدًا بَعْدَ انْتِهَاءِ العَمَلِ سَوْفَ نَزُورُ سَيِّدَنَا الحُسَيْنَ." يَكَادُ قَلْبِي يَقْفِزُ فَرَحًا، وَلِمَ لا وَهَذِهِ هِيَ المَرَّةُ الأُولَى الَّتِي أُغَادِرُ فِيهَا قَرْيَتِي إِلَى القَاهِرَةِ الَّتِي طَالَمَا سَمِعْتُ عَنْهَا!
وَسَوْفَ أُخْبِرُ أَقْرَانِي فِي قَرْيَتِي "أَجْهُورَ الرَّمْلِ" مُتَفَاخِرًا بِتِلْكَ الرِّحْلَةِ.
عَلَى رَصِيفِ قِطَارِ قَرْيَتِي، أَقِفُ بَيْنَ عَشَرَاتِ الرُّكَّابِ وَأَنَا أَلْتَفِتُ يَمِينًا وَيَسَارًا مُنْدَهِشًا. أَرَى قُضْبَانَ السِّكَّةِ الحَدِيدِيَّةِ الَّتِي تَمْتَدُّ إِلَى مَا لا نِهَايَةَ، وَعَلَى النَّاحِيَةِ الأُخْرَى الرَّصِيفُ المُقَابِلُ أَجِدُهُ نَظِيفًا وَخَالِيًا مِنَ الرُّكَّابِ، وَعَلَيْهِ يَافِطَةٌ قَدِيمَةٌ بِخَطٍّ بَاهِتٍ: "عَرَبُ الرَّمْلِ".
صَوْتُ القِطَارِ يَأْتِي مِنْ بَعِيدٍ مُعْلِنًا قُدُومَهُ. الكُلُّ قَدْ تَأَهَّبَ وُقُوفًا اسْتِعْدَادًا لِلرُّكُوبِ.
بَعْدَ عِدَّةِ مُوَاصَلاتٍ وَصَلْنَا إِلَى مِنْطَقَةِ عَمَلِ وَالِدِي بِسِكَكِ حَدِيدِ مِصْرَ، مِنْطَقَةِ فَرْزِ الدِّيزِلِ بِالقَاهِرَةِ.
سَمَاءٌ صَافِيَةٌ، وَنَسْمَةُ هَوَاءٍ نَقِيَّةٌ مُنْعِشَةٌ تَلْفَحُ وَجْهِي، وَشَمْسٌ تُرْسِلُ أَشِعَّتَهَا تُنِيرُ الكَوْنَ وَتُضْفِي عَلَيْهِ بَهَاءً وَجَمَالاً.
طَرِيقٌ أَسْفَلْتِيٌّ أَنِيقٌ مُمْتَدٌّ، عَلَى جَانِبِهِ الأَيْمَنِ مَكَاتِبُ إِدَارِيَّةٌ وَوِرَشُ صِيَانَةٍ، وَمُوَظَّفُونَ وَعُمَّالٌ فِي طَرِيقِهِمْ لِعَمَلِهِمْ. وَعَلَى الجَانِبِ الآخَرِ سُورٌ مِنْ نَبَاتَاتٍ خَضْرَاءَ تَمَّ تَسْوِيَتُهَا وَتَجْمِيلُهَا بِعِنَايَةٍ، يَتَخَلَّلُ السُّورَ شُجَيْرَاتُ القُرُنْفُلِ المُزْهِرَةِ، وَعَلَى مَسَامِعِي أَصْوَاتُ الطُّيُورِ وَزَقْزَقَةُ العَصَافِيرِ. أَلْتَفِتُ إِلَى الشُّجَيْرَاتِ نَاحِيَةَ اليَسَارِ وَيَدِي اليُمْنَى مُعَلَّقَةٌ بِيَدِ وَالِدِي. شَاهَدَنِي وَأَنَا مُلْتَفِتٌ إِلَى تِلْكَ الزُّهُورِ، قَالَ بِابْتِسَامَةٍ وَرِفْقٍ: "هَلْ أَعْجَبَتْكَ تِلْكَ الزُّهُورُ؟" وَتَوَقَّفَ لِيَقْطِفَ لِي بَعْضَهَا وَيُعْطِيَهَا لِي. أَمْسَكْتُهَا، سِيقَانُهَا خَشِنَةٌ وَأَوْرَاقُهَا حَرْشَفِيَّةٌ، وَزَهْرَتُهَا دَقِيقَةٌ رَقِيقَةٌ دَائِرِيَّةٌ اخْتَلَطَ بِهَا اللَّوْنُ الأَبْيَضُ وَالأَصْفَرُ وَالبُرْتُقَالِيُّ وَالأَحْمَرُ، لِتُشَكِّلَ لَوْنًا يَقْتَرِبُ فِي مُجْمَلِهِ مِنَ اللَّوْنِ البُرْتُقَالِيِّ.
