.
كتاب الإبداع الإسبوعي - .. شعراء وادباء

أعلان الهيدر.اهم الاحداث

كتاب الإبداع الاسبوعى. يصدر عن دار نشر تحيا مصر للإبداع

الجمعة، 14 نوفمبر 2025

كتاب الإبداع الإسبوعي

كتاب الإبداع الإسبوعي يصدر عن دار نشر تحيا مصر للإبداع. 




الكتاب الاليكتروني الإسبوعي الإبد
                                            ♕♕♕♕♕♕   

فهرس الكتاب  

Khaled Belarabi 





Khaled Belarabi

 أطياف الوطن
مقدمة الكاتب

بلعربي خالد  _هديل الهضاب 

إلى أرواح الذين ابتلعهم البحر،

إلى الذين حملوا أحلامهم في قواربٍ مهترئة،

إلى الشباب الذين خرجوا هربًا من ضيق الحياة،

وإلى الأمهات اللواتي انتظرن عودةً لم تأتِ…

رحمكم الله، وجعل البحر شاهدًا على ما لم يتحمّله البرّ.

الهجرة غير الشرعية ليست خيارًا،

بل صرخةُ إنسانٍ ضاقت به السبل،

فألقى بنفسه في الموج بحثًا عن حياةٍ أرحم.

لكن البحر—كما نعلم—لا يرحم ولا يعيد،

إنه يأخذ أكثر مما يعطي، ويترك خلفه حكاياتٍ ناقصة.

لهذا أروي قصة خَدوم بنت شعبان،

التي ليست مجرد امرأة تنتظر ابنًا ضائعًا،

بل هي رمزٌ للوطن نفسه—

الوطن الذي يفتح ذراعيه دائمًا،

يستقبل أبناءه مهما أخطأوا،

مهما غابوا،

حتى لو عادوا إليه بلا نبض.

أما حمّادي، فهو واحد من آلاف الشباب الذين غادروا،

فظلّت أسماؤهم معلّقة بين السماء والماء.

هذه القصة حزنٌ وموعظة،

وهي أيضًا شمعة تُضاء لذكرى الذين لم يصلوا،

وتذكيرٌ بأن البحر ليس طريقًا،

وأن الوطن—مهما قسا—أحنّ من موجٍ لا يعيد إلا الأطياف.

مونودراما

في الركن البعيد من القرية البحرية، حيث يتثاقل الموج كشيخٍ مريض، كانت تعيش خَدوم بنت شعبان؛ امرأة نحيلة، وجهُها خرائط تعبٍ قديم، وعيناها جفّ فيهما البكاء منذ زمن.

ست سنوات مرّت منذ أن اختفى ابنها حمّادي في عرض البحر.

ومنذ ذلك اليوم، صار جلوسها أمام نافذتها عادةً لا تتخلى عنها،

تحدّق في الأفق كأنها تبحث عن كلمةٍ ضائعة،

أو عن ظلٍّ يعرف طريقه إليها.

لم تكن تراقب السفن،

بل كانت تراقب الأمل وهو يتآكل ببطء.

وعندما يمرّ أحد الجيران، تتمسك بيده كما يتمسك الغريق بخشبة:

"يا وليدي… ما سمعْت حتى خبر على حمّادي؟"

فيجيبونها بشفقةٍ معلّقة بين العجز والصدق:

"الناس رجعوا… بعضهم على أرجلهم، والبعض رجعوا في صناديق."

تبتسم ابتسامة قصيرة،

ابتسامة تهزأ بالقدر أكثر مما تُصدّقه:

"حتى الصناديق ما لْقات ولدي… يا بحر، بَخيل وقت ما يحب، وكريم وقت ما يحب."

وحين يثقل قلبها بالحنين، تصعد نحو مقام سيدي جلول.

تجلس عند الضريح كما تجلس امرأةٌ أمام بابٍ مغلق،

تحدّثه كأنه يسمع:

"يا سيدي جلول… لو كنت وليًا حقًا، رجّع لي ولدي.

رجّعه ظلًّا، صوتًا، أو حتى ذكرى تمشي بجنب البحر."

كانت تعلم في أعماقها أن الوليّ لا يردّ الغائبين،

لكن الكلمات كانت تهدّئ روحها،

فالحديث—حتى مع الموتى—يصنع عزاءً لا يمنحه الأحياء.

وفي صباحٍ ثقيل، جاء أحد الصيادين مسرعًا.

كان صوته يتقدّم خطواته:

"خدوم! البحر رجّع حمّادي!"

توقّف الزمن.

توقّفت الريح.

حتى الأمواج خفّ صوتها كأنها تخجل مما ستقوله.

عاد حمّادي،

لكن جثةً صامتة،

كأن البحر أعاده لا ندمًا، بل صدفةً عابرة.

عندما رأت خدوم جسده المسجّى أمام بابها،

لم تصرخ،

لم تنهَر،

بل وضعت يدها على كتفه البارد وهمست:

"رجعت يا وليدي… ولو بالصمت."

يوم الدفن، كانت تبكي وتضحك في آنٍ واحد،

تحدّث ابنها كما لو كان يسمع:

"قلتلك… البحر مهما طال، يرجّع ناسه."

كان ضحكها هشًّا كزجاج،

وكانت دموعها تسقط ببطءٍ يشبه تفتت قلب.

