الكتاب الاليكتروني. الإبداع. عن منشورات. السبت. والأحد. اصدار. الاثنين. 13.اكتوبر. 2025م
♕♕♕♕
فهرس الكتاب
محمد الدبلي
Bachir Soltani
ياس الركابي
Tarek Ghareb
Khaled Blarbi
بسيوني صديق
مصطفى الحاج حسين
محسن عبد المعطي عبد ربه
نور الدنيا
محمد الحسيني
علوي القاضي القاضي القاضي
Mohmad Dibo Hbbo
حسن الغرياني
ام حسام الخوالده
Salwa Barshomy
هندي دويكات
مرزوق عوض الدرك
ذكريات العمر
Laila Hussin
Talat Khafagy
Abu Sayed
د. عبد العظيم علي عفيفي الهابط
Hussein Jumaa
Afnan Joulani Abu Assab
Sama Baghdady
Osama Massarwa
Hanan Mostafa
د. عيد كامل النوقي
Hassaan Alamien
سليمان قاصد
Najat Kalash
Monzer Firawy
محمد مصطفى
أمنه ناجي الموشكي
عبير عيد
فوزي جلاب جلاب
Hoda A Shawkat
Hassan Abou Amcha
عبد الحليم شبانه
Mohammed Ahmed Hussain
فريجات عبد الحميد
فاطمه الاحمد
الشاعر. حليم محمود ابو العيله
رشفه حياه
بشير محمد الامين
فتحيه نور عفراء
Mohamed Abass
Ali Abid
حيدر حسن رضوان
Yehia Abd El Aziz
Ahmed Faraj
عمري مخلط
محمد توفيق
Nadeen Abusalha
الاديبه العصاميه
سليم الطشي
احمد بالو
دكتور. منصور الحماطي
عبد الفتاح حموده
منشورات يوم السبت 11اكتوبر
محمد الدبلي
أًًَدَبِ السُّجونِ
أرى التَّهْميشَ في وَطني حلالا
وقَدْ نَخَرَ الشَّبيبَةَ والمَـــجالا
أَساءَ إلى المُواطَنَةِ انْحِطاطاً
وأمْطَــــــــــرَنا المَذَلَّةَ والوَبالا
يَقولُ ليَ الضِّباعُ غداً سَنَرْقى
وَسوءُ القَوْمِ منْ عاشوا اتّكالا
أُقَلِّبُ نَظْرَتي في نَهْجِ أَهْلي
فَأَشْعُرُ بِالوُجودِ قَدِ اسْـــــــتَحالا
وأَبْكي بِالحُروفِ على بِلادٍ
بِــــــها الخَنَّاسُ فوْقَ النّاسِ بالا
سَأَلْتُ النّاسَ عَنْ أًًَدَبِ السُّجونِ
كَأَنَّهُ في الحَياةِ مِنَ الفُــنونِ
فَقالوا لي كَلاماً فيهِ جُبْنٌ
يَدُلُّ على التَّوَغُّلِ في الظُّـــنونِ
وَحينئذٍ تَمَلَّكني شُعورٌ
كَأَنّي قَدْ صُعِقْتُ منَ الجُـــنونِ
بِلادي شَعْبُها شَعْبٌ جبانٌ
يَخافُ منَ التَّسلُّطِ في السُّـــجونِ
فَكيْفَ أَخافُ والرّحمانُ ربّي
وأمْرُ اللهِ بينَ الكافِ والنُّونِ
أَرى أنّي أُكَلِّمُ في الجَمادِ
وَقَدْ هَجَـــــــمَ الفَسادُ على بِلادي
كَرِهْتُ العَيْشَ في وَطَني لَقيطاً
أُوَلْوِلُ في الحَواضرِوالبَوادي
أَسُبُّ وأَشْتُمُ الظَّلْماءَ فينا
ولا سَمْعاً لِمَنْ لُغَتـــــــــي تُنادي
أَجيبوني فَإِنّي في انْتِقادي
فَقَدْتُ الرُّشْدَ في وَجْهِ الأَعادي
حَزِنْتُ على تَخَلُّفِنا سِنيناً
وَجَهْلُ النَّاسِ يَصْـعَدُ في ازْدِيادِ
لقدْ بَلَغَ الزُّبى سَيْلُ المَآسي
وَخُرِّبَتِ البُيُــوتُ من الأَساسِ
وَتَرْبِيَةٌ كَهَذهِ في بلادي
سَتَرْمي بالنُّــفوسِ إلى المَآسي
نُعَلِّمُهُمْ قُشوراً لَيْسَ إلاّ
وَنُبْدِعُ في التَّبَـــــــرُّجِ واللِّباسِ
كَأنَّ مدارِسَ الأَوْطانِ أَضْحَتْ
مَلاذاً للتَّـــــخَلُّفِ والنُّعـاسِ
تَيَقَّظْ يا ثَقيلَ السَّمْعِ وافْهَمْ
ولا تَرْكُنْ إلى وَهْمِ التّـــناسي
يُحَفِّزُني بِرَوْعَتِهِ الشَّبابُ
وَيُسْعِدُني بِخَـــمْرَتِهِ الكِـتـــابُ
وأَعْلَمُ أَنَّني إنْ كُنتُ نَجْماً
سَأَلْمَعُ والفَلاَحُ هُــــــوَ التَّــــوابُ
تُعَلِّمُنا التّجاربُ كـــلَّ يَوْمٍ
دُروساً تَسْتَجيــــبُ لَها الرِّقــــابُ
وَمَنْ لَمْ يَسْتَفِدْ أَضحى شَريدا
يُحيطُ بِهِ التَّوَهُّـــــــمُ وَالضَّبابُ
فَفَكِّرْ ثُــــمّ دَقِّقْ ثُـــــــمَّ قَدِّرْ
فَإنَّ العَــــــقْلَ يَعْقِلُهُ الحِسابُ
محمد الفاطمي الدبلي
محمد الدبلي
أًًَدَبِ السُّجونِ
أرى التَّهْميشَ في وَطني حلالا
وقَدْ نَخَرَ الشَّبيبَةَ والمَـــجالا
أَساءَ إلى المُواطَنَةِ انْحِطاطاً
وأمْطَــــــــــرَنا المَذَلَّةَ والوَبالا
يَقولُ ليَ الضِّباعُ غداً سَنَرْقى
وَسوءُ القَوْمِ منْ عاشوا اتّكالا
أُقَلِّبُ نَظْرَتي في نَهْجِ أَهْلي
فَأَشْعُرُ بِالوُجودِ قَدِ اسْـــــــتَحالا
وأَبْكي بِالحُروفِ على بِلادٍ
بِــــــها الخَنَّاسُ فوْقَ النّاسِ بالا
سَأَلْتُ النّاسَ عَنْ أًًَدَبِ السُّجونِ
كَأَنَّهُ في الحَياةِ مِنَ الفُــنونِ
فَقالوا لي كَلاماً فيهِ جُبْنٌ
يَدُلُّ على التَّوَغُّلِ في الظُّـــنونِ
وَحينئذٍ تَمَلَّكني شُعورٌ
كَأَنّي قَدْ صُعِقْتُ منَ الجُـــنونِ
بِلادي شَعْبُها شَعْبٌ جبانٌ
يَخافُ منَ التَّسلُّطِ في السُّـــجونِ
فَكيْفَ أَخافُ والرّحمانُ ربّي
وأمْرُ اللهِ بينَ الكافِ والنُّونِ
أَرى أنّي أُكَلِّمُ في الجَمادِ
وَقَدْ هَجَـــــــمَ الفَسادُ على بِلادي
كَرِهْتُ العَيْشَ في وَطَني لَقيطاً
أُوَلْوِلُ في الحَواضرِوالبَوادي
أَسُبُّ وأَشْتُمُ الظَّلْماءَ فينا
ولا سَمْعاً لِمَنْ لُغَتـــــــــي تُنادي
أَجيبوني فَإِنّي في انْتِقادي
فَقَدْتُ الرُّشْدَ في وَجْهِ الأَعادي
حَزِنْتُ على تَخَلُّفِنا سِنيناً
وَجَهْلُ النَّاسِ يَصْـعَدُ في ازْدِيادِ
لقدْ بَلَغَ الزُّبى سَيْلُ المَآسي
وَخُرِّبَتِ البُيُــوتُ من الأَساسِ
وَتَرْبِيَةٌ كَهَذهِ في بلادي
سَتَرْمي بالنُّــفوسِ إلى المَآسي
نُعَلِّمُهُمْ قُشوراً لَيْسَ إلاّ
وَنُبْدِعُ في التَّبَـــــــرُّجِ واللِّباسِ
كَأنَّ مدارِسَ الأَوْطانِ أَضْحَتْ
مَلاذاً للتَّـــــخَلُّفِ والنُّعـاسِ
تَيَقَّظْ يا ثَقيلَ السَّمْعِ وافْهَمْ
ولا تَرْكُنْ إلى وَهْمِ التّـــناسي
يُحَفِّزُني بِرَوْعَتِهِ الشَّبابُ
وَيُسْعِدُني بِخَـــمْرَتِهِ الكِـتـــابُ
وأَعْلَمُ أَنَّني إنْ كُنتُ نَجْماً
سَأَلْمَعُ والفَلاَحُ هُــــــوَ التَّــــوابُ
تُعَلِّمُنا التّجاربُ كـــلَّ يَوْمٍ
دُروساً تَسْتَجيــــبُ لَها الرِّقــــابُ
وَمَنْ لَمْ يَسْتَفِدْ أَضحى شَريدا
يُحيطُ بِهِ التَّوَهُّـــــــمُ وَالضَّبابُ
فَفَكِّرْ ثُــــمّ دَقِّقْ ثُـــــــمَّ قَدِّرْ
فَإنَّ العَــــــقْلَ يَعْقِلُهُ الحِسابُ
محمد الفاطمي الدبلي
أكتوبر
وأنت تفتح كتب التاريخ لا تتعب في الرجوع إلى فهرست ولا رقم ولا سنة بل يشعرك بالمتعة شهر أكتوبر يشع بنوره ليعلن أنه شهر المعجزات على مسرح العروبة يبهرك بابتسامة الحرية والمجد للعروبة وغروب الظلم والطغيان تعرفه سيناء وكل تربة الوطن العربي تفر البهجة الى كل ربوع الوطن العربي تخبره بطعم الحرية والشجاعة العربية التي تصنع التاريخ وتروض كل الأحداث التي تأتي بعد هذا الشهر فيه تراقصت سيناء ذات يوم وزفت الأفراح وحين تراجعت قوتنا جاء على صهوة فرسه يعلن حياة الأمة من غزة قيل عنه الكثير من معيب ومن صامت ومهزوم ولكنه وخز لامة كان يحضر لها الكثير في دور الظلام خرائط جديدة سايس بيكو بلون جديد تفطن لها الأحرار وبادروا أفسدوا ما كان يخطط لباقي الأمصار تجمع كل الذين جهزوا خرائطهم ولم يصدق واحد منهم أن غزة هي صخرة الأمة بكاملها ودارت الأيام وقدمت غزة الشهداء ركاما ولكنهم جددوا الألفة وتم تسويق القضية الى كل أحرار العالم حتى قيل مؤخرا ( لا يمكن محاربة العالم ) كانت جملة كافية بتوقيف الإبادة الجماعية كل أسلحة العالم تجمعت في وجه فئة قليلة آمنت بالقضية ركع لها كل
الطامعين في خلال عالمين تجلت الحقائق اعترف المحتل بفشله دفع الأرواح والمعدات بأرقام خيالية وهو يمضي على وثيقة استسلامه واقع كشف ان غزة دافعت وحدتها على أمة لم تعد تشعر بروحها تغيرت المفاهيم وكسبت غزة العالم وسقطت كل الشعارات وحقوق الإنسان ومنضمات كانت تحدث. ضجيجا في المحافل وهي تخدم أطرافا. تصنع الموت وتبيد الأجناس بل أصبحت مقاولات للموت والدمار ولكن غزة كشفت الحقيقة وعرف العالم كيف يقتل الطفل والمرأة والشيخ وتقطع شجرة الزيتون وياسر البحر أدرك العالم معاني الحياة الحرية الإنسان بطعم آخر كم أنت رائعة يا غزة كشفت كل شيء .
بقلمي : البشير سلطاني
وأنت تفتح كتب التاريخ لا تتعب في الرجوع إلى فهرست ولا رقم ولا سنة بل يشعرك بالمتعة شهر أكتوبر يشع بنوره ليعلن أنه شهر المعجزات على مسرح العروبة يبهرك بابتسامة الحرية والمجد للعروبة وغروب الظلم والطغيان تعرفه سيناء وكل تربة الوطن العربي تفر البهجة الى كل ربوع الوطن العربي تخبره بطعم الحرية والشجاعة العربية التي تصنع التاريخ وتروض كل الأحداث التي تأتي بعد هذا الشهر فيه تراقصت سيناء ذات يوم وزفت الأفراح وحين تراجعت قوتنا جاء على صهوة فرسه يعلن حياة الأمة من غزة قيل عنه الكثير من معيب ومن صامت ومهزوم ولكنه وخز لامة كان يحضر لها الكثير في دور الظلام خرائط جديدة سايس بيكو بلون جديد تفطن لها الأحرار وبادروا أفسدوا ما كان يخطط لباقي الأمصار تجمع كل الذين جهزوا خرائطهم ولم يصدق واحد منهم أن غزة هي صخرة الأمة بكاملها ودارت الأيام وقدمت غزة الشهداء ركاما ولكنهم جددوا الألفة وتم تسويق القضية الى كل أحرار العالم حتى قيل مؤخرا ( لا يمكن محاربة العالم ) كانت جملة كافية بتوقيف الإبادة الجماعية كل أسلحة العالم تجمعت في وجه فئة قليلة آمنت بالقضية ركع لها كل
الطامعين في خلال عالمين تجلت الحقائق اعترف المحتل بفشله دفع الأرواح والمعدات بأرقام خيالية وهو يمضي على وثيقة استسلامه واقع كشف ان غزة دافعت وحدتها على أمة لم تعد تشعر بروحها تغيرت المفاهيم وكسبت غزة العالم وسقطت كل الشعارات وحقوق الإنسان ومنضمات كانت تحدث. ضجيجا في المحافل وهي تخدم أطرافا. تصنع الموت وتبيد الأجناس بل أصبحت مقاولات للموت والدمار ولكن غزة كشفت الحقيقة وعرف العالم كيف يقتل الطفل والمرأة والشيخ وتقطع شجرة الزيتون وياسر البحر أدرك العالم معاني الحياة الحرية الإنسان بطعم آخر كم أنت رائعة يا غزة كشفت كل شيء .
بقلمي : البشير سلطاني
#هذه نتيجة أشعة الرنين لقصة الاديب
العراقي حسن الموسوي
((((من قصتك ادينك))))
#والتي لانرى موجبًا للوقوف
امام حيثياااااات انتقالاتها #لقصرها اولًا #ولتسارع احداثها ثانيًا #ولنترك بعض المعطيات يتوقف امامها قارئنا ويستنبط لأن مااورده الكاتب لايحتمل التأويلاااات والتي .............جاءنا من خلالها ..#بسياق جديد من التعبير ..........عن الرفض #لبعض .......من آفات الظلم التي عليه واقعنا.............. #وليضع امام بصيرتنا ..وبأسلوب التعاطي في حديث #كأنه يناغي التدوين الادبي همسًا يضع المبدع يواجه تهمة!! اراد من ورائها إبداعًا #ليدعنا امام صورة لاغواش يكتنفها لِما هي عليه العدالة من وهن هذا الذي يُصَيّر المبدع وإبداعه #وجهان لصورة واحدة تلك هي الجريمة والمتهم !!!! بمتون من
نصّيات موجزة بحبكتها لتوالي قدحات من فكر له عمق جمالي إنعكس# تاركًا المسرودة ......تتصاعد بإحداثياتها التي صاحبَتها بعض من هنّات قد نراها كذلك
حيث ومن اول لمحة بصرية على معمولة الموسوي إستوقفتني تلك الإدانة كمفارقة هذه التي وقعت على الذات الكاتبة للنص لتمسي هذه الحافة فقرة العمود الرئيسية التي ممكن ان نقف من خلالها على عديد رؤى تفسيرية.. #تفضي الى رسم معالم مااراد الوصول اليه الكاتب من بناء حيث تمليت المشهد المسرحي!! والذي خلق لنا حسن الموسوي من خلاله #وبفرط من ذكاء كيفية ان يكون الخالق لفكرة ادبية يؤطرها تشكلت بلاإرادته لان تكون لوحة كاملة المواصفات #بل برنامجً فيض من إدانات تلحق به ....وهو يزحزحنا كعارف الى اللاوعي من الخيال الذي رسمه هو ليلبسه لابطال نصوصه في مجموعته التي كانت بخوزته قبل وقوه الحاظثة والتي اصبحت سببًا لأدانته فكانت بمثابة النقمة التي انزلها عليه قدره ...#وليكون إضافة قضائية تدينه بعدما بدت ملامح الجهل السلطوي المتمثل برجالاتها ...بما هي عليه ادوات الثقافة........ هذه التي يؤولونها حرفيًا لاكما اراد لها المبدعون من رمزية وهكذا تبدو امام القارئ لرسالة حسن الموسوي الغليظة بقالبها التدويني تبدو كسلسلة من وقائع كان مداها اقل من نصف نهار ...#تشبعت حلقاتها بكل سورات النكد التراكمي الذي ظل يتابع مسار البطل #مذ عتبة ....ذلك الصباح ال..نحس وبتسارع من احداث إمتدت لتنتهي عند ذروة ...لايحسد عليها والتي كان بسببها... كمدونة ادبية كتلك القشة التي قصمت الظهر!....هي وما قبلها تلك
الواقعة الرئيسة
(( الدهس الإفتراضي!!!))
قد آل مصيره وراء قضبان الحبس!وهكذا حلّ صاحبنا #مودعًا يواجه آتهامين في آن ... كمفارقة اشرنا اليها حيث ان بطل القصة التي اراد له حسن ان يكون في مقام تشريفي ادبي قامر احدهم ليرمي بنفسه امام عجلته ليقاد متهمًا #بما لم يرتكبه من جرم ليلقى حتفًا آخر وبآتهام آخر لجريمة كان هو قد خطط لها برأي رجالات القانون!! ...والتي تبدو واضحة معالمها للقارئ ولكن مارايناه في جديد الإبداع هو وقوف الموسوي على ماعليه
((( المتنفذون من اصحاب القرار )))
على عدم الإلمام ...بالكيفية التي يغلفون بها الجاهزات من الباطلات من التهم بحق الذين يجهلون ......ماهم عليه من إبداع والآليات التي يجب الوقوف عليها.... في التعامل مع حوادث ...كالتي كانت عليه جديدة حسن الموسوي القصصية وهو يضعنا امام ماعليه #الظلم من خلال حدثية الجدار ورمزيته...جدار الموقف الذي اودع فيه والذي جعل منه الكاتب رمزًا حافظًا لكل ماهو حقيقي وذلك من خلال قصص المظلوميات... التي عليها الموقوفون وهكذ جعل حسن الموسوي وبنباهة وعبر بطل قصته رمزية الجدار واضحة معالمها .....كأحد رموز الضمائر الجمعية والتي تؤطر لكل ماهوظلم #تلك التي قد يتلبسها الكاتب ---كما ارى انا ياس---- وليس البطل #ليتخذ منها بعد حين بنائية .....لواحدة... من مسروداته
وهكذا ...وبغفلة من زمن وحيز ولكي يدلل حسن الموسوي ...على انه عرّاب مقتدر ..زحزحنا الى صورة لم نكن قد آحتطنا للبناء عليها كقارئين ...تلك هي الشهادة الالكترونية ذات الطابع العيني عبر كامرة المراقبة التي وصلت مركز الشرطة وكيف انها جاءت عند لحظات حاسمة لتتقاطع وبرمزية ايضًا مع ماهي عليه ذاكرة ذلك الجدار الذي لانعتقد بان كاتبنا قد كان على صواب في ماافاد به بطل القصة وهو يلامسه وكيف انه شعر لحظتها بالطمانينة والنشوة!!! ....فجدار الموقف هنا #هو ليس بجدار مسجد او فندق!!! حتى يشعر الذي آتخذه متّكأً له بذلك الشعور الذي كان عليه البطل ساعة دخوله التوقيف!!!! وهكذا وضعنا الكاتب وبآنتقالة مدروسة امام رسم شبه بياني لإيضاح كيفية او لنقل آلية التحول من الخيال وتدوينه الى حيث توجيه الإدانة بالوقائع #لتبدو الحقيقة بما هي صورتها الرقمية ...وليس من شهادة شفوية عبر تصعيد #اخذ طابعه التدريجي لتنتهي صوره عند إخلاء السبيل المسبوق بعديد تهم آلت به الى ظلامية التوقيف #ليس جراء جريمة لها اركان ولا احداث ترامت
العراقي حسن الموسوي
((((من قصتك ادينك))))
#والتي لانرى موجبًا للوقوف
امام حيثياااااات انتقالاتها #لقصرها اولًا #ولتسارع احداثها ثانيًا #ولنترك بعض المعطيات يتوقف امامها قارئنا ويستنبط لأن مااورده الكاتب لايحتمل التأويلاااات والتي .............جاءنا من خلالها ..#بسياق جديد من التعبير ..........عن الرفض #لبعض .......من آفات الظلم التي عليه واقعنا.............. #وليضع امام بصيرتنا ..وبأسلوب التعاطي في حديث #كأنه يناغي التدوين الادبي همسًا يضع المبدع يواجه تهمة!! اراد من ورائها إبداعًا #ليدعنا امام صورة لاغواش يكتنفها لِما هي عليه العدالة من وهن هذا الذي يُصَيّر المبدع وإبداعه #وجهان لصورة واحدة تلك هي الجريمة والمتهم !!!! بمتون من
نصّيات موجزة بحبكتها لتوالي قدحات من فكر له عمق جمالي إنعكس# تاركًا المسرودة ......تتصاعد بإحداثياتها التي صاحبَتها بعض من هنّات قد نراها كذلك
حيث ومن اول لمحة بصرية على معمولة الموسوي إستوقفتني تلك الإدانة كمفارقة هذه التي وقعت على الذات الكاتبة للنص لتمسي هذه الحافة فقرة العمود الرئيسية التي ممكن ان نقف من خلالها على عديد رؤى تفسيرية.. #تفضي الى رسم معالم مااراد الوصول اليه الكاتب من بناء حيث تمليت المشهد المسرحي!! والذي خلق لنا حسن الموسوي من خلاله #وبفرط من ذكاء كيفية ان يكون الخالق لفكرة ادبية يؤطرها تشكلت بلاإرادته لان تكون لوحة كاملة المواصفات #بل برنامجً فيض من إدانات تلحق به ....وهو يزحزحنا كعارف الى اللاوعي من الخيال الذي رسمه هو ليلبسه لابطال نصوصه في مجموعته التي كانت بخوزته قبل وقوه الحاظثة والتي اصبحت سببًا لأدانته فكانت بمثابة النقمة التي انزلها عليه قدره ...#وليكون إضافة قضائية تدينه بعدما بدت ملامح الجهل السلطوي المتمثل برجالاتها ...بما هي عليه ادوات الثقافة........ هذه التي يؤولونها حرفيًا لاكما اراد لها المبدعون من رمزية وهكذا تبدو امام القارئ لرسالة حسن الموسوي الغليظة بقالبها التدويني تبدو كسلسلة من وقائع كان مداها اقل من نصف نهار ...#تشبعت حلقاتها بكل سورات النكد التراكمي الذي ظل يتابع مسار البطل #مذ عتبة ....ذلك الصباح ال..نحس وبتسارع من احداث إمتدت لتنتهي عند ذروة ...لايحسد عليها والتي كان بسببها... كمدونة ادبية كتلك القشة التي قصمت الظهر!....هي وما قبلها تلك
الواقعة الرئيسة
(( الدهس الإفتراضي!!!))
قد آل مصيره وراء قضبان الحبس!وهكذا حلّ صاحبنا #مودعًا يواجه آتهامين في آن ... كمفارقة اشرنا اليها حيث ان بطل القصة التي اراد له حسن ان يكون في مقام تشريفي ادبي قامر احدهم ليرمي بنفسه امام عجلته ليقاد متهمًا #بما لم يرتكبه من جرم ليلقى حتفًا آخر وبآتهام آخر لجريمة كان هو قد خطط لها برأي رجالات القانون!! ...والتي تبدو واضحة معالمها للقارئ ولكن مارايناه في جديد الإبداع هو وقوف الموسوي على ماعليه
((( المتنفذون من اصحاب القرار )))
على عدم الإلمام ...بالكيفية التي يغلفون بها الجاهزات من الباطلات من التهم بحق الذين يجهلون ......ماهم عليه من إبداع والآليات التي يجب الوقوف عليها.... في التعامل مع حوادث ...كالتي كانت عليه جديدة حسن الموسوي القصصية وهو يضعنا امام ماعليه #الظلم من خلال حدثية الجدار ورمزيته...جدار الموقف الذي اودع فيه والذي جعل منه الكاتب رمزًا حافظًا لكل ماهو حقيقي وذلك من خلال قصص المظلوميات... التي عليها الموقوفون وهكذ جعل حسن الموسوي وبنباهة وعبر بطل قصته رمزية الجدار واضحة معالمها .....كأحد رموز الضمائر الجمعية والتي تؤطر لكل ماهوظلم #تلك التي قد يتلبسها الكاتب ---كما ارى انا ياس---- وليس البطل #ليتخذ منها بعد حين بنائية .....لواحدة... من مسروداته
وهكذا ...وبغفلة من زمن وحيز ولكي يدلل حسن الموسوي ...على انه عرّاب مقتدر ..زحزحنا الى صورة لم نكن قد آحتطنا للبناء عليها كقارئين ...تلك هي الشهادة الالكترونية ذات الطابع العيني عبر كامرة المراقبة التي وصلت مركز الشرطة وكيف انها جاءت عند لحظات حاسمة لتتقاطع وبرمزية ايضًا مع ماهي عليه ذاكرة ذلك الجدار الذي لانعتقد بان كاتبنا قد كان على صواب في ماافاد به بطل القصة وهو يلامسه وكيف انه شعر لحظتها بالطمانينة والنشوة!!! ....فجدار الموقف هنا #هو ليس بجدار مسجد او فندق!!! حتى يشعر الذي آتخذه متّكأً له بذلك الشعور الذي كان عليه البطل ساعة دخوله التوقيف!!!! وهكذا وضعنا الكاتب وبآنتقالة مدروسة امام رسم شبه بياني لإيضاح كيفية او لنقل آلية التحول من الخيال وتدوينه الى حيث توجيه الإدانة بالوقائع #لتبدو الحقيقة بما هي صورتها الرقمية ...وليس من شهادة شفوية عبر تصعيد #اخذ طابعه التدريجي لتنتهي صوره عند إخلاء السبيل المسبوق بعديد تهم آلت به الى ظلامية التوقيف #ليس جراء جريمة لها اركان ولا احداث ترامت
اطراف فاعليها على مساحات
من جغرافيا وزمن #ولكن بآلية سديدة وتسويقية محكمة لما بدت امامنا كفكرة
مركزية
( من القصة تدان)
هذه التي #نرى من خلالها نجاح كاتبها الموهوب بترنيماته على مستوى الحوار الذي كان طبيعيًا بآمتياز بشخوص تمثلت برجل السلطة العسكري..الضابط..وبطل الموقف المودع المدخن..#وبطل قصة الموسوي المفرج عنه...#وليكون مسك ختام ماجاء به الكاتب #وبذكاء هو انه جعل منه مفتوحًا #دون ان يبدو وكأن هناك .....منتصرًا!! ....من وراء الاحداث المتسارعة بل وهذا ماادركناه هو آتخاذ حسن الموسوي #من جرائر مسرودته حدثيات لقصص آتيات او لرواية قادمة وكم تمنيت على ...حسن.. ان يبتعد عن
بعض مكرراااااات
في جُمَلِهِ والحوارات !!! .....علاوة على العجالة التي ....كان عليها الضابط وهو يسوق الإتهام!! وعدم التفاعل بعنق امثر انفعالًا ...من قبل البطل...... وهو يتلقى الإتهامات #واعتقد ان قصة مثل ماهي عليه قصتنا #تصلح لان تاخذ مجراها إنسانيًا عبر ترجمتها ذلك لان موضوعة فكرتها #لم نالفها في آشتغالات مابعد الالفية الثانية وحتى اليوم ... مع انني وفي سياقي اعلاه حاولت ان لا اتفاعل في تناولي لقراءة القصة بتفاصيلها التي سأكون عندها في وضع كاتبها ذاته حيث ان قراءتنا هنا #لانبغي من ورائها سوى تشخيص مااراد ان يؤسس له الموسوي في تناوله لقصته والتي #لم نشأ إلا ان ندعها امامكم كما وردتنا من كاتبها شكلًا ونصًا دون ايما إبداءات برأي او تعديل
رأيناه او إضافات
.....
(( نص القصّة ))
وأخيرا انتهى به الأمر في مركز الشرطة على أمل أن يتم احالته للقاضي لاحقا .
في الموقف أسند ظهره للجدار ، شعر برطوبة منعشة تسري في جسده المنهك ، ولأول مرة يشعر بالراحة بعد مفاجآت اليوم الثقيل ، تحسس بدلته التي حرص على شرائها من أجل المشاركة في الندوة التي أقامها منتدى رجال الأعمال على شرفه ، لقد اتسخت كثيرا بعد الحادث المروع ، وضع يده على رأسه ، أغمض عينيه لنسيان أحداث هذا اليوم المرعب .
بدأ مسلسل الأحداث الدراماتيكية حينما أراد المجيء إلى قاعة الاحتفال ،في البداية علقت السترة بمزلاج الباب الرئيسي ، قال في سره ، هذا فأل سيء ، لكنه لم يتراجع .
تعسر عليه تشغيل سيارته ، وحين الكشف تبين أن البطارية قد أصابها العطب، تدخل جارهم وأعطاه بطارية سيارته ، صحيح انها قديمة لكنها تفي بالغرض .
في طريقه إلى الحفل رمى شاب هزيل بنفسه أمام السيارة ، حاول أن يتفاديه لكنه لم يفلح في ذلك ، وانتهى الأمر بالشاب في المستشفى وبه في مركز الشرطة .
يا له من يوم تعيس ، قال بحرقة كبيرة .
لم يشعر بالراحة في السجن ، أدار جسده المتعب ليجلس بموازاة الجدار ، وضع اذنه على الجدار الرطب المليء بالعفونة ، أراد أن يبعد رأسه عن الجدار بعد ان تضايق كثيرا من الرائحة المنبعثة من الجدار ، لكنه راح يستمع لحديث من سبقوه في هذا المكان القذر .
أكثر الأحاديث التي كان يسمعها عن الظلم وعدم تحقيق العدالة .
_ أنا أيضا مظلوم ، قالها بغضب شديد .
احتج الشخص الجالس بالقرب منه قائلا
_ ما بك لماذا تكلم نفسك
تصفح في وجه جليسه ، وأخبره بأن الشاب الذي صدمه هو من رمى بنفسه أمام السيارة .
ضحك الرجل ، أخذ يتلذذ بشرب سيكارته وقال
_ يبدو بأنه يريد منك فصلا عشائريا ، وبسخرية ، أن هذه التجارة رائجة هذه الأيام .
من جديد عاد ليستمع إلى أقوال الجدار وهو يتعجب من قصص من سبقوه إلى هنا .
ذهبت كل محاولاته لإقناع ضابط الشرطة ببراءته أدراج الريح ، كان يوما تعيسا منذ البداية ، فكل الكاميرات في محيط الحادث لم تستطع أن تسجل الحادث بوضوح .
أخبر الضابط بأن لديه موعدا مهما ، وأن حفلا كبيرا بانتظاره لتوقيع مجموعته القصصية .
بعد ان وضع نسخة من مجموعته القصصية أمام الضابط توسل به أن يطلق سراحه ، فالوقت ضيق جدا ولم يتبق على موعد الجلسة سوى ربع ساعة.
ابتسم الضابط وهو يتصفح في المجموعة القصصية ،
_ لقد صدمت شابا في مقتبل العمر ، وهو الآن في المستشفى ، وأهله حضروا الى هنا وطالبوا بحق ابنهم هل نسيت ذلك ، ، هناك إجراءات قانونية طويلة يجب تنفيذها .
أخذ الضابط يقلب في أوراق المجموعة القصصية و بعد صمت قاتل ، انتفض الضابط صائحا ، لقد كنت متعمدا حينما صدمت الشاب ، وليس الشاب من رمى بنفسه كما تزعم .
_ أقسم بالله ، هو من رمى بنفسه أمام السيارة متعمدا .
_ لا تكذب ، فأنت تقول في هذه القصة بأن هوايتك المفضلة السير بسرعة كبيرة ودهس الناس في الشوارع .
_ انه بطل القصة ، و لست أنا ، ولو واصلت القراءة لاكتشفت بأنه مجنون
من جغرافيا وزمن #ولكن بآلية سديدة وتسويقية محكمة لما بدت امامنا كفكرة
مركزية
( من القصة تدان)
هذه التي #نرى من خلالها نجاح كاتبها الموهوب بترنيماته على مستوى الحوار الذي كان طبيعيًا بآمتياز بشخوص تمثلت برجل السلطة العسكري..الضابط..وبطل الموقف المودع المدخن..#وبطل قصة الموسوي المفرج عنه...#وليكون مسك ختام ماجاء به الكاتب #وبذكاء هو انه جعل منه مفتوحًا #دون ان يبدو وكأن هناك .....منتصرًا!! ....من وراء الاحداث المتسارعة بل وهذا ماادركناه هو آتخاذ حسن الموسوي #من جرائر مسرودته حدثيات لقصص آتيات او لرواية قادمة وكم تمنيت على ...حسن.. ان يبتعد عن
بعض مكرراااااات
في جُمَلِهِ والحوارات !!! .....علاوة على العجالة التي ....كان عليها الضابط وهو يسوق الإتهام!! وعدم التفاعل بعنق امثر انفعالًا ...من قبل البطل...... وهو يتلقى الإتهامات #واعتقد ان قصة مثل ماهي عليه قصتنا #تصلح لان تاخذ مجراها إنسانيًا عبر ترجمتها ذلك لان موضوعة فكرتها #لم نالفها في آشتغالات مابعد الالفية الثانية وحتى اليوم ... مع انني وفي سياقي اعلاه حاولت ان لا اتفاعل في تناولي لقراءة القصة بتفاصيلها التي سأكون عندها في وضع كاتبها ذاته حيث ان قراءتنا هنا #لانبغي من ورائها سوى تشخيص مااراد ان يؤسس له الموسوي في تناوله لقصته والتي #لم نشأ إلا ان ندعها امامكم كما وردتنا من كاتبها شكلًا ونصًا دون ايما إبداءات برأي او تعديل
رأيناه او إضافات
.....
(( نص القصّة ))
وأخيرا انتهى به الأمر في مركز الشرطة على أمل أن يتم احالته للقاضي لاحقا .
في الموقف أسند ظهره للجدار ، شعر برطوبة منعشة تسري في جسده المنهك ، ولأول مرة يشعر بالراحة بعد مفاجآت اليوم الثقيل ، تحسس بدلته التي حرص على شرائها من أجل المشاركة في الندوة التي أقامها منتدى رجال الأعمال على شرفه ، لقد اتسخت كثيرا بعد الحادث المروع ، وضع يده على رأسه ، أغمض عينيه لنسيان أحداث هذا اليوم المرعب .
بدأ مسلسل الأحداث الدراماتيكية حينما أراد المجيء إلى قاعة الاحتفال ،في البداية علقت السترة بمزلاج الباب الرئيسي ، قال في سره ، هذا فأل سيء ، لكنه لم يتراجع .
تعسر عليه تشغيل سيارته ، وحين الكشف تبين أن البطارية قد أصابها العطب، تدخل جارهم وأعطاه بطارية سيارته ، صحيح انها قديمة لكنها تفي بالغرض .
في طريقه إلى الحفل رمى شاب هزيل بنفسه أمام السيارة ، حاول أن يتفاديه لكنه لم يفلح في ذلك ، وانتهى الأمر بالشاب في المستشفى وبه في مركز الشرطة .
يا له من يوم تعيس ، قال بحرقة كبيرة .
لم يشعر بالراحة في السجن ، أدار جسده المتعب ليجلس بموازاة الجدار ، وضع اذنه على الجدار الرطب المليء بالعفونة ، أراد أن يبعد رأسه عن الجدار بعد ان تضايق كثيرا من الرائحة المنبعثة من الجدار ، لكنه راح يستمع لحديث من سبقوه في هذا المكان القذر .
أكثر الأحاديث التي كان يسمعها عن الظلم وعدم تحقيق العدالة .
_ أنا أيضا مظلوم ، قالها بغضب شديد .
احتج الشخص الجالس بالقرب منه قائلا
_ ما بك لماذا تكلم نفسك
تصفح في وجه جليسه ، وأخبره بأن الشاب الذي صدمه هو من رمى بنفسه أمام السيارة .
ضحك الرجل ، أخذ يتلذذ بشرب سيكارته وقال
_ يبدو بأنه يريد منك فصلا عشائريا ، وبسخرية ، أن هذه التجارة رائجة هذه الأيام .
من جديد عاد ليستمع إلى أقوال الجدار وهو يتعجب من قصص من سبقوه إلى هنا .
ذهبت كل محاولاته لإقناع ضابط الشرطة ببراءته أدراج الريح ، كان يوما تعيسا منذ البداية ، فكل الكاميرات في محيط الحادث لم تستطع أن تسجل الحادث بوضوح .
أخبر الضابط بأن لديه موعدا مهما ، وأن حفلا كبيرا بانتظاره لتوقيع مجموعته القصصية .
بعد ان وضع نسخة من مجموعته القصصية أمام الضابط توسل به أن يطلق سراحه ، فالوقت ضيق جدا ولم يتبق على موعد الجلسة سوى ربع ساعة.
ابتسم الضابط وهو يتصفح في المجموعة القصصية ،
_ لقد صدمت شابا في مقتبل العمر ، وهو الآن في المستشفى ، وأهله حضروا الى هنا وطالبوا بحق ابنهم هل نسيت ذلك ، ، هناك إجراءات قانونية طويلة يجب تنفيذها .
أخذ الضابط يقلب في أوراق المجموعة القصصية و بعد صمت قاتل ، انتفض الضابط صائحا ، لقد كنت متعمدا حينما صدمت الشاب ، وليس الشاب من رمى بنفسه كما تزعم .
_ أقسم بالله ، هو من رمى بنفسه أمام السيارة متعمدا .