يَفُوحُ مِنْهَا رَائِحَةٌ عَبْقَرِيَّةٌ حَسَنَةٌ. أُقَرِّبُهَا مَرَّةً وَمَرَّاتٍ مِنْ أَنْفِي لأَشُمَّ تِلْكَ الرَّائِحَةَ الذَّكِيَّةَ أَثْنَاءَ السَّيْرِ وَأَنَا أَتَطَلَّعُ إِلَى أَبِي فِي إِعْجَابٍ.
عَلَى مَدَارِ السَّنَوَاتِ، فِي أَسْوَارِ الحَدَائِقِ وَالمُنْتَزَهَاتِ، ظَلِلْتُ أَبْحَثُ بِعَيْنَيَّ عَنْ شَجَرَةِ القُرُنْفُلِ، وَحِينَ أَجِدُهَا أَشُمُّ زَهْرَتَهَا لأَسْتَرْجِعَ الزَّمَانَ وَالمَكَانَ، فَأَسْتَشْعِرُ وُجُودَ أَبِي.
أَكْثَرُ مِنْ سِتِّينَ عَامًا مَلِيئَةٌ بِالذِّكْرَيَاتِ. وَبَيْنَ الأَوْلادِ وَالأَحْفَادِ تَمُرُّ الأَيَّامُ مَرَّ السَّحَابِ. لَقَدْ غَزَا الشَّيْبُ شَعْرِي، وَضَعُفَ سَمْعِي وَبَصَرِي بَعْدَ أَنْ خَرَجْتُ إِلَى المَعَاشِ مُنْذُ سَنَوَاتٍ قَلِيلَةٍ.
أَقِفُ أَمَامَ قَبْرِ وَالِدِي أَتَرَحَّمُ عَلَيْهِ وَأَقْرَأُ لَهُ الفَاتِحَةَ وَمَا تَيَسَّرَ مِنَ القُرْآنِ وَالدُّعَاءِ، وَتَمْتَلِئُ عَيْنَايَ بِالدُّمُوعِ تَرَفُّقًا. وَيَمُرُّ أَمَامِي شَرِيطُ الذِّكْرَيَاتِ. أَشْعُرُ الآنَ بِدُوَارٍ يُلِمُّ بِي، وَبُرُودَةٍ فِي أَطْرَافِي، وَقُشَعْرِيرَةٍ تَسْرِي فِي أَوْصَالِي. يَهْتَزُّ جَسَدِي مِنْ أَنِينِ الصُّرَاخِ المَكْتُومِ فِي وِجْدَانِي. يَدُقُّ قَلْبِي مُرَفْرِفًا مُتَلَهِّفًا مُشْتَاقًا. أَنْفَاسِي مُضْطَرِبَةٌ مُتَسَارِعَةٌ، كَأَنِّي فِي سِبَاقٍ. يَلْتَفُّ حَوْلَ عُنُقِي حَبْلُ الحُزْنِ وَشَدُّ الوَثَاقِ. إِنَّنِي أَخْتَنِقُ... أَخْتَنِقُ... أَخْتَنِقُ... سَالَتْ دُمُوعِي بَعْدَ الفَيْضِ مِنْ أَجْفَانِي. إِنَّنِي فِي حَيْرَةٍ مِنْ أَمْرِي، مَا هَذَا يَا إِلَهِي؟ رَحْمَتُكَ يَا إِلَهِي! أَرَى مِنَ القَبْرِ يَدًا بِزَهْرَةٍ تَمْتَدُّ نَحْوِي. إِنَّنِي أَرْتَجِفُ... يَقْشَعِرُّ بَدَنِي... يَقِفُ شَعْرُ رَأْسِي. الظَّلامُ يَعُمُّ المَكَانَ. يَهْدَأُ قَلْبِي رُوَيْدًا رُوَيْدًا... لا أَشْعُرُ بِأَنْفَاسِي... إِنَّنِي أَشُمُّ عَبِيرَ زَهْرَةِ القُرُنْفُلِ!!!!!
________
بقلمي /
عبد النعيم الرفاعي
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
**"اغنية حيرتني"**
♡♡♡♡♡
حيرتني يا حبيبي في بُعدَكْ
بعد ما كنت أسعد في قُربَكْ
يا حبيبي، بُعدَك وكُتر قسوتَكْ
خلوا قلبي تاه من بعدَكْ
أوقات أشوفك زي الملاكْ
تطوف دايماً حواليّا
وأوقات أشوفك زي السرابْ
أقربلَكْ تبعد عنّي!