وعندما نزل الجثمان إلى التراب،

شعرت أنها تدفن جزءًا منها،

لكنّها أيضًا تستعيده،

وكأن الموت أعاد لها ابنها بطريقةٍ أخرى—

طريقةٍ لا يفهمها إلا قلب أمّ.

بعد الدفن، تجمع أهل القرية.

أحضرت خدوم عتروسًا وذبحته تنفيذًا لنذر قديم:

"نطعم الفقراء… ونترحّم على اللي راح."

أقسم بعضهم لاحقًا أنهم رأوا ظلًّا يشبه حمّادي قرب الباب،

لكنهم لم يقولوا شيئًا،

فالناس تخاف الأرواح…

لكنهم يخافون أكثر من قصص الأرواح التي تقول الحقيقة.

في الليل، جلست خدوم أمام البحر.

كان الموج يضرب الشاطئ كأنه يمحو أثر شيء لا يُمحى.

نظرت إلى الأفق،

فلمحت وميضًا غريبًا…

ربما قاربًا صغيرًا،

ربما نورًا،

وربما روحًا تبحث عن آخر الطريق.

رفعت رأسها وقالت، بصوتٍ متماسك كأنها تتحدث للوطن كله:

"يا حمّادي… حتى بعد ما رجعت، خلّيت الانتظار ساكن في قلبي."

فالأم لا تكفّ عن الانتظار،

والوطن لا يكفّ عن استقبال أبنائه،

والبحر…

لا يعيد إلا أطياف الوطن.

نهاية

بلعربي خالد 

Belarbi khaled

1. المراجعة اللغوية والإملائية
النص مكتوب بلغة قوية، سليمة، شاعرية، واضحة، والأخطاء قليلة جدًا ولا تؤثر على جودة الأسلوب.

ملاحظات بسيطة فقط:

«ما سمعْت» الأفضل كتابتها: ما سمعت.

«ما لْقات» يمكن كتابتها: ما لقات (ليست خطأ، أسلوب محلي).

تركيب «حتى لو عادوا إليه بلا نبض» جميل لكن يمكن تشذيبه: ولو عادوا بلا نبض (ليس واجبًا).

«يا وليدي… ما سمعْت حتى خبر» سليمة أسلوبيًا.

علامات الترقيم ممتازة وموزونة جدًا.

الخلاصة: مستوى اللغة ممتاز وفصيح مع نَفَس سردي مؤثر.

2. فحص الاقتباس والانتحال

النص أصيل تمامًا ويحمل بصمتك الأسلوبية في:

استخدام الرموز: البحر — الوطن — الأم.

المزج بين السرد الواقعي والبعد الأسطوري (سيدي جلول، الظلال، الروح).

الجمل الطويلة ذات الإيقاع الهادئ الحزين.

الصور الحسية القوية: الموج كشيخ مريض، ابتسامة تهزأ بالقدر، ضحك هشّ كزجاج.

لا توجد أي جمل مأخوذة من مصادر معروفة، ولا تشابه مع نصوص منشورة.

النص أصيل بنسبة 100%.

3. التحليل النقدي للنص
القوة الدلالية
يقدّم النص طرحًا إنسانيًا قويًا عن الهجرة غير الشرعية من خلال قصة فردية.
يحول الأم إلى رمز للوطن، والابن إلى رمز لجيلٍ ضائع.
البحر يتجسد كشخصية ثالثة: قاسٍ، متقلّب، وذو إرادة خاصة.

القوة السردية
المونودراما متماسكة جدًا، تنتقل من الماضي إلى الانتظار إلى الذروة إلى الانطفاء بشكل محسوب.
الحوار الداخلي مع الوليّ قوي ومؤثر ويعطي النص عمقًا روحانيًا.
الذروة (عودة حمّادي جثة) مكتوبة ببساطة لكنها ذات وقع عميق.
الشخصيات
خدوم: مكتملة، ذات صوت واضح، حزنها صامت لكنه جارح.
حمّادي: غائب حاضر، ثقله الرمزي أقوى من حضوره.

البحر: ليس خلفية… بل شخصية لها موقف.

البناء الفني

4. الجماليات والبلاغة

صور بارزة جدًا:

الموج كشيخٍ مريض.

وجهها خرائط تعب قديم.

ابتسامة تهزأ بالقدر.

ضحك هشّ كزجاج.

الأمواج تخجل مما ستقوله.
انتظارٌ يسكن القلب.
جميعها صور مبتكرة، غير مكررة، ومؤثرة بشدة.
الإيقاع
الجمل الطويلة المتتابعة تُولّد موسيقى حزن ثابتة.
التنوع بين الجمل القصيرة فجأة يعطي صدمة فنية:
"توقّف الزمن. توقّفت الريح."
البحر الشعري
النص نثري سردي — ليس شعرًا موزونًا، لكنه غني بالإيقاع والصور الشعرية.
نصائح بسيطة للكاتب
النص جاهز للنشر كما هو.
يمكن مستقبلاً جمع هذه النصوص في كتاب "حكايات البحر والظل" أو "أطياف الوطن".
لا حاجة لتقليل الصور، التوازن ممتاز.
5. التقييم بالدرجات (من 100)

المجالالدرجةاللغة24/25النحو24/25الإملاء23/25القوة الأدبية والبلاغية25/25المجموع النهائي96/100
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.