_ لا تكذب ، فأنت تقول في هذه القصة بأن هوايتك المفضلة السير بسرعة كبيرة ودهس الناس في الشوارع .
_ انه بطل القصة ، و لست أنا ، ولو واصلت القراءة لاكتشفت بأنه مجنون
على الفور غادر الضابط الغرفة وأمر الشرطي بأن يأخذ الكاتب الى الموقف .
لم يصدق ما يجري له ، هل يعقل بأن يقرأ الضابط هذه القصة والمجموعة فيها أكثر من عشرين قصة ، هل هي مصادفة ، أم أن مسلسل التعاسة مازال يرافقه .
كيف له ان يقنع الضابط بأن الذي قرأه هو خيال كاتب يهوى الأكشن و الأحداث غير الطبيعية .
من جديد عاد إلى مكانه ، وضع رأسه على الجدار ليستمع إلى حكايات المظلومين ، يبدو ان هذا الجدار يحفظ الكثير من القصص التي سيوظفها في كتاباته القادمة .
قبيل الفجر أفرج عنه بعد أن جاء أحدهم ممن كان في مكان الحادث ، يبدو بأنه قد صور الحادث بجهازه النقال ، ولأول مرة يفارقه النحس ، لقد كان الفيديو واضحا و شاهدا على براءته .
ياس الركابي/بغداد
Tarek Ghareb
كأن الزمن يتباطأ لتكشف اللحظة ،
.عن عُمق الحياة قبل ارتطام النهاية.
(إضاءة خافتة. صوت صفير الريح.
ثم فجأة ، صوت طلقة.)
الصوت : طاخ!
(الزمن يتجمّد.
الطلقة متوقفة في الهواء ،
تتوهج بخيطٍ من الضوء.
طارق يقف في منتصف المسرح ، والطلقة في طريقها إليه.)
ما قبل الاصطدام
طارق بصوت مبحوح :
كانت الطلقةُ تسافرُ ببطءٍ غريب ،
كأنها تعرفُ أنَّ الصدرَ ينتظرُها منذ زمن.
لم تأتِ من بندقيةٍ ،
بل من قلبٍ كنتُ أنا من سلَّحتُهُ بالخذلان.
(يظهر طيف الخيانة من خلفه ،
امرأة ترتدي وشاحاً أسود ، تهمس بخبث )
الخيانة :
كنتَ تنحتُ وجهي من الأملِ ،
ثم تلومني حين صرتُ سكيناً.
أنا الطلقةُ يا طارق ،
خرجتُ من قلبك لا من فوهةِ بندقية.
طارق يحدّق فيها :
كم من الكلماتِ حملتُها كدرعٍ من قصب ،
وكم من الصمتِ خبّأتُه في جيبي خوفاً من الانفجار.
كنتُ أقولُ لهم :
أنا لا أموتُ بسهولة ،
لكنّي كنتُ أموتُ كلّ يومٍ ،
في مكانٍ مختلف من جسدي.
(يدخل الضمير ، يرتدي ثوباً أبيض ، صوته يقطر عتاباً.)
الضمير :
ألم أُحذّرك؟
حين تسلّح الحلمَ بالعاطفة ، يصير الخذلانُ حرباً.
طارق :
كنتُ أبحثُ عن سلامٍ يشبهُ الطفولة ،
لكنّ العالمَ لا يملكُ إلا خرائطَ من دم.
رحلة الطلقة
(تتحرّك الطلقة ببطءٍ عبر المسرح.
تظهر الذاكرة ، فتاة ترتدي ثوباً أزرق ،
تحمل صندوقاً صغيراً.)
الذاكرة :
أتذكرُ أولَ وعدٍ يا طارق؟
حين قلتَ "لن أخون نفسي أبداً" ،
ومنذ تلك اللحظة ، بدأتَ تخونها بالصبر!
طارق يأخذ منها الصندوق :
هذا الصندوقُ ثقيلٌ كالتاريخ.
فيه رائحةُ الوطن ، ودموعُ أمي ،
وفيه أيضاً وجهُ من أحببتُ ،
حين كان وجهُها صلاةً ، ثم صار محرقة.
(تتقدّم الوطن ، يرتدي عباءة من ترابٍ وذهب.)
الوطن :
أنا لم أُطلق عليك النار يا طارق ،
أنا فقط صمتُّ طويلاً.
فامتلأ صمتي بالبارود.
طارق بوجعٍ عميق :
الطلقةُ ليست رصاصاً ،
إنها خيانةٌ بصوتٍ معدنيّ ، ووجهٍ كنتُ أحبّه.
أتدرون متى يصير الإنسانُ هدفاً؟
حين يؤمنُ بشيءٍ أكثر من اللازم.
حين يصدقُ أنَّ القلبَ وطنٌ ،
فتأتي الحقيقةُ كقذيفةٍ تحمل علمَ الواقعيّة.
ارتطام الفكرة بالحقيقة
(يتجمد الزمن أكثر.
تدخل الحقيقة ،
ترتدي ثوباً فضيّاً لامعاً.)
الحقيقة :
أنا لستُ عدوتك يا طارق ،
أنا فقط المرآةُ التي تكرهُ أن تراها.
حين قلتَ إنّك لا تموتُ ، كنتَ تكذب على قلبك.
الأمل طفل يحمل شمعة :
لكنه ما زال يحلم يا 'حقيقة'.
الطلقةُ ربما تصنعُ ثقباً يدخل منه الضوء.
طارق :
طلقةٌ في طريقها إلى صدري ،
وأنا لا أهرب.
لأنّي تعبتُ من المراوغة بين الحلم والحقيقة ،
بين اللهفةِ والخذلان ،
بين أنا ، وأنا الآخر الذي يسكنني كعدوٍّ نبيل.
المناجاة الأخيرة
(الضوء يتحوّل إلى وهجٍ ذهبي.
يقترب طارق من الطلقة ببطء ،
يمدّ ذراعيه كمن يستقبل قدراً مقدّساً.)
طارق :
يا رب
إن كان لابدّ أن تصلَ الطلقةُ ،
فاجعلها تصيبُ الجزء الذي لم يتعلّم بعدُ معنى الغفران.
الضمير :
الغفرانُ هو أقصى أشكال القوة يا طارق.
الموت صوت عميق هادئ :
وأنا ، لستُ النهاية ،
بل السطرُ الذي يكتبه الضوءُ في آخر القصيدة.
الوطن بصوت متهدّج :
نم قليلاً يا ولدي ،
فكلُّ من أحبّ بصدقٍ ،
أُصيبَ بطلقةٍ في صدره يوماً ما.
التحوّل
(صوت ارتطام ناعم ، لا كأنه موت ، بل ولادة.
يملأ الضوء المسرح ، وتتفتت الظلال.)
طارق بصوتٍ يخرج من النور :
أنا آخرُ الممرّاتِ في هذا القلب ،
آخرُ النوافذِ المطلةِ على الضوء ،
آخرُ مَن صدّقَ أنَّ الإنسانَ ،
يمكن أن يُصلح العالمَ بقصيدةٍ أو قُبلة.
(يتوقّف ، يبتسم.)
طارق :
ها هي الطلقةُ تقترب ،
وأنا ، أفتحُ ذراعي .
لأنَّ الموتَ الحقيقيَّ ليس أن تخترقَك رصاصة ،
بل أن تمرَّ الحياةُ من جوارك ،
ولا تصيبك بشيء.
(إضاءة تنطفئ ببطء.
يبقى صوتٌ أخير من بعيد )
الصوت :
طلقةٌ ، في طريقها إلى صدري ،
لكنّي اخترتُ أن أحتضنها ،
لعلّها تتحوّل إلى نور.
تمت
طارق غريب
"طلقة في طريقها إلى صدري "
كأن الزمن يتباطأ لتكشف اللحظة ،
.عن عُمق الحياة قبل ارتطام النهاية.
(إضاءة خافتة. صوت صفير الريح.
ثم فجأة ، صوت طلقة.)
الصوت : طاخ!
(الزمن يتجمّد.
الطلقة متوقفة في الهواء ،
تتوهج بخيطٍ من الضوء.
طارق يقف في منتصف المسرح ، والطلقة في طريقها إليه.)
ما قبل الاصطدام
طارق بصوت مبحوح :
كانت الطلقةُ تسافرُ ببطءٍ غريب ،
كأنها تعرفُ أنَّ الصدرَ ينتظرُها منذ زمن.
لم تأتِ من بندقيةٍ ،
بل من قلبٍ كنتُ أنا من سلَّحتُهُ بالخذلان.
(يظهر طيف الخيانة من خلفه ،
امرأة ترتدي وشاحاً أسود ، تهمس بخبث )
الخيانة :
كنتَ تنحتُ وجهي من الأملِ ،
ثم تلومني حين صرتُ سكيناً.
أنا الطلقةُ يا طارق ،
خرجتُ من قلبك لا من فوهةِ بندقية.
طارق يحدّق فيها :
كم من الكلماتِ حملتُها كدرعٍ من قصب ،
وكم من الصمتِ خبّأتُه في جيبي خوفاً من الانفجار.
كنتُ أقولُ لهم :
أنا لا أموتُ بسهولة ،
لكنّي كنتُ أموتُ كلّ يومٍ ،
في مكانٍ مختلف من جسدي.
(يدخل الضمير ، يرتدي ثوباً أبيض ، صوته يقطر عتاباً.)
الضمير :
ألم أُحذّرك؟
حين تسلّح الحلمَ بالعاطفة ، يصير الخذلانُ حرباً.
طارق :
كنتُ أبحثُ عن سلامٍ يشبهُ الطفولة ،
لكنّ العالمَ لا يملكُ إلا خرائطَ من دم.
رحلة الطلقة
(تتحرّك الطلقة ببطءٍ عبر المسرح.
تظهر الذاكرة ، فتاة ترتدي ثوباً أزرق ،
تحمل صندوقاً صغيراً.)
الذاكرة :
أتذكرُ أولَ وعدٍ يا طارق؟
حين قلتَ "لن أخون نفسي أبداً" ،
ومنذ تلك اللحظة ، بدأتَ تخونها بالصبر!
طارق يأخذ منها الصندوق :
هذا الصندوقُ ثقيلٌ كالتاريخ.
فيه رائحةُ الوطن ، ودموعُ أمي ،
وفيه أيضاً وجهُ من أحببتُ ،
حين كان وجهُها صلاةً ، ثم صار محرقة.
(تتقدّم الوطن ، يرتدي عباءة من ترابٍ وذهب.)
الوطن :
أنا لم أُطلق عليك النار يا طارق ،
أنا فقط صمتُّ طويلاً.
فامتلأ صمتي بالبارود.
طارق بوجعٍ عميق :
الطلقةُ ليست رصاصاً ،
إنها خيانةٌ بصوتٍ معدنيّ ، ووجهٍ كنتُ أحبّه.
أتدرون متى يصير الإنسانُ هدفاً؟
حين يؤمنُ بشيءٍ أكثر من اللازم.
حين يصدقُ أنَّ القلبَ وطنٌ ،
فتأتي الحقيقةُ كقذيفةٍ تحمل علمَ الواقعيّة.
ارتطام الفكرة بالحقيقة
(يتجمد الزمن أكثر.
تدخل الحقيقة ،
ترتدي ثوباً فضيّاً لامعاً.)
الحقيقة :
أنا لستُ عدوتك يا طارق ،
أنا فقط المرآةُ التي تكرهُ أن تراها.
حين قلتَ إنّك لا تموتُ ، كنتَ تكذب على قلبك.
الأمل طفل يحمل شمعة :
لكنه ما زال يحلم يا 'حقيقة'.
الطلقةُ ربما تصنعُ ثقباً يدخل منه الضوء.
طارق :
طلقةٌ في طريقها إلى صدري ،
وأنا لا أهرب.
لأنّي تعبتُ من المراوغة بين الحلم والحقيقة ،
بين اللهفةِ والخذلان ،
بين أنا ، وأنا الآخر الذي يسكنني كعدوٍّ نبيل.
المناجاة الأخيرة
(الضوء يتحوّل إلى وهجٍ ذهبي.
يقترب طارق من الطلقة ببطء ،
يمدّ ذراعيه كمن يستقبل قدراً مقدّساً.)
طارق :
يا رب
إن كان لابدّ أن تصلَ الطلقةُ ،
فاجعلها تصيبُ الجزء الذي لم يتعلّم بعدُ معنى الغفران.
الضمير :
الغفرانُ هو أقصى أشكال القوة يا طارق.
الموت صوت عميق هادئ :
وأنا ، لستُ النهاية ،
بل السطرُ الذي يكتبه الضوءُ في آخر القصيدة.
الوطن بصوت متهدّج :
نم قليلاً يا ولدي ،
فكلُّ من أحبّ بصدقٍ ،
أُصيبَ بطلقةٍ في صدره يوماً ما.
التحوّل
(صوت ارتطام ناعم ، لا كأنه موت ، بل ولادة.
يملأ الضوء المسرح ، وتتفتت الظلال.)
طارق بصوتٍ يخرج من النور :
أنا آخرُ الممرّاتِ في هذا القلب ،
آخرُ النوافذِ المطلةِ على الضوء ،
آخرُ مَن صدّقَ أنَّ الإنسانَ ،
يمكن أن يُصلح العالمَ بقصيدةٍ أو قُبلة.
(يتوقّف ، يبتسم.)
طارق :
ها هي الطلقةُ تقترب ،
وأنا ، أفتحُ ذراعي .
لأنَّ الموتَ الحقيقيَّ ليس أن تخترقَك رصاصة ،
بل أن تمرَّ الحياةُ من جوارك ،
ولا تصيبك بشيء.
(إضاءة تنطفئ ببطء.
يبقى صوتٌ أخير من بعيد )
الصوت :
طلقةٌ ، في طريقها إلى صدري ،
لكنّي اخترتُ أن أحتضنها ،
لعلّها تتحوّل إلى نور.
تمت
طارق غريب
أنا الطلقةُ يا طارق ،
خرجتُ من قلبك لا من فوهةِ بندقية.
طارق يحدّق فيها :
كم من الكلماتِ حملتُها كدرعٍ من قصب ،
وكم من الصمتِ خبّأتُه في جيبي خوفاً من الانفجار.
كنتُ أقولُ لهم :
أنا لا أموتُ بسهولة ،
لكنّي كنتُ أموتُ كلّ يومٍ ،
في مكانٍ مختلف من جسدي.
(يدخل الضمير ، يرتدي ثوباً أبيض ، صوته يقطر عتاباً.)
الضمير :
ألم أُحذّرك؟
حين تسلّح الحلمَ بالعاطفة ، يصير الخذلانُ حرباً.
طارق :
كنتُ أبحثُ عن سلامٍ يشبهُ الطفولة ،
لكنّ العالمَ لا يملكُ إلا خرائطَ من دم.
رحلة الطلقة
(تتحرّك الطلقة ببطءٍ عبر المسرح.
تظهر الذاكرة ، فتاة ترتدي ثوباً أزرق ،
تحمل صندوقاً صغيراً.)
الذاكرة :
أتذكرُ أولَ وعدٍ يا طارق؟
حين قلتَ "لن أخون نفسي أبداً" ،
ومنذ تلك اللحظة ، بدأتَ تخونها بالصبر!
طارق يأخذ منها الصندوق :
هذا الصندوقُ ثقيلٌ كالتاريخ.
فيه رائحةُ الوطن ، ودموعُ أمي ،
وفيه أيضاً وجهُ من أحببتُ ،
حين كان وجهُها صلاةً ، ثم صار محرقة.
(تتقدّم الوطن ، يرتدي عباءة من ترابٍ وذهب.)
الوطن :
أنا لم أُطلق عليك النار يا طارق ،
أنا فقط صمتُّ طويلاً.
فامتلأ صمتي بالبارود.
طارق بوجعٍ عميق :
الطلقةُ ليست رصاصاً ،
إنها خيانةٌ بصوتٍ معدنيّ ، ووجهٍ كنتُ أحبّه.
أتدرون متى يصير الإنسانُ هدفاً؟
حين يؤمنُ بشيءٍ أكثر من اللازم.
حين يصدقُ أنَّ القلبَ وطنٌ ،
فتأتي الحقيقةُ كقذيفةٍ تحمل علمَ الواقعيّة.
ارتطام الفكرة بالحقيقة
(يتجمد الزمن أكثر.
تدخل الحقيقة ،
ترتدي ثوباً فضيّاً لامعاً.)
الحقيقة :
أنا لستُ عدوتك يا طارق ،
أنا فقط المرآةُ التي تكرهُ أن تراها.
حين قلتَ إنّك لا تموتُ ، كنتَ تكذب على قلبك.
الأمل طفل يحمل شمعة :
لكنه ما زال يحلم يا 'حقيقة'.
الطلقةُ ربما تصنعُ ثقباً يدخل منه الضوء.
طارق :
طلقةٌ في طريقها إلى صدري ،
وأنا لا أهرب.
لأنّي تعبتُ من المراوغة بين الحلم والحقيقة ،
بين اللهفةِ والخذلان ،
بين أنا ، وأنا الآخر الذي يسكنني كعدوٍّ نبيل.
المناجاة الأخيرة
(الضوء يتحوّل إلى وهجٍ ذهبي.
يقترب طارق من الطلقة ببطء ،
يمدّ ذراعيه كمن يستقبل قدراً مقدّساً.)
طارق :
يا رب
إن كان لابدّ أن تصلَ الطلقةُ ،
فاجعلها تصيبُ الجزء الذي لم يتعلّم بعدُ معنى الغفران.
الضمير :
الغفرانُ هو أقصى أشكال القوة يا طارق.
الموت صوت عميق هادئ :
وأنا ، لستُ النهاية ،
بل السطرُ الذي يكتبه الضوءُ في آخر القصيدة.
الوطن بصوت متهدّج :
نم قليلاً يا ولدي ،
فكلُّ من أحبّ بصدقٍ ،
أُصيبَ بطلقةٍ في صدره يوماً ما.
التحوّل
(صوت ارتطام ناعم ، لا كأنه موت ، بل ولادة.
يملأ الضوء المسرح ، وتتفتت الظلال.)
طارق بصوتٍ يخرج من النور :
أنا آخرُ الممرّاتِ في هذا القلب ،
آخرُ النوافذِ المطلةِ على الضوء ،
آخرُ مَن صدّقَ أنَّ الإنسانَ ،
يمكن أن يُصلح العالمَ بقصيدةٍ أو قُبلة.
(يتوقّف ، يبتسم.)
طارق :
ها هي الطلقةُ تقترب ،
وأنا ، أفتحُ ذراعي .
لأنَّ الموتَ الحقيقيَّ ليس أن تخترقَك رصاصة ،
بل أن تمرَّ الحياةُ من جوارك ،
ولا تصيبك بشيء.
(إضاءة تنطفئ ببطء.
يبقى صوتٌ أخير من بعيد )
الصوت :
طلقةٌ ، في طريقها إلى صدري ،
لكنّي اخترتُ أن أحتضنها ،
لعلّها تتحوّل إلى نور.
تمت
طارق غريب
الشمس تريد السلام
The sun wants peace
قصة قصيرة
الكاتب بلعربي خالد (هديل الهضاب)
في صباحٍ ربيعيٍّ دافئ، كانت الشمس تتلألأ في السماء الزرقاء، ترسل خيوطها الذهبية لتداعب وجه الأرض، وتمنحها الحياة. الزهور ترقص مع النسيم، والطيور تغني بحبورٍ في المروج، والفلاحون يعملون في أراضيهم، شاكرين النور الذي يمنحهم الأمل.
لكن في أحد الأيام… حدث ما لم يتخيله أحد.
توقّف الضوء.
ساد ظلام كثيف، وكأن الليل ابتلع النهار. توقفت الطيور عن الغناء، وأغلقت الزهور بتلاتها خوفًا. ارتجفت الأرض وكأنها فقدت قلبها الذي ينبض بالحياة.
في قرية صغيرة، كانت نوارة، ابنة الفلاح البسيط، تحدق في السماء المظلمة بعينين تملؤهما الدهشة والقلق. هرعت إلى أمها تصيح:
"أمي! أين ذهبت الشمس؟ كل شيء حزين، حتى الأزهار ذبلت!"
همست الأم بحزن:
"يُقال إن الشمس غاضبة… غادرت لأنها سئمت من ظلم البشر وحروبهم."
وقفت نوارة بثبات وقالت:
"إذن سأذهب إليها بنفسي، سأعيدها مهما كلف الأمر!"
انطلقت في رحلةٍ محفوفةٍ بالغموض، تمشي بين الجبال والوديان، والظلام يرافقها كظلٍ ثقيل. في منتصف الطريق، لاح لها وميض غريب في السماء. رفعت رأسها، فإذا بـ النجمة القطبية تشع بضوءٍ بارد.
قالت نوارة برجاء:
"يا نجمة السماء، هل رأيتِ الشمس؟"
أجابت النجمة بصوتٍ حزين:
"لقد اختبأت خلف ستار الظلام، لا تريد العودة حتى يتغيّر البشر. لا جدوى من بحثك، يا صغيرة."
لكن نوارة تشبثت بالأمل:
"لن أعود قبل أن أرى نورها مجددًا، سأكلمها حتى لو كانت في أبعد المجرّات!"
تابعت المسير حتى حلّ الليل، فظهر الهلال يراقبها من علٍ.
قال بنبرةٍ رقيقة:
"يا نوارة، لا تيأسي. هناك طريق إلى الشمس، لكنه طريق لا يسلكه إلا من يملك قلبًا نقيًا. إن أردتِ مقابلتها، عليكِ أن تخوضي امتحان الضوء، وتبرهني أن البشر يستحقون دفأها."
تألقت عينا نوارة شجاعةً:
"دلّني يا هلال، فأنا مستعدة!"
اختفى الهلال تاركًا خيطًا من النور يقودها نحو كهفٍ غامضٍ في الجبل. داخل الكهف، واجهت ظلال الحقد والطمع التي خرجت من قلوب البشر، تحاول إيقافها. كادت الظلمة تبتلعها، لكنها صاحت من أعماقها:
"أنا أؤمن بالنور… أؤمن بالسلام!"
فانفجرت من حولها هالة من الضوء طردت الظلال بعيدًا، وفتحت أمامها بوابة من وهجٍ ذهبي.
ومن خلفها، ظهرت الشمس، عظيمةً كملكةٍ في عرشها.
قالت الشمس بصوتٍ عميقٍ:
"من تجرؤ على الدخول إلى عالمي؟"
ردت نوارة بخشوع:
"أنا نوارة، جئت من أجل الأرض. نادمون على أخطائنا، ونريد أن نبدأ من جديد."
سكتت الشمس لحظة، ثم قالت:
"لن أشرق على عالمٍ يمتلئ بالكراهية، لكن... إن وعدتم بالسلام، سأمنحكم ضوءي من جديد."
قالت نوارة بثقةٍ ودموعها تلمع كالجواهر:
"أعدك يا شمس، سننشر الحب بدل الحروب، وسنزرع الأمل بدل الدمار."
عندها انفجرت السماء بنورٍ ساطع، وعادت الشمس لتشرق من جديد، تنثر دفأها على القرى والجبال والقلوب.
عادت الأزهار ترقص، والطيور تغني، والفلاحون يبكون فرحًا.
ومنذ ذلك اليوم، أصبح الناس يقولون:
"حين اختفت الشمس، وجدت نوارة طريق النور، فتعلمنا أن السلام هو ضوء الأرض الحقيقي."
رسالة:
برك من الحروب جف دموع الصبيان
نهديكم بقة ورود شعار هذا السلام
من أرض السلام
نهاية
بلعربي خ
The sun wants peace
قصة قصيرة
الكاتب بلعربي خالد (هديل الهضاب)
في صباحٍ ربيعيٍّ دافئ، كانت الشمس تتلألأ في السماء الزرقاء، ترسل خيوطها الذهبية لتداعب وجه الأرض، وتمنحها الحياة. الزهور ترقص مع النسيم، والطيور تغني بحبورٍ في المروج، والفلاحون يعملون في أراضيهم، شاكرين النور الذي يمنحهم الأمل.
لكن في أحد الأيام… حدث ما لم يتخيله أحد.
توقّف الضوء.
ساد ظلام كثيف، وكأن الليل ابتلع النهار. توقفت الطيور عن الغناء، وأغلقت الزهور بتلاتها خوفًا. ارتجفت الأرض وكأنها فقدت قلبها الذي ينبض بالحياة.
في قرية صغيرة، كانت نوارة، ابنة الفلاح البسيط، تحدق في السماء المظلمة بعينين تملؤهما الدهشة والقلق. هرعت إلى أمها تصيح:
"أمي! أين ذهبت الشمس؟ كل شيء حزين، حتى الأزهار ذبلت!"
همست الأم بحزن:
"يُقال إن الشمس غاضبة… غادرت لأنها سئمت من ظلم البشر وحروبهم."
وقفت نوارة بثبات وقالت:
"إذن سأذهب إليها بنفسي، سأعيدها مهما كلف الأمر!"
انطلقت في رحلةٍ محفوفةٍ بالغموض، تمشي بين الجبال والوديان، والظلام يرافقها كظلٍ ثقيل. في منتصف الطريق، لاح لها وميض غريب في السماء. رفعت رأسها، فإذا بـ النجمة القطبية تشع بضوءٍ بارد.
قالت نوارة برجاء:
"يا نجمة السماء، هل رأيتِ الشمس؟"
أجابت النجمة بصوتٍ حزين:
"لقد اختبأت خلف ستار الظلام، لا تريد العودة حتى يتغيّر البشر. لا جدوى من بحثك، يا صغيرة."
لكن نوارة تشبثت بالأمل:
"لن أعود قبل أن أرى نورها مجددًا، سأكلمها حتى لو كانت في أبعد المجرّات!"
تابعت المسير حتى حلّ الليل، فظهر الهلال يراقبها من علٍ.
قال بنبرةٍ رقيقة:
"يا نوارة، لا تيأسي. هناك طريق إلى الشمس، لكنه طريق لا يسلكه إلا من يملك قلبًا نقيًا. إن أردتِ مقابلتها، عليكِ أن تخوضي امتحان الضوء، وتبرهني أن البشر يستحقون دفأها."
تألقت عينا نوارة شجاعةً:
"دلّني يا هلال، فأنا مستعدة!"
اختفى الهلال تاركًا خيطًا من النور يقودها نحو كهفٍ غامضٍ في الجبل. داخل الكهف، واجهت ظلال الحقد والطمع التي خرجت من قلوب البشر، تحاول إيقافها. كادت الظلمة تبتلعها، لكنها صاحت من أعماقها:
"أنا أؤمن بالنور… أؤمن بالسلام!"
فانفجرت من حولها هالة من الضوء طردت الظلال بعيدًا، وفتحت أمامها بوابة من وهجٍ ذهبي.
ومن خلفها، ظهرت الشمس، عظيمةً كملكةٍ في عرشها.
قالت الشمس بصوتٍ عميقٍ:
"من تجرؤ على الدخول إلى عالمي؟"
ردت نوارة بخشوع:
"أنا نوارة، جئت من أجل الأرض. نادمون على أخطائنا، ونريد أن نبدأ من جديد."
سكتت الشمس لحظة، ثم قالت:
"لن أشرق على عالمٍ يمتلئ بالكراهية، لكن... إن وعدتم بالسلام، سأمنحكم ضوءي من جديد."
قالت نوارة بثقةٍ ودموعها تلمع كالجواهر:
"أعدك يا شمس، سننشر الحب بدل الحروب، وسنزرع الأمل بدل الدمار."
عندها انفجرت السماء بنورٍ ساطع، وعادت الشمس لتشرق من جديد، تنثر دفأها على القرى والجبال والقلوب.
عادت الأزهار ترقص، والطيور تغني، والفلاحون يبكون فرحًا.
ومنذ ذلك اليوم، أصبح الناس يقولون:
"حين اختفت الشمس، وجدت نوارة طريق النور، فتعلمنا أن السلام هو ضوء الأرض الحقيقي."
رسالة:
برك من الحروب جف دموع الصبيان
نهديكم بقة ورود شعار هذا السلام
من أرض السلام
نهاية
بلعربي خ
كابوس
cauchemar
قصة قصيرة – بقلم: بلعربي خالد (هديل الهضاب)
في بلدة صغيرة، حيث تتقاطع أحلام الشباب مع واقع الحياة القاسي، كان يعيش شاب اسمه إسماعيل.
تخرج حديثًا من الجامعة بشهادة ماجستير في العلوم الاقتصادية، تخصص التجارة الدولية. كان يحلم بأن يسافر يومًا إلى الخارج ليبني لنفسه حياة كريمة، لكن الواقع كان أقسى من الحلم؛ فلا وظيفة تناسبه، ولا فرصة تُنصف طموحه.
اضطر إسماعيل إلى العمل في مطعم شعبي، يحمل الصحون ويقدّم القهوة للزبائن الذين يتحدثون عن أسفارهم وأحلامهم، فيما كان يخفي وراء ابتسامته حسرات لا تُقال.
كان يدّخر كل دينار، يقلل مصروفه، ويقنع نفسه بأن الصبر طريق النجاة.
مرّت الأشهر، وقدّم طلبات تأشيرة إلى أكثر من قنصلية أوروبية، لكنها كانت تُرفض جميعها بلا سبب واضح. ومع كل رفض، كان الأمل يخبو أكثر فأكثر، حتى تسللت إلى قلبه فكرة متهوّرة: الهجرة السرّية.
اتصل بوسيط يُعرف بأنه "يُنجز الأمور بسرعة". باع ما تبقّى من أحلامه على هيئة مجوهرات والدته، واقترض من أصدقائه، ودفع المبلغ المطلوب.
ثم… اختفى الوسيط.
في البداية، ظنّ إسماعيل أن الأمر سوء تفاهم، لكنه حين لم يجد له أثرًا، بدأ الخوف يتسلل إلى نفسه. وبعد أيام من البحث المحموم، وصله اتصال غامض يخبره أن الوسيط يحضر حفلاً في غابة قريبة.
انطلق مسرعًا، يلهث وراء خيط أمل.
حين وصل، كان الضحك يعلو المكان، والموسيقى تصدح بين الأشجار. وسط الحشد، لمح الرجل المطلوب.
اقترب منه بخطوات غاضبة، وصاح فيه متهمًا إياه بالخداع. لكن الوسيط أنكر كل شيء، وكأن إسماعيل مجرد مجنون يتوهم.
اشتعلت الدماء في رأسه، دفعه بعنف… فسقط الوسيط على حجر كبير.
سادت لحظة صمت، ثم تلتها صرخات فوضى.
الدماء سالت، والأعين اتسعت رعبًا.
تجمّد إسماعيل في مكانه، يداه ترتجفان.
قبل أن يستوعب ما حدث، كان رجال الشرطة قد طوّقوا المكان.
شهادات الزبائن، نظرات الاتهام، الأصفاد الباردة على معصميه…
كل شيء حدث بسرعة مذهلة.
هكذا وجد نفسه خلف القضبان، يحاكم بتهمة القتل.
جلس في الزنزانة، رأسه بين يديه، يردد بصوت مبحوح:
"لم أكن أريد سوى حياة أفضل… فقط حياة أفضل."
ثم، فجأة، دوّى صوت صراخ بعيد… وصوت مياه تتدفّق…
فتح عينيه مذعورًا.
كان في سريره، يتصبب عرقًا، وأنفاسه تتلاحق.
على الطاولة بجانبه، كانت أوراق طلب التأشيرة لم تُملأ بعد، وملفّ الجامعة ما زال مفتوحًا.
أدرك حينها أن كل ما جرى لم يكن سوى كابوس ثقيل…
كابوس صاغه الخوف واليأس، وتركه يتيقّن أن طريق الحلم يبدأ بالواقع، لا بالهروب منه.
ابتسم بخفة، نهض من سريره، وفتح النافذة ليدخل نور الصباح.
كانت المدينة تستيقظ، وكان هو أيضًا… يستيقظ من كابوس اسمه الهروب.
بلعربي خ
نهاية ماريونات
قصة رمزية
بقلم بلعربي خالد (هديل الهضاب)
في صندوق خشبي صغير، كانت تعيش دمية تُدعى "ماريونات"، لها خيوط تتحكم بها يد صاحب اللعبة، وتُشارك في عروض مسرحية ممتعة. كانت ماريونات ترقص وتغني وتضحك، وكلما انتهى العرض، يعود صاحبها ليضعها في الصندوق حتى العرض القادم.
كانت ماريونات سعيدة، فهي تحب المسرح، وتحب تصفيق الأطفال. لكن في أحد الأيام، وأثناء العرض، رأت شيئًا غريبًا…
الأطفال في القاعة كانوا يركضون ويضحكون بحرية! لا خيوط تربطهم، ولا يد تحركهم!
توقفت ماريونات عن الرقص، وحدّقت بدهشة:
"كيف يتحركون وحدهم؟ كيف يرفعون أيديهم ويقفزون؟"
شعرت برغبة عارمة في الحرية، وقالت في نفسها:
"أريد أن أتحرّك مثلهم! أريد أن أكون حرة!"
فجمعت شجاعتها، وقطعت الخيط الذي يحرّك يدها…
لكن يدها بقيت ساكنة، لا ترتفع!
"غريب… لماذا لا أستطيع تحريكها؟" تساءلت.
ثم قررت أن تقطع خيط رجلها،
وما إن فعلت ذلك، حتى سقطت على الأرض، ولم تستطع الوقوف من جديد.
حاولت أن تتحرك، أن ترقص، أن تغني…
لكنها لم تعد قادرة على شيء.
نظر إليها صاحب اللعبة بحزن،
ثم حملها ووضعها في الصندوق،
لكن هذه المرة… لم يكن هناك عرض قادم.