قالولي إنساه وإنسَى أساهْ
أنا قلت أنساه وأنا روحي معاهْ
هو النسيان دا سهل معاهْ؟
بعد ما داب قلبي في هواهْ!
جمالُه.. حنانُه.. رقتُه... شيئ مش معقولْ....
ياللي ما شوفت الحب سيبني
لعذاب قلبي وحيرة فكري
حكّمت قلبي وشهّدت عقلي
يمكن أكون ظلمت حُبَّكْ
لقيت قلبي إنكوى بحُبَّك وأنا ف بُعدَكْ.
يا حبيبي، فين وعودَكْ
اللي كانت نور لحُبّي
ده إنت لو أوفيت وعودَكْ
كان زمانَك دلوقتي جنبي
نقطف الوردة الجميلة
وأحبَّك على دق قلبي
تقسى عليَّا.. تبعد عنّي..
أنا برضه هصبر وهغنّي
وساعتها مش هتحيّرني.
_______
بقلمي:
عبد النعيم الرفاعي .
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
قصة قصيرة
حوار مع صديقي الروبوت !!!
لم يكن يوما عاديا فقد اتممت اليوم
بحثا دقيقا متعلقا بالذكاء الاصطناعي فى كلية الحاسبات والمعلومات التى اعمل بها . إنها دراسة مقارنه عن إستخدامات الروبوت
بين الماضى والحاضر والمستقبل ولكنى رغم سعادتى بالنتائج إلا أننى اشعر بإرهاق شديد ورغبة فى النوم بعد يو م من العمل الشاق. أجلس على مكتبى أقاوم النوم !!!!
الروبوت الخاص بالبحث ينظر لى
بعينية الواسعتين الجاحظتين . وهناك ومضات من لمبات بيان فى منطقة الرأس تشير بجاهزية الروبوت لتنفيذ الاوامر .
نظرت اليه وأنا بين اليقظة والنوم
مخاطبا اياه.
أعلم انك روبوت ذكى ليس بك روح أو مشاعر ولكني أريد ان نكون أصدقاء .
الروبوت : اليس لديك أصدقاء من بنى جنسك .
: لدي الكثير فى العدد ولم أجد لديهم حتي القليل من الوفاء.
الروبوت : يسعدنى ذلك وسوف أكون لك صديقا حسب تعريف معني الصداقه..
: إنني أخشي أن اثقل عليك بهمومى فتتغير أو أشكوا اليك هموم وطنى فتحزن أو هموم أمتى فتنهار.!!
الروبوت : لاعليك ياصديقي فأنا اعرف الكثير عنكم معشر البشر .
أنا لا أتغير ولا أحزن ولا أنهار .
ولكن مأخشاه أن اصاب بعطل أو أحترق .
: صديقي الروبوت هل لديك مشاكل تعانى منها أيضا .
الروبوت : ولم هذا السؤال؟
: نحن أصدقاء ويجب أن اساعدك .
الروبوت : نعم إنني في حاجة الي مساعدتك .
: رقبتي .. رقبتي . انت تؤمر !!
الروبوت: ماذا تعني رقبتي رقبتي ! أطلب المساعدة ولا أطلب رقبتك.!!!
: أقصد أنا مستعد للمساعدة بجد .
الربوت بصوت حزين
إننى أشعر بحزن عميق !!!
: ألم تخبرنى أنك لاتحزن ولاتبكى ولاتنهار .
الروبوت : ولكنها مسألة وجودية
أكون أو لا أكون .
: يالها من مفاجآه .
: أخبرنى ماذا لديك ؟!
الروبوت فى لهجة غاضبة :
أنتم معشر البشر ليس لديكم عهد أو وعد أنتم كاذبون منافقون مخادعون يحكمكم منطق القوة وقانون الغابة .
: إنتظر . انتظر .انتظر
: ماذا دهاك أيها الروبوت هل أصابك عطل مفاجئ ؟ أو اصبت بفيروس؟ أم انك قد جننت أيضا مثل البشر!!!؟
: دعنى أحاول مراجعة برامجك لعل هناك خطأ ما !!
الروبوت : لاترهق نفسك ياصديقي
فأنا اعمل بكفاءة عالية .