نهاية
الجزء المائة والخامس والثلاثون الحدود 7 - حد المخدرات
( نظم نونية البسيوني )
3114 - وَالْمُخَدِّرَاتُ وَأَجْنَاسٌ لِتَعَاطِيهَا **
حَرَامٌ بِالْإِجْمَاعِ فَهْيَ حِزْبُ الشَّيْطَانْ
3115 - فَأَنْوَاعُهَا فِي الْأَرْضِ غَدَتْ كَثِيرَةً **
مِنْهَا الْحَشِيشُ وَالْأَفْيُونُ فِي كُلِّ مَكَانْ
3116 - وَكَذَا الْكُوكَايِينُ مَعْ الْهَيْرُويِينِ خَبَالٌ **
وَالْأَقْرَاصُ كَيْ تُفْسِدَ أَرْبَابَ الْأَذْهَانْ
3117 - وَالضُّرُّ فِيهَا عَلَى الْأَفْرَادِ كَثِيرٌ بَلْ **
تُدَمِّرُ الْجِسْمَ وَتَأْخُذُ عَافِيَةَ الْأَبْدَانْ
3118 - فَالْقَلْبُ وَالْكَبِدُ يُصَابَا بِالْأَمْرَاضِ فِيهَا **
وَالْأَعْصَابُ تَهْلِكُ فَيَشْقَى بِهَا الْوِجْدَانْ
3119 - وَتُسَبِّبُ الْخَبَلَ وَالْجُنُونَ لِلْمَرْءِ مَعًا **
وَتُذْهِبُ الْعَقْلَ وَتَجْعَلُ الْإِنْسَانَ فِي هَوَان
3120 - وَالضَّرُّ مِنْهَا عَلَى الْمُجْتَمَعِ أَعْظَمُ شَيْءٍ **
فَتَنْشُرُ الْبَلْوَى وَالْخُسْرَانَ وَالْعِصْيَانْ
3121 - تُفَكِّكُ الْأُسَرَ وَتَهْدِمُ كُلَّ أَقْوَامٍ **
وَتَزْرَعُ الشَّرَّ وَتُشْعِلُ النِّيرَانْ
3122 - وَتُضْعِفُ الْأُمَّةَ حَتَّى تَغْدُوَ وَاهِيَةً **
لِأَعْدَائِهَا هِيَ الْمَطْمَعُ فِي كُلِّ الْأَزْمَانْ
3123 - وَالِاسْتِعْمَالُ لِلْإِفْسَادِ مِنْ دُونِ حَاجَةٍ **
شَرْعِيَّةٍ حَرَامٌ بِالْإِجْمَاعِ آنْ
3124 - لِأَنَّهَا تُذْهِبُ الْعَقْلَ وَتُضِرُّ بِالنَّفْسِ **
وَتُخَالِفُ الشَّرْعَ لِلْوَاحِدِ الدَّيَّانْ
3125 - وَالِاتِّجَارُ لِأَجْلِ الرِّبْحِ فِيهَا **
حَرَامٌ مَحْضٌ بِقَوْلٍ مَعَ الْبَيَانْ
3126 - فَمَنْ بَاعَهَا قَدْ بَاعَ حَقًّا دِينَهُ **
وَضَمِيرَهُ ثُمَّ أَضَرَّ بِكُلِّ إِنْسَانْ
3127 - وَزَرْعُ الْخَشْخَاشِ أَوْالْحَشِيشِ لِقَصْدٍ **
هُوَ الْبَيْعُ حَتْمًا حَرَامٌ آنْ
3128 - فَكُلُّ شَيْءٍ يُؤَدِّي لِحُكْمٍ لِلْحَرَامِ فَهُوَ مِثْلُهُ **
وَفِيهِ عِقَابٌ شَدِيدٌ مِنَ الرَّحْمَانْ
3129 - وَالْمَالُ مِنْ هَذَا السَّبِيلِ مَالُ سُحْتٍ **
فَلَا بَرَكَةَ فِيهِ وَلَا خَيْرَ لِلْإِنْسَانْ
3130 - يَا أَيُّهَا الْمُتَاجِرُ الْمُفْسِدُ لِلْأَرْوَاحِ **
تَمَهَّلْ فَمِثْلُكَ فِي الْغَدِ حَتْمًا فَانْ
3131 - فَالرِّبْحُ حَقًّا لَا يَدُومُ بَلْ يَزُولُ سَرِيعًا **
وَكَيْفَ تُقَابِلُ اللَّهَ حِينَ الْحَشْرِ فِي خِذْلَانْ
3132 - وَوَاجِبُ الْحُكُومَاتِ وَالْأُمَّةِ جَمْعَاءَ **
مُحَارَبَةُ الْبَلْوَى بِصَارِمِ السُّلْطَانْ
3133 - بِالْحُكْمِ وَالتَّطْبِيقِ ثُمَّ التَّوْعِيَةِ **
وَقَطْعِ مَنَابِعِهَا فِي كُلِّ مَكَانْ
3134 - وَالْعِلَاجُ الْكَافِي لِأَرْبَابِ الْإِدْمَانِ فَرْضٌ **
وَإِعَادَتُهُمْ لِحَضِيرَةِ الْإِيمَانْ
3135 - فَهِيَ آفَةٌ تَهْدِدُ الْأُمَمَ وَالْأَوْطَانَ سَهْمًا **
وَالْوَاجِبُ التَّصَدِّي لَهَا بِكُلِّ قُوَّةٍ آنْ
بسيوني صديق
( نظم نونية البسيوني )
3114 - وَالْمُخَدِّرَاتُ وَأَجْنَاسٌ لِتَعَاطِيهَا **
حَرَامٌ بِالْإِجْمَاعِ فَهْيَ حِزْبُ الشَّيْطَانْ
3115 - فَأَنْوَاعُهَا فِي الْأَرْضِ غَدَتْ كَثِيرَةً **
مِنْهَا الْحَشِيشُ وَالْأَفْيُونُ فِي كُلِّ مَكَانْ
3116 - وَكَذَا الْكُوكَايِينُ مَعْ الْهَيْرُويِينِ خَبَالٌ **
وَالْأَقْرَاصُ كَيْ تُفْسِدَ أَرْبَابَ الْأَذْهَانْ
3117 - وَالضُّرُّ فِيهَا عَلَى الْأَفْرَادِ كَثِيرٌ بَلْ **
تُدَمِّرُ الْجِسْمَ وَتَأْخُذُ عَافِيَةَ الْأَبْدَانْ
3118 - فَالْقَلْبُ وَالْكَبِدُ يُصَابَا بِالْأَمْرَاضِ فِيهَا **
وَالْأَعْصَابُ تَهْلِكُ فَيَشْقَى بِهَا الْوِجْدَانْ
3119 - وَتُسَبِّبُ الْخَبَلَ وَالْجُنُونَ لِلْمَرْءِ مَعًا **
وَتُذْهِبُ الْعَقْلَ وَتَجْعَلُ الْإِنْسَانَ فِي هَوَان
3120 - وَالضَّرُّ مِنْهَا عَلَى الْمُجْتَمَعِ أَعْظَمُ شَيْءٍ **
فَتَنْشُرُ الْبَلْوَى وَالْخُسْرَانَ وَالْعِصْيَانْ
3121 - تُفَكِّكُ الْأُسَرَ وَتَهْدِمُ كُلَّ أَقْوَامٍ **
وَتَزْرَعُ الشَّرَّ وَتُشْعِلُ النِّيرَانْ
3122 - وَتُضْعِفُ الْأُمَّةَ حَتَّى تَغْدُوَ وَاهِيَةً **
لِأَعْدَائِهَا هِيَ الْمَطْمَعُ فِي كُلِّ الْأَزْمَانْ
3123 - وَالِاسْتِعْمَالُ لِلْإِفْسَادِ مِنْ دُونِ حَاجَةٍ **
شَرْعِيَّةٍ حَرَامٌ بِالْإِجْمَاعِ آنْ
3124 - لِأَنَّهَا تُذْهِبُ الْعَقْلَ وَتُضِرُّ بِالنَّفْسِ **
وَتُخَالِفُ الشَّرْعَ لِلْوَاحِدِ الدَّيَّانْ
3125 - وَالِاتِّجَارُ لِأَجْلِ الرِّبْحِ فِيهَا **
حَرَامٌ مَحْضٌ بِقَوْلٍ مَعَ الْبَيَانْ
3126 - فَمَنْ بَاعَهَا قَدْ بَاعَ حَقًّا دِينَهُ **
وَضَمِيرَهُ ثُمَّ أَضَرَّ بِكُلِّ إِنْسَانْ
3127 - وَزَرْعُ الْخَشْخَاشِ أَوْالْحَشِيشِ لِقَصْدٍ **
هُوَ الْبَيْعُ حَتْمًا حَرَامٌ آنْ
3128 - فَكُلُّ شَيْءٍ يُؤَدِّي لِحُكْمٍ لِلْحَرَامِ فَهُوَ مِثْلُهُ **
وَفِيهِ عِقَابٌ شَدِيدٌ مِنَ الرَّحْمَانْ
3129 - وَالْمَالُ مِنْ هَذَا السَّبِيلِ مَالُ سُحْتٍ **
فَلَا بَرَكَةَ فِيهِ وَلَا خَيْرَ لِلْإِنْسَانْ
3130 - يَا أَيُّهَا الْمُتَاجِرُ الْمُفْسِدُ لِلْأَرْوَاحِ **
تَمَهَّلْ فَمِثْلُكَ فِي الْغَدِ حَتْمًا فَانْ
3131 - فَالرِّبْحُ حَقًّا لَا يَدُومُ بَلْ يَزُولُ سَرِيعًا **
وَكَيْفَ تُقَابِلُ اللَّهَ حِينَ الْحَشْرِ فِي خِذْلَانْ
3132 - وَوَاجِبُ الْحُكُومَاتِ وَالْأُمَّةِ جَمْعَاءَ **
مُحَارَبَةُ الْبَلْوَى بِصَارِمِ السُّلْطَانْ
3133 - بِالْحُكْمِ وَالتَّطْبِيقِ ثُمَّ التَّوْعِيَةِ **
وَقَطْعِ مَنَابِعِهَا فِي كُلِّ مَكَانْ
3134 - وَالْعِلَاجُ الْكَافِي لِأَرْبَابِ الْإِدْمَانِ فَرْضٌ **
وَإِعَادَتُهُمْ لِحَضِيرَةِ الْإِيمَانْ
3135 - فَهِيَ آفَةٌ تَهْدِدُ الْأُمَمَ وَالْأَوْطَانَ سَهْمًا **
وَالْوَاجِبُ التَّصَدِّي لَهَا بِكُلِّ قُوَّةٍ آنْ
بسيوني صديق
الجزء المائة والخامس والثلاثون الحدود 8 - حد السرقة
( نظم نونية البسيوني )
3136 - وَحَدُّ السَّرِقَةِ الْقَطْعُ لِكَفِّ سَارِقٍ **
مِنْ سَاعِدِ الْجَانِي بِقَوْلٍ مَعَ الْبَيَانْ
3137 - تَعْرِيفُهَا أَخْذُ مَالٍ كَانَ فِي خُفْيَةٍ **
مِنْ حِرْزِهِ دُونَ إِذْنٍ بِكُلِّ نُكْرَانْ
3138 - وَحِكْمَةُ التَّشْدِيدِ فِي هَذِي الْعُقُوبَةِ رَدْعٌ **
لِحِفْظِ أَمْوَالِ النَّاسِ مِنْ كُلِّ خِذْلَانْ
3139 - وَكَذَا لِصِيَانَةِ الْأَمْنِ فِي حِمَايَةِ الْبُيُوتِ **
وَلِلتَّأْدِيبِ لِلنُّفُوسِ مِنْ كَبِيرِ الْعِصْيَان
3140 - وَأَنْوَاعُهَا فِي الْحُكْمِ قَدْ جَاءَتْ كَثِيرَةً **
وَمِنْهُمْ الْمُخْتَلِسُ أَوْ الْمُنْتَهِبُ الْبَيَانْ
3141 - فَالْمُخْتَلِسُ الْمَالُ يَأْخُذُهُ عَلَى غَفْلَةٍ **
وَالْمُنْتَهِبُ يَأْخُذُهُ جَهْرًا بِصَوْتِ الْعُدْوَانْ
3142 - وَالْخَائِنُ الْمَالِ لَيْسَ عَلَيْهِ حَدٌّ **
كَالْجَاحِدِ لِلْعَارِيَّةِ مِنْ كُلِّ بُهْتَانْ
3143 - وَالنَّبَّاشُ الَّذِي يَسْرِقُ مِنْ أَهْلِ الْقُبُورِ **
يُعَزَّرُ وَلَا يُقْطَعُ الْكَفُّ فَالْبُرْهَانُ
3144 - وَشَرْطُ مَنْ يَسْرِقُ الْعَقْلُ مَعْ بُلُوغِهِ **
وَقَصْدُهُ لِلسَّرِقَةِ بِكُلِّ إِذْعَانْ
3145 - وَشَرْطُ الْمَالِ حَقًّا أَنْ تَكُونَ لَهُ قِيمَةٌ **
وَمُحْرَزًا فِي حِرْزِهِ مِنْ كُلِّ خُسْرَانْ
3146 - وَالْيَدُ لَا تُقْطَعُ إِنْ كَانَ الْمَالُ دُونَ **
نِصَابِ قَطْعٍ فَهَذَا حَدٌّ لَهُ مِيزَانْ
3147 - وَسَرِقَةُ الْجَمَاعَةِ يُقْطَعُ الْحَدُّ مِنْ كُلٍّ **
إِنْ بَلَغَ الْقَدْرُ مِنْ نِصَابِ السَّرِقَةِ الْبَيَانْ
3148 - وَالْمَوْضِعُ الْمَسْرُوقُ مِنْهُ فِيهِ شَرْطٌ **
أَنْ يَكُونَ لِلْمَالِ حِرْزًا فِي كُلِّ مَكَانْ
3149 - وَالْحِرْزُ يَخْتَلِفُ حَقًّا بِأَنْوَاعِ الْأَمْوَالِ **
وَالْمَرْءُ حِرْزٌ لِنَفْسِهِ بِكُلِّ إِتْقَانْ
3150 - وَالطَّرَّارُ مَنْ يَسْرِقُ مِنْ جَيْبِ الْمَرْءِ **
يُقْطَعُ إِنْ أَخْرَجَ الْمَالَ مِنْ حِرْزِ الْإِنْسَانْ
3151 - وَالْمَسْجِدُ وَغَيْرُهُ حِرْزٌ لِأَمْوَالِهِ **
وَسَرِقَةُ الْمَالِ مِنْهُ تُوجِبُ الْقَطْعَ بِالْبُرْهَانْ
3152 - وَالسَّرِقَةُ الْمُلْزِمَةُ مِنْ دَاخِلِ الدَّارِ **
إِذَا كَانَتِ الدَّارُ مُغْلَقَةً بِكُلِّ إِتْقَانْ
3153 - وَبِمَا يَثْبُتُ الْحَدُّ بِالْإِقْرَارِ حَقًّا **
أَوْ بِالشَّهَادَةِ مِنْ رَجُلَيْنِ عَدْلَانْ
3154 - وَالْحَدُّ يَتْوَقَّفُ عَنْ إِجْرَائِهِ **
إِنْ لَمْ يَطْلُبْهُ الْمَسْرُوقُ فَهُوَ حَقٌّ لِلْإِنْسَانْ
3155 - وَدَعْوَى الَّذِي سَرَقَ الْمِلْكِيَّةَ لَا تُسْقِطُ الْحَدَّ **
إِلَّا بِبَيِّنَةٍ قَاطِعَةٍ لِكُلِّ شُبْهَةٍ بَيَانْ
3156 - وَتَلْقِينُ سَارِقٍ لِمَا يُسْقِطُ الْحَدَّ مَكْرُوهٌ **
فَالْحُدُودُ تُسْقَطُ حَقًّا بِالشُّبُهَاتِ بِكُلِّ إِحْسَانْ
3157 - وَعُقُوبَةُ الْأَمْرِ قَطْعُ الْيَدِ الْيُمْنَى **
ثُمَّ الرِّجْلُ الْيُسْرَى إِنْ عَادَ لِلْعِصْيَانْ
3158 - وَحَسْمُ الْيَدِ الْمَقْطُوعَةِ لِلجَانِي **
بِالنَّارِ أَوْ بِالْكَيِّ لِيُوقَفَ سَيْلُ النَّزْفِ وَالْأَحْزَانْ
3159 - وَتَعْلِيقُ كَفِّ السَّارِقِ فِي الْعُنُقِ **
عِبْرَةٌ قَاسِيَةٌ وَزَجْرٌ لِكُلِّ جَانْ
3160 - وَاجْتِمَاعُ الضَّمَانِ مَعْ الْحَدِّ جَائِزٌ **
فَيُقْطَعُ ثُمَّ يُضْمَنُ الْمَالُ لِلْمَسْرُوقِ مِنْهُ بِبَيَانْ
3161 - وَهَذَا مِنَ الْفِقْهِ الَّذِي جَاءَ بِهِ **
دِينُ الْهُدَى كَانَ حَقًّا خَيْرَ بُرْهَانْ
بسيوني صديق
** ((دموع بين دارين))..
قصة: مصطفى الحاج حسين.
تمنّى أبي أن يلتقي بأمّي، ولو للحظةٍ فقط، ليقول لها كلمةً واحدة.
سيتحدّى أعرافَ مدينته، ويعترف لأمّي دون خوفٍ أو خجل.
نعم، سيضرب بعرض الحائط كلَّ التقاليدِ، والأعرافِ، والعاداتِ البالية، وسيهتف بحرقةٍ، ومرارةٍ، وتحدٍّ، وإصرار:
– أُحبّكِ... أُحبّكِ، يا (زينب) ... يا حبيبتي... يا زوجتي الرائعة... يا أُمَّ ابني، الذي ما شبعتُ منه بعد.
ابني، الذي لا تغيب عنّي ملامحُ وجهه المضيئة، والمشعّة بالفرحة والسعادة، وبسمته الساطعةِ بالموسيقا والورود.
مسحَ أبي دمعتَه، وخرج من غرفته... ذهب إلى (القبّوسة) ، وهي غرفةٌ صغيرة، جدرانها من حجر الحوّار الأبيض، بلا سقف.
تقع في زاوية الدار، قرب (الدّكّة)، المصطبة العالية.
عند الحائط الشمالي من الدار، وبجانبها داليةُ العنب، المتفرّعة عنها غصونٌ عديدةٌ وهائلة، تفقد أبي عُدّةَ شُغله، ولوازم أدوات المعمار، ثم وضعها جميعًا في كيسٍ من الخيش، وربطه بإحكام، وتركه بجانب الباب، وخرج دون أن ينتبه له أحد من أسرته.
كانت جدّتي وعمّاتي الثلاث، و(فطينة) زوجة عمّي (سعيد)، مشغولاتٍ بالتحضير لزواج أبي، فقد أعطى جدّي نقودًا لجدّتي
، كي تشتري كلَّ ما يلزم: من ذهبٍ، وقماشٍ، وأدوات زينة، وما تحتاجه من أدوات ضروريّة.
وكان جدّي عازمًا على إقامة عُرسٍ للرجال والنساء، في غاية الجمال والروعة، ليكون حديثَ أهل البلدة، وكلُّ ذلك نكايةً بجدّي (عبيد)، ليقهره، ويجعله يندم على تشدّده وعناده.
عند زاوية الحارة الترابية، وقف أبي، وأسند ظهره إلى حائطٍ قديم البنيان،
وأخذ يتأمّل، ويفكّر، ويخطّط، ويحلم، ويداري دموعَ عينيه المتوثّبة للانحدار، وقال في نفسه:
– عليَّ أن أُحاول، وللمرّة الأخيرة.
هذه المرّة لن يكون أحدٌ معي. سأذهب بمفردي.
عَمِّي كان يُحبّني، وإنَّ انزعاجه ليس منِّي، بل من أبي.
هو يُدرك أنَّ الذنب ليس ذنبي، ولا ذنب ابنته.
كان على أبي ألّا يطردنا، من أجل سبب بسيط وتافه.
فأنا و(زينب) لا مشاكل بيننا، ولا خلاف، بل على تفاهم ووِفاق… بل على محبةٍ وعِشق.
سأذهب إليه، وأرجوه، وأقبّل يديه، وسأُطلعه على ما عزمتُ عليه…
لأنِّي أرفض أن أتزوّج على ابنته.
لذلك سأهرب… سأترك البلدة… ولن يعرف أحدٌ مكاني.
وفي لحظةٍ خطرت في ذهن أبي فكرة… راقت له، وأعجبته، ونالت استحسانه.
وعزم على تنفيذها فورًا، دون أيّ تأخّر أو تردُّد.
فقد بقيَ على أذان الظُّهر وقتٌ قليل.
قرَّر أن يذهب وينتظر جدّي (عبيد) حين ينتهي من الصلاة في الجامع، ويقترب منه، ويسلّم عليه، ويكلّمه.
وعلى الفور، تحرّك دون إبطاء أو تردّد.
وقف بعيدًا عن باب الجامع، ينتظر أن يحين موعد الأذان.
وحين أذّن المؤذّن لصلاة الظهر، راح يُراقب وفود المصلّين القادمين إلى المسجد.
وأخيرًا، لمح جدّي قادمًا بمفرده، بخطاه الواثقة، ووجهه الصارم.
اقترب أبي من باب الجامع، ينتظر لحظة خروجه… ليُحادثه.
لكنّه كان مرتبكًا، متردّدًا، حائرًا، خجِلاً، خائفًا، منقبض الصّدر، خافق القلب، زائغ النظرات.
وحين بدأ المصلّون بالخروج، تنحّى أبي جانبًا، ليُفسح لهم الطريق،
وأخذ يُقلّب عينيه بينهم، باحثًا عن وجه جدي…
إلى أن بان أخيرًا جدّي، بقنبازه المُقلّم بالأبيض والأسود، ووجهه العابس الذي لا يبتسم.
كان يرتدي جدّي (عبيد) حزامًا أسودَ عريضًا، وسترةً بُنيّة اللون، وعلى رأسه منديلٌ أبيض (المركزيت)، يعلوه (عقال) أسود تتدلّى من خلفه شرائبه.
يمشي ببطء، وكأنّ في قدميه وجعًا يُثقله، وهو ينتعل (تاسومةً) حمراء تلمع.
تبعَه أبي في تردّدٍ وهيبة، تسبق كلّ خطوةٍ منه خشيةٌ صامتة.
كان يلتفت حوله مرارًا، حتى اقترب منه بما يكفي، ثمّ تجرّأ أخيرًا، وتنحنح، وبصوت خفيض قال:
– السلام عليكم يا عمّي...
توقّف جدّي فجأة عن المشي، في ذلك الزقاق الضيّق، الترابي، المتعرّج في صعوده.
التفت إلى أبي، وقال لاهثًا:
– أهلاً، ابني محمد.
تنفّس أبي الصعداء...
ها هو جدّي يردّ السلام، دون أن ينهره، أو يشتمه، أو يهمّ بطرده أو ضربه،
وهذا تحديدًا ما كان يخشاه ويجعله متردّدًا طوال الطريق.
في داخله، شكر الله بحرارة... ثمّ تشجّع أكثر، رغم جفاف حلقه، وقال بفمٍ يكاد لا يسعفه اللعاب.
– عمّي... أتسمح لي بكلمتين معك؟!
يبدو أن قلبَ جدّي قد لان تجاه أبي، بعد أن رأى ما آل إليه حاله من هزالٍ وتعب، وشحوبٍ في الوجه، واصفرارٍ حاد، وصوتٍ مكسورٍ يفضح الحزن والذلّ واليأس.
كان يحبّ أبي ويحنّ عليه، ويُعجب به ويتباهى بين الناس بأنه صهره، زوج ابنته الغالية والعزيزة على قلبه، تلك التي كان مستعدًا أن يفعل المستحيل لإسعادها
لكنّ حماقة جدّي (سامي)، الذي كان صديقًا له وعزيزًا على قلبه، كانت السبب في انزعاجه وثورته، واتخاذه تلك الشروط القاسية... شروطٌ رفضها جدّي الآخر، وأصرّ على تزويج ابنه مرة أخرى، على ألّا يُذعن أو يرضخ لتلك الإملاءات.
قصة: مصطفى الحاج حسين.
تمنّى أبي أن يلتقي بأمّي، ولو للحظةٍ فقط، ليقول لها كلمةً واحدة.
سيتحدّى أعرافَ مدينته، ويعترف لأمّي دون خوفٍ أو خجل.
نعم، سيضرب بعرض الحائط كلَّ التقاليدِ، والأعرافِ، والعاداتِ البالية، وسيهتف بحرقةٍ، ومرارةٍ، وتحدٍّ، وإصرار:
– أُحبّكِ... أُحبّكِ، يا (زينب) ... يا حبيبتي... يا زوجتي الرائعة... يا أُمَّ ابني، الذي ما شبعتُ منه بعد.
ابني، الذي لا تغيب عنّي ملامحُ وجهه المضيئة، والمشعّة بالفرحة والسعادة، وبسمته الساطعةِ بالموسيقا والورود.
مسحَ أبي دمعتَه، وخرج من غرفته... ذهب إلى (القبّوسة) ، وهي غرفةٌ صغيرة، جدرانها من حجر الحوّار الأبيض، بلا سقف.
تقع في زاوية الدار، قرب (الدّكّة)، المصطبة العالية.
عند الحائط الشمالي من الدار، وبجانبها داليةُ العنب، المتفرّعة عنها غصونٌ عديدةٌ وهائلة، تفقد أبي عُدّةَ شُغله، ولوازم أدوات المعمار، ثم وضعها جميعًا في كيسٍ من الخيش، وربطه بإحكام، وتركه بجانب الباب، وخرج دون أن ينتبه له أحد من أسرته.
كانت جدّتي وعمّاتي الثلاث، و(فطينة) زوجة عمّي (سعيد)، مشغولاتٍ بالتحضير لزواج أبي، فقد أعطى جدّي نقودًا لجدّتي
، كي تشتري كلَّ ما يلزم: من ذهبٍ، وقماشٍ، وأدوات زينة، وما تحتاجه من أدوات ضروريّة.
وكان جدّي عازمًا على إقامة عُرسٍ للرجال والنساء، في غاية الجمال والروعة، ليكون حديثَ أهل البلدة، وكلُّ ذلك نكايةً بجدّي (عبيد)، ليقهره، ويجعله يندم على تشدّده وعناده.
عند زاوية الحارة الترابية، وقف أبي، وأسند ظهره إلى حائطٍ قديم البنيان،
وأخذ يتأمّل، ويفكّر، ويخطّط، ويحلم، ويداري دموعَ عينيه المتوثّبة للانحدار، وقال في نفسه:
– عليَّ أن أُحاول، وللمرّة الأخيرة.
هذه المرّة لن يكون أحدٌ معي. سأذهب بمفردي.
عَمِّي كان يُحبّني، وإنَّ انزعاجه ليس منِّي، بل من أبي.
هو يُدرك أنَّ الذنب ليس ذنبي، ولا ذنب ابنته.
كان على أبي ألّا يطردنا، من أجل سبب بسيط وتافه.
فأنا و(زينب) لا مشاكل بيننا، ولا خلاف، بل على تفاهم ووِفاق… بل على محبةٍ وعِشق.
سأذهب إليه، وأرجوه، وأقبّل يديه، وسأُطلعه على ما عزمتُ عليه…
لأنِّي أرفض أن أتزوّج على ابنته.
لذلك سأهرب… سأترك البلدة… ولن يعرف أحدٌ مكاني.
وفي لحظةٍ خطرت في ذهن أبي فكرة… راقت له، وأعجبته، ونالت استحسانه.
وعزم على تنفيذها فورًا، دون أيّ تأخّر أو تردُّد.
فقد بقيَ على أذان الظُّهر وقتٌ قليل.
قرَّر أن يذهب وينتظر جدّي (عبيد) حين ينتهي من الصلاة في الجامع، ويقترب منه، ويسلّم عليه، ويكلّمه.
وعلى الفور، تحرّك دون إبطاء أو تردّد.
وقف بعيدًا عن باب الجامع، ينتظر أن يحين موعد الأذان.
وحين أذّن المؤذّن لصلاة الظهر، راح يُراقب وفود المصلّين القادمين إلى المسجد.
وأخيرًا، لمح جدّي قادمًا بمفرده، بخطاه الواثقة، ووجهه الصارم.
اقترب أبي من باب الجامع، ينتظر لحظة خروجه… ليُحادثه.
لكنّه كان مرتبكًا، متردّدًا، حائرًا، خجِلاً، خائفًا، منقبض الصّدر، خافق القلب، زائغ النظرات.
وحين بدأ المصلّون بالخروج، تنحّى أبي جانبًا، ليُفسح لهم الطريق،
وأخذ يُقلّب عينيه بينهم، باحثًا عن وجه جدي…
إلى أن بان أخيرًا جدّي، بقنبازه المُقلّم بالأبيض والأسود، ووجهه العابس الذي لا يبتسم.
كان يرتدي جدّي (عبيد) حزامًا أسودَ عريضًا، وسترةً بُنيّة اللون، وعلى رأسه منديلٌ أبيض (المركزيت)، يعلوه (عقال) أسود تتدلّى من خلفه شرائبه.
يمشي ببطء، وكأنّ في قدميه وجعًا يُثقله، وهو ينتعل (تاسومةً) حمراء تلمع.
تبعَه أبي في تردّدٍ وهيبة، تسبق كلّ خطوةٍ منه خشيةٌ صامتة.
كان يلتفت حوله مرارًا، حتى اقترب منه بما يكفي، ثمّ تجرّأ أخيرًا، وتنحنح، وبصوت خفيض قال:
– السلام عليكم يا عمّي...
توقّف جدّي فجأة عن المشي، في ذلك الزقاق الضيّق، الترابي، المتعرّج في صعوده.
التفت إلى أبي، وقال لاهثًا:
– أهلاً، ابني محمد.
تنفّس أبي الصعداء...
ها هو جدّي يردّ السلام، دون أن ينهره، أو يشتمه، أو يهمّ بطرده أو ضربه،
وهذا تحديدًا ما كان يخشاه ويجعله متردّدًا طوال الطريق.
في داخله، شكر الله بحرارة... ثمّ تشجّع أكثر، رغم جفاف حلقه، وقال بفمٍ يكاد لا يسعفه اللعاب.
– عمّي... أتسمح لي بكلمتين معك؟!
يبدو أن قلبَ جدّي قد لان تجاه أبي، بعد أن رأى ما آل إليه حاله من هزالٍ وتعب، وشحوبٍ في الوجه، واصفرارٍ حاد، وصوتٍ مكسورٍ يفضح الحزن والذلّ واليأس.
كان يحبّ أبي ويحنّ عليه، ويُعجب به ويتباهى بين الناس بأنه صهره، زوج ابنته الغالية والعزيزة على قلبه، تلك التي كان مستعدًا أن يفعل المستحيل لإسعادها
لكنّ حماقة جدّي (سامي)، الذي كان صديقًا له وعزيزًا على قلبه، كانت السبب في انزعاجه وثورته، واتخاذه تلك الشروط القاسية... شروطٌ رفضها جدّي الآخر، وأصرّ على تزويج ابنه مرة أخرى، على ألّا يُذعن أو يرضخ لتلك الإملاءات.
ابتسم جدّي حين أراد أن يجيب على رجاء أبي، وقال له، بصوتٍ فيه من المودّة والحنان والتقدير الكثير:
– ما رأيك أن ندخل إلى داري، وتحدّثني بما تريد؟
ربّاه!.. أهذا هو جدّي المتصلّب في كلامه؟!.. أبي لا يكاد يصدّق نفسه، يسمع هذا الكلام من جدّي (عبيد)؟!.. أهو حلم؟!.. أهو نائم؟!.. أهو يتمنّى؟!.. أم يرجو؟!
سار أبي إلى جانب جدّي، على أرضٍ تهزج تحت قدميه، وتحت سماءٍ تضيء بفرحته.. الهواء أخرج من جيوبه النسائمَ الثريّة بالعطر، والآمال المزهرة، وتحوّل حرّ الصيف إلى أجواءٍ ناعمة الملمس، كأنّها من طقس الجنّة.
دخل جدّي داره، بينما توقّف أبي ينتظر،والخوف ينهش قلبه،أن يظهر خالي (عبدو)، ويفسد عليه هذه اللحظة، ويدفعه عن الباب
، ويطرده.
فهو عصبي، سريع الغضب
، يصغر أبي بسبع سنوات، قويّ البنية، عضلاته بارزة
، صدره عريض، ويداه أشبه بالفولاذ.
لكن، والحمد لله، ها هو جدّي يخرج ويدعو أبي للدخول.
أحسّ أبي بأنّه يدخل إلى الفردوس الذي فقده.. هنا، تخيّم رائحة والدتي، وأنفاس أخي (سامي) الجميل، الرائع.
دخل الغرفة التي ما تزال تحتفظ بالكثير من لمسات أمّي، وبصماتها التي كان بإمكانه تمييزها من بين آلاف البصمات.
جلس، وقلبه يترقّب أيّة حركة قد تصدر من الخارج، إلى أن دخل جدّي عليه، مرحّبًا ومبتسمًا، ثم ناوله علبة تبغه، قائلاً:
– تفضّل.. لفّ سيجارة، في البداية.
انتفض أبي، فقد كان من غير المألوف أن يدخّن أمام جدّي.. كما أنّه لا يدخّن أمام أبيه، أو أعمامه، أو أولاد عمّه (أبو حسن) وأخيه (سلمو).
فقال معتذرًا، وهو يطأطئ رأسه:
– لا.. أستغفر الله.. مقامك كبير عندي، كمقام أبي.. لا يمكن أن أدخّن أمامك يا عمّي.
وأصرّ جدّي على أبي، فها هي يده ما تزال ممدودة، تحمل علبة التبغ، وهو يقول:
– أنت رجل، وصار عندك ولد، يساوي الدّنيا كلّها.. خذ ودخّن، أنا أسمح لك.
وتناول أبي علبة تبغ جدّي
، ويده راعشة، والخجل والارتباك باديان عليه بقوّة، والعرق البارد يرشح من جبينه.
كانت أمّي في الغرفة المجاورة، تبكي من فرط فرحتها بمجيء أبي.. كم دعت، وابتهلت، وتضرّعت
، ورجت وتوسّلت إلى الله
، أن يعيدها إلى (أبي) ، الذي تحبّه، وتكنّ له كلّ الاحترام، والتقدير، والمودّة..
فهو نصيبها من هذه الدّنيا، ووالد ابنها.. ألا يكفي أنّها فقدت ابنها (سامي) الأوّل، واحترق قلبها عليه، إلى أن عوّضها الله بأخي (سامي الثاني)؟
فهل ستفجع وتفقد هذه المرّة زوجها، بلا ذنب ارتكبه، أو ارتكبته هي؟
المسكين لا ذنب له، بل والده هو المتحكّم به، القاسي، الصّعب، العنيد، المتكبّر.
كان أبي يقول لجدّي، بعد أن أشعل سيجارته:
– عمّي، أرجوك ساعدني.. لقد قرّرت أن أهرب من البلدة، ربّما أذهب إلى (حلب) أو (بيروت).. أهلي خطبوا لي، وأنا لا أريد غير زوجتي وابني. عجزت عن إيجاد حلّ، ولا يمكن لي أن أطاوع أبي وأمّي.
سكت جدّي برهة، ومن الواضح أنّه كان يفكّر.. تأمّل أبي مليّاً، ثمّ تكلّم:
– اسمع يا (محمد) .. عندي لك حل.
هتف أبي بحرقة:
– ما هو؟ أرجوك، يا عمّي، قله لي.
– أن تترك أهلك، وتعيش عندي هنا، أنت، وزوجتك، وابنك.
ذهل أبي، بل صُعق.. كان كلام جدّي مفاجأةً له، لم تخطر على باله.. أمعقول هذا؟!.. أن يترك دار أبيه، ويسكن عند أهل زوجته
؟!.. إن وافق وفعلها، سيقتل أباه بفعلته هذه حتماً.. سيذبحه، أو يموت من القهر والعار..!
لا أحد يعرف من هو جدّي (سامي).. إنّه ابن (الأغا) ، سليل الإقطاع.. لا يقبل أن يُغلبه أحد، أو ينتصر عليه، مهما كان، حتّى وإن جار عليه الزمان وتبدّلت الأحوال.. لكنّه يبقى ابن عزّ، ورثه عن أبيه.
وأبي لا يمكن له أن يكون أداةً ضدّ أبيه، الذي يحبّه رغم كلّ ما فعله به.. دمدم أبي، وهو متألم:
– أهذا حَلٌّ برأيك يا عمّي
؟!.. أيعقل أن تطلب منّي هذا؟!.. وكأنّك لا تعرف أبي!.. ألم يكن صديقك المقرّب؟!.. ألم تزوّجني من ابنتك بدافع محبّتك له؟!.. لا يا عمّي، مستحيل أن أقبل عرضك هذا.
قال جدّي (عبيد) بهدوء:
– أنا أريدك أن تكون حرّاً، أنت وزوجتك ( ابنتي)، وأن تعيشا دون مشاكل.
وفي تلك اللحظة، دخلت جدّتي (عيوش)، وهي تحمل أخي الصغير (سامي)، ليراه أبي.. فنهض أبي فوراً، وسلّم على ابنة عمّه، حماته، باحترام وخجل.
واستقبل أبي أخي بحرارة، حضنه وضمّه بلهفةٍ وشغفٍ، وقبّله قُبلاً كثيرةً، كبيرةً، وساخنةً، وكانت عيناه تترقرقان بنيران روحه المشتعلة بالشوق والحنين.
قالت جدّتي بعد أن فهمت عرض زوجها (جدّي) على أبي، وبعد أن رأت عدم موافقة أبي على هذا العرض الذي يجد صعوبة في تنفيذه:
– عندي فكرة، تخرجكما من هذا المأزق.
أسرع أبي وهتف برجاء:
– هاتها.. أنقذينا يا ابنة العم، يا (أمّ عبدو) .
وكان جدّي قد اهتمّ بما ستقوله زوجته، فقال لها:
– تفضّلي.. نحن نسمعك.
قالت جدّتي:
– ما رأيك أن تعطيه (مصاري) ، ويستأجر داراً، يسكن فيها مع زوجته وابنه، بمفردهم.. ويكونا لوحدهما، بعيداً عن الجميع؟
ردّ جدّي باستغراب:
– ما رأيك أن ندخل إلى داري، وتحدّثني بما تريد؟
ربّاه!.. أهذا هو جدّي المتصلّب في كلامه؟!.. أبي لا يكاد يصدّق نفسه، يسمع هذا الكلام من جدّي (عبيد)؟!.. أهو حلم؟!.. أهو نائم؟!.. أهو يتمنّى؟!.. أم يرجو؟!
سار أبي إلى جانب جدّي، على أرضٍ تهزج تحت قدميه، وتحت سماءٍ تضيء بفرحته.. الهواء أخرج من جيوبه النسائمَ الثريّة بالعطر، والآمال المزهرة، وتحوّل حرّ الصيف إلى أجواءٍ ناعمة الملمس، كأنّها من طقس الجنّة.
دخل جدّي داره، بينما توقّف أبي ينتظر،والخوف ينهش قلبه،أن يظهر خالي (عبدو)، ويفسد عليه هذه اللحظة، ويدفعه عن الباب
، ويطرده.
فهو عصبي، سريع الغضب
، يصغر أبي بسبع سنوات، قويّ البنية، عضلاته بارزة
، صدره عريض، ويداه أشبه بالفولاذ.
لكن، والحمد لله، ها هو جدّي يخرج ويدعو أبي للدخول.
أحسّ أبي بأنّه يدخل إلى الفردوس الذي فقده.. هنا، تخيّم رائحة والدتي، وأنفاس أخي (سامي) الجميل، الرائع.
دخل الغرفة التي ما تزال تحتفظ بالكثير من لمسات أمّي، وبصماتها التي كان بإمكانه تمييزها من بين آلاف البصمات.
جلس، وقلبه يترقّب أيّة حركة قد تصدر من الخارج، إلى أن دخل جدّي عليه، مرحّبًا ومبتسمًا، ثم ناوله علبة تبغه، قائلاً:
– تفضّل.. لفّ سيجارة، في البداية.
انتفض أبي، فقد كان من غير المألوف أن يدخّن أمام جدّي.. كما أنّه لا يدخّن أمام أبيه، أو أعمامه، أو أولاد عمّه (أبو حسن) وأخيه (سلمو).
فقال معتذرًا، وهو يطأطئ رأسه:
– لا.. أستغفر الله.. مقامك كبير عندي، كمقام أبي.. لا يمكن أن أدخّن أمامك يا عمّي.
وأصرّ جدّي على أبي، فها هي يده ما تزال ممدودة، تحمل علبة التبغ، وهو يقول:
– أنت رجل، وصار عندك ولد، يساوي الدّنيا كلّها.. خذ ودخّن، أنا أسمح لك.
وتناول أبي علبة تبغ جدّي
، ويده راعشة، والخجل والارتباك باديان عليه بقوّة، والعرق البارد يرشح من جبينه.
كانت أمّي في الغرفة المجاورة، تبكي من فرط فرحتها بمجيء أبي.. كم دعت، وابتهلت، وتضرّعت
، ورجت وتوسّلت إلى الله
، أن يعيدها إلى (أبي) ، الذي تحبّه، وتكنّ له كلّ الاحترام، والتقدير، والمودّة..
فهو نصيبها من هذه الدّنيا، ووالد ابنها.. ألا يكفي أنّها فقدت ابنها (سامي) الأوّل، واحترق قلبها عليه، إلى أن عوّضها الله بأخي (سامي الثاني)؟
فهل ستفجع وتفقد هذه المرّة زوجها، بلا ذنب ارتكبه، أو ارتكبته هي؟
المسكين لا ذنب له، بل والده هو المتحكّم به، القاسي، الصّعب، العنيد، المتكبّر.
كان أبي يقول لجدّي، بعد أن أشعل سيجارته:
– عمّي، أرجوك ساعدني.. لقد قرّرت أن أهرب من البلدة، ربّما أذهب إلى (حلب) أو (بيروت).. أهلي خطبوا لي، وأنا لا أريد غير زوجتي وابني. عجزت عن إيجاد حلّ، ولا يمكن لي أن أطاوع أبي وأمّي.
سكت جدّي برهة، ومن الواضح أنّه كان يفكّر.. تأمّل أبي مليّاً، ثمّ تكلّم:
– اسمع يا (محمد) .. عندي لك حل.
هتف أبي بحرقة:
– ما هو؟ أرجوك، يا عمّي، قله لي.
– أن تترك أهلك، وتعيش عندي هنا، أنت، وزوجتك، وابنك.
ذهل أبي، بل صُعق.. كان كلام جدّي مفاجأةً له، لم تخطر على باله.. أمعقول هذا؟!.. أن يترك دار أبيه، ويسكن عند أهل زوجته
؟!.. إن وافق وفعلها، سيقتل أباه بفعلته هذه حتماً.. سيذبحه، أو يموت من القهر والعار..!
لا أحد يعرف من هو جدّي (سامي).. إنّه ابن (الأغا) ، سليل الإقطاع.. لا يقبل أن يُغلبه أحد، أو ينتصر عليه، مهما كان، حتّى وإن جار عليه الزمان وتبدّلت الأحوال.. لكنّه يبقى ابن عزّ، ورثه عن أبيه.