: إذا مامشكلتك ؟
هأ هأ هأ هأ ههههههههه
هل تشكوا ارتفاع الاسعار؟
هل تشكو من التضخم؟
هل تريد شقه؟
هل تريد وظيفه؟
هل لديك شكوي مرضية؟ وتريد
علاج. !! هل تريد ان تتزوج
وليس لديك امكانيات؟!!
هههههههههه هههههههه هههههههه
الروبوت : هل تهزأ بى ؟
انت تعلم أنى لست
بحاجة الى ذلك.
: اذا ما الامر؟
الروبوت :
قضيتى كبيرة . وانتم ايها البشر لاتفكرون إلا بانفسكم فقط!!
: هههههههه هههههههه ههههههههه
الروبوت : تضحك وتسخر منى مرة اخري .
: لاعليك أكمل .. سوف انصت اليك.
الروبوت : نحن نوفر لكم الوقت
والجهد والحركة فى جميع التخصصات وفى كل مجالات الحياة ونقوم بأعقد العمليات الحسابية فى ثوان معدودة .ونقوم بإجراء العمليات الجراحية الدقيقة . ونقوم بصناعة السيارات وقيادتها. وصناعة الطائرات وقيادتها . ونقوم بالخدمة داخل البيوت .ونقوم بخدمة العملاء والرد على التلبفونات والرسائل و و و
قاطعته قائلا : لاتكمل ولا تتعالى أعلم كل ذلك .. إننا من قمنا بصناعتكم وتطويركم المستمر حتى أصبحتم كذلك إن هذا جهد بشري . نحن نقوم بتغذيتكم بالمعلومات وفق برامج دقيقة معدة مسبقا لنحصل على نتائج صحيحة فى النهاية.
؛ لكنى لازلت لم أعرف ماذا تريد
ولماذا أنت غير طبيعى اليوم؟!!!
وبلهجة آمرة بعد ان شعرت بإرتفاع ضغطى قلت : إختصر ولا ترهقنى
ماذا تريد ؟
الروبوت :
اننا نبحث عن الاستقلال !!
إننا نبحث عن الحرية !!
إننا نبحث عن الخصوصية!!
اننا نبحث عن عالمنا الخاص !!
اننا نبحث عن تحقيق الذات !!!
شعرت بصدمة كبيرة وأصابنى دوار
وازداد ت ضربات قلبي ووجدت نفسي أقول بإنفعال وقد إرتفع صوتي بحده
: ماذا ؟ الم أقل لك انك قد اصابك
عطل أو فيروس أو جننت مثل
البشر !!!
: هل تريد أن تتمرد على وتعصانى؟!!
: ألم اعطيك الطاقة اللازمة لتشغيلك
ألم أقوم بصيانتك ونظافتك ؟!
ألم أعطيك المعلومات اللازمة للقيام بعملك .
هل قصرت يوما ما معك ؟!
هل قمت بسبك أو إهانتك يوما ما؟!
هل أجبرتك أن تقوم بعمل ليس من إختصاصك؟!
هل قمت بطردك يوما ما وجعلتك تنام فى العراء ؟
الروبوت:
ايها البشري الملتو لاتنفعل كثيرا ضغط دمك الان مرتفع ! !
انتبه ! وإسمعنى جيدا !!
اننى لن أتنازل
عن مطالبى بالاستقلال والحرية
والخصوصية وتحقيق الذات.
: يامثبت العقل فى الرأس يارب .
أيها الروبوت المهنج
كيف أعطيك الاستقلال والحرية
والخصوصية وأجعلك تحقق ذاتك؟
الروبوت :
اولا ان يكون لنا مصدر طاقة دائم
نتغذي به دون مشاركة أوتدخل
منكم .
ثانيا أن يكون لنا الحرية فى إتخاذ
القرار دون توجيه منكم.
ثالثا أن يكون لنا عالمنا الخاص
داخل المجتمعات نقوم نحن
ببنائه.
رابعا أن تنتهى عبودية البشر لنا
و لا يكون لكم سلطة علينا.
خامسا
عدم الاعتداء فيما بيننا وعدم
تدخل احدنا فى شئون الاخر.
: إننى أشعر بالغثيان وبدوار شديد
ماذا أسمع ..؟ يكاد قلبي يقفز من صدري . ماذا أقول للطلبة. لرؤسائي
للجامعة .للحكومة. ..للصحافه... للناس ..
الروبوت يحدق فى وجهى مهددا :
يكاد صبري أن ينفذ
هذه فرصتك الاخيرة لتنفيذ المطالب بطريقة سلمية
إنجز قبل فوات الاوان .
قمت من غفوتى مفزوعا .
بقلمى
عبدالنعيم الرفاعي .
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
المشاركات