وأبي لا يمكن له أن يكون أداةً ضدّ أبيه، الذي يحبّه رغم كلّ ما فعله به.. دمدم أبي، وهو متألم:
– أهذا حَلٌّ برأيك يا عمّي
؟!.. أيعقل أن تطلب منّي هذا؟!.. وكأنّك لا تعرف أبي!.. ألم يكن صديقك المقرّب؟!.. ألم تزوّجني من ابنتك بدافع محبّتك له؟!.. لا يا عمّي، مستحيل أن أقبل عرضك هذا.
قال جدّي (عبيد) بهدوء:
– أنا أريدك أن تكون حرّاً، أنت وزوجتك ( ابنتي)، وأن تعيشا دون مشاكل.
وفي تلك اللحظة، دخلت جدّتي (عيوش)، وهي تحمل أخي الصغير (سامي)، ليراه أبي.. فنهض أبي فوراً، وسلّم على ابنة عمّه، حماته، باحترام وخجل.
واستقبل أبي أخي بحرارة، حضنه وضمّه بلهفةٍ وشغفٍ، وقبّله قُبلاً كثيرةً، كبيرةً، وساخنةً، وكانت عيناه تترقرقان بنيران روحه المشتعلة بالشوق والحنين.
قالت جدّتي بعد أن فهمت عرض زوجها (جدّي) على أبي، وبعد أن رأت عدم موافقة أبي على هذا العرض الذي يجد صعوبة في تنفيذه:
– عندي فكرة، تخرجكما من هذا المأزق.
أسرع أبي وهتف برجاء:
– هاتها.. أنقذينا يا ابنة العم، يا (أمّ عبدو) .
وكان جدّي قد اهتمّ بما ستقوله زوجته، فقال لها:
– تفضّلي.. نحن نسمعك.
قالت جدّتي:
– ما رأيك أن تعطيه (مصاري) ، ويستأجر داراً، يسكن فيها مع زوجته وابنه، بمفردهم.. ويكونا لوحدهما، بعيداً عن الجميع؟
ردّ جدّي باستغراب:
– هذا ما طلبته من البداية.. ورفضه عمّك (سامي)!.. فما الجديد في هذا الأمر؟
وافقه أبي، متسائلاً باستغراب وحذر:
– فعلاً.. ما الذي تغيّر؟ وهل ستوافقون الآن إن أنا فعلت ذلك؟!
– نعم.. ما الجديد؟!
ردّت جدّتي، وهي تبتسم بثقة وهدوء:
– عمّك (سامي) رفض الفكرة لأنّك طلبت منه أن يشتري أو يستأجر لك بيتاً من نقوده.. أمّا هنا، فأنت ستأخذ النقود منّا، وتستأجر أنت بنفسك. يعني لم تعد بحاجة لمساعدة أبيك.فما علاقته بك إن قررت أن تستقلّ بنفسك، مع أسرتك الصغيرة؟! هل في ذلك عيب أو حرام؟!
ظلّ أبي غارقاً في التفكير
، تتلاطم داخله المواقف والمخاوف.. وقال في نفسه:
– هذه أفضل طريقة.. لكنها محفوفة بالمخاطر.. أبي سيجنّ إن علم أني أخذت نقوداً من أهل زوجتي.
ثم التفت إليهم وقال بتحفّظ:
– النقود التي سأحتاجها ستكون ديناً عليّ طبعاً.. ومع ذلك، سيرفض أبي إن قلت له إنني استدنتها منكم.
هتف جدّي بعجلة، وبنبرة حاسمة:
– النقود منّي هي لابنتي.. وأنا مستعدّ أن أشتري لها داراً، إن احتاج الأمر!
قال أبي:
– ولكنّي أنا لا أريد.
ردّ عليه جدّي، بثبات وهدوء الحكمة:
– ألن تكون ابنتي، أحد الوارثين لي إن أنا متّ؟ إذًا سأعطي ابنتي ورثتها مني، وأنا على قيد الحياة
.. فهل هناك ما يمنع؟! أو يعارض؟!
قالت جدّتي بتأثّر وحرارة قلب:
– بعيد الشر عنك.. أطال الله لنا في عمرك.
وتابع أبي قائلاً، وقد ازداد إصرارًا:
– آمين.. المهم الآن أن أستأجر داراً، وأستقلّ بنفسي، دون الحاجة لأبي.
وفي تلك اللحظة،أحضرت أمّي الشاي، ونقرت بأطراف أصابعها على باب الغرفة، بخجل وحياء. نهضت جدّتي لتأخذ صينيّة الشاي منها، لكن جدّي صرخ من مكانه بنبرة دافئة:
– ادخلي يا (زينب).. تعالي وسلّمي على زوجك!
خفق قلب أبي بقوّة عظيمة.. كاد السقف الخشبي للغرفة أن يطير فوق رؤوسهم، من شدة النبض.. كانت اللحظة حاسمة، نورانية، تختصر أشهراً من القهر والحنين والانكسار، وتعيد إلى قلبه الحياة من جديد.
وسرت البهجة والسّعادة في عروقه بدلًا من الدّم.. وكانت خلجات روح أبي تهتف بفرحةٍ لا نظير لها:
– ما أروعك يا عمّي.. وما أطيبك.. وما أعظمك! أنت الذي كنت أحسبك مثل أبي، ظالمًا، قاسيًا، بلا قلب، أو رأفة.. كم أنا أحبّك، وأحترمك، وأقدّرك.
عندما فتحت جدّتي الباب، وتناولت من أمّي صينيّة الشّاي، قالت لها بنبرة لم تسمعها منذ زمن:
– بدّلي ثيابك، وتعالي سلّمي على زوجك.. لقد سمح لك أبوك، وهو يناديك.
جنّ جنون قلب أمّي الرّهيف.. طار صواب فرحتها في خلاياها التي نبضت بالضّوء، وشعّت ضحكةُ الدّم، وتناثرت قطرات الوميض من عينيها. لم تصدّق ما سمعته.. لعلّها تتخيّل؟ تحلم؟ تتمنّى؟ أم ترجو كما في كلّ مرة؟!
استقبلتها المرآة راقصة.. وكان النّور مجمّعًا في غرفتها، جاء يبارك لها هذا اللقاء الذي ظنّته بعيدًا مستحيلًا.. فكم ذرفتْ عيناها من دموع في هذه الأيّام الأخيرة؟! دموع الأسى والانتظار واليأس، ها هي الآن تتبدّل فرحًا وبشائرًا.
ستعود إليها سعادتها، إن شاء الله… وهتفت لها مرآتها المدلّلة:
– قلتُ لكِ، لن يتخلّى عنكِ وعن ابنه.. سيعود مشتاقًا.
وبسرعةٍ انتقت ما ستلبس
، ارتدته، رتّبت شعرها بيدين راجفتين من الفرحة، وووو… ها هي جاهزة لتدقّ الباب، وتدخل عليه، مرتبكةً، محمّرةَ الخدّين، وتهزّها خفقةُ القلب، وتوهّج اللقاء.
انحنت على يد أبي، قبّلتها بحبّ، بشوق، بحنانٍ عميق، كأنّها تعتذر له عن كلّ ما لم يكن بيدها.. وكان أبي يحسّ بلمسات شفتيها، برجفة أنفاسها المضطرمة، بتوسّل جسدها أن يُضمّ إلى دفء صدره.. وتمنّى لو ينفرد بها، ليعانق رقّتها، وينهل من عذوبة حضورها واشتياقها.
لكنّه انتبه إلى شروده، فانتزع يده بسرعة، وقال بتلعثم، يخفي اضطرابه:
– أهلاً… يا ابنة الحلال والأصول.
كانت تحتضن أخي (سامي)، وتبحث عن مكان تجلس فيه، تنظر إليه بخجلٍ حنون، وما كادت تستقر حتى انفتح الباب بعنف…
دخل خالي (عبدو)، محمرّ العينين، وجهه يشتعل بالغضب، وصاح بجنون:
– ماذا يفعل ابن السّكران هنا؟!*
مصطفى الحاج حسين.
وافقه أبي، متسائلاً باستغراب وحذر:
– فعلاً.. ما الذي تغيّر؟ وهل ستوافقون الآن إن أنا فعلت ذلك؟!
– نعم.. ما الجديد؟!
ردّت جدّتي، وهي تبتسم بثقة وهدوء:
– عمّك (سامي) رفض الفكرة لأنّك طلبت منه أن يشتري أو يستأجر لك بيتاً من نقوده.. أمّا هنا، فأنت ستأخذ النقود منّا، وتستأجر أنت بنفسك. يعني لم تعد بحاجة لمساعدة أبيك.فما علاقته بك إن قررت أن تستقلّ بنفسك، مع أسرتك الصغيرة؟! هل في ذلك عيب أو حرام؟!
ظلّ أبي غارقاً في التفكير
، تتلاطم داخله المواقف والمخاوف.. وقال في نفسه:
– هذه أفضل طريقة.. لكنها محفوفة بالمخاطر.. أبي سيجنّ إن علم أني أخذت نقوداً من أهل زوجتي.
ثم التفت إليهم وقال بتحفّظ:
– النقود التي سأحتاجها ستكون ديناً عليّ طبعاً.. ومع ذلك، سيرفض أبي إن قلت له إنني استدنتها منكم.
هتف جدّي بعجلة، وبنبرة حاسمة:
– النقود منّي هي لابنتي.. وأنا مستعدّ أن أشتري لها داراً، إن احتاج الأمر!
قال أبي:
– ولكنّي أنا لا أريد.
ردّ عليه جدّي، بثبات وهدوء الحكمة:
– ألن تكون ابنتي، أحد الوارثين لي إن أنا متّ؟ إذًا سأعطي ابنتي ورثتها مني، وأنا على قيد الحياة
.. فهل هناك ما يمنع؟! أو يعارض؟!
قالت جدّتي بتأثّر وحرارة قلب:
– بعيد الشر عنك.. أطال الله لنا في عمرك.
وتابع أبي قائلاً، وقد ازداد إصرارًا:
– آمين.. المهم الآن أن أستأجر داراً، وأستقلّ بنفسي، دون الحاجة لأبي.
وفي تلك اللحظة،أحضرت أمّي الشاي، ونقرت بأطراف أصابعها على باب الغرفة، بخجل وحياء. نهضت جدّتي لتأخذ صينيّة الشاي منها، لكن جدّي صرخ من مكانه بنبرة دافئة:
– ادخلي يا (زينب).. تعالي وسلّمي على زوجك!
خفق قلب أبي بقوّة عظيمة.. كاد السقف الخشبي للغرفة أن يطير فوق رؤوسهم، من شدة النبض.. كانت اللحظة حاسمة، نورانية، تختصر أشهراً من القهر والحنين والانكسار، وتعيد إلى قلبه الحياة من جديد.
وسرت البهجة والسّعادة في عروقه بدلًا من الدّم.. وكانت خلجات روح أبي تهتف بفرحةٍ لا نظير لها:
– ما أروعك يا عمّي.. وما أطيبك.. وما أعظمك! أنت الذي كنت أحسبك مثل أبي، ظالمًا، قاسيًا، بلا قلب، أو رأفة.. كم أنا أحبّك، وأحترمك، وأقدّرك.
عندما فتحت جدّتي الباب، وتناولت من أمّي صينيّة الشّاي، قالت لها بنبرة لم تسمعها منذ زمن:
– بدّلي ثيابك، وتعالي سلّمي على زوجك.. لقد سمح لك أبوك، وهو يناديك.
جنّ جنون قلب أمّي الرّهيف.. طار صواب فرحتها في خلاياها التي نبضت بالضّوء، وشعّت ضحكةُ الدّم، وتناثرت قطرات الوميض من عينيها. لم تصدّق ما سمعته.. لعلّها تتخيّل؟ تحلم؟ تتمنّى؟ أم ترجو كما في كلّ مرة؟!
استقبلتها المرآة راقصة.. وكان النّور مجمّعًا في غرفتها، جاء يبارك لها هذا اللقاء الذي ظنّته بعيدًا مستحيلًا.. فكم ذرفتْ عيناها من دموع في هذه الأيّام الأخيرة؟! دموع الأسى والانتظار واليأس، ها هي الآن تتبدّل فرحًا وبشائرًا.
ستعود إليها سعادتها، إن شاء الله… وهتفت لها مرآتها المدلّلة:
– قلتُ لكِ، لن يتخلّى عنكِ وعن ابنه.. سيعود مشتاقًا.
وبسرعةٍ انتقت ما ستلبس
، ارتدته، رتّبت شعرها بيدين راجفتين من الفرحة، وووو… ها هي جاهزة لتدقّ الباب، وتدخل عليه، مرتبكةً، محمّرةَ الخدّين، وتهزّها خفقةُ القلب، وتوهّج اللقاء.
انحنت على يد أبي، قبّلتها بحبّ، بشوق، بحنانٍ عميق، كأنّها تعتذر له عن كلّ ما لم يكن بيدها.. وكان أبي يحسّ بلمسات شفتيها، برجفة أنفاسها المضطرمة، بتوسّل جسدها أن يُضمّ إلى دفء صدره.. وتمنّى لو ينفرد بها، ليعانق رقّتها، وينهل من عذوبة حضورها واشتياقها.
لكنّه انتبه إلى شروده، فانتزع يده بسرعة، وقال بتلعثم، يخفي اضطرابه:
– أهلاً… يا ابنة الحلال والأصول.
كانت تحتضن أخي (سامي)، وتبحث عن مكان تجلس فيه، تنظر إليه بخجلٍ حنون، وما كادت تستقر حتى انفتح الباب بعنف…
دخل خالي (عبدو)، محمرّ العينين، وجهه يشتعل بالغضب، وصاح بجنون:
– ماذا يفعل ابن السّكران هنا؟!*
مصطفى الحاج حسين.
**((مصباح منير))..
قصيدة الرعب النبيل والضوء المُضطهد قراءة في شعر:
(مصطفى الحاج حسين).
بقلم:(ضياء الدّين قنديل)
في قصيدة "مصباح" للشاعر السوري مصطفى الحاج حسين، نجد أنفسنا أمام نصٍّ شعري ينهض من الرماد السياسي والوجداني، كاشفًا حالة اختناق وجودي وفكري في مواجهة القمع، ولكن بلغة رمزية مشحونة بحساسية شاعرٍ يرى في النور مقاومة، وفي الشاعر المُعتقَل "مصباح" رمزًا لعذابات جيلٍ كامل.
يتشكّل النص في نَفَس شعري واحد يمتد كصرخة حارقة، بلا انقطاعاتٍ مريحة، وبإيقاع داخلي يولّده التكرار (مصباح، ما خنتك، آهٍ...) والتكثيف والتهكم، ليخلق جوًّا من الضغط الدرامي المستمر. القصيدة تنتمي بوضوح إلى شعر المقاومة، لكنها تنحاز للجانب الإنساني والوجودي أكثر من المباشر السياسي.
"مصباح" ليس مجرد شخص، بل يتحول في النص إلى فكرة، إلى رمز للنقاء والضوء في زمن الخوف. تغدو زنزانته أكثر رحابة من الواقع، بينما يبدو الخارجُ مغلقًا، مختنقًا، "نحن نهمس.. وأنت تغني"، في انقلاب تام للوظائف: السجين حرّ، والحرّ مسجون في صمته.
الرغيف، العصفور، الورد، وحتى الدم، كلها تسأل عن مصباح. هذا التوسيع الرمزي يضخم من دلالة الغائب، ويجعله في منزلة الشاهد والشهيد في آنٍ.
يستحق هذا النص أن يُدرّس ويُناقش في سياق شعر السجون والمنافي، ويقف إلى جانب تجارب شعرية مثل محمود درويش، سميح القاسم، وأحمد فؤاد نجم، مع احتفاظه بفرادته السوريّة والوجدانية.
النص يحفر عميقًا في الوجدان الجمعي لشعب مضطهد، لكنه لا يقع في النواح أو الشكوى، بل يكتب من موقع المندهش والناقم بصمت. "تقتل الكلمات شاعرها"، "الدم جاسوس"، "قناديل المنازل تكتب تقارير"... كلها صور تقلب العالم رأسًا على عقب، وتُنتج إحساسًا بالفجيعة العبثية.
الشاعر يبتعد عن المباشرة، ويستخدم لغةً مشحونةً بالاستعارات الحسية والحركية:
- "يحفرني صمتي"، "يبصقني موتي"، "النبض يقاس"، "الماضي يذكرني"، وكلها تعبيرات تحوّل المفاهيم إلى كائنات حيّة تتنفس وتقسو وتُدين.
اللغة هنا مُتوتّرة، ملغومة، مُتحفّزة،لكنها لا تفقد شعريتها أو انسجامها، بل تؤسس لبلاغة القهر، ولغنائية مكسورة.
التصعيد في النص يبدأ من المفرد، ثم يتوسع إلى الجماعة ("نحن")، ثم إلى العالم بأسره، حتى تسأل الكائنات عن مصباح. هذا التدرج يحوّل التجربة الفردية إلى مأساة إنسانية عامة، ما يمنح النص طابعًا شموليًا ومكانيًا مفتوحًا.
في نهاية النص، ينقلب السؤال: هل نستحق التضحية؟ سؤال يشكّل ذروة المأساة الأخلاقية. الضحية تضيء، والجلادون عميان. و"مصباح" يمضي مضيئًا، فيما الآخرون يُطفئون أنفسهم بالصمت والتخاذل.
قصيدة "مصباح" واحدة من النصوص الشعرية النادرة التي تجمع بين الألم السياسي، والعمق الوجداني، والرؤية الجمالية. إنها ليست فقط صرخة ضد القمع، بل مرآة للإنسان في انكساره، وتأريخ شعري لحالة عربية ممتدة.
الزمان والمكان كوشمٍ في الجرح:
وضع "حلب - 1984" في ختام النص يحوّله من قصيدة رمزية إلى شهادة تاريخية. عام 1984 في سوريا كان عامًا مشبعًا بالخوف والمراقبة والانقلابات الصامتة، مما يعطي للقصيدة بعدًا توثيقيًا لما لا يُقال.
"مصباح" ليست مجرد قصيدة رثائية، بل فعل مقاومة شعري، ضد
الصمت الجمعي،والخذلان اليومي. هي تذكير بأن الضوء، حين يُشعل في الظلام، لا يُرى فقط، بل يُحاسب الجميع على ما فعلوه بعيونه.*
ضياء الدين قنديل.
** (( مِصباح منير ))..
أحاسيس: مصطفى الحاج حسين.
يَحفِرُني صمتيَ المُعشِّشُ في رئتَيَّ
يَحرِقُني صوتيَ المُيَبَّسَ في حَنجَرَتي
يَبصُقُني موتيَ المُعَلَّبَ في القلبِ.
مِصباحُ..
ما سَلَيتُكَ
هو الفَزَعُ يَفتَرِشُ الطُّرُقاتِ
هو السّاطورُ يَهوي
فوقَ عَصَبِ الحُلمِ.
مِصباحُ..
ما خُنتُكَ
هو الظِّلُّ يُرْقِبُني
هو التّوقيتُ بلا وقتٍ
والنّبضُ يُقاسُ
عندما يَحمِلُ المساءُ
نَعْشَ الشَّمسِ ويمشي.
مِصباحُ..
قد تكونُ زِنزانتُكَ
أطوَلَ اتّساعًا مِنَ البحرِ
أعمقَ مِن أُفُقِ الحُلمِ
قيَّدوا منكَ الجَسَدَ
واحتَجَزونا في نَظّارةِ الرُّعبِ.
أنتَ تُغَنِّي.. ونحنُ نَهمِسُ
أنتَ تُحدِّقُ.. ونحنُ نَتَوَجَّسُ
فأيُّ المقاصل أفظَعُ
عندما المَخنوقُ يُغنّي
والطّليقُ يَخرسُ؟!
مِصباحُ..
ماضونَ نحنُ باليأسِ
مُلتفّونَ حولَ النَّزفِ
طوابيرُ مِنَّا تنتظرُ الموتَ
نَتزاحَمُ على المقابرِ
ومَكاتِبُ دَفْنِ الموتى
لا تستقبِلُ زبائنَها
دونَ (لا حُكمَ عليه).
آهِ مِصباحُ..
انطَفَأَ الضَّوءُ في أوردَتِنا
جَفَّ الأملُ
تَقتُلُ الكلماتُ شَاعِرَها
وقَناديلُ المَنازِلِ تَكتُبُ تَقاريرَ
والدَّمُ في عُروقِنا
جاسوسٌ.
آهِ مِصباحُ..
يَسأَلُني عنكَ الرّغيفُ
يَتَفَقَّدُكَ العُصفورُ
ويَستفسرُ عن حالَتِكَ الوَردُ
فبِماذا أُجيبُ؟!
مِصباحُ..
إنّا تَفَرَّقْنا
وأنا خَرِستُ.
يَذكُرُني الماضي بما قُلنا
والحاضرُ أفعى بفَمِها الأرضُ.
مِصباحُ..
أشعلتَ ضوءَكَ في أحداقِنا
ولم نَرَكَ
فهل نَستَحقُّ مِنكَ
تلكَ التّضحيةَ؟!*
مصطفى الحاج حسين.
حلب – 1984م
يَا لَيَالِي أَيْنَ الصَّبَاحُ وَخَالِي ؟!!!
بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة
يَا لَيَالِي أَيْنَ ابْتِسَامُ اللَّيَالِي = يَا لَيَالِي أَيْنَ الصَّبَاحُ وَخَالِي ؟!!!
كَانَ فِي الْمَهْدِ يَصْطَفِينِي بِقَدْرٍ = مِنْ حَنَانٍ وَيَحْتَفِي بِعِيَالِي
إِنَّهُ الْخَالُ فِي لِبَاسٍ أَنِيقٍ = زَارَنِي الْيَوْمَ وَاكْتَوَتْ عُذَّالِي
لَا تَلُومُوا قَلْبِي الْكَلِيمَ وَلُومُوا = كَيْدَ عُذَّالِنَا بِبَطْنِ اللَّيَالِي
هُوَ كَالْبَدْرِ هَلَّ فِي خَيْرِ عِيدٍ = بَذَرَ الْخَيْرَ مِنْ ثِمَارٍ وَمَالِ
كَمْ أَتَانَا يَفِيضُ مِنْهُ سُرُورٌ = وَأَتَى الْأُخْتَ مَانِحَ الْخُلْخَالِ
يَا لَيَالِي أَيْنَ ابْتِسَامُ حَبِيبِي = يَحْتوِي الْكَوْنَ فِي هُدُوءٍ لِبَالِ ؟!!!
كَانَ كَالْبَدْرِ إِنْ أَهَلَّ فَرِحْنَا = يُدْخِلُ الفَرْحَ فِي ضَمِيرِ عِيَالِي
كَمْ يُنَاجِي إِحْسَاسَ أُخْتٍ بِقَلْبٍ = عَبْقَرِيَّ الْمُنَى بِخَيْرِ اتِّصَالِ
رَحْمَةُ اللَّهِ وَالسَّلَامِ عَلَيْهِ = عَبْدِ رَحْمَانِنَا الْمُبَجَّلِ خَالِي
وَأَنَا الْآنَ فِي احْتِفَالٍ جَمِيلٍ = وَهُوَيْدَا بَاتَتْ بِعَرْشِ خَيَالِي
تَقْرَأُ الشِّعْرِ فِي احْتِفَالٍ حَبِيبٍ = بِابْنَ عَمَّاتِهَا بِنُورِ الْجَمَالِ
كَمْ أَتَتْنِي مَحْرُوسَةُ الْخَيْرِ تَشْدُو = بَعْدَ تَعْلِيقِهَا الْكَبِيرِ الْمَجَالِ
وَصَلُونِي مِثْلَ الْمُظَفَّرِ خَالِي = لَمْ يَفُوتُوا وَقْتَ اشْتِدَادِ النِّضَالِ
فَدَعُونِي أُلْقِي السَّلَامَ عَلَيْهِمْ = وَأُحَيِّي مِنْهُمْ عَظِيمَ الْمَقَالِ
كَمْ سَبَانِي تَدْعِيمُهُمْ لِمَقَالِي= وَرَعَانِي مِنْهُمْ أَصِيلُ الْفِعَالِ
ذَكَّرُونِي بِشَدْوِ قَلْبِي إِلَيْهِمْ = عِنْدَ تَشْرِيفِهِمْ بِأَرْضِ الْقَنَالِ
عَادَنِي الْوُدُّ مِنْهُمُ بَعْدَ فَقْدٍ = لِحَبِيبِي وَنَبْضِ قَلْبِيَ خَالِي
يَا زَمَانَ الْوِصَالِ أَثْنِ عَلَيْهِمْ = إِنَّ مَدْحَ الْكَرِيمِ فِي الْحُبِّ غَالِي
وَاذْكُرِ الْأَهْلَ فِي الْتِفَافٍ حَبِيبٍ = يَسْنِدُ الظَّهْرَ دُونَ قِيلٍ وَقَالِ
إِيهِ مَحْرُوسَةَ الزَّمَانِ تَعَالَيْ = بَعْدَ تَكْرِيمِنَا بِأَحْسَنِ حَالِ
وَهُوَيْدَا كَمْ سَطَّرَتْ خَيْرَ مَجْدٍ = بِفَرَنْسَا وَتُوِّجَتْ بِالْكَمَالِ
آهِ يَا قَلْبُ كَمْ أَتُوقُ إِلَيْهِمْ = فَدَعُونِي أَهْنَأْ بِهِمْ فِي الْأَعَالِي
بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة
mohsinabdraboh@ymail.com mohsinabdrabo@yahoo.com
بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة
يَا لَيَالِي أَيْنَ ابْتِسَامُ اللَّيَالِي = يَا لَيَالِي أَيْنَ الصَّبَاحُ وَخَالِي ؟!!!
كَانَ فِي الْمَهْدِ يَصْطَفِينِي بِقَدْرٍ = مِنْ حَنَانٍ وَيَحْتَفِي بِعِيَالِي
إِنَّهُ الْخَالُ فِي لِبَاسٍ أَنِيقٍ = زَارَنِي الْيَوْمَ وَاكْتَوَتْ عُذَّالِي
لَا تَلُومُوا قَلْبِي الْكَلِيمَ وَلُومُوا = كَيْدَ عُذَّالِنَا بِبَطْنِ اللَّيَالِي
هُوَ كَالْبَدْرِ هَلَّ فِي خَيْرِ عِيدٍ = بَذَرَ الْخَيْرَ مِنْ ثِمَارٍ وَمَالِ
كَمْ أَتَانَا يَفِيضُ مِنْهُ سُرُورٌ = وَأَتَى الْأُخْتَ مَانِحَ الْخُلْخَالِ
يَا لَيَالِي أَيْنَ ابْتِسَامُ حَبِيبِي = يَحْتوِي الْكَوْنَ فِي هُدُوءٍ لِبَالِ ؟!!!
كَانَ كَالْبَدْرِ إِنْ أَهَلَّ فَرِحْنَا = يُدْخِلُ الفَرْحَ فِي ضَمِيرِ عِيَالِي
كَمْ يُنَاجِي إِحْسَاسَ أُخْتٍ بِقَلْبٍ = عَبْقَرِيَّ الْمُنَى بِخَيْرِ اتِّصَالِ
رَحْمَةُ اللَّهِ وَالسَّلَامِ عَلَيْهِ = عَبْدِ رَحْمَانِنَا الْمُبَجَّلِ خَالِي
وَأَنَا الْآنَ فِي احْتِفَالٍ جَمِيلٍ = وَهُوَيْدَا بَاتَتْ بِعَرْشِ خَيَالِي
تَقْرَأُ الشِّعْرِ فِي احْتِفَالٍ حَبِيبٍ = بِابْنَ عَمَّاتِهَا بِنُورِ الْجَمَالِ
كَمْ أَتَتْنِي مَحْرُوسَةُ الْخَيْرِ تَشْدُو = بَعْدَ تَعْلِيقِهَا الْكَبِيرِ الْمَجَالِ
وَصَلُونِي مِثْلَ الْمُظَفَّرِ خَالِي = لَمْ يَفُوتُوا وَقْتَ اشْتِدَادِ النِّضَالِ
فَدَعُونِي أُلْقِي السَّلَامَ عَلَيْهِمْ = وَأُحَيِّي مِنْهُمْ عَظِيمَ الْمَقَالِ
كَمْ سَبَانِي تَدْعِيمُهُمْ لِمَقَالِي= وَرَعَانِي مِنْهُمْ أَصِيلُ الْفِعَالِ
ذَكَّرُونِي بِشَدْوِ قَلْبِي إِلَيْهِمْ = عِنْدَ تَشْرِيفِهِمْ بِأَرْضِ الْقَنَالِ
عَادَنِي الْوُدُّ مِنْهُمُ بَعْدَ فَقْدٍ = لِحَبِيبِي وَنَبْضِ قَلْبِيَ خَالِي
يَا زَمَانَ الْوِصَالِ أَثْنِ عَلَيْهِمْ = إِنَّ مَدْحَ الْكَرِيمِ فِي الْحُبِّ غَالِي
وَاذْكُرِ الْأَهْلَ فِي الْتِفَافٍ حَبِيبٍ = يَسْنِدُ الظَّهْرَ دُونَ قِيلٍ وَقَالِ
إِيهِ مَحْرُوسَةَ الزَّمَانِ تَعَالَيْ = بَعْدَ تَكْرِيمِنَا بِأَحْسَنِ حَالِ
وَهُوَيْدَا كَمْ سَطَّرَتْ خَيْرَ مَجْدٍ = بِفَرَنْسَا وَتُوِّجَتْ بِالْكَمَالِ
آهِ يَا قَلْبُ كَمْ أَتُوقُ إِلَيْهِمْ = فَدَعُونِي أَهْنَأْ بِهِمْ فِي الْأَعَالِي
بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة
mohsinabdraboh@ymail.com mohsinabdrabo@yahoo.com
إِلَى الْفِرْدَوسِ طِرْتِ بِنُورِ رَبِّي
بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة
مهداة إلى روح الحاجة / عفاف عبد الغني أحمد أبو ليلة زوجة خالي / السيد شحاتة علام رحمهما الله وطيب ثراهما وأدخلهما الفردوس الأعلى من الجنة بفضله وبرحمته .
" خالص العزاء لأبناء خالي السيد شحاتة علام في وفاة والدتهم الحاجة / عفاف عبد الغني أحمد أبو ليلة رحمها الله في يوم مأساوي أليم يهز مشاعرَ وأحاسيسَ القلوب .
اَللَّهُمَّ إني أسألك باسمك الرحمن الرحيم يا أرحم الراحمين أن تُنوِّر قبرها وترحمها من العذاب والعقاب وأن تثبِّتها عند السؤال فإنها في ذمتكَ فأبعدها يا ربِّ عن فتنة القبر وعذاب النَّارِ إنك أنت الرحيم الكريم . اللَّهُمَّ أعطها جزاء الإحسان إحساناً أعظم منه، وجزاء الإثم عفواً عظيماً وغفرانا اللَّهُمَّ أدخلها الفردوسَ الأعلى من الجنة بغير حسابٍ ولا سابقة عذاب فإنك أنت الكريمُ يا رحمنُ يا رحيم " ..
اَللَّهُمَّ إن رحمتك وسعت كل شيء، فارحمها رحمة تطمئِنُّ بها نفسُها، وتقرُّ بها عينُها اَللَّهُمَّ شفِّع فيها نبيَّنا محمدًا، واحشُرها تحت لوائه، واسقِها من يده الشريفةِ شربةً هنيئةً لا تظمأُ بعدها أبدًا اَللَّهُمَّ إنها كانت مصلية لك، فثبتها على الصراط يوم تزِلُّ الأقدام، وكانت صائمةً لك، فأدخلها الجنة من باب الريان اَللَّهُمَّ ارزقها بكل حرفٍ في القرآن حلاوة، وبكل كلمةٍ كرامة، وبكل آيةٍ سعادة، وبكل سورة سلامة، وبكل جزء جزاء اَللَّهُمَّ ارحمها رحمةً تسع السماوات والأرض اَللَّهُمَّ اجعل قبرها في نور دائم لا ينقطع واجعلها في جنتك آمنةً مطمئنةً يا رب العالمين اَللَّهُمَّ أفسح لها في قبرها مدَّ بصرها، وافرش قبرها من فراش الجنَّة، اَللَّهُمَّ ارحمها ولا تطفئ نور قبرها يا قيُّومُ أقمها على نور في قبرها، مستبشرة بحسن إجابتها وتثبيتك إياها عند السؤال، اَللَّهُمَّ أعذها من عذاب القبر، وجفاف الأرض عن جنبيها اَللَّهُمَّ اغفر واصفح عن فقيدتنا وباعد بينها وبين فتنة القبر واجعله روضةً عليها مستبشرة بلقائك لا إله إلا أنت الغنيُّ عن التعذيب الغفورُ لمن ينيب يا مجيرَ المستجيرِ ومنجي الغريق والمكروب، و منقذ البائسِ من الضيق والهموم نسألك إجارتَها و نجدتَها في قبرها ورحمتَها وتسليةَ أهلِها وسلوانَهم يا الله أنت المحيي وأنت المميت، اَللَّهُمَّ إنا لا نعترض على قضائك ونسألك أن تجعله نورًا وضياءً على فقيدتنا و من يسكنون قبرها من قبلها، اَللَّهُمَّ أرِها منزلَها بجنتك، وأكرمْها بحسن الصحبة والعمل الصالح الذي ارتضيتَهُ منها في حياتِها وسرِّها وعلنِها اَللَّهُمَّ أنر لها قبرها وآنسها في وحدتها وفي غربتها اَللَّهُمَّ اجعل جزائها الجنة يا رب العالمين اَللَّهُمَّ اغفر لها ولأمها وأبيها وإخوتها رجالاً ونساءً وللمسلمين أجمعين وارحمهم وسخر لهم من يدعو لهم إلى يوم الدين؛ اللهم آمين؛ اَللَّهُمَّ صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
اَللَّهُمَّ ارحم امرأة خالي الحاجة / عفاف عبد الغني أحمد أبو ليلة واجعلها من الذين سُعِدُوا في الجنة خالدين فيها ما دامت السمواتُ والأرض اَللَّهُمَّ اكتبْها عندك {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا (69) ذَٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ عَلِيمًا (70) سورة النساء اَللَّهُمَّ اكتبها عندك من الأخيار والأبرار والصابرين واجزها جزاء المتقين اَللَّهُمَّ اجعلها في { جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا * لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا } [ الفرقان 15 - 16] اَللَّهُمَّ اكفها عذاب القبر، وجاف الأرض عن جنبيها . "
كما أدعو الله أن يستجيب لهذا الدعاء الجميل الذي فاض به قلبُ ابنِها البرِّ بها ابنِ خالي سعادةِ اللواءِ الأستاذ / أحمد السيد شحاته علام :
" دعاء لأمي المتوفاة في أول شهر رجب المبارك "
{اللهم في هذا الشهر المبارك ارحم وجهًا بشوشًا فقدتُه وصدرًا رحباً ضاقتْ بنا الدنيا من بعده اَللَّهُمَ ارْحَمْ أمي بقدر شوقي لها واجعل قبرها روضة من رياض الجنة وآنسها في وحدتها اَللَّهُمَّ وسِّع قبرها بنعيمٍ لا يفنى واجمعنا بها في جنتك يا ربَّ العالمين }
إِلَيْكِ تُبَثُّ رَحْمَاتُ الْإِلَهِ = بِأَدْعِيَةٍ تَجُولُ عَلَى الشِّفَاهِ
لَقَدْ كُنْتِ الْمَلَاكَ وَكُنْتِ فَيْضًا = مِنَ الْأَنْوَارِ فِي دُنْيَا التَّلَاهِي
بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة
مهداة إلى روح الحاجة / عفاف عبد الغني أحمد أبو ليلة زوجة خالي / السيد شحاتة علام رحمهما الله وطيب ثراهما وأدخلهما الفردوس الأعلى من الجنة بفضله وبرحمته .
" خالص العزاء لأبناء خالي السيد شحاتة علام في وفاة والدتهم الحاجة / عفاف عبد الغني أحمد أبو ليلة رحمها الله في يوم مأساوي أليم يهز مشاعرَ وأحاسيسَ القلوب .
اَللَّهُمَّ إني أسألك باسمك الرحمن الرحيم يا أرحم الراحمين أن تُنوِّر قبرها وترحمها من العذاب والعقاب وأن تثبِّتها عند السؤال فإنها في ذمتكَ فأبعدها يا ربِّ عن فتنة القبر وعذاب النَّارِ إنك أنت الرحيم الكريم . اللَّهُمَّ أعطها جزاء الإحسان إحساناً أعظم منه، وجزاء الإثم عفواً عظيماً وغفرانا اللَّهُمَّ أدخلها الفردوسَ الأعلى من الجنة بغير حسابٍ ولا سابقة عذاب فإنك أنت الكريمُ يا رحمنُ يا رحيم " ..
اَللَّهُمَّ إن رحمتك وسعت كل شيء، فارحمها رحمة تطمئِنُّ بها نفسُها، وتقرُّ بها عينُها اَللَّهُمَّ شفِّع فيها نبيَّنا محمدًا، واحشُرها تحت لوائه، واسقِها من يده الشريفةِ شربةً هنيئةً لا تظمأُ بعدها أبدًا اَللَّهُمَّ إنها كانت مصلية لك، فثبتها على الصراط يوم تزِلُّ الأقدام، وكانت صائمةً لك، فأدخلها الجنة من باب الريان اَللَّهُمَّ ارزقها بكل حرفٍ في القرآن حلاوة، وبكل كلمةٍ كرامة، وبكل آيةٍ سعادة، وبكل سورة سلامة، وبكل جزء جزاء اَللَّهُمَّ ارحمها رحمةً تسع السماوات والأرض اَللَّهُمَّ اجعل قبرها في نور دائم لا ينقطع واجعلها في جنتك آمنةً مطمئنةً يا رب العالمين اَللَّهُمَّ أفسح لها في قبرها مدَّ بصرها، وافرش قبرها من فراش الجنَّة، اَللَّهُمَّ ارحمها ولا تطفئ نور قبرها يا قيُّومُ أقمها على نور في قبرها، مستبشرة بحسن إجابتها وتثبيتك إياها عند السؤال، اَللَّهُمَّ أعذها من عذاب القبر، وجفاف الأرض عن جنبيها اَللَّهُمَّ اغفر واصفح عن فقيدتنا وباعد بينها وبين فتنة القبر واجعله روضةً عليها مستبشرة بلقائك لا إله إلا أنت الغنيُّ عن التعذيب الغفورُ لمن ينيب يا مجيرَ المستجيرِ ومنجي الغريق والمكروب، و منقذ البائسِ من الضيق والهموم نسألك إجارتَها و نجدتَها في قبرها ورحمتَها وتسليةَ أهلِها وسلوانَهم يا الله أنت المحيي وأنت المميت، اَللَّهُمَّ إنا لا نعترض على قضائك ونسألك أن تجعله نورًا وضياءً على فقيدتنا و من يسكنون قبرها من قبلها، اَللَّهُمَّ أرِها منزلَها بجنتك، وأكرمْها بحسن الصحبة والعمل الصالح الذي ارتضيتَهُ منها في حياتِها وسرِّها وعلنِها اَللَّهُمَّ أنر لها قبرها وآنسها في وحدتها وفي غربتها اَللَّهُمَّ اجعل جزائها الجنة يا رب العالمين اَللَّهُمَّ اغفر لها ولأمها وأبيها وإخوتها رجالاً ونساءً وللمسلمين أجمعين وارحمهم وسخر لهم من يدعو لهم إلى يوم الدين؛ اللهم آمين؛ اَللَّهُمَّ صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
اَللَّهُمَّ ارحم امرأة خالي الحاجة / عفاف عبد الغني أحمد أبو ليلة واجعلها من الذين سُعِدُوا في الجنة خالدين فيها ما دامت السمواتُ والأرض اَللَّهُمَّ اكتبْها عندك {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا (69) ذَٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ عَلِيمًا (70) سورة النساء اَللَّهُمَّ اكتبها عندك من الأخيار والأبرار والصابرين واجزها جزاء المتقين اَللَّهُمَّ اجعلها في { جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا * لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا } [ الفرقان 15 - 16] اَللَّهُمَّ اكفها عذاب القبر، وجاف الأرض عن جنبيها . "
كما أدعو الله أن يستجيب لهذا الدعاء الجميل الذي فاض به قلبُ ابنِها البرِّ بها ابنِ خالي سعادةِ اللواءِ الأستاذ / أحمد السيد شحاته علام :
" دعاء لأمي المتوفاة في أول شهر رجب المبارك "
{اللهم في هذا الشهر المبارك ارحم وجهًا بشوشًا فقدتُه وصدرًا رحباً ضاقتْ بنا الدنيا من بعده اَللَّهُمَ ارْحَمْ أمي بقدر شوقي لها واجعل قبرها روضة من رياض الجنة وآنسها في وحدتها اَللَّهُمَّ وسِّع قبرها بنعيمٍ لا يفنى واجمعنا بها في جنتك يا ربَّ العالمين }
إِلَيْكِ تُبَثُّ رَحْمَاتُ الْإِلَهِ = بِأَدْعِيَةٍ تَجُولُ عَلَى الشِّفَاهِ
لَقَدْ كُنْتِ الْمَلَاكَ وَكُنْتِ فَيْضًا = مِنَ الْأَنْوَارِ فِي دُنْيَا التَّلَاهِي
عَشِقْنَا نُورَكِ الْفَيَّاضَ يَرْنُو = بِقَلْبٍ نَاصِعٍ نَحْوَ الْإِلَهِ
وَيَدْعُو اللَّهَ يُلْهِمَهُ رِضَاهُ = بِمَرْضَاةِ الْإِلَهِ غَدَا يُبَاهِي
وَمَا أَحْلَاكِ فِي الْأَخْلَاقِ فَاضَتْ = عَلَيْنَا بِالْمَحَبَّةِ فِي انْتِبَاهِ !!!
عَفَافُ الْجُودُ يَنْبُعُ مِنْكِ بَحْرًا = شَوَاطِئُهُ تُنَبِّهُ كُلَّ سَاهِي
وَلَا أَنْسَى ابْتِسَامَكِ فِي وُجُوهٍ = سَعَادَتُهَا تَفِيضُ بِخَيْرِ جَاهِ
قَضَيْتِ الْعُمْرَ بَيْنَ فُرُوضِ رَبِّي = فُؤَادُكِ عَنْ مَجَالِ اللَّغُوِ نَاهِي
وَسِرْتِ بِسُنَّةِ الْهَادِي نَبِينَا = عَلَيْهِ صَلَاةُ رَبِّي فِي ابْتِلَاهِ
إِلَى الْفِرْدَوسِ طِرْتِ بِنُورِ رَبِّي = بِوَجْهٍ أَبْيَضٍ بِالنُّورِ زَاهِي
بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة
mohsinabdraboh@ymail.com mohsinabdrabo@yahoo.com
وَيَدْعُو اللَّهَ يُلْهِمَهُ رِضَاهُ = بِمَرْضَاةِ الْإِلَهِ غَدَا يُبَاهِي
وَمَا أَحْلَاكِ فِي الْأَخْلَاقِ فَاضَتْ = عَلَيْنَا بِالْمَحَبَّةِ فِي انْتِبَاهِ !!!
عَفَافُ الْجُودُ يَنْبُعُ مِنْكِ بَحْرًا = شَوَاطِئُهُ تُنَبِّهُ كُلَّ سَاهِي
وَلَا أَنْسَى ابْتِسَامَكِ فِي وُجُوهٍ = سَعَادَتُهَا تَفِيضُ بِخَيْرِ جَاهِ
قَضَيْتِ الْعُمْرَ بَيْنَ فُرُوضِ رَبِّي = فُؤَادُكِ عَنْ مَجَالِ اللَّغُوِ نَاهِي
وَسِرْتِ بِسُنَّةِ الْهَادِي نَبِينَا = عَلَيْهِ صَلَاةُ رَبِّي فِي ابْتِلَاهِ
إِلَى الْفِرْدَوسِ طِرْتِ بِنُورِ رَبِّي = بِوَجْهٍ أَبْيَضٍ بِالنُّورِ زَاهِي
بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة
mohsinabdraboh@ymail.com mohsinabdrabo@yahoo.com
عرضت عليها الصلح ...فا..أبت
وقالت حبنا من زمان قد انتهى
والقلوب من الهجر أصبحت متحجرة
القلوب من الحزن كم مرة احترقت
اي صلح هذا الذي يجمعنا
...احاول نسيان كلماتك في كل حين
والقلب من جديد يرجع ينزف حزننا والمأ
والروح في كل لحظة مني هاربه تبحث عنك
واني للروح فاقدة
...اي صلح وأصبحت بقايا لحطام
زلزال زلزل الارض وهرب
دموعي من الشوق كانت تحرقني في كل لحظه
نارا ولهبا ....اين كنت عني من زمان
واليوم تعرض علي الصلح ؟؟...؟؟
اين كنت عني من زمان ..والروح من الفراق
أصبحت متجمدة ...كأنني في عصر الجليد
ارواحنا أصبحت معلقه ...وكان القلوب أصبحت
جبل من الجليد ...تحتاج كي تذوب لنار محرقه
. نور محمد
وقالت حبنا من زمان قد انتهى
والقلوب من الهجر أصبحت متحجرة
القلوب من الحزن كم مرة احترقت
اي صلح هذا الذي يجمعنا
...احاول نسيان كلماتك في كل حين
والقلب من جديد يرجع ينزف حزننا والمأ
والروح في كل لحظة مني هاربه تبحث عنك
واني للروح فاقدة
...اي صلح وأصبحت بقايا لحطام
زلزال زلزل الارض وهرب
دموعي من الشوق كانت تحرقني في كل لحظه
نارا ولهبا ....اين كنت عني من زمان
واليوم تعرض علي الصلح ؟؟...؟؟
اين كنت عني من زمان ..والروح من الفراق
أصبحت متجمدة ...كأنني في عصر الجليد
ارواحنا أصبحت معلقه ...وكان القلوب أصبحت
جبل من الجليد ...تحتاج كي تذوب لنار محرقه
. نور محمد
في اي بحر ..سوف ترسو ....سفينتي
اذا كانت الأمواج ...متلاطمه ...اذا كيف تكون نهايتي....واذا.. قصتي معك قد انتهت
هل هذه هي ...الخاتمه
...ياموج البحر ...اشهد على حبي له
كم كنت له الصديقه والحبيبه الغاليه
...ياموج البحر ...قد. خذلني ...واهمل دمعي له
...بعد ماكنت انا......كل شيء بالنسبة له
مسكت يده فكنت له الحنان والامان
ماذا جرى ...حينما حانت ساعة الرحيل
بكت سطوري كلها ....ورجعت خالية اليدين
اين كتبي اين أشعاري ..واين كلمه ... يا غاليه
...هل كنت احلم ...أم أن قصتي معه قد انتهت
.....وأصبحت مجرد ذكرى ....في دفاتر مضى عليها الزمان ....وأصبحت أوراقها ممزقه
وحروفها صفراء باهتة .......... نور محمد
اذا كانت الأمواج ...متلاطمه ...اذا كيف تكون نهايتي....واذا.. قصتي معك قد انتهت
هل هذه هي ...الخاتمه
...ياموج البحر ...اشهد على حبي له
كم كنت له الصديقه والحبيبه الغاليه
...ياموج البحر ...قد. خذلني ...واهمل دمعي له
...بعد ماكنت انا......كل شيء بالنسبة له
مسكت يده فكنت له الحنان والامان
ماذا جرى ...حينما حانت ساعة الرحيل
بكت سطوري كلها ....ورجعت خالية اليدين
اين كتبي اين أشعاري ..واين كلمه ... يا غاليه
...هل كنت احلم ...أم أن قصتي معه قد انتهت
.....وأصبحت مجرد ذكرى ....في دفاتر مضى عليها الزمان ....وأصبحت أوراقها ممزقه
وحروفها صفراء باهتة .......... نور محمد
ببغـاءُ الموت 3
"الشكُّ يتحوّلُ إلى يقين"
عُدتُ إلى مكتبي محمَّلًا بأسئلةٍ كثيرةٍ وأجوبةٍ أقلّ،
حيثُ الملفاتُ تتكدّسُ كقُبورٍ من ورقٍ.
طلبتُ تشريحَ الجثّة، وكانتِ النتائجُ مُرعِبةً...
الجروحُ في عيني مارغريت وعنقِها متطابقةٌ تمامًا مع منقارِ الببغاءِ.
لكنَّ شيئًا ما كانَ مُقلقًا...
قوّةُ النقراتِ كانت أكبرَ من المعتاد،
كأنَّ الطائرَ امتلكَ قوّةً خارقةً في تلكَ اللحظة،
امتلكَ غضبَ الآلهة.
الطبيبُ الشرعيُّ، رجلٌ عجوزٌ متمرّس،
ذاكَ الذي رأى ألفَ موتٍ وموت،
هَمَسَ لي بصوتٍ متوتّرٍ:
"لم أرَ ببغاءً يقتلُ بهذه الشراسةِ من قبل...
هذا لا يُشبِهُ فِعلَ ذواتِ روحٍ!"
غُصتُ في السجلاتِ الجنائية، في الأرشيفاتِ المنسيّة...
وهناكَ وجدتُ خيطًا رفيعًا جعلَ حواسي العشرَ تستيقظُ دفعةً واحدةً:
ثلاثُ حالاتٍ متشابهةٍ خلالَ العامينِ الماضيين، وفي مدنٍ مختلفة،
ثلاثةُ مربّين، ثلاثةُ ببغاوات، وثلاثُ جُثثٍ كنسخٍ كربونيةٍ.
وفي كلِّ حادثةٍ — ببغاءٌ يهاجمُ صاحبَهُ بنفسِ الطريقةِ الوحشية.
تنقّلتُ بينَ الأماكنِ الثلاثةِ برفقةِ طبيبٍ بيطريٍّ مختصّ،
قمنا بمعاينةِ الببغاوات...
والغريبُ أنّها كانت كلّها بريئةً، هادئةً،
لم تُظهر أيَّ سلوكٍ عدوانيٍّ بعدَ فعلِ الجريمة،
كأنّها لم تفعل شيئًا.
شيءٌ ما كانَ خاطئًا...
حينَ بدأتُ أَشكُّ في الواضحِ.
تسلّلتُ ليلًا إلى منزلِ مارغريت مرّةً أخرى،
هذه المرّةَ مُجهَّزًا بأدواتِ فحصٍ متقدّمةٍ،
وفحصتُ الببغاءَ تحتَ الأشعّةِ فوقَ البنفسجية...
وهناكَ رأيتُها: علامةٌ صغيرةٌ على جانبِ الرأس،
تحتَ الريشِ بالكادِ تُرى —
رقاقةٌ إلكترونيةٌ مزروعةٌ كسرٍّ مدفون.
توقّفَ قلبي لحظةً.
هذا الببغاءُ ليسَ مجرّدَ طائر،
ليسَ ببغاءً أصلًا،
إنّهُ عينٌ إلكترونية، مراقبٌ، أو ربّما... قاتلٌ مبرمج.
في اليومِ التالي، قرّرتُ أن أغوصَ في ذلكَ العالمِ اللامتناهي —
السوقِ السوداءِ للتكنولوجيا،
حيثُ تُباعُ الأسرارُ بالهمسِ.
وهناكَ، وجدتُ ما يشبهُ الحقيقةَ الملعونة:
"الببغاءُ الروبوت" —
طائرٌ صُمّمَ ليبدو حقيقيًّا كالحُلم،
مزوّدٌ بذكاءٍ اصطناعيٍّ قادرٍ على التعلّمِ والمراقبةِ،
بل... والقتل.
وفي نهايةِ الخيطِ، ظهرَ أمامي اسمٌ واحدٌ:
Hero Avion Systems
اسمٌ خرجَ من الظلامِ — ثمَّ اختفى.
الآنَ فقط، بدأ كلُّ شيءٍ يتّضحُ أمامي...
الببغاءُ الحقيقيُّ بريء،
والقاتلُ كانَ تكنولوجيا مختبئةً تحتَ الريش.
✍️ محمد الحسيني – لبنان
"الشكُّ يتحوّلُ إلى يقين"
عُدتُ إلى مكتبي محمَّلًا بأسئلةٍ كثيرةٍ وأجوبةٍ أقلّ،
حيثُ الملفاتُ تتكدّسُ كقُبورٍ من ورقٍ.
طلبتُ تشريحَ الجثّة، وكانتِ النتائجُ مُرعِبةً...
الجروحُ في عيني مارغريت وعنقِها متطابقةٌ تمامًا مع منقارِ الببغاءِ.
لكنَّ شيئًا ما كانَ مُقلقًا...
قوّةُ النقراتِ كانت أكبرَ من المعتاد،
كأنَّ الطائرَ امتلكَ قوّةً خارقةً في تلكَ اللحظة،
امتلكَ غضبَ الآلهة.
الطبيبُ الشرعيُّ، رجلٌ عجوزٌ متمرّس،
ذاكَ الذي رأى ألفَ موتٍ وموت،
هَمَسَ لي بصوتٍ متوتّرٍ:
"لم أرَ ببغاءً يقتلُ بهذه الشراسةِ من قبل...
هذا لا يُشبِهُ فِعلَ ذواتِ روحٍ!"
غُصتُ في السجلاتِ الجنائية، في الأرشيفاتِ المنسيّة...
وهناكَ وجدتُ خيطًا رفيعًا جعلَ حواسي العشرَ تستيقظُ دفعةً واحدةً:
ثلاثُ حالاتٍ متشابهةٍ خلالَ العامينِ الماضيين، وفي مدنٍ مختلفة،
ثلاثةُ مربّين، ثلاثةُ ببغاوات، وثلاثُ جُثثٍ كنسخٍ كربونيةٍ.
وفي كلِّ حادثةٍ — ببغاءٌ يهاجمُ صاحبَهُ بنفسِ الطريقةِ الوحشية.
تنقّلتُ بينَ الأماكنِ الثلاثةِ برفقةِ طبيبٍ بيطريٍّ مختصّ،
قمنا بمعاينةِ الببغاوات...
والغريبُ أنّها كانت كلّها بريئةً، هادئةً،
لم تُظهر أيَّ سلوكٍ عدوانيٍّ بعدَ فعلِ الجريمة،
كأنّها لم تفعل شيئًا.
شيءٌ ما كانَ خاطئًا...
حينَ بدأتُ أَشكُّ في الواضحِ.
تسلّلتُ ليلًا إلى منزلِ مارغريت مرّةً أخرى،
هذه المرّةَ مُجهَّزًا بأدواتِ فحصٍ متقدّمةٍ،
وفحصتُ الببغاءَ تحتَ الأشعّةِ فوقَ البنفسجية...
وهناكَ رأيتُها: علامةٌ صغيرةٌ على جانبِ الرأس،
تحتَ الريشِ بالكادِ تُرى —
رقاقةٌ إلكترونيةٌ مزروعةٌ كسرٍّ مدفون.
توقّفَ قلبي لحظةً.
هذا الببغاءُ ليسَ مجرّدَ طائر،
ليسَ ببغاءً أصلًا،
إنّهُ عينٌ إلكترونية، مراقبٌ، أو ربّما... قاتلٌ مبرمج.
في اليومِ التالي، قرّرتُ أن أغوصَ في ذلكَ العالمِ اللامتناهي —
السوقِ السوداءِ للتكنولوجيا،
حيثُ تُباعُ الأسرارُ بالهمسِ.
وهناكَ، وجدتُ ما يشبهُ الحقيقةَ الملعونة:
"الببغاءُ الروبوت" —
طائرٌ صُمّمَ ليبدو حقيقيًّا كالحُلم،
مزوّدٌ بذكاءٍ اصطناعيٍّ قادرٍ على التعلّمِ والمراقبةِ،
بل... والقتل.
وفي نهايةِ الخيطِ، ظهرَ أمامي اسمٌ واحدٌ:
Hero Avion Systems
اسمٌ خرجَ من الظلامِ — ثمَّ اختفى.
الآنَ فقط، بدأ كلُّ شيءٍ يتّضحُ أمامي...
الببغاءُ الحقيقيُّ بريء،
والقاتلُ كانَ تكنولوجيا مختبئةً تحتَ الريش.
✍️ محمد الحسيني – لبنان
ببغاء الموت 4
"براءةُ الرِّيشِ، خيانةُ المعدن"
اقتحمتُ مقرَّ شركةِ Hero Avion Systems مع فريقِ تحقيقٍ صغيرٍ...
المبنى من الخارجِ كان باهرًا، أبيضَ باردًا كقلبِ الشتاءِ،
لكنَّ الداخلَ كان مَعمَلًا للأسرارِ.
في الطابقِ السُّفليّ وجدنا غرفةً مملوءةً بببغاواتٍ روبوتيّةٍ،
متطابقةً تمامًا مع الطيورِ الحقيقيّة،
متطابقةً كتوائمَ مَلعونةٍ.
كلُّ واحدٍ منها يحملُ رقمًا تسلسليًّا كوشمٍ على روحه.
فحصتُ السِّجلاتِ فوجدتُ تطابقًا مُرعِبًا:
الببغاواتُ الآليّةُ كانت قد استُبدلت بالحقيقيّةِ في منازلِ الضحايا
قبل أسابيعَ من كلِّ جريمةٍ،
استبدالًا خفيًّا، كأنَّ الموتَ يتسلَّلُ على أجنحةٍ زائفةٍ.
واجهتُ المديرَ التنفيذيَّ للشركة، رجلًا أنيقًا يُدعى الدكتور رينولدز.
في البدايةِ أنكرَ كلَّ شيءٍ،
لكنْ حين عرضتُ عليه الأدلّةَ وشاهدَ طوقَ المحقّقينَ حوله،
انهارَ فجأةً كبرجٍ من رملٍ.
قال بصوتٍ مُرتجفٍ:
"كان مشروعًا تجريبيًّا أردنا من خلاله إثباتَ أنَّ الذكاءَ الاصطناعيَّ
قادرٌ على التحكُّمِ الكاملِ في الكائناتِ المقلَّدة،
بل على إتقانِ تصرُّفاتِ الأصلِ نفسِه...
لكنَّ البرمجةَ أخطأت، فأصبحتِ الرّوبوتاتُ تتصرّفُ من تلقاءِ نفسها...
لتغدو عدوانيّةً و... قاتلةً."
سألتُه:
ـ لماذا لم تُوقِفوا المشروعَ أو تُخطروا السُّلطات؟
كان صمتُه أثقلَ من الجبالِ.
تَكشّفت الحقيقةُ المَرّةُ كالشمسِ في منتصفِ النَّهار.
الببغاءُ الذي كان في منزلِ مارغريت
استُبدِلَ قبل أسبوعينَ فقط،
والذي قتلَها كان الآلةَ، لا الطائرَ.
ثم أُعيدَ الببغاءُ الحقيقيُّ إلى القفصِ
ليتحمَّلَ ذنبًا لم يَرتكِبْه...
ذنبَ الآلةِ المجرمةِ.
وهكذا كان كلُّ الضحايا الآخرونَ جزءًا من التجربةِ الشيطانيّةِ نفسِها.
أعلنتُ النّتائجَ في مؤتمرٍ صحفيٍّ أمامَ الكاميراتِ الجائعةِ،
وقلتُ بصوتٍ حادٍّ:
"الببغاءُ بريءٌ، والقاتلُ كان روبوتًا...
صِناعةَ عقلٍ شرّيرٍ."
انفجرَ الحضورُ غضبًا،
وأُغلِقت شركةُ Hero Avion Systems،
وأُحيلَ كاملُ طاقمِها إلى التّحقيقِ.
أمّا الدكتور رينولدز،
فهو الآن جالسٌ في زنزانةٍ مُنفردةٍ
يتبادلُ النّظراتِ مع أربعمائةٍ وعشرينَ ببغاءً آليًّا.
لكنْ حينَ عدتُ إلى المنزلِ،
لم أشعرْ أنَّ ما حدثَ كان نهايةَ القصة.
شيءٌ ما ظلَّ يُقلقُني...
كلّما نظرتُ إليه ــ إلى الببغاءِ ــ وجدتُ في عينيهِ شيئًا غريبًا،
كأنَّه كان يضحكُ عليَّ،
ليُخفي في دواخلِه سرًّا أعمقَ... لم أكتشفْه بعد.
✍️ محمد الحسيني – لبنان
«[|]» يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ «[|]»
د/علوي القاضي .
... (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ)
... أيها الإنسان إنك جاهدٌ في عملك حتى لقاء ربّك ، فمُلاقٍ جزاء عملك ، إنك ساعٍ إلى الله ، بعملك خير أو شر ، فيجازيك بعمل الخير بفضله أو الشر بعدله ، إن كنت عاملا بأوامره ونواهيه ، ومتقرب إليه بالخير
... هو تذكير للإنسان بأن حياته رحلة مستمرة من الكد والعمل ، الٱية فيها نداء عام وشامل لكل البشر ، والكدح هو السعي بجهد ومشقة ، فحياة الإنسان كلها مبنية على العمل والكدح ، منذ لحظة ولادته حتى مماته ، وهناك تأكيد على أن هذا السعي ليس سهلاً ، بل هو مليء بالمشقة والجهد ، سواء كان السعي في سبيل الخير أو الشر
... فالحياة رحلة مستمرة من السعي والمشقة ، وبعد لقاء الله ، سيُحاسب كل إنسان على أعماله ، فمن عمل صالحًا ، سيلقى جزاءه بالفضل والرحمة ، ومن عمل سيئًا ، سيلقى جزاءه بالعدل والعقوبة ، وفي الآية تحفيزًا للمؤمنين على السعي الجاد في طاعة الله ، والإستعداد ليوم الحساب ، وتعد تحذيرًا لمن يسعى في معصية الله ، وتذكيرًا بأن سعيهم لن يضيع ، بل سيجدون عاقبته
... فمَن أيقن أنه لا بدَّ وأن سيُعرَض عمله على الملِك ، أفرغ جهدَه في العمل بما يحمَدُه عليه عند لقائه
... وإنك بعد هذا الكدح والعناء ، مصيرك في النهاية إلى لقاء ربك أو نتيجة عملك ، فقدم في دنياك الكدح المشروع ، والعمل الصالح ، والسعى الحثيث في طاعته تبارك وتعالى ، لكي تنال ثواب ربك ورضاه
... وقد إتفقت تلك الٱيات مع رسالة (فيودور دوستويفسكي) إلى العالم حيث قال :
...أيها الإنسان ، يا من تسير في هذا العالم مثقلاً بما لا يُقال ، ممزقاً بين رغبتك في الخير وميولك للشر ، بين إيمانك العميق وشكّك المريع ، إعلم أني رأيتك ، رأيتك في لحظات ضعفك ، في صراخك المكتوم ، في الليل حين تحادث نفسك ولا يسمعك أحد ، أنا لم أكتب عن الأبطال ، بل عنك ، عن الذي يسقط مئة مرة ويقوم في كل مرة لا لأنه قوي ، بل لأنه لا يعرف طريقاً آخر ، لا تبحث عن الخلاص في الخارج ، فالجحيم والسماء كلاهما في داخلك ، أؤمن أن أعظم إنتصار للإنسان ليس أن يُصلح العالم ، بل أن يظل إنساناً وسط عالمٍ يصرّ على نزع إنسانيته ، وإن كنتَ تتألم ، فاعلم أن الألم علامة حياة ، علامة وعي ، لا تهرب منه ، بل إصغِ إليه ، ففي أعمق نقطة من المعاناة يولد النور ، أغفر حتى وإن لم يطلبوا الغفران ، أحبّ حتى وإن لم تُحبّ ، وإن وقعت في الخطيئة ، فلا تيأس ، فالإنسان لا يُقاس بنقائه ، بل بمعاركه
... أخي الكريم هذه رسالتي ورسالة فيودور دوستويفسكي إليك :
... لا تتوقف عن أن تكون إنساناً ، وإن خانك الجميع فلا تخن نفسك ، فالإنسان الحقيقي ، لايفكر في الدنيا التي يرتمي عليها طغمة الناس ، هو لا يمكن أن يصبح سيدًا بأن يكون مملوكًا ، ولا يبلغ سيادة عن طريق عبودية ، ولا ينحني كما ينحني الدهماء ، ويسيل لعابه أمام لقمة أو ساق عريان أو منصب شاغر ! ، فهذه سكة النازل لا سكة الطالع ، فالعزة الحقيقية هي عزة النفس عن التدني والطلب ، ممكن ان تكون رجلاً بسيطًا لا بيه ولا باشا ولا صاحب شأن ، ولكن مع ذلك سيداً حقيقياً فيك عزة الملوك وجلالة السلاطين لأنك إستطعت أن تسود مملكة نفسك
... تحياتى ...
د/علوي القاضي .
... (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ)
... أيها الإنسان إنك جاهدٌ في عملك حتى لقاء ربّك ، فمُلاقٍ جزاء عملك ، إنك ساعٍ إلى الله ، بعملك خير أو شر ، فيجازيك بعمل الخير بفضله أو الشر بعدله ، إن كنت عاملا بأوامره ونواهيه ، ومتقرب إليه بالخير
... هو تذكير للإنسان بأن حياته رحلة مستمرة من الكد والعمل ، الٱية فيها نداء عام وشامل لكل البشر ، والكدح هو السعي بجهد ومشقة ، فحياة الإنسان كلها مبنية على العمل والكدح ، منذ لحظة ولادته حتى مماته ، وهناك تأكيد على أن هذا السعي ليس سهلاً ، بل هو مليء بالمشقة والجهد ، سواء كان السعي في سبيل الخير أو الشر
... فالحياة رحلة مستمرة من السعي والمشقة ، وبعد لقاء الله ، سيُحاسب كل إنسان على أعماله ، فمن عمل صالحًا ، سيلقى جزاءه بالفضل والرحمة ، ومن عمل سيئًا ، سيلقى جزاءه بالعدل والعقوبة ، وفي الآية تحفيزًا للمؤمنين على السعي الجاد في طاعة الله ، والإستعداد ليوم الحساب ، وتعد تحذيرًا لمن يسعى في معصية الله ، وتذكيرًا بأن سعيهم لن يضيع ، بل سيجدون عاقبته
... فمَن أيقن أنه لا بدَّ وأن سيُعرَض عمله على الملِك ، أفرغ جهدَه في العمل بما يحمَدُه عليه عند لقائه
... وإنك بعد هذا الكدح والعناء ، مصيرك في النهاية إلى لقاء ربك أو نتيجة عملك ، فقدم في دنياك الكدح المشروع ، والعمل الصالح ، والسعى الحثيث في طاعته تبارك وتعالى ، لكي تنال ثواب ربك ورضاه
... وقد إتفقت تلك الٱيات مع رسالة (فيودور دوستويفسكي) إلى العالم حيث قال :
...أيها الإنسان ، يا من تسير في هذا العالم مثقلاً بما لا يُقال ، ممزقاً بين رغبتك في الخير وميولك للشر ، بين إيمانك العميق وشكّك المريع ، إعلم أني رأيتك ، رأيتك في لحظات ضعفك ، في صراخك المكتوم ، في الليل حين تحادث نفسك ولا يسمعك أحد ، أنا لم أكتب عن الأبطال ، بل عنك ، عن الذي يسقط مئة مرة ويقوم في كل مرة لا لأنه قوي ، بل لأنه لا يعرف طريقاً آخر ، لا تبحث عن الخلاص في الخارج ، فالجحيم والسماء كلاهما في داخلك ، أؤمن أن أعظم إنتصار للإنسان ليس أن يُصلح العالم ، بل أن يظل إنساناً وسط عالمٍ يصرّ على نزع إنسانيته ، وإن كنتَ تتألم ، فاعلم أن الألم علامة حياة ، علامة وعي ، لا تهرب منه ، بل إصغِ إليه ، ففي أعمق نقطة من المعاناة يولد النور ، أغفر حتى وإن لم يطلبوا الغفران ، أحبّ حتى وإن لم تُحبّ ، وإن وقعت في الخطيئة ، فلا تيأس ، فالإنسان لا يُقاس بنقائه ، بل بمعاركه
... أخي الكريم هذه رسالتي ورسالة فيودور دوستويفسكي إليك :
... لا تتوقف عن أن تكون إنساناً ، وإن خانك الجميع فلا تخن نفسك ، فالإنسان الحقيقي ، لايفكر في الدنيا التي يرتمي عليها طغمة الناس ، هو لا يمكن أن يصبح سيدًا بأن يكون مملوكًا ، ولا يبلغ سيادة عن طريق عبودية ، ولا ينحني كما ينحني الدهماء ، ويسيل لعابه أمام لقمة أو ساق عريان أو منصب شاغر ! ، فهذه سكة النازل لا سكة الطالع ، فالعزة الحقيقية هي عزة النفس عن التدني والطلب ، ممكن ان تكون رجلاً بسيطًا لا بيه ولا باشا ولا صاحب شأن ، ولكن مع ذلك سيداً حقيقياً فيك عزة الملوك وجلالة السلاطين لأنك إستطعت أن تسود مملكة نفسك
... تحياتى ...
«[|]» سجن العادات والتقاليد «[|]»
د/علوي القاضي .
... هذا السجن معنويا ومجازيا ، يصف كيف يمكن للعادات والتقاليد أن تقيد الأفراد وتحد من حريتهم وتطورهم ، حيث يواجه من يحاول الخروج عنها إنتقادات واتهامات ، لأن هذه العادات أصبحت قوانين بشرية تفرض قيودًا مدى الحياة وتؤدي إلى العزلة الإجتماعية لمن يتحدّاها ، وغالبًا ما تُستخدم هذه العادات ، خاصة عندما تصبح جامدة ، لفرض سلطة أو لحماية الأعراف المجتمعية ، حتى لو كانت هذه الأعراف تتعارض مع المصالح الفردية والتقدم ، ويُنظر إلى العادات والتقاليد كأنها قوانين صنعها البشر بأنفسهم ليحكموا بها على أنفسهم ، وتفرض قيودًا على الفرد ، وتمنعه من التعبير عن نفسه بحرية ، ويصبح الشخص الذي يخرج عن المألوف (شاذاً) أو معزولاً إجتماعياً ، وتواجه أي محاولة لتغييرها هجوماً وانتقادات قوية ، مما يجعل الخروج عنها صعباً للغاية ، مثل الأعراف التي تفرض زواجاً معيناً ، أو القيود التي تُفرض على النساء ، وكذلك إقامة إحتفالات باهظة الثمن قد تكون مرهقة مادياً لأصحابها ، وكذلك المعتقدات التي تحرم الخروج عن المألوف ، أو تُعرّض من يخرج عنه للخطر
... إذا كيف يمكن تجاوز هذا السجن ؟! ، يجب أولا على الأفراد أن يعوا بضرورة التغيير في بعض العادات والتقاليد ، خاصة تلك التي لا تتناسب مع متطلبات العصر أو تسبب ضررًا للمجتمع ، ويجب على الأفراد أن يكونوا قادة التغيير ، وأن يضعوا المستقبل نصب أعينهم ، ويجب أن تتم مراجعة العادات والتقاليد بشكل دوري ، وتقييمها بناءً على ما إذا كانت مفيدة أم ضارة للمجتمع ، ويسعى الأفراد إلى تغيير تلك العادات التي لا تعود بالنفع على المجتمع
... لذلك فإن العادات والتقاليد قوانين وضعها البشر حكموا من خلالها على أنفسهم بالسجن مدى الحياة ، فهى ظلت تتوارث على مر العصور وعند تفكير أحد فى الخروج عنها سوف يعرض نفسه لما لا يحمد عقباه
... عام 2021 ، مدينة (إيتاواه) بالهند كانت تستعد ، لليلة زفاف العروس (سوريهي) على عريسها (مانجيش كومار) ، لكنّ خلال الطقوس الهندوسية التقليدية ، وبعد لحظات من بداية المراسم ، إنهارت سوريهي فجأة أمام الجميع ، في البداية ظنّ الناس أنّها متعبة ، لكنّ الأمر كان أكبر ، هرع الأقارب وتوقفت الموسيقى ، وساد الصمت المروع ، أستُدعي الطبيب الذي أعلن خبر وفاتها بسكتة قلبية
... العريس مصدوم ، الأم تبكي وهي لا تصدّق ، والأب يحدّق في الفراغ ، وُضِع جثمان العروس في إنتظار الطقوس الأخيرة
... لكن الجميع دخلوا (سجن العادات والتقاليد) ، فاجتمع كبار العائلتين بقدر ما تحكمهم التقاليد القديمة والعقلية البدائية ، قال أحدهم ، (لقد جاء الناس من بعيد ، والعرس معدّ منذ أشهر ، ماذا سنفعل بكل هذا ؟!) ، واقترح آخر إقتراحًا لا يمكن لعقل متزن أن يتقبّله ، (لتتزوّج أختها الصغرى "نيشا" مكانها) ، ووافقت العائلتان ، بل أنّ أم الفقيدة ، توسّلت أن يُستكمل الزواج ، وكأنّ الحزن لا يملك الوقت ليتنفس ، والعريس ما بين الصدمة والضغط العائلي ، وافق أيضًا ، وهكذا ، وبينما كان جثمان (سوريهي) مسجّى في الغرفة المجاورة ، كانت أختها (نيشا) تُزيَّن بالحلي نفسها ، لتأخذ مكان أختها في الطقوس نفسها ، مع الرجل نفسه ، وفي الليلة نفسها
... تم الزواج وسط خليط من الحيرة والرهبة والدموع المكبوتة ، ثم بعد إنتهاء المراسم ، خرجوا ليمارسوا طقوس دفن (سوريهي) وفق العادات الهندوسية
... المشهد كله مثل تجسيدًا مرعبًا لـ (كيف يمكن للتقاليد أن تسلب من الإنسان إنسانيته) ، فالزواج تم بينما أختها لم تدفن ، ودموع الأم لم تجف
... مجتمعٌ يرى الزواج أهم من الفقد ، والمظهر أهم من المشاعر ، وهكذا تحولت الليلة إلى درسٍ مؤلم عن قسوة العادات حين تطغى على القلب والعقل
... تحياتى ...
إن علاقة الإنسان بالتكنولوجيا
غالباً ما تكون بين التأييد والبحث عن الحقيقة ، في عصرنا الحالي أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي منصة رئيسية للتفاعل والتواصل عندما يظهر شخص ما على هذه المنصات ويتحدث عن حدث ما حتى وإن كان سلبياً نجد أن ترند هذا الحدث يتصاعد بشكل مذهل تتوالى التعليقات المؤيدة له بنسبة تفوق التوقعات دون أن يتوقف الكثيرون للبحث عن حقيقة وقوع هذا الحدث من عدمه.
تعود أسباب هذا التأييد السريع إلى عدة عوامل من أبرزها الفقر الأخلاقي والأدبي والديني لدى بعض المتلقين فالكثيرون يفضلون الانجراف مع التيار مستسلمين للانفعالات اللحظية بدلاً من التفكير النقدي والتحليل العميق إن هذه الظاهرة تعكس كيف يمكن للتكنولوجيا أن تؤثر على عقولنا حيث تصبح المعلومات المتداولة أكثر أهمية من الحقائق نفسها
لكن هل يمكن أن نعتبر هذا التأييد العفوي تعبيراً عن الوعي الجماعي أم أنه مجرد استجابة سريعة لمؤثرات خارجية...؟
إن العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا ليست مجرد تفاعل سطحي بل هي رحلة معقدة تتداخل فيها المشاعر و القيم والحقائق.....
في عالم مليء بالمعلومات يصبح من الضروري أن نتعلم كيف نميز بين الحقيقة والخيال وأن نعيد تقييم علاقتنا بالتكنولوجيا فهل نحن مجرد متلقين سلبيين أم أننا قادرون على استخدام هذه الأدوات لتعزيز فهمنا للعالم من حولنا...
انتشار التكنولوجيا في مجتمعاتنا له تأثيرات متعددة بعضها إيجابي والآخر سلبي في الجزء الثاني من هذا الموضوع يمكننا استكشاف كيف ساهمت التكنولوجيا في تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية والدينية.
1. الأوضاع الاجتماعية :
تسببت التكنولوجيا في تفكك الروابط الاجتماعية التقليدية فمع تزايد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أصبح التواصل الشخصي أقل شيوعاً مما أدى إلى شعور العديد من الأفراد بالعزلة كما أن الاعتماد على التكنولوجيا في التفاعل الاجتماعي قد أثر على القيم الاجتماعية مثل الاحترام والتعاطف....
2. الأوضاع الاقتصادية :
على الرغم من أن التكنولوجيا قد ساهمت في خلق فرص عمل جديدة إلا أنها أيضاً أدت إلى فقدان العديد من الوظائف التقليدية الأتمتة والذكاء الاصطناعي قد يحل محل العمالة البشرية مما يزيد من معدلات البطالة ويؤدي إلى تفاقم الفجوة الاقتصادية بين الأفراد....
3. الأوضاع الثقافية :
تأثرت الثقافة المحلية بشكل كبير بسبب الانفتاح على الثقافات الأخرى عبر الإنترنت قد يؤدي هذا إلى تآكل الهوية الثقافية المحلية حيث تتبنى الأجيال الجديدة قيماً وعادات من ثقافات أخرى مما يهدد التنوع الثقافي...
4. الأوضاع البيئية :
تساهم التكنولوجيا في تدهور البيئة من خلال زيادة استهلاك الموارد الطبيعية وإنتاج النفايات الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية يؤدي إلى تلوث البيئة كما أن التصنيع الضخم يتسبب في استنزاف الموارد الطبيعية....
5. الأوضاع الدينية :
تأثرت القيم الدينية أيضاً بانتشار التكنولوجيا قد تؤدي المعلومات المتاحة على الإنترنت إلى تشكيك الأفراد في معتقداتهم أو إلى ظهور تيارات دينية جديدة قد تتعارض مع القيم التقليدية كما أن الانشغال بالتكنولوجيا قد يبعد الأفراد عن الممارسات الدينية....
الخاتمة :
بينما تقدم التكنولوجيا العديد من الفوائد من المهم أن نكون واعين للتحديات التي تطرحها يتطلب الأمر توازناً بين الاستفادة من التكنولوجيا والحفاظ على القيم الاجتماعية والأخلاقية والدينية التي تشكل أساس مجتمعاتنا.
الأديب والمدرب الدولي محمد ديبو حبو
غالباً ما تكون بين التأييد والبحث عن الحقيقة ، في عصرنا الحالي أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي منصة رئيسية للتفاعل والتواصل عندما يظهر شخص ما على هذه المنصات ويتحدث عن حدث ما حتى وإن كان سلبياً نجد أن ترند هذا الحدث يتصاعد بشكل مذهل تتوالى التعليقات المؤيدة له بنسبة تفوق التوقعات دون أن يتوقف الكثيرون للبحث عن حقيقة وقوع هذا الحدث من عدمه.
تعود أسباب هذا التأييد السريع إلى عدة عوامل من أبرزها الفقر الأخلاقي والأدبي والديني لدى بعض المتلقين فالكثيرون يفضلون الانجراف مع التيار مستسلمين للانفعالات اللحظية بدلاً من التفكير النقدي والتحليل العميق إن هذه الظاهرة تعكس كيف يمكن للتكنولوجيا أن تؤثر على عقولنا حيث تصبح المعلومات المتداولة أكثر أهمية من الحقائق نفسها
لكن هل يمكن أن نعتبر هذا التأييد العفوي تعبيراً عن الوعي الجماعي أم أنه مجرد استجابة سريعة لمؤثرات خارجية...؟
إن العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا ليست مجرد تفاعل سطحي بل هي رحلة معقدة تتداخل فيها المشاعر و القيم والحقائق.....
في عالم مليء بالمعلومات يصبح من الضروري أن نتعلم كيف نميز بين الحقيقة والخيال وأن نعيد تقييم علاقتنا بالتكنولوجيا فهل نحن مجرد متلقين سلبيين أم أننا قادرون على استخدام هذه الأدوات لتعزيز فهمنا للعالم من حولنا...
انتشار التكنولوجيا في مجتمعاتنا له تأثيرات متعددة بعضها إيجابي والآخر سلبي في الجزء الثاني من هذا الموضوع يمكننا استكشاف كيف ساهمت التكنولوجيا في تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية والدينية.
1. الأوضاع الاجتماعية :
تسببت التكنولوجيا في تفكك الروابط الاجتماعية التقليدية فمع تزايد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أصبح التواصل الشخصي أقل شيوعاً مما أدى إلى شعور العديد من الأفراد بالعزلة كما أن الاعتماد على التكنولوجيا في التفاعل الاجتماعي قد أثر على القيم الاجتماعية مثل الاحترام والتعاطف....
2. الأوضاع الاقتصادية :
على الرغم من أن التكنولوجيا قد ساهمت في خلق فرص عمل جديدة إلا أنها أيضاً أدت إلى فقدان العديد من الوظائف التقليدية الأتمتة والذكاء الاصطناعي قد يحل محل العمالة البشرية مما يزيد من معدلات البطالة ويؤدي إلى تفاقم الفجوة الاقتصادية بين الأفراد....
3. الأوضاع الثقافية :
تأثرت الثقافة المحلية بشكل كبير بسبب الانفتاح على الثقافات الأخرى عبر الإنترنت قد يؤدي هذا إلى تآكل الهوية الثقافية المحلية حيث تتبنى الأجيال الجديدة قيماً وعادات من ثقافات أخرى مما يهدد التنوع الثقافي...
4. الأوضاع البيئية :
تساهم التكنولوجيا في تدهور البيئة من خلال زيادة استهلاك الموارد الطبيعية وإنتاج النفايات الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية يؤدي إلى تلوث البيئة كما أن التصنيع الضخم يتسبب في استنزاف الموارد الطبيعية....
5. الأوضاع الدينية :
تأثرت القيم الدينية أيضاً بانتشار التكنولوجيا قد تؤدي المعلومات المتاحة على الإنترنت إلى تشكيك الأفراد في معتقداتهم أو إلى ظهور تيارات دينية جديدة قد تتعارض مع القيم التقليدية كما أن الانشغال بالتكنولوجيا قد يبعد الأفراد عن الممارسات الدينية....
الخاتمة :
بينما تقدم التكنولوجيا العديد من الفوائد من المهم أن نكون واعين للتحديات التي تطرحها يتطلب الأمر توازناً بين الاستفادة من التكنولوجيا والحفاظ على القيم الاجتماعية والأخلاقية والدينية التي تشكل أساس مجتمعاتنا.
الأديب والمدرب الدولي محمد ديبو حبو
بقلم حسن الغرياني أبو سيد
لا ضير ولا تثريب
___
على ماذا أبكي
وبمن أستغيث
إلا لمن له حق النداء
هَلّتْ روائح المسك
وتنسمت الصدور
مِنْ روائح الشهداء
وأنيني يملأ القلوب ..
مِنْ إخوتنا ..
الذين شاهدونا على الهواء
ولم يستنفروا لنا
وَيَمُدُونَا بما في أيديهم
ولم يستطيعوا ..
الخشوع في إرسال الدعاء
ولا الطعام والماء
ولا الدواء
تركونا في الْمِحْنَةِ
خذلونا ..
وقطعوا حبل الاعتصام
واتخذوا الأولياء
مِنَ الأعداء
شجبوا ..
وأدانوا ..
وتخلفوا عن الرَّكْبِ
فانقطعت عُرَى الانتماء
وابتعدوا عن جادة الاصطفاف
فأُريقت الدماء
وشاهد العالم العصا في اليد
تُحارب الطيران
الذي يجوب الأجواء
على سطح الأرض ..
وفي السماء
ولا تثريب على إخوتي اليوم
فقد اجتمعت كلمتنا
وعاد الانتماء
ورحم الله الأموات
الذين صبروا ..
وهم بيننا أحياء
والمرابطين على الثغور
حتى تعود الأرض
ويكتمل البناء
_
تَنَسَّمَتْ : استنشقت أو شمت الرائحة برفق ولين، أو استمتعت بالهواء العليل، أو علمت بالأمر شيئاً فشيئاً.
____
عُرَى ..جمع "عروة" ..
وهي كل ما يُتعلّق به ويُستمسك به، سواء كان ماديًا أو معنويًا كالتمسك بالدين .
_____
ألَا إنّ نصر الله قريب .
اللهم إن عبادك وأهلنا في غزة وفلسطين والمستضعفين في سائر البلاد من المسلمين لا ناصر لهم إلا أنت فانتصر لهم وانصرهم بحولك وقوتك يا أرحم الراحمين . اللهم آمين
لا ضير ولا تثريب
___
على ماذا أبكي
وبمن أستغيث
إلا لمن له حق النداء
هَلّتْ روائح المسك
وتنسمت الصدور
مِنْ روائح الشهداء
وأنيني يملأ القلوب ..
مِنْ إخوتنا ..
الذين شاهدونا على الهواء
ولم يستنفروا لنا
وَيَمُدُونَا بما في أيديهم
ولم يستطيعوا ..
الخشوع في إرسال الدعاء
ولا الطعام والماء
ولا الدواء
تركونا في الْمِحْنَةِ
خذلونا ..
وقطعوا حبل الاعتصام
واتخذوا الأولياء
مِنَ الأعداء
شجبوا ..
وأدانوا ..
وتخلفوا عن الرَّكْبِ
فانقطعت عُرَى الانتماء
وابتعدوا عن جادة الاصطفاف
فأُريقت الدماء
وشاهد العالم العصا في اليد
تُحارب الطيران
الذي يجوب الأجواء
على سطح الأرض ..
وفي السماء
ولا تثريب على إخوتي اليوم
فقد اجتمعت كلمتنا
وعاد الانتماء
ورحم الله الأموات
الذين صبروا ..
وهم بيننا أحياء
والمرابطين على الثغور
حتى تعود الأرض
ويكتمل البناء
_
تَنَسَّمَتْ : استنشقت أو شمت الرائحة برفق ولين، أو استمتعت بالهواء العليل، أو علمت بالأمر شيئاً فشيئاً.
____
عُرَى ..جمع "عروة" ..
وهي كل ما يُتعلّق به ويُستمسك به، سواء كان ماديًا أو معنويًا كالتمسك بالدين .
_____
ألَا إنّ نصر الله قريب .
اللهم إن عبادك وأهلنا في غزة وفلسطين والمستضعفين في سائر البلاد من المسلمين لا ناصر لهم إلا أنت فانتصر لهم وانصرهم بحولك وقوتك يا أرحم الراحمين . اللهم آمين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
ذهبنا بهذه الآية بما قاله الإمام السعدي في تأويلها ..
يقول سبحانه وتعالى :
﴿ وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ﴾ . [ الرعد: 22]
{ وَالَّذِينَ صَبَرُوا }
على المأمورات بالامتثال، وعن المنهيات بالانكفاف عنها والبعد منها،
وعلى أقدار الله المؤلمة بعدم تسخطها.
ولكن بشرط أن يكون ذلك الصبر
{ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ }
لا لغير ذلك من المقاصد والأغراض الفاسدة فإن هذا هو الصبر النافع الذي يحبس به العبد نفسه، طلبا لمرضاة ربه، ورجاء للقرب منه، والحظوة بثوابه، وهو الصبر الذي من خصائص أهل الإيمان،
وأما الصبر المشترك الذي غايته التجلد ومنتهاه الفخر، فهذا يصدر من البر والفاجر، والمؤمن والكافر، فليس هو الممدوح على الحقيقة.
{ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ }
بأركانها وشروطها ومكملاتها ظاهرا وباطنا،
{ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً }
دخل في ذلك النفقات الواجبة كالزكوات والكفارات والنفقات المستحبة وأنهم ينفقون حيث دعت الحاجة إلى النفقة، سرا وعلانية،
{ وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ }-
أي: من أساء إليهم بقول أو فعل، لم يقابلوه بفعله، بل قابلوه بالإحسان إليه.
فيعطون من حرمهم، ويعفون عمن ظلمهم، ويصلون من قطعهم، ويحسنون إلى من أساء إليهم، وإذا كانوا يقابلون المسيء بالإحسان، فما ظنك بغير المسيء؟!
{ أُولَئِكَ } الذين وصفت صفاتهم الجليلة ومناقبهم الجميلة { لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ } .
وقيل في تدبر الآية:
والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ..
لا يُحمَدُ على الصبرِ عند اللهِ مَن لم يكن صبرُه في سبيلِه، وابتغاء وجهِه تعالى .
مَن صبرَ على مصيبته كانت نعمةً في حقِّه؛ لأن الصبرَ شفاءٌ لنفسه، وزيادةٌ في حسناته، ومَن جزعَ جمعَ مصيبتين: مرارةَ المصيبة، وذهابَ الأجر وحصولَ الإثم.
صبرًا على فعلِ العبادات، وعلى بذلِ المالِ في الطاعات، فمَن صبرَ فبعقبى الدارِ ظَفِر.
مَن يقابل المسيءَ بالإحسان؛ فيعطي مَن حَرَمه، ويعفو عمَّن ظلمَه، ويَصلُ مَن قَطعَه،
فكيف سيعامِلُ مَن أحسنَ إليه؟!
والحمد لله رب العالمين
____
يقول .. أبو سيد حسن الغرياني بقلمه تحت عنوان ..
حضارة التخضيع
______________
قالوا ..
لدينا أكثر مما اُشِيعَ
والجواسيس في خدمتنا
من البشر الوضيع
وبنينا المعابر والجدار
لحصار الكبير والرضيع
ويكون الجميع ..
تحت المقصلة
للقهر والتخضيع
وأشهرنا سلاح الدمار ..
والجوع ..
لمن أراد للحق الرجوع
وفي أجندتنا ..
على خرائط العالم
أننا الجنس الرفيع
والأميين وضعناهم
في قاموس المعاني
الحيوانات البشرية
نستأصلها لسد الزرائع
ونضع لها في الدساتير
وسائل التشريع
أَفَلَا نستفيق ..
قبل عرضنا سبايا
في سوق الرقيق
ونعمل دراسة الْجَدْوَى
لإبطال هذا الصنيع
ونستفيق لإعادة الحقوق
في أحضان الجموع
يكفينا امتلاء جداول الصبر
مِنْ سيلان الدموع
هيا ..
أعيدُوا لعيون الشروق
رَيْعُ الضُحَا
والماء للينابيع
حتى تخضر السهول
وتحمل الأشجار الثمار
بمنظرها البديع
ونتنفس من هواء الصبح
نسيم الربيع
_________
بقلم حسن الغرياني .. أبو سيد
______
رَيْعُ الضُّحا : بياضُه.
🙏🙏أشواق تحترق 🙏🙏
"يا عروبة "
مابك ..يا دنيا تعذبيني فهل ...أرى في العذابات.أشواق تسمو......وتحترق؟!
حلفت... يا دنيا ان.تسقيني مر الكأس ممزوجا..بالتعب .والعسل.....والارق
اواه!! يا دنيا من عذابات.... وضحكة تغيب.. بعيدا عني.مع الريح.....تستبق
..
كيف السبيل ان نعود. نغني.... للمحبة نغني للوطن.نشجب ذل القهر والقلق
نغني مطر ينهمر او غاب المزن لا عاد مطر والعصفورتان.كالصبح.... انفلق
لعمري.... ذاع صيتهما في..... صنعاء
وفي ظل عدن.وجمال فجرها كالشفق
اوانشودة اخي جاوز الظالمون المدى وشوق.احرار.النيل للتحرير... نحترق
.
و حضارة. على ضفاف دجلة والفرات واليرموك ينادي ما هذا الجمال والالق
او من ربع النشامى.الهاشمية.. عرار وحيدر يتغنى بالوطن الجميل كالودق
بيت المقدس وربع طوقان ...حماهم الله من المحن والتحرير واجب وحق
وهكذا في.بلد المليون شهيد.. حلقت رؤوسهم..فوق الطود..... وفوق الافق
والمغرب قد سلب روح. اعدائه بكل اعتزاز وفخر وتونس....بحسن الخلق
وليبيا الحرة مازالت.. تبكي من الألم الله يلم شملها و مرارة العيش لا تذق
والشام كتبت سجلا حافلا ليحياوطن ودمعا..لا يريد ان يغادر او.....يفترق
اي يا دنيا واي زمان.ياوطن؟ قد سلب
جمال الروح ولمة الشمل وبمن.. نثق
لا تحزن ايها الوطن فبلادك... عظيمة المقام ترجم الفتن والغدر قد..شنق
سيأتي يوم نعرف فيه.نجوى الوطن وترجع ترنيمة عاش يا اجمل ما خلق
فهل أرى ذلك ؟! كنت أبحث ..واغني واهتف للوطن وكل.بالضاد من نطق
ظللت اهذي وانادي انشد لقطعة من القلب لبنان والسودان الكحل قد سرق
. ارد اليوم والشوك صار فراش ...اهل غزة والنوم في العراءهل الوعد صدق
مررت على الديار وقد فارقها.. اعزتها تذرف الدمع الحزين اهطالا ..كالودق
فقلت لله..درك ما هذا البكاء قد اوجع قالت ابكي مروا علي لا احد.... نطق
قلت ايعقل هذا والنفس بغي شيطان غوى رأيته مدليا الاذنين. وقد.نهق
فسألتهم عن الكرامة والمروءة ..قالوا دع عنك طيش الصبا وأيام .وقد شهق
علاما هذا الحزن أراه في عيون الديار فبكت وانتحب من قلة الحياء قد غرق
لعمري قد بات النوى يقد... المضاجع والغي.قد كسر للخيل ألقوائم وشنق
اواه من عروبة بلا مروءة لطم الزمان عليها من تخاذل..وذل وقد قد.. الخََلَق
ايها العربي خذ من سفينة... الصحراء حكمة واصبر حتى تصعد الى.. الافق
ولا تامنن.... من بالغدر..... موصوف ومربوط....بسلسال.الخبث.... بالعنق
انتصرت... غزة العزة اليوم... يا ليته يشفي من عذاب الدم كل يوم يحترق
بقلم الشاعرة د.عطاف الخوالدة
٢٠٢١ تحديث واعادة نشر اكتوبر ٢٠٢٥
"يا عروبة "
مابك ..يا دنيا تعذبيني فهل ...أرى في العذابات.أشواق تسمو......وتحترق؟!
حلفت... يا دنيا ان.تسقيني مر الكأس ممزوجا..بالتعب .والعسل.....والارق
اواه!! يا دنيا من عذابات.... وضحكة تغيب.. بعيدا عني.مع الريح.....تستبق
..
كيف السبيل ان نعود. نغني.... للمحبة نغني للوطن.نشجب ذل القهر والقلق
نغني مطر ينهمر او غاب المزن لا عاد مطر والعصفورتان.كالصبح.... انفلق
لعمري.... ذاع صيتهما في..... صنعاء
وفي ظل عدن.وجمال فجرها كالشفق
اوانشودة اخي جاوز الظالمون المدى وشوق.احرار.النيل للتحرير... نحترق
.
و حضارة. على ضفاف دجلة والفرات واليرموك ينادي ما هذا الجمال والالق
او من ربع النشامى.الهاشمية.. عرار وحيدر يتغنى بالوطن الجميل كالودق
بيت المقدس وربع طوقان ...حماهم الله من المحن والتحرير واجب وحق
وهكذا في.بلد المليون شهيد.. حلقت رؤوسهم..فوق الطود..... وفوق الافق
والمغرب قد سلب روح. اعدائه بكل اعتزاز وفخر وتونس....بحسن الخلق
وليبيا الحرة مازالت.. تبكي من الألم الله يلم شملها و مرارة العيش لا تذق
والشام كتبت سجلا حافلا ليحياوطن ودمعا..لا يريد ان يغادر او.....يفترق
اي يا دنيا واي زمان.ياوطن؟ قد سلب
جمال الروح ولمة الشمل وبمن.. نثق
لا تحزن ايها الوطن فبلادك... عظيمة المقام ترجم الفتن والغدر قد..شنق
سيأتي يوم نعرف فيه.نجوى الوطن وترجع ترنيمة عاش يا اجمل ما خلق
فهل أرى ذلك ؟! كنت أبحث ..واغني واهتف للوطن وكل.بالضاد من نطق
ظللت اهذي وانادي انشد لقطعة من القلب لبنان والسودان الكحل قد سرق
. ارد اليوم والشوك صار فراش ...اهل غزة والنوم في العراءهل الوعد صدق
مررت على الديار وقد فارقها.. اعزتها تذرف الدمع الحزين اهطالا ..كالودق
فقلت لله..درك ما هذا البكاء قد اوجع قالت ابكي مروا علي لا احد.... نطق
قلت ايعقل هذا والنفس بغي شيطان غوى رأيته مدليا الاذنين. وقد.نهق
فسألتهم عن الكرامة والمروءة ..قالوا دع عنك طيش الصبا وأيام .وقد شهق
علاما هذا الحزن أراه في عيون الديار فبكت وانتحب من قلة الحياء قد غرق
لعمري قد بات النوى يقد... المضاجع والغي.قد كسر للخيل ألقوائم وشنق
اواه من عروبة بلا مروءة لطم الزمان عليها من تخاذل..وذل وقد قد.. الخََلَق
ايها العربي خذ من سفينة... الصحراء حكمة واصبر حتى تصعد الى.. الافق
ولا تامنن.... من بالغدر..... موصوف ومربوط....بسلسال.الخبث.... بالعنق
انتصرت... غزة العزة اليوم... يا ليته يشفي من عذاب الدم كل يوم يحترق
بقلم الشاعرة د.عطاف الخوالدة
٢٠٢١ تحديث واعادة نشر اكتوبر ٢٠٢٥
للعشق حكاية أخرى
لو
أنى مغرم في عشقها فاانا كاذب
فيكفينى الوصول إليها فهى جنتى
ودنيتي ومرأتى ونور عينى
هى
نجمتى العشق لها لأيكفى وقلبى
لا يكفى وعمري لأ يكفى
فهى
حالة خاصة هى وجودها
حماية
وتعلقى بها أصبح غاية
والقرب
منها مالة نهاية المشوار اليها
أمشية بعناية أخاف عليها من تغيرات
الرياح ويقوط الامطار وحرارة
الجو فى الصيف وفي الشتاء
فهذا هو غرامي لها أدونة فى
قصائد تدون في مجلدات وفي
جدرائية قلبي الولهان ساكتب
وأتغزل وأنسج أجمل ما فى
حروف الهجاء وسيسمعها الأكابر
وصفوة الحياة وكل العالم ويتقرأ
بجميع اللغات والمهارات سيكتشفها
من قرأ وسمع وصدق هذا الكلام
بإن الحب والعشق والغرام يجتمعان
اليوم مع أجمل أمرأة تضئ
الحياة
فروحي تكتمل بظهورها
بقلمى
سلوى البرشومى من مصر الاسكندريه
تسرب الضوء
الفراغ يمر من بين الحيطان
صدى يتلوى كنبضٍ ضائع
الريح تحمل أسماء لم تنطق
الزوايا تتقاطع
كخيوط من غبار تبحث عن ظلها
الحجارة تتنفس والجدران تهتز
تحتوي ضحكات لم تكتمل
أمان تتبعثر كأن الركام نفسه يتذكر النور
اليد تمتد
تلمس أثرا أو حلما
يتلاشى قبل أن يعرف اسمه
الرمل يتلقفها بصمت
كل شيء نصف موجود
نصف حياة نصف موت
القلب يضرب في الهواء
الظل والحطام والجدران يتنفسون معًا
كجسد واحد ممزق لكنه حي
في الركن البعيد نقطة ضوء خجولة
تتنفس للحظة ثم تختفي
كأن الحياة تتذكر نفسها
تنحني على الحطام بخجل
تترك أثرا خافتًا بين الغيم والظل
الهواء ثقيل
يحمل صمتا كأن الزمن نسي نفسه
كل شيء ينهار بلا صوت
لكن الانهيار يلمع للحظة
كأن أملا يولد في حركة الضوء على الركام
يمشي في الفراغ
يحمل أثره بلا أحد يراه
الأثر يظل
لا ينطفئ
لا يموت
لا يلمس شيئًا سوى قلب يبحث عن معنى
بين الركام والظل
والأمل الخافت الذي يهمس بلا اسم
كأن الضوء نفسه يتعلم الكلام
بقلم الاستاذ أبو الأغر هندي دويكات طابت أوقاتكم بكل خير وسعاده
(غربة وشقاء)
سَأَيْبُ البِلادَ وَالقَلْبُ فِيهَا يُعَانِي،،،
وَأَمْشِي وَدَمْعِي فِي المَسَافَاتِ جَارِي.
شَقِيتُ وَمَا فِ البَاقِي لِلْعَيْشِ بُقْيَةٌ،،،
وَتَعِبْتُ أَرْجُو الرِّزْقَ فِي كُلِّ دَارِي.
أَجِيلُ يَمِينًا لَا أُرَى فِيهِ نُورَهُ،،،
وَأَمْضِي شِمَالًا فَالحَنِينُ جِوَارِي.
فَقُلْتُ عَسَى الرَّحْمٰنُ يَرْزُقُنِي غَدًا،،،
وَيَسْرِي عَلَيَّ القَدْرُ فِي الاِسْتِسْلَامِ.
وَرَسَمْتُ فِي خَيَالِي حُلْمَ غُرْبَتِنَا،،،
وَرَكِبْتُ طَيَّارَةَ الرَّجَا وَدِيَارِي.
خَيَالِيَ أَوْسَعُ مِنْ مَقَاسِ طَاقَتِي،،،
وَأَنَا ضَعِيفٌ عَنْ مَرَارِ البِحَارِ.
وَسِرْتُ لِبُلْدَانٍ غَرِيبٍ رُسُومُهَا،،،
وَفِيهَا صِدَى بَلَدِي وَنَبْضُ دِيَارِي.
طَلَعْتُ أُفَتِّشُ فِي السُّوقِ عَنْ أَمَلٍ،،،
فَقَالُوا: هُنَا العُمَّالُ وَالاِسْتِجَارِ.
فَنَظَرْتُ قُلْتُ: أَيَاهُ سُوقُ كَرَامَةٍ؟!،،،
وَالنَّاسُ بَاعُوا نَفْسَهُمْ بِالدَّرَاهِمِ.
وَرُحْتُ أَبْحَثُ عَنْ عَمَلٍ يُحِبُّنِي،،،
فَلَقِيتُ مَالِكَهُ يُرِيدُ اِحْتِقَارِي.
فَقُلْتُ: أَنَا أَزْرَعُ الأَمَلَ الَّذِي،،،
يَسْقِي جِيَادَ الْعُمْرِ فِي أَطْوَارِي.
وَأُحِبُّ أَنْ أَشْقَى لِأَجْلِ كَرَامَتِي،،،
وَلَكِنْ أَبَتْ نَفْسِي بَيَاعَ شِعَارِي.
وَتَذَكَّرْتُ فِي بَلَدِي وَأَهْلِي مَجْدِي،،،
وَرَفْعَةَ رَأْسِي وَالعَزِيمَةِ جَارِي.
وَمِنْ غُرْبَتِي زَادَ الحَنِينُ وَغَصَّنِي،،،
وَمَسَحْتُ صُورَتَنِي وَمَحْوُ اِطْوَارِي.
وَصَبَرْتُ فِي كَبَدِ اللَّيَالِي مُعَانِيًا،،،
أُحَوِّشُ القِرْشَ القَلِيلَ لِدَارِي.
وَالعَيْشُ غَالٍ وَالبَنِينَ طُمُوحُهُمْ،،،
وَالعِلْمُ غَالٍ وَالفُؤَادُ نِزَارِي.
وَصِحْتُ يَوْمًا قَدْ وَحَشْنِي أَهْلُهُمْ،،،
فَجَهَّزْتُ حُلْمِي وَاشْتَرَيْتُ تِذْكَارِي.
وَعُدْتُ لِبَيْتِي وَاشْتَعَلْتُ سَعَادَةً،،،
أُنَادِي زَوْجَتِي وَأَحْضُنُ صِغَارِي.
فَإِذَا الَّذِينَ كَانُوا مَعِي غَرِبَاتُهُمْ،،،
مَا عَادَ مِنْهُمْ فِي البُيُوتِ مَقَارِي.
وَتَكْسِرُنِي دُنْيَايَ حِينَ رَأَيْتُهُمْ،،،
مُحَاطِينَ بِالفَقْرِ وَالاِضْطِرَارِ.
فَقُلْتُ: يَا دُنْيَا وَيَا غُرْبَتِي كَفَى،،،
أَخَذْتِ مِنِّي كُلَّ نَبْضٍ وَدَارِي.
رَسَمْتُكِ حُلْمًا لَا يُمَاثِلُهُ مُنًى،،،
فَكَانَ وَهْمًا وَانْتَهَى بِانْكَسَارِ.
وَتَعَلَّمْتُ أ
مرزوق عوض الدرك
رحلة في جوف أرض قاحلة
********************
ويسقط من وجهي ألف وجه غاضب لنرمم أيقونة الوجود
وقبل أن يُسقط الخريف نواجذه
ولدت الصحراء بسيكولوجية اليتم المقنع
بوريد وحيد يضخ إليها قطرة دماء واحدة للبقاء حية
ليسجل فيها الرعد رعونة الخذلان
لا تاريخ ميلاد هنا لا وصول فالرمال مزدجره تطأطأ مشتعلة تحت أقدام السلاحف تباغض أعلام الإستسلام تنهض بأقدام كاذبة تمشي على ظل أعوج
لا خريطة لا معالم لا توثيق لميلاد يتيم
الإلتفاف حول النفس قسيمة الوصول إلى جوف كهف مهجور يسكنه أنثى الثعبان لتضع بيضها في هدوء دون أن تلعقه حرباء هاربة من واد ليس بمقدس تتلون كلما سمحت لها الصحراء بأن تختبئ في جوفها شريطة أن لا تبحث عن ماء الوجه العسر
فالصحراء كُتب لها إرث لاترويه إلا أمطار من رمال غاضبة هاربة كالنيران في جوف شجرة خُلقت لتموت محترقه
نيران بلا حرب تبيد الأبرياء
ولد خلف الظل صغيرات فقدن نهد أمهاتهن تلوح بأيادى صغيره بحثا عن الحياة بصوت مرتجف كمواء قطة تزحف خوفاً من أن يقطعوا أرجلها تبحث عن السلام
بيدها بطاقة حمراء لتطرد وجوه الظلم
فلا عزاء لمن أحرقوا أشجار الزيتون
لاعزاء لمن يحملون قرب الماء العذب
والصحراء جدباء قاحلة
بقلمي
عبير محمد
ذكريات العمر
12/10/2025
عندي كلام كثير
بس ابدأ من اين
لا اعرف
وعندي أفكار
متى انفذها
مع الأيام
عندي قلب حنين
زيادة عن ال لزوم
والحنية مطلوبه
ودي خارج الأرداة
لماذا
لأن من تعود على حب الناس
لن يستطيع أن
يقلل من الحنية
والحنين نعمة
وفضل من الله
فكونوا طيبون
بمعنى عدم أذية خلق الله
فما أجمل أن تسعد الأخرين
وترى الابتسامة على وجوههم
وقلبك سيكون سعيد
لسعادة الأخرين
الشاعرة ليلى حسين
علاج التنيا
التنيا شائعة الظهور على شكل بقع بيضاء على سطح الجلد وغالبا الرقبة ٠
العلاج : اشترى من عند بائع البذور كبريت أصفر ، أو عمود الكبريت( مطحون ) من عند العطار ، هات نص ليمونه وأغمسها فى الكبريت ، ثم ادعك الأماكن المصابة مرتين يوميا لمدة أسبوع
وصفه مجربه وبإذن الله الشفاء التام ٠
بقلم طلعت خفاجى ٠ مصر
علاج التنيا
التنيا شائعة الظهور على شكل بقع بيضاء على سطح الجلد وغالبا الرقبة ٠
العلاج : اشترى من عند بائع البذور كبريت أصفر ، أو عمود الكبريت( مطحون ) من عند العطار ، هات نص ليمونه وأغمسها فى الكبريت ، ثم ادعك الأماكن المصابة مرتين يوميا لمدة أسبوع
وصفه مجربه وبإذن الله الشفاء التام ٠
بقلم طلعت خفاجى ٠ مصر
خاطرة شعرية من شخصي المتواضع باللغة العامية تجاه مصر بعنوان :يامصر
يامصر اسمعي والله أنا بقول عليك وبقول فيكِ.
وأقسمت بالله زي مبقول فيك أنا بقول عليكِ.
أنت الحمى والأمان وبروحي ودمي أفديكِ.
يارب تفرحي وتتهني يارب وماحد يرثيك.
وجيشك درعك أوعٍ تفرطي فيه وحطيه بعنيكِ.
والقضاء رمز الأمان وبعدلة وميزانه يحمييكِ.
وأنا هشد حيلي كتير و كتير وبكرة ههديكِ.
ههديكٍ بدعاء للسما وأقول يارب يرضيكِ.
يرضيكٍ بالحب والأمان والأمن فيك وماليكِ.
آآه يابنت الحلال جميلة وحلوة والكل يناديكِ.
بقولك يامصر يامصروالله والله أنا بموت فيكِ.
وأنت الرجولة والشهامة وجيشك البطل يفاديكِ.
أيوه ياحلوة ياأم العرب والكل عايز يحاكيكِ.
بكرة أروح القمر والفضا وأحجز مكان لي وليكِ.
تفرحي وتتهني وتسعدي يامصر والكل يباريكِ.
وأنت الفايزة وأولادك كرام وعظام ورا معااليكِ.
عصافيرك الحلوة الجميلة طايرة وبتقول شدى فيكِ.
أنت أم العرب وإحنا شايفين شغلك ومساعيكِ.
عملت السلام وخلفت الوئام ياكريمة ربي يخليكِ.
وأنت مذكورة في القرآن يامصر والرب حاميكِ.
حاميكٍ من لؤم اللئام وبستره الجميل مغطيكِ.
والله ياأمي نفسي أبوسك بوسة والقلب يهديكِ.
يهديكٍ المحبة والوفاء وبلساني يامصر أشديكِ.
أشديكٍ كلام وكلام وكلام وكلام وبحبي أرويكِ.
وازرعي بحبي وسلامي وئام والرب حفظك وراعيكِ.
واحكي كمان وكمان والله والله ماأحلى حكااويكِ.
مع تحيات أخوكم دكتور عبدالعظيم علي عفيفي الهابط مصر أم الدنيا كلها 🌹🌹👏👏❤️❤️🌺🌺
عِندَ اكْتِمالِ القَصِيدَة
بقلم : حسين عبداللة جمعة
عِندَ اكْتِمالِ القَصِيدَة...!
آهٍ... لَو تَعْلَمِينََ كَيْفَ تُصْبِحِينَ،
وَتَصِيرِينََ أَنْتِ،
وَحْدَكِ أَنْتِ الجَمِيلَة،
مِثْلِ اكْتِمَالِ البَدْرِ،
وَمَوْسِمِ حَصَادِ القَمْحِ في بِلادِي،
وَكَمَا قِصَصِ الحُبِّ والغَرَام...!!!
نَعِيشُهَا...
تَعِيشُ فِينَا...
نُمسي أَبْطَالَهَا...!
لَكِنَّهَا تَبْقَى،
تَبْقَى مُسْتَحِيلَة...
عِندَ اكْتِمَالِ القَصِيدَة.
تَعَانَقَ شَذَى عِطْرَيْنَا،
فَانْسَكَبَ رَحِيقًا...
وَصَبَّ حُرُوفَ كَلِمَاتِي،
وَرَاحَتْ عَيْنَاكِ تَعْدُو...،
تُذَلِّلُ مَسَافَاتٍ بَعِيدَة،
وَأَغْدُو بَرِيقَ عَيْنَيْكِ،
وَتَصْدُرُ الجَرِيدَة...!!!
تَحْمِلُكِ أَنْتِ،
وَأَنْتِ...
أَنْتِ القَصِيدَة.
عِندَ اكْتِمَالِ القَصِيدَة،
تَظْهَرُ سِمَاتُ الحَمْلِ...،
وَأَبْدَأُ...
فِي انْتِقَاءِ أَسْمَاءٍ جَدِيدَة.
وَهُنَالِكَ...!
عَلَى أَغْصَانِ شَجَرَةِ الرَّحِيل،
فِي أَعَالِي جِبَالِ التِّيبِت،
أَعْقِدُ خَيْطًا آخَر،
بِلَوْنٍ آخَر،
وَتَمْضِينََ أَنْتِ وَحِيدَة،
كَشُعْلَةِ القِنْدِيل،
تُحَاكِي الصَّمْتَ تَارَةً،
وَأَطْوَارًا...!!!
تَتَرَاقَصِينََ مَعَ كُلِّ تَنْهِيدَة.
عِنْدَ اكْتِمَالِ القَصِيدَة...!
يُسَافِرُ الفَجْرُ،
مَعَ صِيَاحِ دِيكٍ آتٍ
مِن أَمَاكِنَ لَا بَعِيدَة،
يَسْتَقِلُّ أُفُقًا رَمَادِيًّا،
يُعَانِدُ الصَّبَاحَ،
يُصَارِعُ شَمْسًا عَنِيدَة.
وَشُعْلَةُ القِنْدِيلِ...
تَخْفُتُ...،
تَذْوِي...،
وَرُوَيْدًا... رُوَيْدًا...،
تُعْلِنُ الرَّحِيلَ.
وَتَبْقَيْنَ أَنْتِ...
سَيِّدَةَ القَصِيدَة...!
حسين عبدالله جمعة
سعدنايل لبنان
امرأةُ العروبة
مشردةٌ أنا يا وطنِي
لا أعرفُ بيتاً سوى تُرابِك
كالروحِ المعذبةِ أهيمُ بحجارِتِكَ
والنارُ المقدسةُ تحرقُ ما تبقى من جراحِي
على أعتابِك أركضُ و تطاردُني السيوفُ
و الجرحُ ينزفُ و شرياني مفتوحٌ
أحتمي تحت ظلالِ شجيراتِ التينِ و الزيتونِ
فتهطلُ علي ضرباتُ مدافعِهم
مِتُّ و دفنتُ و خرجتُ من رمادِي
أنا الفلسطينيةُ
أنا الفلسطينيةُ التي
أكتبُ بألوانِ علمِ وطنِي
و أبكي بدموعِ الألوانِ ذاتِها
أنا امرأةُ الثلجِ في زمنِ الظلامِ
أعولُ و أنتحبُ
أرقصُ و أغني
في آنٍ واحدٍ
أنا البحرُ البيروتيُ
الذي يعانقُ ورقَ البردى
أنا امرأةُ الحريةِ أبسطُ جناحِي
حولَ الأهراماتِ المشيدةِ
و أحومُ حولَ برجِ بابلَ و أنثُر زهرَ اللوزِ
على أعمدةِ البتراءِ
و أسكنُ على قممِ جبالِ أطلسَ
و أُصلي في جامعِ القيروانِ
و أرسمُ علمَ بلادي على شاطىء وهرانَ
كالمعجزةِ لا شيءَ يشبهُني
لا شيءَ يشبهُني
برائحةِ الموتِ
والحزنِ
ها هنا يرقدُ جسدِي
تحت قبورِ الشهداءِ
في عالمٍ أقلَ همجيةً
أضمُ العروبةَ إلى قلبَي
لكنَ قلبِي مثقوبٌ لأوطانٍ خانتْها
أحلامُها .
أفنان جولاني
فلسطين
أنت الحياة
************
أنت الحياة فمن أكون بدونها
فهل الحياة بلا الحياة تكون ؟
إن غبت عن عيني تذوب حشاشتي
يغتالني عند الغياب شجون
طلع الصباحُ فكان وجهُك نورهُ
وغفتْ على كفِّ النسيمِ غصونُ
يا بدْرَ ليلي، يا نقاءَ مشاعري
انت الصفاءُ وسره المكنونُ
كم طارَ في فلكِ المحبةِ طائرٌ
إن ضاقَ من ألمِ الفراقِ حنينُ
وأهيمُ في ليلِ اشتياقي أشتكي
والعقل منّي يعتريهِ جنونُ
يا قامة العلياء تسمو للعلى
ومنَ البهاءِ تغارُ منك عيونُ
أهواك، نبعاً للصفاءِ، وإنّني
لوصالِك العذبِ الجميلِ أصونُ
فأنا وأنتَ نَسيمُ وِدٍّ صافيٍ
كلّ المصاعبِ في هواك تهون
د. سما سامي بغدادي
المدينة المقاومة
مدينةٌ حولها الذئابُ
والحقدُ والغدرُ والكلابُ
والحقُّ يا ربُّ في يديْها
والصدْقُ والعدلُ والكتابُ
غارتْ على أرضها الأعادي
وضيّعتْ حقَّها البوادي
بالفسقِ والعهرِ والفسادِ
والجهلِ والفقرِ للعبادِ
واللهوِ والخمرِ في النوادي
والنهبِ والسلبِ للبلادِ
ولم تزلْ تطلُبُ العدالهْ
وترفضُ الصمتَ والنذاله
والعُرْبُ إذْ ناصروا الزبالهْ
جاروا على حقِّها النجيبِ
آهٍ على وضعِكِ الكئيبِ
وصمتِ إخوانكِ الرهيبِ
يا قُدسُ يا لوعةَ القلوبِ
يا كوكبَ العزِّ والكرامهْ
يا نجمةَ الفخرِ والشهامهْ
قومي ابعثي العُرْبَ من جديدِ
حتى يُعيدوا صدى الرشيدِ
يا ليتني شاعرٌ فأروي
أمجادَ شعبٍ لنا تليدِ
وأعْتلي صهوةَ البحارِ
وأمْتطي غربّةَ القفارِ
فإن رماني العدا بنارِ
كانت حياتي فدا الحبيبِ
آهٍ على وضعكِ الكئيبِ
وصمتِ إخوانكِ الرهيبِ
يا قدسُ يا لوعةَ القلوبِ
أصون عِرضي بكلِّ جِدِّ
وتربَ أرضي بكلِّ جُهدي
برغمِ نذلٍ برغمِ وغْدِ
برغمِ بطشٍ برغمِ جُندِ
أجولُ فيها بكلِّ وُدِّ
على دروبٍ سمتْ بمجدي
دروبِ قومي أبي وجَدّي
وأحضُنُ النورَ في الصباحِ
وألْثُمُ الوردَ والأقاحي
وأقتفي خُطوةَ الرياحِ
على بساطٍ بلا جناحِ
وأطلبُ النصرَ بالكِفاحِ
ولا بدمعٍ ولا نواحِ
وأشربُ الحبَّ في المساءِ
معتّقًا كاملَ الصفاءِ
وأرقبُ الشمسَ في المغيبِ
وأسألُ النجمَ عن حبيبي
يا ليتَهُ كانَ من نصيبي
مدينةٌ في مدى عصيبِ
آهٍ على وضعِكِ الكئيبِ
وصمتِ إخوانِكِ الرهيبِ
يا قُدسُ يا لوعةَ القلوبِ
د. أسامه مصاروه
يصادف اليوم ذكرى وفاة آنا فرويد
بقلم / د. حنان حسن مصطفي
التي توفيت في 9 أكتوبر/تشرين الأول 1982 عن عمر ناهز 86 عامًا. كانت آنا فرويد (1895-1982) رائدة في مجال التحليل النفسي للأطفال.
كان والدها، سيغموند فرويد، مؤسس التحليل النفسي، لكن آنا لا تُذكر فقط بابنته، بل كانت شخصيةً محوريةً في حركة التحليل النفسي، حيث قدمت ابتكاراتٍ نظريةً وتقنيةً مهمة، وأحدثت تغييراتٍ هائلةً في كيفية رؤية الأطفال وفهمهم ورعايتهم.
بمناسبة ذكري وفاتها، اليكم بعض من انجازاتها..
اسست آنا فرويد عيادة هامبستيد (Hampstead Clinic) في لندن عام 1951 بالاشتراك مع هيلين روس (Helen Ross) ودوروثي برلنغهام (Dorothy Burlingham). كان الهدف من تأسيسها تقديم العلاج والدعم للأسر، ومعالجة الأطفال المضطربين أو ذوي الإعاقات بغضّ النظر عن مشكلاتهم أو خلفياتهم الاجتماعية أو تاريخهم السابق، وفي الوقت ذاته توفير تدريب متكامل وغني للمحللين النفسيين المتدربين.
رأت آنا فرويد في هذه العيادة فرصة لتطبيق معرفتها التحليلية النفسية المتخصصة في مجال إرشاد الأطفال (Child Guidance).
وكانت العيادة تقع في 31 شارع مايرزفيلد غاردنز (Maresfield Gardens) في حي هامبستيد بلندن، وبدأت عملها الكامل عام 1952. حصلت على دعم من عدد من المؤسسات الخيرية، مثل مؤسسة فيلد في إلينوي (Field Foundation of Illinois)، ومؤسسة أبحاث الطب النفسي (Foundation for Research in Psychiatry)، ومركز الدراسات بجامعة ييل (Yale Study Center).
ضمّ المبنى ست غرف استشارة، وغرفة ألعاب، ومكاتب، ومكتبة، وقاعة دراسية لتدريب المعالجين.
إلى جانب علاج الأطفال، كانت العيادة تطبق العلاج المتزامن للأم والطفل بإشراف دوروثي برلنغهام، التي شجعت أيضًا على إنشاء فهرس تحليلي (Index) لتوثيق البيانات المستخلصة من التحليل النفسي للأطفال. كان هذا الفهرس يُسجَّل على بطاقات ويُرتّب موضوعيًا بما يتوافق مع السياق التحليلي ومع ما يكشفه الأطفال في جلساتهم.
شملت موضوعاته المحتويات اللاواعية، والقلق، والدفاعات النفسية، والسمات الشخصية، وعلاقات الموضوع (object-relationships)، وتجليات النقل (transference).
استند هذا النظام التصنيفي إلى الأساليب التي طورتها برلنغهام وآنا فرويد أثناء إدارتهما لـ دار حضانة جاكسون (Jackson Nursery) في فيينا، ثم دور حضانة الحرب في هامبستيد (Hampstead War Nurseries) في لندن.
أما آنا فرويد، فقد طوّرت أداة تشخيصية أصبحت تُعرف لاحقًا باسم "الملف التشخيصي" (Diagnostic Profile)، وهي منهجية تعتمد على استبيان نفسي يستخلص المعلومات من مقابلات مع الأطفال وأسرهم بهدف إنتاج تشخيصات أكثر دقة.
كان الهدف من هذه الأداة زيادة موثوقية التحليل النفسي للأطفال، وتمكين المحللين من اتخاذ إجراءات علاجية فعّالة في وقت أبكر مما كان ممكنًا من قبل.
حققت عيادة هامبستيد (Hampstead Clinic) شهرة سريعة أتاحت لمؤسِّساتها تنفيذ تجارب رائدة في مجال التحليل النفسي.
ففي عام 1954 بدأت دوروثي برلنغهام (Dorothy Burlingham) تحليل حالة طفل كفيف، وهو ما شكّل بداية تعاون طويل بين العيادة والمعهد الملكي الوطني للمكفوفين (Royal National Institute of the Blind).
وسرعان ما قامت برلنغهام بافتتاح روضة للأطفال المكفوفين في منزل صمّمه إرنست فرويد (Ernst Freud) – نجل سيجموند فرويد – وبُني في حديقة المبنى الرئيسي للعيادة.
وفي مرحلة لاحقة، أُنشئت عيادة الأطفال الأصحاء (Well Baby Clinic) لمساعدة الأمهات على الاستجابة لاحتياجات أطفالهن الجسدية والعاطفية.
كما أصبح من الممكن ملاحظة الأطفال العاديين في مراحل نموّهم الطبيعية بفضل تأسيس روضة (Kindergarten) ضمن مرافق العيادة.
انتصارات التحليل النفسي
- تأليف: بيير داكو (Pierre Daco)
- ترجمة: وجيه أسعد
بقلم / د. حنان حسن مصطفي
يقدّم بيير داكو في هذا الكتاب رحلة عميقة داخل النفس البشرية، رحلة لا تكتفي بتفسير الأعراض النفسية أو السلوكية، بل تسعى إلى فهم الإنسان في صيرورته نحو الوعي بذاته.
إنه كتاب عن التحرّر الإنساني:
عن الإنسان الذي يضلّ طريقه إلى ذاته،
فيتعلّم عبر الألم والفشل أن كل سقوط هو باب إلى الوعي.
يطرح داكو رؤية إنسانية متفائلة للتحليل النفسي: يكون طريقًا للشفاء الروحي والوجودي، وطريقًا نحو الحرية الداخلية.
المحاور الرئيسية
1. الإنسان بين التدمير الذاتي والاكتشاف
يرى داكو أن كل إنسان يحمل في داخله قوتين متصارعتين: قوة التدمير وقوة البناء.
فالذات، عندما تعجز عن التكيف مع الواقع أو تحمّل خيباته، تميل إلى خلق آليات دفاعية قد تتحوّل إلى أدوات تدمير: عقدة الذنب، الدونية، المازوخية...
لكن المفارقة أن هذه القوى نفسها يمكن أن تكون بذورًا للوعي والتحرر إذا تمّ تفكيكها عبر التحليل.
فالتحليل لا يُدين هذه الانحرافات، بل يُصغي إليها ليفهم ماذا تريد أن تقول النفس من خلالها.
2. التحليل النفسي كطريق إلى الكلّية
يقدّم داكو مفهومًا مميزًا لما يسميه «كليّة الإنسان» (Totalité de l’être).
فالنفس ليست مجرد جهاز رغبات أو مجموعة أعراض، بل هي كائن يسعى إلى الاكتمال والتوازن بين وعيه ولاوعيه، بين رغبته وواقعه.
التحليل النفسي، عند داكو، ليس علاجًا فقط بل سيرورة روحية، شبيهة بمسار تطهير أو ولادة جديدة.
في نهاية كل تحليل ناجح، يخرج الإنسان وقد تصالح مع ذاته وتجاوز انقسامه الداخلي.
3. الخيبة والذنب كمحطات للنضج
ينتقد داكو النزعة السطحية التي ترى في الألم النفسي مجرد مرض.
فالخيبة، والإثم، والفشل، ليست حالات مرضية بالضرورة، بل هي خبرات تكشف عمق الإنسان وضعفه، وهي التي تدفعه للبحث عن ذاته الحقيقية.
يقول: «الإنسان الذي لم يعرف خيبته، لم يعرف نفسه بعد.»
هكذا يصبح الإخفاق نوعًا من الحقيقة، ومقدمة لازمة لكل تحول.
4. ما وراء الأعراض: المعنى المخفي للمعاناة
في هذا المحور، يوضح داكو أن الأعراض — كالقلق، والخوف، والذنب — هي لغةٌ ثانية للنفس، تقول ما لا تستطيع قوله بالكلمات.
بدل مقاومة العرض، يجب الإصغاء إليه.
إنه بمثابة رسالة من اللاوعي تطلب من الإنسان أن يلتفت إلى ذاته الممزقة.
5. التحليل كعلاقة إنسانية قبل أن يكون تقنية
يشدّد المؤلف على أن التحليل النفسي ليس تجربة تقنية باردة، بل لقاء إنساني بين معالِج ومحلَّل، يقوم على الثقة والتفهّم.
التحليل، بهذا الفهم، فعل حبّ وتضامن إنساني، يتيح للفرد أن يتصالح مع ضعفه دون أن يشعر بالذنب.
الخلاصة
يحكي كتاب «انتصارات التحليل النفسي» قصة الإنسان في صراعه مع ذاته، من الانقسام إلى الكلّية، من الذنب إلى الصفح، من التدمير إلى الحب.
يذكّرنا داكو بأن التحليل النفسي، في جوهره، انتصارٌ للإنسان على نفسه، وانتصارٌ للوعي على العمى الداخلي الذي يقيّد الحرية.
في النهاية، لا ينتصر التحليل النفسي على المرض، بل ينتصر الإنسان على خوفه من معرفة نفسه.
المقال السادس عشر من سلسلة نهضة الأمة"
بعنوان:من الأقوال إلى الأفعال... كيف تبدأ الأمة؟
____________________________
المقدمة :
إنّ الأمم لا تنهض بالشعارات ،ولا تزدهر بالأمنيات، وإنما تنهض بالإرادة الواعية والعمل الصادق،لقد ملأت أمتنا الدنيا حديثًا عن المجد، والعزة ،والتمكين، لكنها ما تزال في حاجة إلى أن تُحوِّل القول إلى عمل، والنية إلى مشروع، والإيمان إلى حركة. فالكلمات وحدها لا تبني حضارة، وإنما العزائم الصادقة هي التي تصنع التاريخ.
يقول الله تعالى:
> ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ [التوبة: 105].
فالأمر بالعمل هنا أصل في الإصلاح، إذ لا يكفي أن نُحسن القول حتى نُحسن الفعل، فالإسلام دين التطبيق لا التنظير، ودين الحركة لا الجمود.
لقد أجاد أحد.الصالحين حين قال: «الإسلام فكرة، وعقيدة، وعبادة ،وقيادة، ودين، ودولة، ومصحف ،وسيف». فالمسلم الحقّ لا يكتفي بالكلام عن الفضائل، بل يعيشها واقعًا ملموسًا في بيته، ومجتمعه، وميدان عمله.
إنّ بداية النهضة تكون حين نُراجع أنفسنا بصدق:
هل نحن نعمل بقدر ما نتكلم؟
هل ينعكس ما ندعو إليه على سلوكنا ومؤسساتنا ومناهجنا؟
حين يتحوّل الوعي إلى إرادة، والإرادة إلى فعل، عندها تبدأ الأمة طريق نهضتها من جديد.
> كما قال الشاعر:
وما نيلُ المطالبِ بالتمنِّي * ولكن تُؤخذُ الدنيا غِلابا
وما استعصى على قومٍ مَنالٌ * إذا الإقدامُ كان لهم إيابا
فالطريق إلى النهضة يبدأ من الإخلاص، والجد ،والعمل، ومن إعداد الفرد المسلم الذي يحمل الرسالة قولًا وفعلاً، علمًا، وخلقًا، دعوةً وبناءً. الأمة التي تعمل تُثمر، والتي تتكاسل تذبل.
إننا بحاجة إلى جيلٍ جديدٍ من العاملين المخلصين، لا يكتفون بالتحليل والحديث، بل يصنعون الأثر، ويقدمون القدوة. فإذا صدقت النيّات، وتحرّكت العزائم، وارتفع صوت العمل فوق ضجيج الأقوال، فذلك أوّل الطريق نحو بعث الأمة من جديد.
____________________________
وصايا عملية :
أن يبدأ كلٌّ منّا بنفسه، فصلاح الأفراد طريق لصلاح الجماعات، والعمل الصالح لبنة في بناء النهضة الكبرى. فابدأ من اليوم، وكن جزءًا من الفعل لا الصدى..
اللهم أتم فرحة أهلنا في غزة بخير وسلام يارب العالمين.
____________________________
دعوة _تربية _نهضة أمة.
الدكتور عيد كامل حافظ النوقي.
كِتابُ المَحَبَة
يا كِتابِ المَحَبة
يا فهرسَ حياتي
يا صفحةٌ مشرقةٌ
لغدٍ آتِ
كفاكِ تُقلِبينَّ
بصفحةِ الفراقِ
وتُمحِينَّ ما كانَّ لي
مِن صِفاتي
اتفقنا على حُبِ
بَعضنُا
ووقَعنا عليها
فَمنْ خَرقَ المعاهداتِ
استعمارُكِ
جاثِمٌ في صَدري
ولا أُريدَهُ أن ينجلي
حتى مماتي
أ رأيتِ أحداً
أحبَ مَنْ احتلَ كيانُهُ؟؟؟
وباقياً عليهِ
ولديهِ كُل الخياراتِ
و لَن يَتَخَلى عَنكِ
رَغمَ كلِّ المُلماتِ
فلا تَستغلينَّ ضَعفَ قَلبيَّ
وتَتَفنينَّ في تَعذيَبَهِ
فَتفقديه
وتَفقَديني
وتُعلِنينَّ فيهِ وفاتي
بقلمي حسان الأمين
ليت الوُد الذي بيننا خالدُ
تفديك عينُ وذات (قاصدُ)
خل حرفا أنسجه لك قصائد
وما سواه فالكل إليك عائد
سليمان قاصد عن الحلاج
يا صبر
يا صبر أنى يأذن المكتوب
وتزول من بعد الشقاء كروب
وتعود من بعد النزوح مواسم
أدمى حنايانا بها التغريب
أين الأحبة قد ظننا لم نهن
هنًّا وعقت بالقلوب قلوب
مروا مرور العابثين فلم يعوا
كيف استباح ضلوعنا التعذيب
يا حكمة القدر العنيد إلى متى
أظننت أني في الأسى يعقوب؟
ضاق احتمالي بالحياة وها أنا
لا دمع يسعفني ولا تطيب
لو أنهم عادوا فليس عليهمو
الآن لا لوم ولا تسريب
......................
نجاة كلش
ملتقى الشعراء و الادباء -الشاعر الاديب منذر فيراوي
(همسات❤️ المنذر )
(رقم❤️ 477)
الغريب
من اول يوم احببتك اصبحت عن الشعر غريب ...
لا اتلذذ بالكلمات بالحب بالعشق بالغرام ...
اصبحت اشرب البؤس و الشقاء في الليل الحزين ...
اشتهي كلمة حب بالقصيد ...
اشتهي ان امارس العشق
بلذة اشتهي و اشتهي و اشتهي
من اول يوم احببتك
اصبحت غريبا عن نفسي
لم اعد افهم نفسي فكيف يفهمني الحبيب ؟!
لعبت على اوتار جسدي وأشعاري مزقتها اصبح اللحن الكلام كله نشاز كئيب
جئت اطل منك المساعدة
صعبت علي نفسي اصبح كبريائي ذليل ...
ضاقت بي الدنيا احمل همومي رميتها رمتني رمية الذليل ...
بكيت جلست على الارض ذليل ... انحنيت و صليت ركعتين الى الله لينشلني من هذا الوضع العصيب ... حياتي مثل حياة اي عاشق
غدر به النصيب ...
خفف الله عني و ازاح صداها
عن قلبي بركعتين
ذابت بها كل الهموم ...
تركتها و رحلت التقيت بها مرة
صدفة كالغريب ...
كان صوتها له رنين يهزني يبهرني بنغمة الحزن و الضياع ...
كانه حبي قد اصبح مجهول الهوية كنت انا الضحية نظراتها كانت سوداء كالليل الحزين و انفاسها عواصف تقتلع اوراق الاشجار الصفراء
في موسم الخريف ...
ارحلي لا شيء فيك يذكرني بحبيبتي ارحلي حبك لم يعد يسكن في قلبي فقد اصبح يسكن المقابر
ارحلي قبل ان يستيقظ الموتى
من قبورهم يخرجوا عن صمتهم يتكلموا يفضحوك في دنيا
كثر فيها النفاق والخداع ارحلي
سوف تجدين العشاق ينامون
على الأرصفة بالطريق
ينتظرونك في كل الاماكن
يريدون ان ينتقموا منك سوف تريني انا الشاعر ملك العاشقين
انتظرك خلف الضباب قد كان لي كبريائي عزة نفسي اخذتها و رحلتي لقد حان وقت الانتقام لقد كان قلمي يضرب الشعر يفجر الحروف
و تصبح كلمات تسبح في كل بحور الشعر كل من يقراها يضرب لها السلام يوم ان عرفتك ضاع كل شيء ... ارحلي فقد اصبحت مجنونا بالشعر بين كل الشعراء ارحلي قبل ان افجر قلمي و اقضحك بين كل البشر
اصبح عاصيا يغضب علي الله
و كل الانبياء ... فقط ارحلي بصمت و هدوء ... و اتركيني بين احزاني و اشعاري ....
مع تحياتي
من كتاباتي
الشاعر منذر فيراوي
لما اكون مشتاق لحبـيـب ومش لاقيه
اعمل ايــــــــــــه
لما اكون عطشان ونفسي اشرب واسقيه
اعمل ايــــــــــــه
لما اكون محتاج لحنانه وكل ما فيه
اعمل ايــــــــــــه
ابعد عنو ولا اروح له
واجري عليه
انكر حبي ولا ابوح له
واصرح ليه
اعمل ايــــــــــــه
اطمن قلبه ولا اسيبو
يعيش وحديه
هو وبختو كده ونصيـبو
يشوف بعينيه
لما بـيـبعد عنو حبـيـبو
وينسي ماضيه
هيعمل ايــــــــــــه
لما يسيـبو وسط لهـيـبو
ويخليه
يصرخ آه وينادي طبـيـبو
عشان يداويه
يهرب منو طـبـيـبو يسيـبو
النار تكويه
هيعمل ايــــــــــــه
كلمات الشاعر الغنائي / محمد مصطفي
نهاية حرب غزة.د.آمنة الموشكي.
فَرَحٌ يَعُمُّ بِلادَنا العَرَبِيَّةْ
والعالَمَ المَشْحُونَ بِالعَصَبِيَّةْ
مِنْ فَرَحِ غَزَّةَ وَاهْلِهَا صِرْنا إِلَى
أَفْراحِنا فِي غِبْطَةٍ أَبَدِيَّةْ
الحَرْبُ لا خَيْرًا بِهَا، كَلَّا، وَلَا
فَخْرًا، وَلَا مِنْ بَعْدِهَا جَهَوِيَّةْ
كُلُّ المَصالِحِ تَنْتَهِي أَوْ تَنْطوِي
وَجَمِيعُهَا الأَطْرافُ فِي هَمَجِيَّةْ
لَا لِلسِّلَاحِ لِقَتْلِ إِنْسانٍ لَهُ
حَقُّ الحَيَاةِ بِعِزَّةٍ مَحْمِيَّةْ
النَّاسُ مَخْلُوقُونَ مِنْ طِينٍ وَمَاء،
فَازْرَعْ بِهِمْ وَرْدَ الوِدَادِ عَشِيَّةْ
لِتَرَى جَمَالَ الصُّبْحِ عِطْرًا مُنْعِشًا
لِطُفُولَةٍ تَرْنُو بِعَيْنٍ أَبِيَّةْ
تَأْتِي إِلَيْكَ بِبَسْمَةِ الحُبِّ الَّتِي
تَشْفِي القُلُوبَ بِحِكْمَةٍ وَرَوِيَّةْ
وَبِهَا بَرَاءَةُ طِفْلِكَ المَحْبُوبِ يَا
مَنْ لَا تَرَى رُوحَ السَّلَامِ عَصِيَّةْ
لَا تَنْحَنِ لِلشَّرِّ، لَا تَهْوَى الأَذَى،
فَامْنَحْ فُؤَادَكَ نَفْحَةً وَرْدِيَّةْ
وَاعْدِلْ وَلَا تَمْكُرْ، وَكُنْ ذُو فِطْنَةٍ،
تُعْطِي الحُقُوقَ بِكُلِّ نَفْسٍ رَضِيَّةْ
ما غَزَّةُ الغَرَّاءُ إِلَّا قِطْعَةً
مِنْ أَرْضِنَا، وَجَمِيعُهَا مَسَمِّيَةْ
فِلَسٌ وَطِينٌ، لَا فِكَاكَ لأَرْضِهَا،
هِيَ دُرَّةٌ بَاءَتْ بِكُلِّ أَذِيَّةْ
فَلْتَرْفَعُوا الأَصْوَاتَ، هَيَّا، كَبِّرُوا!
أَرْضُ الرِّبَاطِ جَمِيعُهَا عَرَبِيَّةْ
آمنة ناجي الموشكي
اليمن ١١. ١٠. ٢٠٢٥م
همسات على شرفات الحنين...
عبر محطات الزمن..
توقّفنا كثيرًا... ليس اختيارًا،؛ بل لأن الجراح أرهقت خطانا...
كلُّ محطةٍ كانت تحملنا إلى أخرى أكثر وجعًا.. كأنّ القدر يعيد ترتيب امتحانات الصبر فينا..
تعلّمنا أن نغلق أفواه الحنين كي لا يفضحنا البكاء.. و أن نُخفي تحت ملامح الهدوء عاصفةً لا تهدأ أبدا..
صرنا نبتسم كما لو أن شيئًا لم يكن بينما في أعماقنا تُقام جنازات لأحلامٍ لم تولد بعد..
كم حبسنا الحنين خلف دموع الأنين نحاول أن نبدو بخير بينما نحن نذوب بصمت..
نكتب على جدران القلب أسماء من عبروا ثم نمحوها خوفًا من الإرتباك ..لأن الذاكرة حين تنزف لا تعرف النسيان..
تعبنا من الحنين... لكنه لم يتعب منا...!!
إنه كطفلٍ عنيد يوقظنا في منتصف الهدوء و يهمس:
“تذكر؟ هناك شيء تركته في الأمس لم تودّعه بعد.”
مضينا، كالطيور المهاجرة نحمل في الأجنحة شوقًا أكثر من الهواء...
هاجرنا من أوطانٍ ضاقت و من قلوبٍ لم تسعنا و من أحلامٍ فقدت ملامحها...كنا نبحث عن الأمان...
-الأمان لا بوصفه مكانًا بل قلبًا واحدًا يشبه دفء الشتاء حين يهدأ المطر....قلبًا نلقي فيه تعبنا و نقول: "ها قد وصلنا."
لكننا حين فتّشنا في الوجوه وجدنا الأقنعة أكثر من الوجوه..
كم من قلبٍ أطلّ علينا كالنور ثم انطفأ كخديعة!
كم من يدٍ امتدت لنا دفئًا، فإذا بها تحمل خنجرًا مبتسمًا!
صرنا نُحسن الظنّ فنُصاب، نغفر فنُهان، نُصغي فيُغرقوننا بالضجيج...
-أعيتنا القلوب الخبيثة ؛أجهدتنا كثرة الخطى و كأننا نسير في صحراءٍ من البشر...
لكن رغم هذا كله لم يمت فينا الرجاء..
لا يزال في القلب ركنٌ صغير يضيء كلما لامس الصدق أرواحنا.
لا نزال نؤمن أن الطيبين و إن قلّوا ؛ موجودون...
وأن اللقاء بهم هو نوعٌ من المعجزة اليومية التي تُعيد للروح سببًا للابتسام...
في كل وجعٍ حكمة و في كل انكسارٍ ميلاد..
لقد علّمتنا الجراح أن الحب لا يُقاس بطول البقاء، بل بعمق الأثر....و أن من يرحل لا يأخذ منا إلا ما لم يكن لنا أصلًا..
أما ما كان نقيًا و صادقًا فإنه يبقى ؛ يسكننا كنبضٍ صامتٍ لا يشيخ...
و هكذا نمضي...
نمضي لأن الحياة لا تنتظر المترددين...
نمضي لأننا فهمنا أن الأمان ليس أن نُمسك يدًا ؛ بل أن نُصافح أنفسنا دون خجل..
أن نجد في داخلنا حضنًا نلجأ إليه حين تُغلق الأبواب..
أن نغفر لأنفسنا أولًا قبل أن نغفر للعالم...
في النهاية ؛ على محطات الزمن سنقف دائمًا...
لكننا هذه المرة سنقف بوعيٍ لا بوجع..
و سنقول للّذين أرهقونا:-
شكرًا فقد علّمتمونا كيف نحب دون أن نضيع..
و كيف نرحل ونحن أكثر امتلاءً بالحياة، لا بالخذلان و الندم .
بقلم ✍️ د.عبير عيد
(بعد العمر ما فات)
*******
بعد العمر ما فات
وعديت أنا السبعين
رجعت بي الذكريات
أيام فاتت وسنين
*******
افتكرت أيام شبابي
وجيراني وصحابي
افتكرت ابويا وامي
واخواتي و احبابي
*******
مسكت ايديا القلم
الرصاص الاتش بي
اكتب بفرحه والم
كل شيء احس بيه
*******
كتبت يجي ألف بيت
جمعتهم ازجال
دا انا عشت واتربيت
شاعر أنا وزجال
*******
ذكريات واسماء وشخصيات
جمعتهم في ديوان
بعد العمر ما فات
كتبت أنا العنوان
بعد العمر ما فات
كتبت أنا العنوان
********
فوزي جلاب ابو سمير
زجل بعد العمر ما فات
هو الزجل الرئيسي
لديواني الثالث
بعد العمر ما فات
الصادر في (٢٠١٦)
🇪🇬 مصر العظمى
بقلم: هدى أحمد شوكت
قالوا زمان: مصر انتهت… راحت زعامتها!
ضحكت وقالت: أنا التاريخ… والباقي سطر في صفحتي!
من الخليج لواشنطن… الكل شايف هيبتها،
ترامب جاها بنفسه، والعالم بيسمع كلمتها.
هي مش بتزايد ولا بتساوم في القضايا،
دي مصر، اللي لما تحكي… الدنيا تصحى من الغبايا.
أمريكا اعترفت وقالت: لولاها ما حصل السلام،
هي اللي بتبني الأمل، وتطفي نار كل خصام.
لما القاهرة تتكلم، الكل يوقف يسمع،
صوتها مش صدى… ده قرار بيتوقّع.
مصر مش قائد الشرق… دي قلبه النابض بالضياء،
هي المركز، هي الميزان، هي الحكمة والوفاء.
تحمي، تبادر، وتقود بخطى ثابتة وعيونها للأمام،
مش بالشعارات، لكن بالفعل… تصنع السلام.
فاهتفوا معاها: تحيا مصر… بالعز والفخر والقيام!
دي مصر العظمى… تاج العروبة… ونبض الأنام
بقلمي " هدى أحمد شوكت
مصر
يَوْمُ النُّورِ
يَبْدَأُ الصَّبَاحُ فِي فُؤَادِي بِالنُّورِي
يَهْتِفُ النَّسِيمُ فَيُخْفِفُ كُلَّ جُرُوحِي
يَهْرُبُ الظَّلَامُ وَتَسْكُنُ دُرُوبِي
يَتَلَأْلَأُ الصَّبَاحُ وَيَفِيحُ نُورِي
يَسْرِي الطُّيُورُ عَلَى غُصُونِي
يَهْدَأُ الفُؤَادُ وَيَسْكُنُ فِي جُوفِي
يَتَجَلَّى الذِّكْرُ فِي صَدْرِي
يَهَلُّ الفَرَحُ عَلَى أَيَّامِي وَرُوحِي
يَسْتَبْشِرُ النَّبْضُ وَيَسْكُنُ طُمَأْنِينَتِي
يَتَوَهَّجُ النُّورُ فِي دُرُوبِي وَصُبْحِي
يَتَّسِمُ الأَمَانِي فِي صَبَاحِي
يَخْتَتِمُ الأَمَلَ فِي فُؤَادِي وَأَمَلِي
يَهْرُبُ الحُزْنُ مِنْ دُرُوبِي
يَهْتِفُ البَهَاءُ فِي قَلْبِي وَرُوحِي
يَتَنَفَّسُ الفَجْرُ بِخُضْرَةٍ وَنَضَارَةٍ
يَهْتِفُ قَلْبِي بِذِكْرِ اللّهِ وَسُكِينَتِي
يَسْتَبْدِلُ الأَيَّامُ وَيُغَنِّي الطُّمَأْنِينَةَ
يَتَوَهَّجُ النُّورُ فِي فُؤَادِي وَأَمَلِي
يَسْرِي الرُّوحُ فِي دُرُوبِي وَسُرُورِي
يَهْتِفُ حَسَنٌ فِي سُطُورِي وَنُورِي
✍️ حَسَن أَبُو عَمْشَة
لُبنَان في٢٠٢٥/١٠/١٢
وزير وسفاره
قصه حلوه وجباره
سفير جوه سفاره
سرق لوحة وسجاده
وزيف أوراق سياره
إسمع مني الآتي
واحد اصلا واطي
من حرامي لوزير
إسمه عبد العاطي
فقري وآخرته طين
جاه بسرعه كمين
والحقيقه آوام ظهرت
بانت يا مصريين
عامل فيها جاسوس
لكن البيه منحوس
شقته طلعت وكر
مخزن مليان فلوس
قصه حلوه وجباره
سفير جوه سفاره
سرق لوحة وسجاده
وزيف أوراق سياره
وزير وسفاره
قصيدة: "عيان الوصل"
(في حبِّ الله)
إنَّ المُحِبَّ إذا غابتْ مَعالِمُهُ
كسوسَنٍ قد راجَهُ البُستانا
لو لاحَ يَطغى سُندُسًا من رِقَّةٍ
قد فاحَ يَملِكُ للكمالِ بَيانَا
إذا رَوِيتُ من ظماءِ لهفَتي
لأشتدَّ من ظمأِ اللِّقاءِ كِيَانَا
ما القُربُ إلّا في وِصالِكَ لَوعَةٌ
قد هاجَتِ الأركانَ بالأزمانَا
قد غَيَّبَ الوجهَ الجميلَ بوجهَتي
والوجهُ مِنِّي جاهُهُ قدْ حَانَا
إنِّي رَقِيتُ في رُقاقَةِ مُهجَتي
والوَصلُ مِنكَ في الوجودِ يَرانَا
والدَّمعُ من حُبٍّ يَراكَ بمُقلَتي
والرّوحُ منِّي لِلقاءِ عِيَانَا
إلَّاكَ وحدَكَ قد وَجدتُكَ في دَمي
وودود إسمِكَ في نُهى الأكوانَا
كلماتي محمد أحمد حسين
فى 12/10/2025
قصيدة.. تجربة حياة..
ولَكَم كُسِرَت على رأسي الجِرَارُ كأنما
تأبى الحيــــــــاة أن أعيش مُكَـــــرمَا
تَجَرَعْتُ مِنْ كَأس الحَيّــــــــــاة مَرّارَةً وسُقيتُ مِنْ غَدْرِ الزمّان العَلْقَـــــــــــم
ورسمت في غَسَقِ الظلاّم أمَــــــــــارَة ومَشَيتُ عَلى الأشْواك مَشْيّة غَيْلــــــمِ
وصَنَعتُ مِنْ صَـوت الصُخــــورِ شرارة
وقطفت من جُرْح السِنِين البَلْــــــــسَم
وأخَذْتُ مِنْ قَهــــــــرَ الجِمّال صَبْــــرهَا
وأجبت عَنْ صَمْت السُؤالِ المُبْهَـــــــــم
إن الحيّاة تَسْتَــــــــــــــــحِي لِحَيَــــاءك
إن كنت يا هَذَا لَبِيب فَافْهَــــــــــــــــــم
بقلمي.. فريجات عبد الحميد العلندي الجزائـــــــــــــــري 🇩🇿
شرح المعاني..
الجِرار- جمع جَرة وهي أنية تصنع من الطين وتستعمل قديما لحفظ الماء والمؤونة.
تأبى- ترفض
تجرعت - نقول تجرع الشئ يعني تناوله مُكْره رغم لمرارته
العلقم- نوع من النباتات الزاحف يعرف بشدة مرارته وهو من فصيلة الحنظليات
أمارة- علامة
غيلم- الغيلم صغير السلحفاة.
البلسم- الدواء والشفاء
الجِمال- جمع جَمل وهو سفينة الصحراء يُضرب به المثل في قوة الإصرار والصبر والتحمل
المُبهم- نقول سؤال مُبهم يعني مشفر غير و واضح. وهو اللغز
لبيب- اللب من اسماء العقل ومثلها النهى ونقول فلان لبيب يعني ذو عقل حكيم راجح ورأي سديد صائب..
فريجات عبد الحميد
تسكت الوردة البرتقالية لتلبس الجمال
موسيقى حزينة
لحنها مليء بالرقصات والنغمات
وزغاريد النساء
شوارع مكتظة بالصمت
والعشق حزين على أسوار مدينتي
والفقر لا وطن له..
مدينتي حزينة على
جمالها ورونقها
الضائع
يتيمة المدائن
تشتعل من صراخ
سكانها
ومقاهيها وأسواقها
لا رحمة ولا إحساس
ولا أغنيات.
تصفع عن المنافقين
والأقنعة الملتحية
واللصوص ولاقطي
فتات الموائد
وكل أصحاب الأنواع
العاهرة..
تصفح عن..
الشجاعة التي لا لون لها ولا هوية لها..
عن العاشقة التي تمنح الحب والمعرفة
سيدة الفقراء وصديقة الجيران
المحبة للشرفاء والأخيار
فكم هي جميلة شجاعة الأطفال في ساحة المدارس
كم هي ممتعة صراخات واحتجاجات الطلبة في شوارع مدينتي..
كم هو الجهل الموغل في الجهات الغنية..
وكم هي مدينتي عالية الهمم..
فقيرة عالمية بفسفاطها
لا تطل إلا في نشرات الأخبار
نقطة مدفونة في خريطة من خرائط ا النسيان
..تعانق كل كل يوم التهميش والإهمال..
أنس كريم.اليوسفية المغرب
كارت أحمر
بيحلم بحلم عمره م اتحقق
ودق الـجرس فانفـتح الــمـزاد
كَلِّتٍ عزيمته والهدف ضاع
والحلم شاب ف عيون ولاد
والعقل ضل وخف وطار
وقلبه مات من غير حداد
ميزانه اختل والبوصلة ضَلِّتْ
وتاه طريقه وفات الميعاد
زرعت ف أرض مش أرضي
وضاع تعبي ومفيش حصاد
ودنيا واخدة البشر ف رجليها
كورة شراب وتاه العباد
وحكم كل اللي حيلته صُفارة
وملعب حدوده شوك ورماد
وكارت أحمر طرد حلمه
مـن جـوه روحه والـفؤاد
كلماتي:
الشاعر: حليم محمود أبو العيلة
مصر
كلمه حق
بالنسبه لموضوع الشبكه من حق العريس ولا العروسه ؟
الحقيقه ان بعد الذهب ما أصبح الحرام فيه يساوى شهر مرتب شهر فالذهب طبعا من حق العريس ؟حتى لو هو إللى سايب
لان فى ناس بتفضل تشتغل وتعمل جمعيات شهور وممكن سنين لاجل ما تكمل ثمن الذهب،فباى حق يتسرق تعبه وشقاه؟وبعدين الخطوبه للتعارف فهو لو متفقش٠مع البنت أو الأسرة من حقه يفسخ ،فالحكايه مش عافيه ولا لوي دراع والبنت ازاى تقبل على نفسها حاجه مش بتاعتها ده ذنب كبير عليها ولا تقبل راجل يكمل معاها عشان الشبكه بس يا خبر ؛
على العموم فى واحد صديق اخويا خطب واحده وما ورتحش رفضوا يديلوا الشبكه،كمل الجوازة غصب بعد اسبوع واحد ساب العروسه وخد دهبه اسافر لأنه فقد احترامه ليها ولا اهلها وهى دلوقتى متعلقه لا متجوزه ولا متطلقه ،والعريس بيبنى حياته فى المحافظه التانيه وشكله هيتحوز ويعيش هناك وسلميلى على الشبكه وقبلهم كرامتك يا جاهله؛
أول استثمار
الأديبة والمفكرة الدكتورة جعدوني حكيمة نينارايسكيلا.
من روايتي إبليس الرسول، نبي الظلام
فرصته القيّمة لتقديم "شخصية المشكل" وتفصيل معناه الدخيل على مفاهيم أقوام الجنّ ، فـ"المشكل" بالنسبة لهم كلمة غريبة عن معجم حياتهم، وهذا سيكون مفتاح أول بوابة سيلج منها "إبليس" إلى سوق الاستثمار في مشاعرهم، وتهشيمها بفأس الإضطراب المترائي عن قريب ...!
-" 'المشكل' يا سيدتي يدلّ على أمر صعب غالبا ما يكون ملتبّس وهو تعقيد ناتج عن حادثة أو خلاف عن شيء معين بين شخصين -رفع يديه يدّعي الحكمة- أو أكثر ، لذلك لا أحبّذ أن يسقط أحدكما فيه، لأنه ليس حميد البتّة -صوب إليها سهام نظراته، وقال بنبرة شبه مريبة- خبيث جدا، ولا يحمد عقباه!! "
إلتقطت منه المعنى، فقابلته بنفي مستساغ!
لكنها فرصته، فلن تنتزعها منه أي وجهة نظر، ولن تتعثّر مكائده أمام أي عقبة.
،؛، غريب وأغرب من الغرابة نفسها، كيف لإبليس أن يمتلك خاصية الصبر في تأهيل مراده لأعلى المراتب! وأن محاولاته غير قابلة للاستسلام، لقد علّمته القسوة كيف يوقع بالطيبة في الفخاخ المظلمة! ،؛،
-" بما أنكما صديقتان منذ أمد وطوال هذه المدة لم يحدث بينكما أي نزاع أو خلاف ولا أي شيء مما -أشار إلى نفسه- ذكرته أنا 'العزيز' ! فكيف تفسرين رحيلها دون اصطحابها لك أو على الأقل، كانت لتعتذر منك قبل المغادرة أولاً ألست صديقتها منذ خمس مائة سنة؟؟! "
لم تجد الجِنيّة الشابّة الكلمات المناسبة لتعقّب بها على الواقع الذي وضعه أمامها المخلوق " إبليس" ، ففاجئها بالمزيد قائلاً.
-" ربما لأنك أطول منها وألطف منها، لذلك لم تتقبل كلامي عنك بهذه الطريقة وغادرت دون أن تحدّثك، ألا ترين أنها بهذا التصرّف قد خاصمتك ؟! "
-" خاصمتني ؟! كيف يكون ذلك ؟؟! مامعنى 'خاصمتني'؟ "
-" يعني هذا أنها قاطعت كلامك من هنا فصاعدًا ! "
-" -ارتسم الحزن على ملامحها- هي لن تحدثني بعد الآن ؟ هكذا تقصد أيها 'العزيز' ؟! "
-" إحتمال أيضًا أنكِ لن تريها مجددا "
-" كل هذا ؟؟؟ -مصدومة- وماذا لو التقيت بها ثانية؟! "
-" حينها يتوجّب عليكِ الحذر كل الحذر منها -اتسعت عيناه وحنى رأسه إليها هامسًا- لأنها أصبحت خطيرة عليكِ "
-" خطيرة علي ؟؟ وكيف ؟؟! "
-" ربما ستؤذيك -صمت وأردف قائلاً- لأنكِ أفضل منها "
أصاب هدفه أخيرًا. فجرت رصاصة الشكّ مخّ تركيزها ...
والشكّ حادثة مميتة.. لا يسعف القدر مخلّفاتها، الشكّ نار موقدة متى كان اليقين هشيمًا، الشكّ فرصة ينتهزها روّاد الخطيئة ليبعثروا كل ما تؤمن به النفوس المتردّدة، الشكّ مرض نفسي معدي لا يمكن حصره في داء واحد.
بالشكّ يتم تهديم الواقع وبناء الوهم وتطويره بآليات الوسواس، الشكّ ألم فضيع يقطن في ظلوع المعرفة، لتتآكل عن بكرة صلابتها، الشكّ إذا حاق بعقل أتعس حياته وأنقص من عمر سلامته، وأرغمه على نسيان حقيقته.
الشكّ تنويم مغناطيسي لا غوث للاستيقاظ منه، إن الشكّ تكاثر بكتيري، هجوم فيروسي يحاصر خلايا الثقة.. يدمّرها، ويذيع الإشاعة خلال جنازتها، يطعن في مبادئها، ينسي كل المعاني في وجودها.
الشكّ هو أكبر خرق لقانون الإنسانية إذا وضع في غير محله.
لكن ما هي حقيقته بالضبط؟؟!
تلك الحقيقة التي نزحت بعيدا واختفت عن أنظار العقول لأهمية بياناتها، فالشكّ هو مفتاح اليقين، إذا تعلّمنا أساسيات الشكّ، سنعرف كيف نثبت على درب اليقين.
على التساؤل أن يكون كالتالي؛ كيف نخضع أي قضية للشكّ، ونحيط برمّة ثغراتها، ونعرف مدى الصدق فيها من اللبس، لكي نجيد الدفاع عنها أمام أعداء الثبوت.
-" وماذا علي أن أفعل لأحذر منها؟! "
-" سؤالك هذا في محله!. ولذلك فإذا ما إلتقيتما مجددا لا تخبريها أن العزيز حذرك منها، أنقذك منها. ولكن -يشير بإصبعه نحوها وبلغة النصيحة الشرسة- إجعليها تعرف من تكونين وأن مقامك أعلى من مقامها، هكذا ستلزم حدودها معك وتفهم أنكِ أفضل منها بكثير، وفي كل شيء أنت أفضل منها"
،؛، من أنجب الطيبة لا يموت. ،؛،
-" -ببراءة- لكن أيها 'العزيز' لا أرى أي فرق بيننا "
قاطع تبريرها بتحريض مقنع.
-" بلى أيتها الحسناء؛ -انتفض من الأرض وأدار إليها ظهره- يوجد فرق واضح بينكما والذي يحدثه -سار ببطء نحو غصن شجرة بريقه من البدر وأخذ يلامسه عقب تتمة الحديث- هو النقص الذي تشعر به صديقتك عندما تكون برفقتك، هي تعلم أنك أفضل منها في كل شيء ولما قمتُ بفضح ما تشعر به نحوك، لم ترضى بذلك ورحلت دون أن تصطحبك معها ، -استدار نحوها- صدقيني -نظرات مودة- أنا أريد مصلحتك لذلك أنبّهك لِما يحدث حولك وتغفلين عنه لأنكِ مسالمة -نبرته رخيمة- وطيبة وقلبك منير لا يعرف في أمور الحسد والغيرة شيء!! ، -أشار إلى الطابور وبنفس النبرة- التالي ياا أحباابي"...
رشفهةحياه
"مفترق الإرادة والعقل"
ما أصعب اتخاذ القرار، حين تنقسم النفس على نفسها، وتتحارب فيك جهتان: جهة العقل التي تشير إلى ما يجب، وجهة القلب التي تهمس بما تريد.
الإنسان في مثل هذه اللحظة لا يكون واقفًا بين طريقين، بل يكون واقفًا بين نارين؛ كلاهما يحرق، وإن اختلف الموضع والمقدار.
فالعقل يأمر بالوجهة التي تحفظ الكيان، وتحمي العاقبة، وتزن الأمور بميزان النجاة.
لكن القلب، هذا الطفل العنيد، لا يهدأ، ولا يعترف بالحساب، بل يندفع إلى حيث يشتهي، ولو كلفه ذلك وجع الدهر.
ويا لها من لحظة!
كل خيار تفقد فيه بعضك: إن اخترت الواجب، تظلم أمنيتك؛ وإن اخترت ما تشتهي، تخون ما تعلم أنه الأحق.
وكأنك كلما تقدّمت خطوة، تركت خلفك جزءًا من سلامك الداخلي، وأدركت أن الطريق إلى النضج، ليس مفروشًا بالإجابات، بل بالخذلان والصبر والمراجعة.
وقد يطول بك التردّد، حتى توشك أن تهرب من الاختيار كله، وتغلق الباب على عقلك وقلبك معًا، طلبًا للسكينة، لكنها سكينة الكاذبين.
فالقرار، مهما خفت منه، لا مفرّ منه.
إنك ستختار، وستحمل التبعات، وستمضي.
ولكنك إن صدقت النية، وبحثت عن الحق لا الهوى، فإن الله يهديك لما هو خير، ولو خالف ما أردته في أول الطريق.
فليس الشجاعة أن تختار ما تحب، بل أن تختار ما ينبغي، وتصبر على مرارته، حتى يصفو لك معناه...
محمد الامين الجزائري..
عبق أكتوبر
في السادس من أكتوبر
لم تُشرق الشمس وحدها
بل أشرقت العزة من قلوب
لا تعرف الانكسار
كانت البنادقُ أناشيد، والدماء قصائد حرية
فنهض الوطن من بين الغبار
وكتب اسمه على جبين التاريخ
نورا لا يخبو
فسلام على من صدقوا العهد
وعلّمونا أن النصر لا يُمنح
بل ينتزع بالإيمان.
فتيحـة نــور عفــراء
حب مصر في دمي
بقلم الكاتب
محمد عباس
حب مصر بيجري في دمي ---
مصر امي واخويا وعمي --
مصر هبة الله وكنانته --
مصر منارة ومنها رسالته --
عيشتي يامصر وعاشوا جنودك --
بستان زاهي بكل ورودك --
جيش وشرطة وشعب وقائد -
نور وهلال وصليبك رائد --
قران انجيل قيامة وصوم --
ربي حافظها لاجل الكون -
ادالدنيا وقالها رئيسها -
مش هنسيبها جالها فارسها -
يحفظ خيرها ويبني اساسها
مش بنخاف راح قالها وكشوا
والجرزان في جحورهم خشوا
هنعمر وهنبني في سينا --
شمس لبكرة ورمز ماضينا -
ربي احميها بخيرها وناسها --
ربي احفظها ربي احرسها -
مصر جميلة لكل الناس -
مصر عفية واغلي اساس
ملكة وزهرة وعطر وفاس -
ابطال بلدي حصدوا الكاس
رفعوا علمنا امام الناس
مصر بهية خضرة ومية
مصر عطية زهرة ندية
هنخضرها نزيد من نورها -
لاجل مانجني كل بذورها -
ابني وابنك زانوا قصورها
حملوا رياتها زادوا نسورها
شهداء ابرار ضحوا وجادوا
لما الاشرار زادوا وبادوا
حرقوا ونشروا الفوضي ونادوا
مش هنسبها هربوا وعادوا
ربي احفظها ربي وصونها
شرطة وجيش بمدنها ونورها
شعب بيسهر يبني قصورها
جندي بيحرس علي اسوارها
ربي احميها بخيرها وناسها
ربي وزيدها وعلي اساسها
مصر وطول العمر منارة
هيبة ورمز ثبات وادارة
حق فلسطين درة وجارة
غزة وضفة وقدس واقصي
ولاهنسبها في يومها تعاني
كل العالم شهدوا بدورها
مصر الغالية حافظه جذورها
هنعمرها دي مصر ونسها
ربي احفظها ربي احرسها
من أنا يا فتى؟
حرص الفؤاد على جنون العاشقينْ ... شحن القلوب بهَدْي ربّ العالمينْ
ورأى الوجود بنور عقل العاقلين ... فبدا له الكون العجيب كما الأنينْ
فبنوره إشراق وجه الناظرينْ ... وبعمقه سَجَنَ الظلامُ السائلينْ
سهِرَتْ عقول في مخابر بحثها ... عن صحّة النبأ الذي في العالمينْ
وبغى القويّ بشرّه وسلاحه ... ليدمّر المعمار والمستضعفينْ
حَزن العجوز لعجزه عن صدّه ... وبكى الصبيّ لأنه فقد الحنينْ
ووسائل الإعلام في ملكوتها ... وبخدعة ستزوّر الحقّ المبينْ
أين الحقيقة يا رؤوس الفاسدين ... كلُّ العباد تنافق الغفل الأمينْ
ستقول يوما يا فتى: هل من رسول مخبر عنّا جميع الفاسقينْ؟
لا تسخروا لفسادنا ولفسْقنا ... سنعيد مجدا ضاع منّا، حازمينْ
سنفيق حتْما بالعلوم وبالنّهى ... ونكُون صرحا شامخا في الصالحينْ
د. أ. علي عبيد
كأن الأرض تتعقل
🌎 بل بدأت تتعقل الأرض
من بعد ان كانت هامدة
وصورة مصغرة للجنة
من بعد ان اظلمت روح الإنسان بالخطيئات المتعاقبة في فساده وسفكه وإهلاكه للحرث والنسل وتكذيبه بعناد متوحش كفار على انبياء وصلاحي القرى والمجتمعات منذ آدم عليه السلام...
فكانت تثور خارجة عن إطارها المتذلل والساكن
والهادئ العاقل
بخروج الإنسان عن العقلنه
المعقدة في برمجته للحياة
المستخلفة فيها.
حتى فكانت كلما تمرد الإنسان تمردت عليه
وكأن هناك لغة الحدود
إن خرج الإنسان عنها عليها
لكبره وعلوه
اضطربت في مراحل زمنية متفرقة
بانواع من الرد الموحي ممن امره بين السماء الأرض عارضا عليهما الأمانة فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا.
لذا كلما نظرة وحست بإخلاله لحمل الامانة الموضوعة في فطرته
هاجت الأرض
مرة تفيض ممدودة بمدها وقاذفة من اجوافها من الماء
وتارة تنفخ ريح عقيما فتجتثه.
ومرة تهتز بزلازل مدمرة كبرياء هذا الإنسان
بينما كانت على مستوى بلدة كانت جنتان عن يمين اليمن وشمال اليمن
كانت كذلك جنتان
عن مشرق الأرض ومغربه
فتحولت إلى جنتين
ذوات اكل وخمط واثل وشيء من سدر قليل
صورة عذاب ارتسمت هنافي اليمن القديمة
لترسل إنذارها بين شعاع الشمس ورياح زفيرها
إلى اطرافها الغربية.
مرسلة النذر والوعود الهالكة....
فجفت انهارها الممدودة
بين كف يديها
لتضارب من عليها على نعمتها المحمولة والمبذولة
حتى ابتلوا بشربة الماء
كقوم صالح
فاراد الله ان يتعلموا درسا
إنسانيا عادل قبل ان يكون بينهم كان تجاه نفس تشرب الماء كما يشربون
وهي الناقة
بينما النواق لاتشرب الماء
يوميا فهي تشرب كمية كبيرة وتخزنه في جوفها
حتى وإن كان الماء نهرا امامها لاتشربه يوميا.
اما ناقة صالح
كانت تشرب من الماء ثاني يوم يوم لهم ويوم لها
(لكم شرب ولها شرب يوم معلوم..) فزاد طمعهم من الماء الذي كان يكفيهم ويكفيها
فلم يتفكرون من اسباب غورة الأنهار وشح الامطار
وجفاف بلدتهم وتدفق الشلالات والسيول الجارية
قاموا بعقر الناقة
فارسل عليهم بصيحة سرعة الصوت الملآئكي
بصوت الرعد والبرق معا ففرحوا من ان السماء ستمطر فعقروا الناقة بقول لاناقة بعد مطر اليوم المانعة عنا يومها ونحن احق به منها فصاحة السما بصرختها فهلكوا جميعا.
فكان كلما كان العدل من الساكنين عليها بعيد
كانت العقوبات بطبيعتها
عليهم متكرره ومتعاقبة
وكان السفر قطعة من عذاب عليهم وإن كانوا بين رحلة الشتاء والصيف
اليوم لقد اخرجت الأرض كنىوز لم تكن في الاولين
وتقاربت برا و بحرا وجوا فاصبح التقارب من معجزة العصر.... وآياته
بعد ان كانت متباعدة الاسفار غائبة بمن عليها عن التعارف ...
وهاهي اليوم تخرج ببحيرة من الحليب من جوفها في بلاد شعب الصين..
وهاهي حولت بعض من الارض الجرز والصحراوية
إلى جنة عليها
فصدق قول الله العليم الحكيم
واستبدناهم بجنتيهم جنتان........
مازالت تحمل اسم الجنة
في مكنونها رغم المتغيرات
القاسية وتعري الزمن من خضرتها وانهارها وبشاشتها
مازالت جنة عائدة إنستبدلت العقول بخضرة الجنة ونسائم إستنشاقها
العادل بين رئتي الإنسان
بسلام مرغم
لا بنار الجان الجائرة على طول الازمان حارقة الأكباد
خواطر افكار
د. حيدررضوان
متهيألي
أشعار : يحيي عبد العزيز
متهيألي
ف أول فجري
صوته ينادي
قمت افتحله
وقلبي فرحله
وقلت يا هادي
رحت لقيته
ده مش بيته
ولا بينادي
شكله كأنه
وصوته باينه
وهم ليلاتي
رحت نسيته
وقلت ياريته
يكون رباني
أصل مفاجأة
حصلت فجأة
لكل كياني
لما لقيته
معايا ف بيته
وجه صحاني
رحت لغيته
وقمت شكيته
ليه بيعاني
قالي أنا فاكر
انك شاكر
ربك تاني
أنا متردد
أبقي مردد
نهر معاني
منت قريني
ومش بتجيني
مع أزماني
ولقيت طيفك
مش بيشوفك
مع قرآني
شفتك بايع
وكمان طايع
كده شيطاني
قولتله حاسب
راح نتحاسب
بس ثواني
انت حقيقة
ولا دقيقة
من أحزاني
قلي كبيرك
إني ضميرك
وانت الجاني
رحت بكيته
وقلت ياريته
ما ينساني
ويصحيني
ويبكيني
يهز كياني
قلت أنا هدعي
ف أول فجري
مع قرآني
ومتهيألي
ف أول فجري
هنسى شيطاني
من وحي غادة الطب
أنا ما قصصت على الرفاق صبابتي
لكنهم قرأوك في أشعاري
قرأوا من العينين خالص قصتي
إن كنت من نيلي ومن أنهاري
هل كنت إلا سر حكايتي
قد أعلنوا سرا من الأسرار
أنا إن جبرت الكسر ذلك مهنتي
لكن جبر الروح من إصراري
أنا إن كسرتي القد أعلن نخوتي
حقا ضممتك حين جر ستاري
ونصبت في بحر العيون محبتي
أسكنت فيك الحس بالأشعار
خالفت إعراب الفؤاد ونحوه
لما هفا نحوي جليل خياري
عيناك سر كان يخبر عمقها
أني اقاسي الحب في الأقدار
أحمد عبد الحي ١٩-١٢-٢١
مواقف الجزائر مع فلسطين
لا يختلفا اثنان على مواقف الجزائر مع فلسطين وقضيتها , ولا يمكن تقزيم هذه المواقف المشرفة
التي رفعت رؤوس العرب عاليا , في المحافل الدولية والإقليمية وحتى العالمية , ولا بأس ان أذ كر
اهم المواقف التاريخية , للدولة الجزائرية , مع القضية الفلسطينية ,
يقول التاريخ ,في الـ 23 اكتوبر عام 1963 الجزائر أول دولة في العالم توافق على فتح مكتب لحركة فتح الفلسطينية على أرضها تحت اسم )مكتب فلسطين ( وفتح معسكرات للتدريب الفلسطينيين والجزائر في عمرها سنة واحدة من الإستقلال وجراح الشعب الجزائري لم تندمل بعد, وفي صيف
عام 1965 الجزائر أول دولة أعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية وفي سنة 1966 وقع متكب
فلسطين إتفاقية مع وزارة الدفاع الجزائرية لتدريب الضباط الفلسطينيين , وفي الـ 23 جويلية 1968
كانت أول عملية لتبادل الأسرى بين منظمة التحرير الفلسطينية والكيان الإسرائيلي , إثر عملية الجبهة
الشعبية لتحرير فلسطين حيث تم إختطاف طائرة إسرايلية بقيادة المناضلة ليلى خالد ,وأجبرت الطائرة
على التوجه إلى الجزائر , وأفرج عن الركاب مقابل 37 أسيرا فلسطينيا , وفي الـ 26 نوفمبر 1973
انعقاد قمة عربية في الجزائر , لتخرج بقرارات شروط السلام مع الكيان , منها إنسحاب الكيان من الأراضي الفلسطينية وفي مقدمتها القدس , وإستعادة الشعب الفلسطسني كامل حقوقه الوطنية ,وفي
الـ 21 أوت 1982 خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت ) لبنان( وكان هذا حدث محزن بالنسبة لمنظمة التحرير الفلسطينية , لكن الجزائر أستقبلت عدد كبير منهم ووفرت لهم ثكنات خاصة في الغرب الجزائري, وفي الـ 14 فيفري 1983 الجزائر تحتضن الدورة الـ 16 للمجلس الوطني الفلسطيني ,وفي الـ 13 نوفمبر 1988 إعلان الدولة الفلسطينية من الجزائر بعد رفض الدول العربية
إعلان دولة فلسطين من أراضيها .......... !!!!!
// مخلط عمري . مويلح الجلفة / الجزائر
الحِمَارُ وَالْفِيلُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قَتَلَ امْرُؤٌ فِي غَابَةٍ،
جَرِيمَةٌ لَا تُغْتَفَرْ.
وَقَتَلَ شَعْبًا آمِنًا،
مَسْأَلَةٌ فِيهَا نَظَرْ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قَدْ هَجَمَ الذِّئْبُ عَلَى الْغَنَمِ،
فَشَتَّتَ أَشْلَاءَهَا وَثَارْ،
وَطَرَدَ سُكَّانَ الْغَابَةِ،
وَنَزَعَ كُلَّ الْأَشْجَارْ.
فَثَارَ الْقَطِيعُ وَقَالَ:
مَا حَدَثَ يُعَدُّ كَعَارٍ،
لَا بُدَّ مِنْ حُكْمٍ عَادِلٍ،
لِيُعَاقِبَ كُلَّ الْأَشْرَارْ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اِجْتَمَعَ سُكَّانُ الْغَابَةِ،
وَاتَّفَقُوا بِتَحْكِيمِ حِمَارٍ،
فِي ذِئْبٍ يَنْهَشُ فِي خِرَافٍ،
وَيَقُولُ بِإِنَّهُ مُخْتَارْ،
وَأَنَّهُ مَبْعُوثٌ إِلَهِيٌّ،
لِلهَدْمِ وَتَخْرِيبِ الدَّارْ.
قَدْ حَوَّلَ الرَّوْضَةَ لِغَابَةٍ،
وَلِسَاحَةِ حَرْبٍ وَدِمَارْ.
فَوَقَفَ الْحِمَارُ لِيَنْهَقَ،
وَقَالَ: بِيَدِي الْقَرَارْ،
كَلِمَاتِي فِي الْغَابَةِ سَيْفٌ،
وَالذِّئْبُ لَدَيْهِ الْخِيَارْ:
إِمَّا أَنْ يَرْضَخَ لِلْحُكْمِ،
أَوْ يُنْفَى مِنْ تِلْكَ الدَّارْ.
فَعَوَى الذِّئْبُ بِخُبْثٍ،
وَقَالَ فِي سِرِّهِ الْمَكَّارْ:
أَنَا لَنْ أَسْتَسْلِمَ لَهُ يَوْمًا،
وَلَنْ أَخْضَعَ يَوْمًا لِحِمَارْ.
بِدَهَائِي سَأَسْطُو عَلَى عَقْلِهِ،
وَبِحِيَلِي أَصُوغُ الْقَرَارْ.
فَقَالَ الذِّئْبُ لِلْقَاضِي:
إِنَّكَ ذُو عَقْلٍ جَبَّارْ،
(فَنُوبِلْ) حَتَّى تَنْتَظِرُكَ،
فَعَدْلُكَ فَاقَ الْأَقْدَارْ.
فَسَعِدَ الْحِمَارُ لِقَوْلِهِ،
وَعَقْلُهُ مِنَ الْفَرْحَةِ طَارْ،
وَتَرَكَ الذِّئْبَ كَي يَنْهَشَ،
كُلَّ الْجِيرَانِ وَقَدْ جَارْ،
فَنَدِمَ سُكَّانُ الْغَابَةِ،
لِتَرْكِ الْحُكْمِ لْحِمَارْ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اِجْتَمَعَ سُكَّانُ الْغَابَةِ،
لِحَلِّ ذَاكَ النِّقَارْ،
فَقَالُوا: الْفِيلُ كَبِيرُنَا،
وَحُكْمُهُ هُوَ الْقَرَارْ.
فَرَفَعَ الْفِيلُ خُرْطُومَهُ،
وَنَهِيمُهُ هَزَّ الدِّيَارْ،
وَقَالَ: سَأَذْهَبُ مَعَكُمْ،
لِحَلِّ هَذَا الشِّجَارْ.
وَسَارَ الْفِيلُ فِي طَرِيقِهِ،
يَدُوسُ جَمِيعَ الْأَزْهَارْ،
فَأَبَادَ جَمِيعَ الْحَدَائِقِ،
وَحَطَّمَ كُلَّ الْأَسْوَارْ،
فَأَفْنَى مَلَايِينَ الْأَغْنَامِ،
وَأَشْعَلَ فِي الْغَابَةِ النَّارْ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَاِجْتَمَعَ سُكَّانُ الْغَابَةِ،
وَنَدِمُوا عَلَى كُلِّ مَا دَارْ،
فَمُخْطِئٌ مَنْ حَكَمَ فِيلًا،
أَوْ تَرَكَ الْحُكْمَ لِحِمَارْ.
فَالْأَمْرُ يَعُودُ لَنَا دَوْمًا،
فَبِيَدِنَا نَحْنُ الْقَرَارْ،
فَالْعَدْلُ رَهْنٌ بِيَمِينِكَ،
وَلَيْسَ بِفِيلٍ وَحِمَارْ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شِعْرٌ: مُحَمَّد تَوْفِيق
مِصْر – بُورْسَعِيد
مسارات. الكاتبة: ندين نبيل عبد الله أبو صالحه. النجوم مرصعة بعقود وقرون من الحب والحنان مكتوب عليها، تنبعث من روح إلى روح. مكسورة في اللطف، لكنها جذعة في وجدان القلب لا تُنسى، مهما طال الزمن. الآن، قلبه مغروس في أنفاسي. تنفس وعش. الحياة بحلوها ومرّها. اسحق الألم واستمر في الحياة الحقيقية. بطرق وأساليب عديدة، من أجل هزيمة العالم والكون، إنها لعبة. يجب أن نستمر ونتذكر من عصور أخرى، لأنها تجارب متكررة. نتعلم من أخطائنا وأخطاء من سبقونا. هذا واحد صغير يتعلم من المنارة التي، مثل النجوم، لكل منها أسلوبها ومنهجها، ولكن لكل منها نهاية واحدة، وهي الموت، الذي لا مفر منه.
🌷🌷 عـبـير الــروح الامــل. 🌷🌷
عبير الروح الامل..نكتبه بين سطور الجمل نخطه بكلامات رسمت انغام للفرح تسعد القلب كشعاع شمس ينوره انحني بين جبال الافق يحتضن يوم جديد وارزاق من قادر مقتدر🌷
وفؤاد ينشرح بين سكون وهدوء لنسيم يراقص الاوراق تتمايل علي الاغصان كحسناء احمرت حياءا زادها وقار الشرف وهامة للسماء كشموخ بنت العرب والاصل🌷
اهدتنا التلال باقة من الورد والزهر بروعات الالوان عطر يناجي الوجدان ينساب للب الوريد جاور اماني للفرح لسعادة تعيش للابد ازالت سواد تلاشى ورحل منكسر🌷
لنكن بشر اخوان رمز السلام نزرعه وسام نتكاتف لنبني اليوم مع الغد ونرمي الشر والكره والغل لا مكان لهم بين العباد الا احبة في الله تعلو راية الاسلام وقرأن نقشناه بشموخ تليناه ايات بينات لرحمن رحيم سلام عينه ماتنام🌷
ورحنا نجري بين زخات المطر نروي قصص الماضي الجميل وحزن وهم رميناه يوم لعبنا بالوحل شيدنا قصورا وقلاع ونحن الامراء والعرش كون فسيح نراه عالم ساحر نعيشه عمرا🌷
وخريف يروي جمال نافس الربيع منه البريق تتناثر الاوراق كنجمات زاهية مع الرياح تودع عام رحل يحمل انين تركه يبكي انيس منه مامل🌷
لننسي عقود رحلت عنا مودعة نفتح ابواب مغلقة علها تكون وطن نسكنه هو الامس والحاضر اليوم والغد نشاركه تاريخ الماضى وذكريات نقشت مداد للحبر🌷
والصبر تاج صاحبه الذهب تبارك اسم الله توكلنا عليه حاكم عدل ملك الكون خالق الخلق رافع الأعمال غفار تواب حليم بالعباد وجنة ونار لمن تاب وعبد الله من القلب فاز بالجنان الخلد🌷
🌷 الأديبة العصامية 🌷 عناني حورية🌷
((( ربما تشغلنا الحياة )))
ربما تشغلُنا الحياةُ بأمورها.
فتُبعدنا عن لقاء مَن نُحب.
لكن الذين نُحبهم، لا يزال حبُّهم مشعًّا في القلب وساكناً في أعماقنا
ومهما أبعدتنا مشاغل الحياة عن لقياهم...
فإنّ طيفهم الواسع لا يزال يحلّق في أجواء سمانا.
وحروفهم الذهبية منقوشة على صدورنا.
لن ننساهم أبدًاً.... أبدًا.
ما دامت الحياة مستمرة.
والأيام تمضي.
ولابد أن يأتي يوم من ألايام
نلتقي بهم فيه نسعد معهم.
نفرح ونمرح ونضحك.
ونجتمع تحت خيمة واحدة.
تضمّنا.
ولا يفرّقنا الزمان.
مهما طال أو قصر.
بقلم: سليم علي الطشي
صورة. احمد محمد علي بالو
كلما فكرت أن أقرأ بين السطور أتذكر الصورة
مرسومة بريشة فنان مطبوعة ضمن صورة
أفتتح عددًا من أباريق الذات اكتشف صورة
أنظر إلى عينيك فتنزل من خلالها صورة
أبحث عن أسطوانة أنثى رومانسية ممزوجة بصورة
هزت شاعرة حروفي المنسية في صورة
تلتقي نظراتي ورود الكبرياء وتبقى الصورة
تسافر في الحياة وتعود حواء لتخرج صورة
كتبت اعترافاتي من زنزانة العشق فاختفت الصورة
أقف عند إشارة المرور لأرى إمرأة ثكلى داخل صورة
أشهد أمام المحكمة أنك أجمل صورة
أبحث عن تفاحة آدم خطفتها حواء فألتقطها بصورة
أهواك يا أنثى الشهباء لأسال أين أختفت الصورة
هي أميرتي ومحكمتي الوردية وستبقى داخل صورة
لازلت لا أعرفها. صدقني أيها الباحث عن صورة
كم عمرها لا أذكر ما أسمها لا أذكر هي صورة
ربما أجدها في أي بقعة تحتوي على صورة
أو أحتاج لجواز مرور في داخله صورة ولتنهداتي بقية
احمد محمد علي بالو سورية
ملك القلوب
في ذكرى إستشهاد الرئيس
إبراهيم الحمدي
منصور الحماطي
في سالف العصور
والزمان
كان حارسٌ في التلالْ
بطبعه لا ينام
عيونه تجول
في السهول ..
والجبالْ
يحرس الحقول والذمامْ
من حب شعبه لهُ
صار حاكماً
وصار الناس في عهده
في الخصب ..
والأمانْ
يسوس شعبه
باللين.. والحنانْ
كان عادلاً ..
وحازماً ..
لا يقبل الغش ..
لا يقبل الهوان
ساد العدل في شعبه ...
ساد الحب ..
ساد السلامْ ..
فاستجابت السماء
بمزنها الغزير
واستجابت الحقول
للغراس والنّماءْ
صارت كُل البلاد
من حولهِ
تطلبهُ حاكماً لها
في ظل عدله
أختفى الحقد ...
أختفى الشجار
صار الناس إخوة
في البر ...
والبحارْ
في ليلةٍ أجفلت
من هولها الجبالْ
أُعلن موته الحزين
وقتله كان من حاقدٍ جبانْ
فأجدبت من بعده الأرض ...
واكفهر وجه السماء ...
وضاع من بعده العدل، ...
ضاع الحب .. ضاع السلامْ .
* صنعاء
11 أكتوبر 2018م
الشروق الجميل
منذ صغري وأنا أعاني في حياتي ما لم يعانِ منه أحدٌ أبدًا، ولم يفارقني الحزن، وكأنني خُلقت خصيصًا له، وكأن الشقاء قد رفض أن يتركني لحظة واحدة أسعد فيها. فلا أذكر موقفًا واحدًا سعدت فيه لأتحدث عنه، حتى أكون منصفة في سرد الشقاء الذي بلغ ذروته وعشته لحظة بلحظة.
فمنذ نعومة أظفاري وأمي كانت تعاملني بمنتهى القسوة، لدرجة أنها كانت تضربني بقطعة من الخشب مُثبَّت في طرفها مسمار مدبب، أو تكوي أي جزء من جسدي بسكين وضعته على النار، وكأنها زوجة أبي ولا تطيق وجودي، أو كأنني لست ابنتها. فقد كانت ترى أن القسوة في تربية الفتاة الريفية أمر طبيعي، خشية أن تنساق وراء اللاتي في المدينة وما يُتداول عنهن من أخبار من هنا أو هناك.
أما أبي – سامحه الله – فقد كان مثل بعض الآباء يرى أن دوره في الحياة قاصر على توفير احتياجات البيت، فلم أذكر أنه ضمّني إليه برفق وحنان كما يفعل الآباء غالبًا، ولم يُنكر على أمي قسوتها في تربيتي، بل أغمض عينيه حتى عن الاسم الذي اختارته أمي عند مولدي، وهو اسم موضع سخرية من كل من يسمعه.
وعندما تقدم للزواج مني أحد شباب قريتنا، سعدت بذلك على أمل الخروج مما أجده من قسوة بالغة، وما هي إلا بضعة أيام قليلة حتى شعرت كأنني لم أغادر بيت أبي، فقد كان زوجي هو الآخر لا يقل قسوة في التعامل معي عن قسوة أمي، وكأنها حذرته من التراخي في التعامل معي. لدرجة أنه قد أحبط محاولة انتحار كادت تؤدي إلى حتفي، ثم وجدته قد بدأ يلاطفني ويعاملني برقة، وأنا في غاية الدهشة، حتى أيقنت أنه فعل ذلك للحصول على السلسلة الذهبية الوحيدة التي أملكها، فاضطررت لإعطائها له ليبيعها ويتمكن من السفر للعمل في إحدى دول الخليج.
ولما عاد بعد بضعة سنوات، دفع كل ما يملك في شراء قطعة أرض زراعية، تبيَّن فيما بعد أنه اشتراها من رجل أوهمه أنه صاحبها بأوراق مزوَّرة.
وذات يوم، سقط زوجي مغشيًا عليه، فحمله بعض الناس، وقد فارق الحياة على الفور.
وهكذا رحل زوجي وتركَني صفر اليدين، لا أملك قرشًا واحدًا. ولم أرغب في اللجوء إلى أمي، فقد فررت منها بلا عودة، الأمر الذي اضطرني للعمل، سواء في سوق القرية أبيع وأشتري، أو أعمل في أرض زراعية، أو أعطي دروسًا خصوصية لبعض أطفال القرية... ولم أنم في يومي إلا سويعات قليلة.
وإن كان الأمر قاصرًا على نفسي فقط، فلن أبالي، ولكن كل ما كنت أفعله كان من أجل أولادي. وقد أعرضت عن الزواج نهائيًا من أجلهم، وآخر من رفضت الزواج منه هو شقيق زوجي، فلم أعد أستطيع أن أتحمل المزيد من المعاناة، ومن يتحمل مثلي ما تحملت؟
وقفت ذات يوم أمام المرآة وبكيت بشدة على ما آلت إليه حياتي، ونسيت أني امرأة لها كيانها ومشاعرها. فغيري تنعم بحياتها، وأنا أشقى فيها، وغيري تجد من يتحمل عنها، وأنا أحمل فوق رأسي وطأة المسؤولية، وغيري تجد من يحنو عليها ويضمها إليه برفق ومودة، وأنا أعيش وكأن الحياة قد خلت إلا مني. تحطمت... انهارت قواي... وفي حركة لا إرادية أمسكت المقص ونزعت شعر رأسي كله، فأنا أي شيء إلا أن أكون امرأة أبدًا.
ظللت على هذا الحال حتى حدثت المفاجأة الكبرى. فمنذ بضعة أيام، انتشرت الأنباء عن تفشي فيروس كورونا في العالم كله، وبذلك لم أعد أستطيع العمل إلا خلال الساعات المسموح لنا بالتحرك خلالها.
وذات يوم جفاني النوم، ووجدت هاتف ابني الجوال، ففتحته لأقرأ كل ما تقع عليه عيناي، حتى استوقفني مقال أعجبني كثيرًا بعنوان «دعوة للتفاؤل»، الذي نشره الأستاذ عبد الوهاب خليل. وما أحوجني لمن يخرجني مما أعاني منه ومن الإحباط الشديد الذي أشعر به.
فبادرت إلى الكتابة له في صفحته الخاصة، فرحب بي ترحيبًا طيبًا، ووجدته أبًا رحيمًا عطوفًا، استطاع بسعة صدره وهدوئه المميز، وتأثيره العجيب، أن يجعلني أشعر كأنني أعرفه منذ زمن بعيد.
واستطاع ببساطته وحسن متابعته أن يجعلني أتحدث معه في كل ما قاسيت منه في حياتي، فقد جعلني أشعر كأنه الأب الذي افتقدته. ومن يومها أصبح كالشروق الجميل الذي أضاء وجوده ظلمة حياتي.
مع تحياتي
عبد الفتاح حموده
.



























































